كل يوم انتظر ليحل المساء، عندما يتحول لون السماء إلى السواد الداكن
. في هذه الأوقات أراه.. الشاب الذي يشتري الكحل من محلنا المتواضع .. يرتدي قبعة ورأسه دائماً مغطى، فمه وأنفه لا يظهران لأنه يرتدي كمامة، الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أراه هما عيناه الحادتان.. وفي الحقيقة، أرى ذلك من الكافي لأعجب به.. ناهيكم عن كلامه الرقيق ولو أن محادثتنا لا تدوم أكثر من ثواني وهو يقول: ” أريد شراء هذا الكحل ” ومن ثم يدفع لي ويشكرني بصوته الرقيق العذب بعد أن يدفع لي ثمن الكحل.. ربما يعتقد بأنني ساذجة أو منعمية عن حقيقة هويته.. ولكنني أعرف من هو.. فمن هو هذا الفتى الذي يخرج كل يوم بحدود الساعة الـ 10 مساءاً ليشتري الكحل من محلنا القريب من شركة اس ام، ويرتدي كمامة ويغطي وجهه؟! أليس ذلك من الواضح أنه إحدى مشاهير موجة الهاليو؟! أياً كان الأمر. الساعة شارفت للـ 10
صاحب المحل: أنا ذاهب الآن ، لا تنسي أن تغلقي المحل وتشغلي الإنذار بعد خروجك
أنا: نيه، انيونغ-هي كاسيو ( إلى اللقاء )
غادر صاحب المحل، وبقيت لوحدي.. انتظر هذا الشاب، ربما لن يأتي اليوم، ولكن حسب حساباتي فعلبة الكحل التي يشتريها لا تدوم معه أكثر من 4 أيام.. وآخر مرة رأيته فيها كان منذ 3 أيام… فلابد أن يأتي اليوم..
بعد انتظار قليل، نظرت إلى الساعة 10 و 15 لا أعتقد أنه سيأتي اليوم.. عندما وضبت المكان ورتبت أموري وجلبت أغراضي سمعت صوت صراخ من الخارج؟؟؟ صوت فتيات يدوين و يصرخن، ويرهقن حبالهن الصوتية..
أنا: ما هذا الضجيج الجنوني؟
توجهت نحو الباب.. وطليت من الزجاجة ورأيت فتيات يلاحقن شاباً يسرع بخطواته، يلتقطون له الصور
أنا: أومو!!! فتى الكحل!!
استمريت بمراقبة الوضع، حتى أصبح بالقرب من المحل، عندما أصبح قريباً فتحت الباب سريعاً و مديت يدي ومسكته من قميصه وأدخلته وأقفلت الباب بسرعة البصر، حتى هو كان في حالة صدمة! أغلقت الستائر وأخذت نفساً عميقاً يدل على راحة النفس، استدرت وواجهت الشاب الظريف
أنا: تأخرت اليوم… على… غير عادتك.. [ توجهت نحو المنضدة وأخرجت كيساً صغيراً وابتسمت بوجهه المنصدم ] تفضل!
ظل ينظر في وجهي، شعرت بغرابة ونوعاً ما بعدم الراحة
أنا: الكحل…………… ألا تريده؟!
هو: بـ-بـ-بلى… أريده.. [أطلق ضحكة توتر] حفظتي ما أتيت لأجله
أنا: بالطبع.. [ابتسمت] الساعة العاشرة كل 4 أيام تأتي لتجلب الكحل
هو: [ يبتسم ] أنا أيضاً حفظت كم سعرها [ يخرج محفظته ]
أنا: لا لا… هذه المرة دعها على المحل.. ( بدون دفع )
أصوات الفتيات خف من الخارج ورغم ذلك انتظرنا قليلاً
أنا: لو أدرت يمكنك أن تنتظر قليلاً.. ومن ثم أن تغادر، على الأقل حتى يملن الفانز ويزهقن ويذهبن إلى المنزل
هو: [ صمت قليلاً ] أنتِ……….. تعرفين من أنا…. صحيح؟
أنا: من أول دخول لك إلى المحل.. ولكن لم أرد أن أزعجك… يكفيكَ جنون الفتيات
هو: [ابتسم وأزال كمامته]
لم أرى وجهه بالكامل من قبل… لم أعتاد على رؤية هذا النوع من الجمال. اعتدت فقط أن أرى زوج عيون.. وهذا إذا أتيحت لي الفرصة لأنطر إليه عندما يزيل عيونه عن الأرض المثير للاهتمام، ومضت بعيني سريعاً وابتسمت بخجل له
هو: ما اسمك؟
أيسألني عن اسمي للتو؟؟؟؟؟
أنا: اسمي _________
هو: [ابتسم] اتمنى لو أن هناك فتيات أكثر مثلك في هذه الدنيا
أنا: نـ-نيه؟ أنا؟
هو: [ يومئ برأسه ] على أية حال.. أيوجد باباً حلفياً؟
أنا: آااه الباب الخلفي نسيت بأمره.. نعم يوجد باباً خلفياً.. تفضل معي لأدلك عليه
هو: شكراً
أرشدته إلى الباب الخلفي وفتحت له الباب.. فتخطى للخارج ونظر إلي وابتسم.. ابتسمت له بالمقابل.. غريب أن الابتسامة هي اللغة الوحيدة التي نجيدها في مثل هذه المواقف.. لا يوجد كلام.. فقط ابتسامات تدل مرة على الخجل ومرة على التوتر أو اللطف أو أياً كان
هو: إذاً سأذهب، وسآتي بعد أربعة أيام [ أطلق ضحكة طفيفة ]
أنا: أهلاً وسهلاً بك
هو: أتمنى أن أراكٍ هنا مجدداً!
أنا: نـ-نيه :)
اقترب مني وقبلني على خدي برقة وبسرعة، جمدت بمكاني.. ما الذي حصل للتو؟! دمي تدفق بغزارة إلى كل أنحاء جسمي وشعرت بسخونة، نظام تفكيري مشوش، وعيوني لم تعد ترى أي شيء… الصدمة.. هذه هي الحالة التي كنتُ عليها..
هو: شكرً لكِ على مساعدتك لي
أنا: همم [ الحروف الوحيدة التي تمكنت من التفوه بها ]
ضحك بخفة، ثم تمنى لي ليلة هنيئة، وبدأ بالابتعاد
أنا: [ استعدت وعيي ونظرت إلى جسده الذي يبتعد شيئاً فشيئاً ] بيون بيك-هيون!! [ صرخت بصوت ضعيف ]
استدار ونظر إلي
أنا: فايتينغ للكومباك..
بيك-هيون: [ أومأ برأسه بلطافة وابتسم ابتسامته الجميلة مرة أخرى قبل أن يذهب بعيداً ]
أغلقت الباب واستندت عليه، بعد أربعة أيام سأراه مجدداً… بيون بيك-هيون…… أعتقد أنني وقعت في حبك بجنون..

—————————————————–

أتمنى أن تكون أعجبتكم

BAEKHYUN <3 <3 <3 <3