~ هانيول ~

لم استطع التوقف عن التفكير فى يوما كهذا منذ مده
لقاء عائلتى او بالاخص ابى الذى هجرنى منذ زمن بعيد
و والده كين التى بالتأكيد تكرهنى بشكل كبير

عدت ادراجى الى الصف فقد انتهت فتره الغداء دون ان اتناول شيئا
دخلت متأخره الى الصف و انا لا اعلم ماذا على ان افعل عندما التقى بكين مره اخرى
هل على ان ادعى الجمود ام على فقط طلب المغفره منهم
لم ابه بنظرات ديهيون التى لم تتركنى لحظه
هل اخبره زيلوعن معامله كين القاسيه لى منذ قليل ام ماذا
ام هل يعتقد بأننى افكر الان بما حدث معه بالامس
جلست بجانبه ليشرد ذهنى بعدها و انظر الى البيوت الملونه من نافذتى المجاوره  
وجدت ديهيون يدير جسدى تجاهه
لانظر نحوه بعيون فارغه
"هل حدث لكى شئ ما"
لا اريد الرد عليه
لا اريد الرد على احد ابدا و انا فى هذه الحاله
ولكننى اخشى بان يكون زيلو قد اخبره بما حدث منذ قليل
يكفى بأن هيمتشان يكره كين بسببى
لا اريد من كين ان يتأذى بسبب ديهيون ايضا
قلت بصوت خافت
"لا شئ "
"ولكن ملابسك تقول عكس ذلك"
نظرت لملابسى لاجد قميصى قد تمزق زران منه 
استطيع ان ارى عظمتى الترقوه من خلال فتحتى القميص
غير انه خارج تنورتى بالكامل الان
ليس لدى قميص اضافى اليوم لذلك فقط امسكت طرفاه بيدى حتى لا يفتح مره اخرى
و تركت قميصى خارجا دون ترتيب
"هل تنمر عليكى احدهم "
قالها و ابتسامته الساخره البسيطه التى تصاحبه دائما قد ظهرت مره اخرى
تنهدت براحه
يبدو بأن زيلو لم يخبره بما حدث
"يبدو ذلك"
"انتى حقا غبيه جدا لذلك تكونين طعما سهلا للتنمر"
"اعلم ذلك "
وضعت يدى لاغطى وجهى حتى استطيع ترتيب افكارى
تاركه قميصى الممزق بإهمال
و لكننى لم استطع ان اهدأ
قلبى يدق بقوه
لا اريد ان اراهم
لا اريد
هذا ما يدور داخل عقلى الان
ضربت الطاوله بيدى بقوه
شعرت بفزع ديهيون بجانبى
"ياه ايتها الغبيه"
اخذت اضرب الطاوله كثيرا
لم ابه بالطلاب الموجودين المصعوقين بسبب ما يروه الان
مرات عده و بقوه
لا اعلم لما لا احس بوجع او الم فى يدى
اخذت اضرب بشكل اقوى حتى اشعر بالم يعيدنى الى الواقع
اريد العوده الى ما كنت عليه قبل سنتين
و لكن ديهيون امسك يداى ليوقفنى عما افعله
"ياه هل جننتى"
صرخ بوجهى
"ما بك"
"لا شئ انا بخير"
قلتها و قلبى يغلى من الداخل
نبضات قلبى الغبيه لا تريد التوقف عن الضجيج الذى تصدره
احس بأن قلبى سيخترق جسدى بعد قليل طالبا الهروب منى
"لقد جننتى حقا كيف لكى ان تفعلى شيئا كهذا فلتنظرى الى يديك"
هناك جرح بسيط قد تشكل على جانب اصبعى
" فقط حاولت التخفيف من ضغطى الذى اشعر به"
ترك يدى ليذهب الى خزانته التى تقع خلفنا مباشره ليخرج منها لباسه الرياضى ليعطينى اياه
"ليس عليك فعل هذا حقا"
"فلترتديه فقط"
امسكت الملابس
"شكرا لك"
"فلتذهبى لتغييره الان"
ذهبت الى دوره المياه لتغير ملابسى 
و عدت الى الصف مره اخرى
شئ محرج جدا باننى ارتدى ملابس ديهيون الرياضيه الواسعه على جسدى
حتى اننى استطيع شم رائحه الليمون المنشع بها

انتهت الصفوف لاجد زيلو يأتى الينا لاهثا
" نونا هل انتى بخير؟"
نظر ديهيون الى زيلو باستغراب
"زيلو هل تعلم ماذا حدث معها"
ايش سينكشف امرى
نظر نحوى زيلو بملامح معتذره
"فقط لا شئ"
"انتما تربكانى حقا سأذهب الان"
"هيونغ فلتأخذنا معك انتظر"
وصلنا الى البوابه اخيرا
صدرى كان يزداد ضيقا مع كل خطوه
معرفتى لما سيحدث كان يفقدنى صوابى
لم اجد كين عند البوابه
هل يمكن بانه قد تركنى اليوم
كدت ان اتخطى البوابه لالمحه بعيدا عنى يسند على شجره كبيره على الطريق
لقد رأنى هو الاخر ليتقدم بعدها نحونا
"مرحبا ديهيون"
قالها بابتسامه عميقه ليبادله ديهيون ايضا
نظر بعده الى زيلو 
"اسف بشان ما حدث زيلو مرحبا بعودتك"
رمقه زيلو بنظره عتاب 
"طالما على معرفه ما يحدث فسوف اسامحك"
هل احاول الاختباء منه الان 
وجودى خلف ديهيون مباشره دليل على ذلك
تقدم كين ليسحبنى من خلف ديهيون لاقف بجانبه
"فقط كان لدى بعض الاحاديث معها"
تفاجئ ديهيون
"هل تعرفها"
"بالتأكيد ما رأيكم بالذهاب الى احد المقاهى لشرب شئ دافئ الان"
"هيا بنا اذا"
امسكنى كين من يدى ليرشدنى للسير بجانبه 
و ترك يدى بعدها
ديهيون الذى لم يبعد عيناه عنا نحن الاثنين
ليس و كأنه يغار و لكننى اعتقد بانه يستغرب معرفه كين بى 

وصلنا الى المقهى ليجلسنى كين الى جواره
جاء النادل ليسأل بعدها كين كلا من ديهيون و زيلو عما يرغبان بشربه
" كابيتشينو"
" امريكانو"
نظر بعدها الى النادل ليخبره 
"ليمون ساخن و قهوه"
اذا لازال يتذكر ما احبه
"اذا ما الذى بينكم انتما الاثنين"
سأل ديهيون بفضول 
لم اعلم بانه فضولى هكذا
من الممكن لانه معتاد على كين
"هل من الممكن بأنكما حبيبان"
قال زيلو لاجد كين يضحك 
"هل انت غبى .انتم لا تعرفون بأننا اشقاء"
مرر اصبعه نحوى ونحوه
"ماذا"
"حقا"
" اجل انها شقيقتى من زوج والدتى"
" هل هذا صحيح هانيول"
لانزل رأسى بعدها
"اجل"
"ولكن لما لا تعيشان معا اذا"
"لقد اتيت اليوم لأخذها الى المنزل "
"انت لا تعتنى بها اليس كذلك" 
قال ديهيون و قد وصلت المشروبات
" هل ادركت هذا الان فقط"
"لما لا تأخذها الى منزلكم حتى الان"
نظرت الى ديهيون الذى شعرت بأنه تدخل اكثر من اللازم ولكننى بقيت صامته
"لقد كانت تعيش وحدها و نحن انتقلنا الى اليابان"
سأل زيلو
"و لكن لما لم تأخذوها معكم"
"هى لم ترد ذلك .لذلك ساعيدها اليوم الى منزلنا"
"يا له من شئ مطمئن"
شئ مطمئن .هل لهذه الدرجه كنت عبئا عليه
"و لكن كيف تعرفتما عليها"
" هيمتشان اخبرنا عنها "
قال ديهيون وهو يشرب مشروبه بكل برود
كيف لى ان افكر بأنه معجب بى
يالى من حمقاء
" ولكن لما لم تخبرنا عنها من قبل"
"فقط انا اكرهها"
تسمر الاثنان فى مكانهما و كأن الوقت قد توقف بالنسبه اليهم
ليس وكأن كين يستطيع الكذب
"ماذا"
قال زيلو
" لقد سببت لى الالم لذلك اكرهها"
لم يتحدث بعدها احد
فقط بقينا ننظر الى بعضنا البعض 
"فلنغادر اولا هانيول فوالدتى تريد رؤيتك"
امسكنى من ذراعى ليجعلنى اقف 
نظر نحوى ديهيون و هو لا يعلم كيف يتصرف
انحنيت لهم 
" شكرا لكم على كل شئ"
كلماتى كانت تسودها الحزن و لكن ستبدأ حياتى تعود الى الجحيم مره اخرى
قمنا بالمشى الى المنزل 
فمنزله قريب جدا من المدرسه
لا اعلم ماذا سيحدث فى بيت زوجه والدى 
ما حدث منذ سنتين كان شيئا قاسيا جدا كى اتحمله
وصلنا الى المنزل و