حسنا, حسنا…انا آتية
اغلقت سماعة هاتفي وارتديت سترتي وتوجهت نحو مكان اللقاء مع كريس. كان يبدو من صوته انه متوتر و ان الجرأة اخذت طريق اخر عن طريقه. عندما وصلت الى المكان ذو الضوء الخفيف والقريب من البحر. وقفت للحظة ابحث عن كريس.. عندما رأيته جالسا مع راسه مخفوض ينظر كالمذلول, توجهت نحوه بخطوات مترددة وتعابير القلق واضحة على وجهي. وقفت امامه فرفع راسه ينظر الي باعين دامعة, جلست جنبه على حافة الرصيف وترقبت تعابير وجهه الحزينة
أنا: كريس ما بك? بدوت مذعورا على الهاتف. ما الذي تريد اخباري به?
كريس: *وهو يلعب باصابعه* ناريم.. *همس وكانه فقد كل طاقته
انا: ما بها? احدث لها مكروه ما?
كريس: سمعتها… تتحدث على الهاتف مع شاب وتقول له كم تحبه
أنا; *مصدومة* اانت متاكد?
كريس:*أومأ براسه* حتى رايتها معه في القهوة… يمسك بيدها وهي تضحك..
انزعجت , وبات الضيق واضح على ملامح وجهي.. كيف يمكنها أن تفعل هذا به؟
أنا: ربما..
كريس: لا تختلقي لها اعذارا.. كل شيء واضح.
تجهمت وحاولت ان اواسيه. اطلق كريس نفسا عميقا
كريس: ______-ياه…. ايمكنك ان تحضنيني? *نظر الي بعيون براقة* لكي لا اشعر وكأنني وحيد في هذه الدنيا?
من دون حتّى ان اسمح له بضمي اليه، اقترب مني واستراح بجبينه على كتفي يشهق وكأنه يريد أن ينفث روحه المتعذبة خارجاً. عندها احسست بعذابه كم هو محطم نفسيا وعاطفيا, ويشعر بان حبه الاول خذله. ربتت على ظهره. وهمست له
أنا: ربما شاء القدر ان يظهرها على حقيقتها لانك تستحق افضل منها
كريس: فعلا استحق افضل منها. استحق فتاة تكون بجانبي وتترك كل شيء جانبا لتواسيني. وتغادر بيتها الدافئ لتلتقي بي عند شط البحر لتطمئن علي. احتاج الى دفء فتاة تحيي فيني الحب الذي مات فيي.. وان تنقي العاطفة المتلطخة بسموم ____.. *فك العناق ونظر الى عيوني بعمق* استحقك انت.
بالنظر إلى عينيه اتضحت لي مشاعره الصادقة الغير محدودة.. تنهمر كالأمطار علي، وأينما هربت لا يمكنني أن أتفاداها. وينتهي بي المطاف أن أكون مبتلة من رأسي لأخمص قدمي.. أدركت أن لا مجال للهروب من واقع حبه لي.. ولم أتمكن من إنكار ذلك الشعور الذي يحسه بعض الأشخاص ولا يمكنهم التحكم به. لم يتواجد سوى أنا وهو وحبنا الخالد
دام صمتنا لدقائق.. تلك الكلمة ذات الأربع حروف عجزت أن تهرب من شفتيّ، رغم أن قلبي كان يتفجر بأحاسيسه وكنت أصرخ بداخلي عن حبي له.. إلا أن تلك الكلمة البسيطة رفضت أن تخرج.. أعتقد أنه م يطلب مني ذلك حتى.. فالعيون _نوافذ القلب_ هي التي تجرأت بفض كل ما كان قلبي يريد أن يوضحه للشخص الذي أمام عيني.. أنا أستحقه كما هو يستحقني.. وجدته يشدني إليه مجدداً وأحسست بقبلة رقيقة على جبيني البارد، بينما وضعت أذني على صدره أستمع إلى نبضات قلبه النظامية.. لم أندم على تلك اللحظة التي تركت بها بيتي الدافئ المريح، لألجأ الى الدفء الحقيقي وأنا بين ذراعيه، شاكرةً لكل اللحظات التي ساندته فيها. لتجعلني أخيراً أسيرةً لقلبه، روحه، وعاطفته