Kai ~لماذا عدت~

تخيلات عن EXO

                                   

“أوووووه.. سومي.. مبرووووك.. متى حفل الزفاف؟” سألت صديقتي بكل بهجة والابتسامة الواسعة لا تفارق شفتاي وأنا ألعب بكأس الشاي الذي يتصاعد منه البخار أثناء مشاهدة حركاتها على شاشة الحاسوب. 

سومي: في الـ 18 من هذا الشهر! عليكِ القدوم! 

أنا: بالتأكيد! عليّ أن أحجز تذكرة الطائرة أولاً..

سومي: لا داعِ لقد تكلفنا بالأمر.. أرسلنا لكِ تذكرة الطائرة منذ يومان! 

أنا:ماذا؟! أوووووه! يا لهذه المفاجأة الجميلة!

سومي: _____-ياه.. فرحتي لا تكتمل من دونك

دمعت عيني على سماعي تلك الجملة. ليس لأنني تأثرت بكلامها الصادر من صميم قلبها فحسب، بل لأن شخصاً آخر قالها لي ذاتَ مرة. شخصاً رحل عن حياتي بإرادته الشخصية.. 

 

سومي: ____-ياه.. أما زلتي هنا؟

أنا: ن-نعم..

سومي: لـ-لقد.. دعوته ليحضر زفافي.. 

أنا: من؟.. 

سومي: جونغ-ان..

تلك كانت إحدى اللحظات التي يتقلب فيها فرحي لحزني.. لطالما أخبرتني سومي أن الفرح لا يدوم وينقلب حزناً في آخر المطاف. كنت أعتقد أنها ساذجة وتفكيرها دائماً سلبي ويائس.. ولكنني الآن أجد كلامها منطقياً. فالفرح لم يدم ثوانٍ حتى..

أنا: وهل تعتقدين أنه سيأتي؟ [حاولت أن أبدو عادية جداً وأنني متقبلة واقع بعده عني]

سومي: طبعاً، لقد وافق على المجيء!
أنا: أووه.. لقد مر زمناً طويلاً على رؤيتنا له.. سنتان تقريباً..

سومي: نعم..

شعرت بدمعةٍ تهدد على مفارقة عيوني عند حلول لحظة صمتٍ غريبة. ابتسمت على الفور قبل أن تلاحظ حزني وادعيت بأنه علي شيء للقيام به.

أنا: سومي علي الرحيل.. لقد تذكرت بان هناك شيئاً علي إنهاؤه.. 

سومي: حسناً.. أراكِ بعد أسبوعين.

أنا: أجل.. تهانيّ لكِ مجدداً!

سومي: شكراً.

لا أدري ما الذي أصابني. تعلّمت من تجربتي الفاشلة ما جونغ-ان بأن الحب -مهما بلغت مرحلته من العظمى- لا يمكن أن يكون خالداً.. فهنالك شيء في الحياة يبعدنا عنها وتغير قلوبنا.. أهمها العمل.. جبور الرحيل على الرغم من أنك تحب الشخص وتهتم به.. ولكه يتوجب علينا أن نتخلى عن شيءٍ في الحياة لنلاحق أحلامنا. وجونغ-ان تخلى عن الحب.

حاولت ألا أفكر بذلك اليوم المقبل، متمنيةً بألا يحل. ولكن الوقت خدعني وجاء ذلك اليوم بغتةً كالضيف الغير مرغوب به. تفحصت شكلي في المرآة ورسمت ابتسامة مزيّفة على وجهي.. هذا ليس اليوم الذي أمارس فيه شفقتي على نفسي و أحارب قلبي الخفاق وأنا على وشك رؤيته، إنه حفل زواج صديقتي القريبة وعليّ أن أكون سعيدةً لأجلها. بتشجيع من نفسي خرجت إلى الصالة الكبيرة التي تجمع بها الجميع. لقد أوشك الحفل على الانتهاء، ولم أراه بعد. على الرغمن من أنني لم أرغب برؤيته إلا أن عيوني كانت تبحث عنه باستمرار لسبب ما. توقفت عن البحث عنه عندما سمعت صوت صراخ حماسي من مكان ما. شاب ما يدغدغ حبيبته ويلاحقها، على الأرجح كانوا يرغبون بلفت الأنظار فحسب. أناسٌ سخيفون.

أبعدت ناظري عن الزوجين وتذمرت على ألاعيبهم الطفولية. عندها لمحته عيناي.. لم يتغير كتيراً بناظري، ابتسامته المشرقة ما زالت كما هي، نظراته الآثرة لم تتغير أيضاً. ما زالت لديه تلك النظرة التي لطالما عشقتها، النظرة التي جعلتني أشعر بالأمان الأبدي.. وانظروا ما الذي حصل لهذا الأمان الأبدي.. ههه شيء مثير للشفقة. أخذ يقترب إلي ببطءٍ بعد حالة الجمود التي انتابت كلانا جسدياً. حسناً، لقد ازداد وسامةً وازداد طولاً عن سنتين. أما ابتسامته الماكرة ما زالت كما هي منذ سنتان. نظرت للأرض عندما وقف أمامي. فجأة شعرت بذراعيه حولي. لماذا يفعل ذلك؟ أليس من الواضح أن عيني تلهّفت شوقاً لرؤيته؟ ألا يتمكن من سماع نبضات قلبي المتباطئة؟ بادلته العناق بضعف على الرغم من أن كبريائي كان يمنعني من فعل ذلك. ربما الآن شعر بأنني لا أستقبله بصدر رحب على ظهوره بعد سنتان من الاختفاء وانقطاع اتصال كلي. فكّ العناق بعد تردد بشكل متقطّع وأمسكني من ذراعي ونظر إلي نظرة بابتسامة طفيفة

كاي: لقد مر وقت طويل منذ رؤيتنا لبعضنا البعض.. كيف حالك؟

أنا: أنا بخير.. 

كاي: لا تبدين بخير بالنسبة لي.. [ضحك بخفة وثم عض على شفته السفلى وهو يترنح يميناً وشمالاً بعد أن وضع يديه في جيوب بنطاله.] 

سُمِعَ صراخاً مجدداً من بين الحشد.. التفت جونغ-ان إلى الجموع ومن ثم التفت إلي مجدداً.

كاي: أتريدين أن نبتعد عن الجموع قليلاً؟

قبل أن أتمكن من الجواب، مسك يدي وأبعدني عن الجميع. مشيت خلفه وسمحت له بأخذي حيث يشاء، غير مباليةً بما سيحدث بعد ذلك. توقف بي فجأة ونظر إلي.

كاي: أتريدين الجلوس؟ [بابتسامة رقيقة]

حملقت فيه لبرهة. لماذا يشعرني وكأنني أعيش لحظة من الماضي؟ وكأن شيئاَ لم يحدث بيننا؟ لقد هجرني لأجل حلمه. ربما تعتقدون إنه حلمه وعليه أن يحققه عندما تنتابه الفرصة للقيام بذلك، ولكن ما الذي سيحصل لي أنا؟ ألم تكن علاقتنا السابقة قوية بما فيه الكفاية ليلتفظ بكلامٍ فحسب بأنه لا يريد الرحيل عني. ما زلت أذكر تلك اللحظة عندما جاء إلي وأخبرني بدون تفكير مليّ “____-ياه لقد نجحت في تجارب الأداء لشركة SM الترفيهية! سأصبح نجماً وسترينني على التلفاز! سأغادر بعد يومين إلى سيؤول” ما هذا الهراء؟! ألم يتمكن من أن يخفي حزنه لفترة قصيرة ويخبرني بعدها أن لطالما كان حلمه بأن يرقص أما بحرٍ من الجماهير؟ ربما عندها لكنت وافقت على رحيله وتقبلت بعده عني. ولكن الذي يغيظني بأنه قطع اتصاله عني كلياً، وكأنني كنت نكرة بالنسبة له.. وكأنني فقاعة فقعها عندما أصبحت أحلامه ملموسة.

نظرت إليه بأعين دامعة وهززت رأسي يميناً ويساراً. 

أنا: جونغ-ان لماذا أتيت؟

كاي: ماذا تقصدين بذلك؟ إنه حفل زفاف صديقتنا. 

أنا: ما الذي تفعله جونغ-ان [دمعت عيناي] لماذا تتصرف وكأنه لم يحدث شيء بيننا؟ وكأنك لم تتجاهلني لمدة سنتين وكأنه لا وجود لي.. ألا يحق لي -كحبيبتك السابقة- أن أحظى على قسوة شريفة منك؟ هجرتني هكذا فحسب وكأنني مخلوق لا يشعر بشيء. لدي قلب  يخفق داخل صدري، ويمكنه أن يحس بالألم من أفعالك هذه! لذا توقف عن اللعب بي! لا تفعل هذا! لا تفعل ذلك يا جونغ-ان.. إذا استمريت بذلك فسوف .. [توقفت لألتقط أنفاسي الحارقة] 

كاي: فسوف ماذا؟.

أنا: فسوف أقع في حبك من جديد.. [نظرت على الأرض] كما كنت أحبك سابقاً.. [نظرت للأعلى لملاقاة عينيه] وأنتَ لن تفعل.. لقد مللت  وسئمت من تصرفاتك الغبية.. لقد وعدتني منذ سنتين بأنك لن تتوقف عن حبي ولن تهجرني أبداً. أتتكَ الفرصة لتحقق أحلامك واغتنمتها ورحلت. [توقفت لبرهة وأنا أتنفس تنفس الصعداء.. كان صدري ضيّق علي وشعرت بخنجر يغرز قلبي بقوة فأغمضت عيني] أنا لا ألومك على اختيارك لمستقبل أفضل.. ولن أدعك تشعر بأنك نادم على اختيارك بما هو أفضل لك. فقط.. انسى وجودي. دعني أعيش براحةٍ تامة.. 

كاي: لا تقولي ذلك.. لطالما أحببتكِ، ومازلت أفعل. سبباً إضافياً لمجيئي اليوم هو لأنني اشتقت لرؤيتك.. ___ [أمسك بيدي] كنت أتوق لرؤيتك طوال هذه السنتين.. حقاً.. [نظر إلي بعينين دامعتين] لا أريد أن أخسركِ.. 

اقترب مني واحتضنني فجأة وأطلق نفساً عميقاً وكأنه بلغ الراحة النفسية التي كان يبحث عنها لفترة طويلة.. بقدر ما رغبت بالبقاء بين ذراعيه إلا أنني رفضت أن أقع في تلك المصيدة. حاولت أن أدفعه بعيداً، إلا أنّه شد العناق.

أنا: جونغ-ان.. اتركني 

كاي: لا. 

أنا: جونغ-ان أرجوك دعني اذهب..

كاي: [أحكم ذراعيه حولي] لا. [نظر إلي بعينيه البنيتان]

ربما رأيت فيهما بعض العاطفة. ولكن الأوان قد فات ليأتي إلي بتلك المشاعر.. لقد تأخر كثيراً..

أنا: جونغ-ان أنا لا أكرهك.. [أخبرته بعد صمت طويل] ولكنك لا تستطيع أن تصلح الأمور بيننا.

كاي: بلى! أستطيع! أخبريني ما عليّ فعله وسأقوم بذلك من أجلك.. من أجلنا..

أنا: ابقى هنا.. [راقبت تعابير وجهه المصدومة] ابقى معي هنا.. 

كاي: ____، أنا.. [صمت ونظر إلي بعجز]

ضحكت بطفافة وعانقته ووضعت ذقني على كتفه بحيث لا يمكنه أن يرى وجهي

أنا: جونغ-ان أنا أفهمك تماماً.. أنا أعلم ما هي أحلامك.. ما تريده من الحياة.. ولهذا السبب [شعرت بدمعة تسيل على خدي ببرود] ينبغي علينا أن ننسى بعضنا.

كاي: لا ترحلي ____ [شدّد عناقه] أنا أشعر بالراحة هكذا.. 

أنا: لذلك يجب أن أذهب

كاي: دعينا هكذا خمس دقائقٍ فقط..

أنا: جونغ-ان..
كاي: أرجوكِ.. خمس دقائقٍ فقط

تنهدت وأغمضت عيني وعانقته بشدة. لأكون صريحة مع نفسي، لقد كنت أشعر بالراحة أيضاً. لم أرغب بالرحيل. ولكنني لا يمكنني أن أتقبله. ظللنا هكذا لخمس دقائق، أو ربما أكثر؟ ابتعدت عنه ببطء ونظرت إليه.

كاي: لا ترحلي _____ … أريد أن أقضي كل أوقاتي معكِ..

أنا: لا أستطيع قضاء ثانية أخرى معك. لا أستطيع الذهاب معك، ولا يمكنك البقاء هنا معي.. لذا ودا- [قاطعني بطبع شفتاه على شفتي]

لم أكن أعلم أن قبلة تسترق وقتها من الثوان قادرة على أن تعيدني سنوات إلى الوراء. تسارعت أنفاسي وشفتاه تداعب شفتاي. توقف بعد برهة وابتعدنا عن بعضنا ببطء. نظرت إليه بعيون دامعة وشعرت بأنني كنت على وشك أن أختنق بدموعي. “وداعاً” أخبرته بصوت مرتجف وتركته وحيداً وانا أبتعد عنه بخطى سريعة ومن ثم بدأت بالركض بخفة وانا أشعر بالدموع تفيض من عيني.

ربما سأندم على فعلي لذلك الليلة، وغداً، واليوم الذي يتبعه، ولكنني سأعتاد على ذلك وأنسى مدى الألم بالراحة التي ستنتابني على قيامي بتلك الخطوة. ربما سأظل أحبّه للأبد، وربما هو فعلاً يحبني.. ولكن حياتنا لا يمكنها أن تتوافق. هو نجم يلاحق أحلامه، روحٌ حرة، كائن مستمتع، كالعاصفة وسط الرياح، هائج ويجذب كل شيء لناحيته. أما أنا؟… أنا فتاة بسيطة انجذبت للعاصفة ولكنها ناضلت حتى خرجت، وسأصبح كالبركان الخامد الذي لن يندلع مرة أخرى.. هكذا أصف حبّي نحوه. أحببته مرّة بكل ما لدي، ولكنني لن أسمح لعواطفي أن تتدفق من جديد، لأنه ليس مستعداً أن يبقى معي للأبد، لذلك كان علي أن أقوم بما سيريح كلانا لأجل مستقبلنا; الرحيل. وداعاً جونغ-ان، سأشتاق إليك.

——————————

هي أول ايميجن مأساوية بكتبها :”) 
شو رأيكن؟

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
SmSmELF
#1
Chapter 2: بيكهيون *-*
SmSmELF
#2
Chapter 1: *-* لقد حضنت كيونغسو <<انهبلت
كوماوا <3
Maissa #3
Chapter 16: واو *.* "عاجزة عن الكلام"
mess-exo #4
Chapter 3: It's awsome