Kris ~ Tell me your wish~

تخيلات عن EXO

                                                    

“حسناً.. إلى اللقاء.. طابت ليلتكِ” لوّحت لآخر ضيوفي بابتسامة ومن ثم اغلقت الباب خلفي واستندت على الباب أتنفس الصعداء وأنا أنظر إلى الفوضى في الغرفة. يا لها من حفلة عيد ميلاد فوضوية. توجهت بخطوات كسولة نحو الأريكة وتنهدت مرة أخرى قبل أن ابتديت بإزالة البوالين المفرقعة في أنحاء الغرفة، وأضعها في كيس القمامة الذي حضرته مسبقاً للترتيب بعد إنهاء الحفل.

 

وأنا منهمكة في الترتيب، جال في فكري شخص اشتقت إليه كثيراً.. شخص من المفترض عليه أن يكون هنا يباركني على حلول عيد ميلادي وبلوغي السنة العشرين من العمر. حتى لم يرسل لي رسالة قصيرة ليهنئني بها. أنسيَ أنه يوم مميز؟ أنسيَ من أكون بالنسبة له؟ ينتابني شعور بأنني أتوق لرؤيته ولكن في نفس الوقت لا أريد أن أراه أمامي لأنه يشعرني بالألم عندما أفارقه لليلة وأنا مدركة تماماً بأنني لن أراه إلا بعد أسابيع. أحياناً أفكر بأفكار مجنونة بأنه يبتعد عني عن عمد ولا يهاتفني ويقطع اتصاله بي كي أنساه لأنه تعرّف على فتاة “مناسبة أكثر” لظروف عمله المتعبة كمطرب في فرقة ذات اثنا عشر عضواً. حتى أيّان يدور في خاطري بأن أقطع علاقتي معه لأن الأمور باتت متعبة ومهلكة. هو غير مبالي و مشغول… وأنا لا أسمح لكبريائي أن يحطّني إلى مرتبة منخفضة لأترجاه على الاهتمام بي أكثر. أحياناً أبرر له وأقول لنفسي أنه مشغول ومنهمك في العمل ويعود للمنزل متعباً فيترأس إلى سريره وينام ومن ثم يستيقظ باكراً ليعيش روتين العمل من جديد من غير أن يجد حتى دقيقتان ليتصل بي ويطمئن على أخباري، يرق قلبي عندما أفكر بذلك العذر. ولكن من بعد ذلك أشعر بالاهتياج مجدداً عندما يكلمني عقلي ويفتح عيوني لأبصر إلى حقيقة الأمر: كريس لا مبالي، ليس لأنه مشغول بل لأنه كسول. وهذا مزعج ويمزق قلبي إلى أشلاء توزّع في زوايا بيت تسكنه الأشباح.. ربما أصبت بأذى أو باغتني قطار الموت يوماً ما ولم يدرك ذلك لأنه من المتعب أن يقوم بجهد إخراج هاتفه من جيبه ويتصل بي. أنا لا أسأل عن قضاء أمسيات رومنسية سوياً كل يوم لأنني أدرك أن ذلك مستحيل بظروف عمله ، ولا أطلب منه أن يكرّس لي وقتاً في ساعات الليل المتأخرة ليشعرني بدفء حبّه.. ورغم أنني أتلهف لهذه الأشياء لكنني لا أُمليه بها. كل ما أريده هو القليل من الاهتمام والحنان. لم أدري لما سالت دموعاً باردة على خدي. ربما أتأسف على الأيام الجميلة التي أصبح خلودها في قبر عارٍ.

مرت سنتين و6 شهور ونصف على كوننا سوياً. أولها شعرت وكأنني في نعيم. بعد سنة شعرت بأن حبه بات عادياً، وبعدها بدأ بالانحطاط حتى في يومي هذا أشعر بأنه حبي اتجاهي مات اللحظات التي قضيناها سوياً.. الدموع التي ذرفناها على الصعوبات التي واجهناها، الضحكات التي تشاركنا بها على أشياء سخيفة.. باتت كلها في درب النسيان.

كم تمنيت لو كانت قصة حبنا منسوخة على كتاب ليتصفحه وينعش أيام هوانا الخامد، أملاً بأنه ربما سيتعلم كيف كانت طريقة عشقه لي. كيف أصبحنا هكذا؟ كيف انتهى بنا الأمر لأن نتكبّر على التلفظ بكلمة “أحبك” بإحساس. مجرد تفكيري بالأمر يستشيطني غضباً. هززت رأسي وأدركت أنني كنت قد توقفت عن العمل وأنا شردت بتفكيري عن التنظيف وانحدرت إلى عالم آخر. 

أنا: توقفي عن التفكير به وتابعي عملك! [مسحت دموعي وأيقظت وعيي وهممت بالترتيب]

وأنا أتوجه للمطبخ لآخذ المكنسة سمعت هاتفي يرن. هرعت إلى غرفة المعيشة تاركةً المكنسة والتقطت هاتفي المرمي على الطاولة “حبيبي يتصل بكِ” تنهدت ونظرت للجانب. ألتقط أم لا؟ من العجيب كيف شعور الكبرياء غلب على ما كان قلبي يريده ليترنح ويخفق بجنون من جديد. قررت ألا ألتقط الهاتف، وضعته على الطاولة من جديد وأنا أحملق فيه، أقضم أظافري وأنا أشعر بالذنب يستحوذني وأنا أسمع الصوت المزعج لهز الهاتف على الطاولة“جججججججج… ججججججج” فجأة توقف الرنين وتنهدت، متوجهةً إلى المطبخ مع علم اليقين بأنه لن يعادو الاتصال. وأنا أخطو الخطوة الأولى سمعت هاتفي يرن مرةً أخرى نظرت إلى الشاشة “حبيبي يتصل بك” وعندها بدأت بالشك “أحصل له سوء؟ أيريد أن يخبرني بشيء مهم؟ ريما يريد أن ينهي الأمور بيننا” قررت ألا أرد مرة أخرى، فقط لأرى إذا ما كان سيتصل بي مرةً أخرى، ربما عاد كريس القديم.

عندما توقف الرن انتظرت اتصاله الثالث. ابتسمت ابتسامة مائلة عندما لم أرى الشاشة تضيء بعد آخر اتصال، كنت أعلم أنه لن يتصل مرة أخرى. استدرت لأتوجه للمطبخ وإذا بالهاتف يهز مرتان على الطاولة، استدرت عاقدة الحاجبين وأنا أنظر إلى الهاتف متعجبة. مسكت الهاتف وتفحصت الرسالة “أعلم أنكِ مستيقظة. الأنوار مضاءة” أول ما بادر ذهني هو: “أيراقبني؟” رميت الهاتف على الأريكة وأنا أشتمه “اذهب إلى الجحيم يا سافل” وجدت نفسي أقةل بغضب وأنا أتخبط بمشيي نحو المطبخ لأجلب المكنسة

شغلت تفكيري عن كريس بالتنظيف، ولكن لماذا كل تفكيري انشغل به عندما سمعت طرقات هستيرية على الباب؟! توقفت قليلاً قبل أن سارعت للباب بمزيد من الطرقات. فتحت الباب وأنا أحملق بغضب فيه. ظللنا نتبادل النظرات لفترة حتى همّ بالنطق 

كريس: أيمكنني أن أدخل؟

أنا: لا [بحدة]

رمش بعينيه وبحلق في الأرض مدركاً بأنه حرمني من كل ما يتوجب عليه أن يقدمه لي من شوق وحنين. أردت أن أغلق الباب في وجهه لأفهمه بأنني لا أود رؤيته الآن، ولكنني شعرت بشيء قوي يردّني. يدفع الباب بكتفه لناحيتي لينفتح كلياً. كان ممسكاً بباقة زهور وعلبة على الأرجح كان فيها حلوى لم أبالي بها. أيعتقد أن باقة زهور مزرية  وقطعة من الحلوى ستعوضني بكل آلام حبّه الفقير؟

كريس: هذه لكِ [مد ذراعيه ليعطيني الزهور ولكنني رفضتها بحيث لم أبدي أي تعبير، أخفض يده ونظر للأرض] حسناً إذا لا تريديها سأضعها في الماء لكي لا تموت [أراد أن يدخل ولكنني وقفت أمامه أمنعه من الدخول]

مص خدوده من الداخل ومن ثم نظر إلي مجدداً بعيون دامعة

كريس: قبل أن تغلقي الباب في وجهي دعيني أبـ-

أنا: لا داعِ شكراً [أردت أن أغلق الباب جدداً وإذا به يدفعه مجدداً ويقتحم المنزل للدخول. يغلق الباب بعنف وراءه ويقترب مني وأنا أبتعد، أحاول أن أبدو صارمة وقوية] 

كريس: ستستمعين إلى ما لدي قوله وستبقين صامتة [رمى الزهور على الأريكة ووضع العلبة بازدراء على الطاولة غير مبالٍ إذا قد تشوهت زينتها]

أنا: لست مضطرة أن أسمع أي شي سخيف تقوله. أنت سافل منحط وغير مبالٍ. كل ما تهتم به هو عملك الحقير. وأنا لست بحاجة إلى أي مزيد من العذاب لذا لا تبرر شيء لا يمكنك أن تعطي تفسيراً له! 

كريس: أتعتقدين بأنك أفضل؟ تتجاهليني ولا تردين على اتصالاتي ولا حتى تسألين عني.

أنا: تعلمت ذلك منك. [قاطعته]

كريس: أتدركين حتى بما ممرت به في الأسابيع الأخيرة؟

أنا: أأتيت إلي لتشكي لي همومك ومتاعبك ومن ثم تنسى وجودي بعد ذلك؟ أي نوع من العشاق أنت؟

كريس: عاشق يريد أن يصلح الأمور ولكن لا أمل لذلك.

انا: السبب في ذلك لأنك لا تستطيع أن تصلح الأمور وتعيد مجد الأيام السابقة التي عشناها. كريس أنت- [بات صوتي مضطرب كنت على وشك البكاء ولكنني لا أريد أنا أبيّن ضعفي أمامه. انتابتني حالة من الخرس. أحملق في الأرض أحاول أن أستعيد قوتي الضائعة]
اقترب كريس بخطوات مني. لثانية شعرت بأن حبّه عاد، ولكنني ربما كنت مخطأة. تجنبت النظر إلى عينيه حيث من شأنها أن تجعلني هائمة بحبه من جديد. أنا لا أكره كريس، ولم أفعل ذلك قط.. ولكنني سئمت من تصرفه البارد. عقلي كان ينبهني بألا أدعه يلمسني، لأنني في باطني أدرك بأن بلمسة منه سأنهار مجدداً وأسلمه روحي وكياني. ولكن أيّان ما يخوننا القلب ويغلب بطبعه وعظمة سيطرته على العقل. شعرت بلمسته الدافئة على ذراعي وهو يحاول أن يقترب مني ليضمني إليه.. ولكنه يتردد. شتمت نفسي على غبائي وأغمضت عيني، متحسسةً بقلبي يخفق ونفسي يتصاعد والمسافة بيننا تقل. ارتبكت بملامسته لوجنتي ليجعلني ألاقي نظرته، كنت أعلم أنه ينتظرني أن أفتح عيني لأتعمق بنظرته الحنونة المواسية. شعرت بدمعة تخوض طريقها حتى لامست شفتي، تجعلني أتذوق طعمها المالح. عندها شعرت بإبهام كريس يمسحها وهو يهمس لي بصوت رهف “أنا آسف على ما جعلتك تشعرين به من وحدة وألم” سماعي لتلك الكلمات جعلت عيوني تنهمر بدموع صامتة لم أخجل من إظهارها. أردته أن يضمني ولكنني لست على استعداد بأن أقول له ذلك. أردته أن يفهم من النظرة التي في عيني ما أريده. فتحت عيني لأرى شخصاً يفوق العقل لتفسير ما معنى الجمال. عيونه البراقة التي تحسسني بدفء لم أشعر به منذ أمد طويل. شفاهه التي كانت على استعداد أن تتفوه بما قلبه يتوق لفضحه. كم اشتقت إليه بقربي. 

كريس: ____ مهما حصل.. أياكي أن تفكري بأن حبي قد مات، أو أنني نسيت بأمرك وأتجاهلك. تلك الأكاذيب التي يوسوسها الشيطان لك اخرجيها من عقلك. أعلم أنني آلمتك، لم أحسسك بالحب الذي عليّ أن أحسسك به. لم أبدي الكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة. ولكن كل ذلك كان لأنني كنت أحضر لشيء.. ليومك هذا [نظر بعمق في عيني] أعلم بأنك كنتِ تفكرين بأن تقطعي علاقتك بكِ في كثير من الأحيان. أعلم بأنك تذرفين الدموع قبل ذهابك إلى النوم وذلك يؤلم قلبي ويفطره وأنا أعلم أنه يجرح قلبك أيضاً. ______ أنا أعشقك ولا أريدك أن تفكري بأي وسيلة تبعدني عنكِ. تعبي هو الذي جعلني أهمل واجباتي نحوك. ربما ذلك ليس مبرراً كافٍ لكِ ولكنـ-

أنا: كريـ-

كريس: [مقاطعاً] ششش! [وضع سبابته على شفتاي الباردتان] لم أنتهي بعد! _____ هذه الفترات الصعبة التي نمر بها من شأنها أن توطد علاقتنا وتجعلنا أقوى، علينا أن نكافح لإبقاء حبنا حياً. لا أريدك أن تستسلمي. ولا علينا أن نخاف من أي شيء طالما نحن سوياً وأنت تعلمين أن حبي لا يوصف بلغتنا المحدودة. لو وصفتك بأجمل الكلمات لن تعبر عن مدى حبي لك وجمال روحك. [دموعي باتت سيول ولم أستطع أن أتحكم بنفسي] أرجوكِ لا تبكي مجدداً. إنه عيد ميلادك عليكِ أن تضحكي. 

كلماته كانت كافية لأستسلم بين ذراعيه وأسمح لدموعي أن تنهمر بحرية مطلقة. وأحسست بشدة غبائي على تفكيري بأنه لا يحبني بعد الآن ويهملني.. كان من المفترض بي أن أكون على يقين بأنه ما زال يحبني كما كان يفعل، ولكن الظروف والناس حوله جعلته هكذا.. متألم.

كريس: شششش. حبيبتي لا تبكي.. أنا هنا.. لا بأس [مسد شعري وقبل جبيهي ومن ثم خدي ورأسي.] لا تدعي أفكارك تثير هكذا بعد الآن.

بعد أن هدأت قليلاً وأنا تائهة في عناقه  سمعته يقول لي “دعينا نقطع الحلوى قبل أن يتأخر الوقت” وكسر العناق ليجلب العلبة التي على الطاولة. أحبرني على الجلوس على الأريكة ووضع العلبة على حضني وابتسم إلي ومن ثم قبلني قبلة سريعة رقيقة

كريس: سأذهب للمطبخ لأجلب سكيناً

أومأت له وشاهدته يهرع  إلى المطبخ، نظرت إلى العلبة وكنت على وشك أن أفتحها عندما رأيته يعود مسرعاً للغرفة. يبتسم، قرفص أمامي ونظر بعمق في عيوني. يعطيني السكين

كريس: اقطعي الحلوى 

لم أفهم لمَ كان متحمساً لهذه الدرجة، ولكنني لم أطيل بتفكيري وأخذت السكين وفتحت العلبة. بإمعان النظر كانت  الحلوى مصنوعة من قبله. وتمكنت من معرفة ذلك من الكلمات التي كانت على الحلوى بالكريمة. كانت مضحكة لأنه لم يتقن صنعها وكانت الحروف متعرجة وغريبة. أخذت وقتي لقراءة الجملة التي كتبها وابتسامتي تتحول إلى خط مستقيم وعيون تنفتح منصدمة من ما تقرأه عيوني. نظرت إليه وعيوني تدمع من جديد وهو يبادلني بعيون مبتسمة. الكلمة بعد “عيد ميلاد سعيد” على الحلوى هي التي كنت لطالما أنتظرها. أعلي أن أفرح؟ أجن؟ أقفز؟ أصرخ من اللهفة؟ أحضنه؟ أقبّله؟ 

كريس: إذاً ما رأيك؟ [نظر إلى كلمة "تزوجيني؟" التي زين الحلوى بها، ثم نظر إلي مجدداً] أتقبلين بالزواج بي؟

لماذا أجهش بالبكاء مجدداً؟ أشعر اليوم كالحمقاء أبكي ولا أنطق، أصرخ كالمجنونة ولا أعبر عما أشعر بداخلي رغم أنني أريده أن يعلم كم أنا أحبه، عانقته وتشبثت به وهو يضحك بطفافة

كريس: ما بكِ؟ أريد جواب.

لم أنطق بحرف، بدلاً عم ذلك أومأت برأسي بشكل متكرر وأنا أحكم قبضتي به. ضحك مرةً أخرى ثم رفعي رأسي لينظر مباشرة إلى عيني.

كريس: أحبكِ 

ومن بعد ذلك شعرت بشفتيه تلامس شفتي برقة.. شعور لم أشعر به منذ أمد.. عندما ابتعد عني داعب خدي بإبهامه واستراح بجبينه على جبيني.

أنا: كريس؟ 

كريس: هممم؟

أنا: وأنا أيضاَ أحبك

 

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
SmSmELF
#1
Chapter 2: بيكهيون *-*
SmSmELF
#2
Chapter 1: *-* لقد حضنت كيونغسو <<انهبلت
كوماوا <3
Maissa #3
Chapter 16: واو *.* "عاجزة عن الكلام"
mess-exo #4
Chapter 3: It's awsome