ستسقطُ .

سبعةُ أيامٍ .

مط كيونغسو يديه عالياً اعلى رأسه عندما خطى خارج مبنى الشقة آخذاً نفساً كبيراً وهو يصرخ “كيونغسو فايتنغ ! “

قرر ان يذهب الى مقهى الحلوى في وقتٍ مبكر بما أنه لا يملك شيئاً ليفعله على أي حال ..

عندما فتح ذلك الباب الزجاجي الضخم ليدخل استقبله كلبٌ اليفٌ كبيرٌ ابيض يثبُ على قدميه بلسانٍ وردي خارج فمه وذيلٍ يترنح باهتياج ..

” مرحبا ! ” انحنى ليمسح على رأس الكلب بلطف.

” اذاً كيف تسيرُ الأمور ؟ “

حول كيونغسو نظره نحو ذلك الصوت المألوف .

” بيكهيون ؟! ” تضخمت عيناه الدائرية اكثر عندما رأى صديقه يقف امامه مقاطعاً يديه ، مائلاً على منضدة الاستقبال ..

” ما الذي تفعله هنا ؟! “

” حسناً .. فقط اتفقد عن كيفية سير الأمور معك .. ” فك يديه وسار بتبختر نحوه .

” بدأت بالأمر اليس كذلك ؟! “

” نعم .. لحظة اذا كنت انت هنا .. اذاً تشانيول !” تفحص بعينيه هذا المقهى الفارغ بحثاً عن صديقه الآخر .

بيكهيون وتشانيول ملتصقان ببعضيهما حرفياً اينما ذهبوا ، وكيونغسو لسوء الحظ قُيد بهم منذُ ان عبرَ البوابات .

ما زال فزعاً من هذا المتفاخر المذهل امامه عندما شعر بشيء ما يربت على كتفه وصوتٌ عميق يعلن بأنه صديقهم الجديد .

قال ان اسمه تشانيول من قبل ..

رفع  كيونغسو  رأسه ليرى تلك العيون البنية التي  لمعت مع تلك الابتسامة الضخمة التي تبين اسنانه العائدة لبيكهيون … بدت نفس الابتسامة التي يعطيها اياه هذا الكلبُ الآن !

” انت تنظر إليه ..” سخرَ بيكهيون .

حدق كيونغسو بالكلب وقال ” يول ؟ “

نبح الكلبُ بابتهاجٍ كجواب ولسانه خارج فمه مع قليلٍ من اللعاب !

شخر كيونغسو ساخراً ” انت .. كلب ؟! “

عندها سمع صوته .

” بيكهيون ، هل انا بأمان ؟ استطيع التحدث الآن ؟!”

من الغريب سماعُ صوت تشانيول العميق صادراً من كلب حتى وان كان شبيهاً بالهمس ربما على الأغلب لأن تشانيول لا يستطيع اخفاء شيء كهذا مع صوته الجهوري .

“الرئيس في الخارج لعملٍ ما ، تستطيع الترحيب بصديقنا المقرب الآن يول ! ” ضرب بيكهيون مؤخرة الكلب بخفه .

نبح الكلبُ إثر صفعة الترخيص هذه وبالرغم ان فكه لم يتحرك تجلى صوت تشانيول للعلن وهو يقول ” هو لم يقل بشرياً كيونغسو- آه قال اننا حرون في اختيار ما نشاء ان نكون عليه عندما ننزل الى هنا  … لقد اردتُ دائماً ان اكون كلباً ، تعلم فقط استرخي في الارجاء ، أكُل ، اجري واطاردُ ذيلي والفراشات .. ولا يجب علي أن ارتدي ملابساً مثلك وبسبب مدى رقةِ مظهري متجر الحيوانات الأليفة اخذني فور رؤيتي اختبئ خارجاً  بالأمس ! وها أنا احصلُ على طعامٍ وفراشٍ مجاني ! “

نبح بمرحٍ مجدداً وهو يقفز في الارجاء مُحتفلاً … هذا هو تشانيول ..

نهض كيونغسو مستجوباً صديقة  .

” انت ترتدي الزي … ” اشار لبيكهيون ثم لنفسه لابساً نفس القميص البني الداكن والبنطالِ الاسود !

” انا احدُ العاملين المؤقتين هنا ايضاً ، إن اتيت بالأمس كنت ستصبح المحاسب هنا .. ولكنكَ … ” اطلق بيكهيون ابتسامة ذكية واشار بأصبعه نحو كيونغسو ..

” كنت في موقف الحافلة اليس كذلك؟!”

تنحنح كيونغسو ورفع كتفيه ” منذُ انك تعلم كلَ شيء بالفعل ، لما تسألني ؟! “

“حسناً .. كنت فقط اتأكد من انك تستخدم الوقت الكافي لك هنا كلياً ، تعلم .. ” تغير صوته للجدية واكمل ” سبعةُ ايام كيونغسو .. لديكَ فقط سبعةُ ايام “

” هل اتى شيءٌ منها حتى الآن ؟! ” توقف تشانيول عن القفز وجلسَ بهدوء بأعينِ الجرو تلك على كيونغسو ..

” لا اعلم .. ” اعترف كيونغسو بهدوء .

” كنت تشاهدها عبر تلك الجدران الزجاجية لما يقاربُ السنتين كيونغسو ! انا اتفهم ان الاشياء قد تتجه للعاطفية اكثر .. لأنها البشرية الأولى لك وكل هذا ولكنك الأعلمُ منا بوضعها والامور ستسوء اكثر .. امها ستتوفى قريباً وفي اليوم السابع .. تعلمُ بأنك عندها لا يحب ان تكون مرتبطاً بها.. تحرر كيونغسو – آه ، يجب ان تتخذ القرار بنفسها … ان كانت ستصعدُ معنا للأعلى او تبقى هنا في الأسفل فالقرار قد أُتُخذَ بالفعل ! هل يمكنك تغيير أي شيء ؟ انا حتى متفاجئ من كونه سمح لك بالقدومِ الى هنا ! “

رفع بيكهيون يديه للأعلى وتنهد “حسناً .. طُرُقه اعلى منا على أي حال ! “

“انا فقط احاول ان أُريها حقيقة نفسها بيكهيون ! انها اقوى مما تظن نفسها عليه وأنا اؤمن بها وربما هو ايضاً وهذا سبب وجودي هنا ! “

عقد كيونغسو حاجبيه بقوه ..

” انت هو ملاكها الحارس وليس انا ولكن في آخر مره تفقدت فيها الأمر .. علمتُ بأنه عندما يُقررُ الانتحار ولا يستطيع ملاكها الحارس ان يلتقطها فهذا يعني شيئاً واحداً .. وهو انها ستسقط !”

” او أن احداً اخر سيلتقطها بدلاً عنه ! “

“من ؟!” قاطعهما تشانيول .

التفت كلٌ من كيونغسو وتشانيول لهذا الكلب الأليف ..

” لا اعلم ، يول ! ” اعترف كيونغسو بابتسامة واهنه.

” على الأقل انت تُسعدها في هذه الأيام ” رفع بيكهيون حاجبه لتعود نبرته المرحة والمُنيرة مجدداً .

” ان تكون سعيداً هو قرارٌ شخصي ولكنني فقط … سأعطيها المزيد من المثلجات !  “

ابتسم كيونغسو لتتحول عيناه لنصف قمرٍ صغير .

” هل يمكنني الحصولُ على المثلجات ايضاً ؟!” تضرع تشانيول له .

قهقه كيونغسو واجابه ” المثلجات تسبب السعادة للبشر ولكن تسبب الماً في البطن للكلاب .. لذا .. لا ! “

سار ووقف خلف طاولة المحاسبة ..

تحول تركيز الجرو الى الفتى الآخر وقال وهو يركلُ الأرض بقدميه باهتياج ” بيكهيون ؟”

“اطلب من ملاكك الحارس ! ” سخر بيكهيون وانضم لكيونغسو خلف طاولة المحاسبة .

“ولكنك ملاكي الحارس ! ” احتج تشانيول ..

“سابقاً ! ” رفع بيكهيون اصبعه وهو يعد الفترة الماضية ثم قال ” الآن انه هو ! “

زمجر الجرو وهو يضع وجهه بين قدميه ..

“سوف اسأله ان يعيدني بشرياً ! “

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
manoorah #1
Chapter 1: فايتنغ اوني ، الترجمة جميلة واختيارك للقصة حلو. شكرا على الترجمة