خوفٌ .

سبعةُ أيامٍ .

 

” ماري .”

سمعت صوت أحدهم يهمسُ باسمها لترفض عينها العنادية أن تُفتح وتلبي هذا النداء ، فقط شعرت بانها تريد النوم الآن .

” ماري .. “

هذه المرة كان أكثر الحاحاً .

كيونغسو ؟!

بطريقةٍ ما عندما ادركت هذا الادراك – بأنه كيونغسو-  شيءٌ ما أفاقها !

” همم . ” نجحت في اخراجِ هذا الرد الواهن بعينيها التي تكافحُ لمواكبه صحوة حنجرتها .

” هل أنتِ بخير ؟ ” ذلك الصوتُ كان يحملُ لمحةً من التسلية .

تمتمت ب ” أجلٍ ” جافة ولكنها وبطريقةٍ ما خرجت ما بين انتحابٍ وهمهمة !

عندما اتصل عقلها اخيراً مع حاسة بصرها استطاعت رؤية عيونِ كيونغسو الدائرة ورؤية ظهورِ ابتسامته اللطيفة ولكنه بعدها تراجع عنها فجأةً وعدل من انحناءته السابقة .

” اصبحُ الوقتُ قريب المساء لذا ظننتُ بأنه يجبُ علي أن أوقظكِ ! ” صوته كان هادئاً لطيفاً كما لو أنه لا زال يقنعها على الاستيقاظ .

دفعت نفسها لوضعية الجلوس واختلست نظرةً للساعة بجانبها .

‘ الرابعة والربع .’

تناثرت ذكرياتها لتتذكر الارتفاع الذي كانت عليه صباحاً مع أنه الآن يبدو بأنه كان الأمس .

” اه يا اللهي لقد نمتُ لفترةٍ طويلة . ” فركت عينيها بينما تستنشقُ بعض الهواء لتتخلص من هذا الانسدادِ في انفها .

” ربما لأربعِ ساعات . ” أومأ لها .

” ربما من كُلِ هذه التمارين اليوم أو .. ربما تلك الصينية الكبيرة من النودلز بصلصةِ الحبةِ السوداء التي اكلناها .. الكثيرُ من الأنسولين .” تنهدت .

        ” إذاً .. أنتِ جائعة الآن ؟ “

” لستُ .. متأكدة ، معدتي لم تستيقظ بعد ! “

قهقهه كيونغسو وقال ” إذاً اعلميني عندما تستيقظ . “

” هل لديكَ شيءٌ تفعله الآن ؟! ” ازاحت قدميها الى جانب السرير مُدركةً أن وقتها للاستيقاظ .

” وقت ذهابي في السابعة وطوال هذا القوت أنا مُتفرغ ، وأنتِ ؟ “

تذكرت أن والدتها قد تكونُ الآن تتوقع ذهابها للمشفى لزيارتها وعدا هذا فهي لا تملكُ أي شيءٍ لفعل في ليالي السبت !

صديقتها المُقربة هي جونغ تحتفظُ بهذا اليوم لحبيبها وبقية اصدقائها المُقربين عادةً ما يخرجون في جماعة واحده وهي عادةً لا تحبُ الدخول في حشدٍ كبير .

دائماً ما ينتهي بهم الأمر يلهون في الملهى وهي ليست من النوع الراقص أو المُحب للشرب .

” لا شيء ، ربما سأزورُ أمي بعد العشاء . “

أومأ كيونغسو بهدوء لأنه كان مُستعداً لهذا الجواب .

” إذا نحنُ سنخرجُ للعشاء معاً . “

حدقت به بشكٍ وقالت ” ليس لمكانٍ بعيد ، أنا متعبة من تمارين اليوم لأسبوع . “

” التمرينُ الوحيد الذي ستقومين به هو أنك ستسيرين لليسار ثم للأمام وتتناولين العشاء ! ” طمأنها بتلويحهٍ صغيرةٍ بيديه

” إلا إذا كُنتِ تريدين تناول الكيمتشي والرامين مُجدداً في المنزل “

شعرت بالقليل من الاحراجِ عندما قال هذا ، هيَ لم تقم بتسوقٍ في البقالة منذ فترة لأنها لا تأكلُ كثيراً هذه الأيام .

هي كانت تحبُ الطبخ ، وثلاجتها كانت دائماُ مليئة بالخضرواتِ واللحوم الطازجة في كلِ اسبوع ولكنها الآن فقدت الطاقة والرغبة لفعل هذا ايضاً !

التنفس ، السير ، تناولُ الطعام وعمليا كُلُ شيءٍ يفعله الوجودُ البشري فقط .. العيش !

” بالإضافةِ إلى أنه سيكونُ على حسابي ! ” اضاف بتحمس .

 اعادها صوته للواقع مُجدداً .

” من أين تأتي بالمال ؟ “

” أنا أعمل ألستُ كذلك ؟ لدي مرتبٌ مقدم . ” أجابها .

وعلى غيرِ العادة لم تسأله أي سؤالٍ آخر عن هذا الأمر .

” هذا جيد ولكن لا يجبُ عليك هذا ! تعلم .. قد تحتاجُ هذا المال عندما تعودُ لموطنك ! “

” كلا ، أنا لا احتاجُ المال هناك .. ” ضحكَ ولكنه توقف عندما رأى انعقاد حاجبها الجاد .

” ما الذي تعنيه بانكَ لا تحتاجُ المال هناك ؟ لديكَ عائلةٌ هناك تدعمك ؟! “سألت بشكلٍ مُتعجلٍ أكثر من المتوقع .

هي كانت تتجاهلُ دائماً خلفيته الغامضة ولكنها لا تُريده أن يعاني بسببها !

” حسناً .. نوعاً ما نعم ! لدي كُلُ شيء احتاجه هُناك . ” قال بصوتٍ جاد وهو يومئ لها ليطمئنها .

“متأكد ؟ ” أومأ برأسه اقوى من السابق .

” حتى وإن .. ” هدأت قليلاً وأكملت ” لا يجبُ عليك فعلُ هذا .. “

” أنا أريد … ” ابتسم بينما يميلُ لها مُجدداً جاعلاً المسافة ما بين وجيههما كالشعرة ” أريدُ أن اشكركِ . “

” ت – تشكرني على ماذا ؟ ” تلعثمت بينما تصارعُ خجلها .

” لكونكِ أنتِ . “

ظنَ كيونغسو أنه حقاً سيءٌ في التعاملِ مع الناسِ في هذا العالم عندما رأى وجهها يصبحُ احمراً بينما تحدقُ به بطريقةٍ مُخيفة وتهتف ” يجبُ أن اغسل وجهي ” وتخرج راكضةً من الغرفة .

الأسوأ أنه شعر بنفس الشعورِ الخطيرِ الذي شعرَ به اليوم صباحاً ولكن الآن يشعرٌ به اقوى كما لو ان اهتياجاً كبيراً بداخلِ صدره بالإضافة الى شعوره .. بالارتباك .

هل يملكُ حساسيةً من الهواء في هذا العالم ؟

يجبُ عليه أن يسأل بيكهيون عندما يراه .

______

ظلت مُتجمدة أمام مرآة الحمام تحدقُ بوجهها بينما تتساقطُ بضع قطراتٍ من الماء من ذقنها .

لم يعد ذلك الاحمرارُ في وجنتيها واضحاً كثيراً …

لم تكن تعلمُ بان هناك شخصاً سيكونُ ذي تأثيرٍ عليها في مدةٍ قصيرةٍ كهذه .. في يومان ؟!

يومانِ فقط وهي لا تعرفُ حتى أين كان يعيش أو كم يملكُ من أخوة – ليس وكأنه شيءٌ ضروريٌ لمعرفته ولكن معرفة كُلُ شيءٍ عن الآخر تكون بداية كُلِ شيء أليس كذلك – وايضاً لما هو أصلاً هنا ؟!

لم تكن تعني هذا ولكن فجأةً اصبح تصرفها ذي شكلٍ عدواني .

شعرت بقبضةٍ من الحزن عندما استرجعت لمحة الارتباكِ على وجه كيونغسو بينما تركضُ بعيداً .

هي لا تحب رؤيته قلقاً أو غاضباً .

هو دائماً سعيد ولكنها الآن ترمي كُل حملها واكتئابها عليه ..

هو لا يستحقُ هذا وهي لا تستحقه حتى وإن كانت تريده بشدة .

ليسَ من الجيد أن تكسب علاقةً وارتباطاً قوياً مع شخصٍ ما .. لأنك عنما تفقده .. سيكونُ الأمرُ أصعب !

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
manoorah #1
Chapter 1: فايتنغ اوني ، الترجمة جميلة واختيارك للقصة حلو. شكرا على الترجمة