قبلةٌ .

سبعةُ أيامٍ .

 

احتلته جرأة مؤقتة جعلته يقترب للعدم ..
كانت جُرحاً ..و كانت لمسة !
قليلةٌ جداً بقدرِ ما كانت .. كثيرةً جداً !
كان يشعرُ بأن قلبه يحترق لحظتها .. يشعرُ بالراحة وفي نفس الوقت لا يشعرُ بأنفاسه !
ابتعد عنها بلطف تاركاً نفسه يصتدمُ بنفسها هامساً بتلعثم وارتباك ” أ – أنا سأذهبُ لأغير الملعقة !” ~
– الاثنين : اليوم الثالث !-
كانت تعلم .. كانت تعلم بأن كل شئ لن يسير بسهولة وروية بدونِ حدوثِ أي خطأ .
في صباح اليوم التالي عندما استيقظت من نومها، استيقظت على ضجيجِ اتصالٍ اعادها للواقع !
” أمكِ تعاني من بعض الصعوبات ! هل يُمكنكِ القدوم الآن ؟”
لحظتها اتصلت بالمكتب واعلمتهم بأنها ستصل متأخرةً بعض الشئ ثم ذهبت لتطرق على باب كيونغسو واخبرته بالأمر .
عرض عليها ان يأتي معها ولم تمانع هي على ذلك .
الليلة السابقة لا زالت محجوزةً في عقليّ كليهما مُظهرةً كلماتٌ لم يبح بها كلاهما بينما يقودها معه خارج المنزل .
بينما يجلس كلاهما بجانبِ بعضيهما في القطار كانت ماري هادئةً غارقةً في افكارها التي انتهت فجأةً فور بدأها .
” سوف تكون بخير !” طمأنها كيونغسو بهدوء بيده التي ترددت قليلاً قبل ان تُوضع على يدها لتجيبه بابتسامةٍ مُجبرة .
بطريقةٍ ما .. عندما رآها تتصرفُ هكذا ..
زاد شعورُ الألم بداخله اضعافاً لأنه يفضلُ بأن تبكي وتخرج كل شئ بداخلها على ان تكتم كل شئ متظاهرةً بأن كل شئ بخير !
والدتها كانت نائمة عندما وصلا للمشفى ، كانت ساكنةً بهدوء بينما وُجدَ قناعٌ على فمها .
الطبيبُ اخبرها بأن تكون مستعدة لأي شئ كهذا ولكنها ابداً لن تستطع الاستعداد له .
ما الذي يعينه هذا على اي حال ؟
الاستعداد للحزن ؟
الاستعداد للجنازة ؟ للموت ؟
ما الذي يعنيه هذا حقاً ؟
كلاهما كان يتناولان الإفطار بصمت .
كانت تقتضمُ البعض من شطيرة التونة الجافة تلك البعض عندما دفع بطبقه الذي يحملُ البعض من البيض برفق .
رفعت نظره له لتراه يحدقُ بها بتعابيرٍ ملأها القلق .
” إن لم تحبي شطيرتكِ ، تستطيعين دائماً تناول خاصتي !”
هزت له رأسها بوهن دافعةً طبقه نحوه مُجدداً قائلةً بهدوء ” انا بخير ~” هي لم تكن بخير .. لذا كان كل شئ ذي مذاق جيد بالنسبة لها الآن حتى ذلك الشاي بالحليب بالسكر الزائد هناك بجانب طبقها .
” انتِ لم تتناولي شيئاً سوى نصف قطعه من هذه الشطيرة منذُ خمسة عشر دقيقة ! يجبُ ان تكون لديكِ الطاقةُ لتبقي بجانبك والدتكِ !”
دفع كيونغسو صحنه ناحيتها ولكن هذه المرة بإصرار اكبر .
تنهدت واخذت قضمةً كبيرةً من شطيرتها وقالت له  ” رأيت ؟ سوف اتناول شطيرتي فقط !”
زفر بهدوءٍ وهمس ” اتريدين مني .. ان افعل اي شئ لكِ ؟”
رنت تلك الكلمات في اذنها قليلاً قبل ان تلتفت له وتحدق في عينيه وحدها لتقول ” انت تفعل شيئاً لي بالفعل .. انتَ .. بجانبي !”
كلاهما تسمكا باتصالِ النظراتِ هذا بينهما ..
لم يتحدث اي منهما ولم تُسمع اي كلمات فقط .. الصمت .
قُطع ذلك الصمتُ فجأةً بصوت رنين هاتفها جاعلاً إياها تحدقُ به وترى تلك الشاشة المضيئة .
تباً .. انه والدها ! أيجبُ ان ينزل عليها كل شئ مرةً واحدة ؟
كما لو ان الاشياء السيئة قررت بأنه قد انتهى وقت الاشياء الجيدة وانه قد حان دورها للقدوم لتضاعف كل شئٍ عليها !
” مرحباً ؟”
” ماري .. لقد وصلني اتصالٌ من المشفى ! كيف هي والدتكِ ؟”
بدى لها هادئاً بشكلٍ مُذهل . ” هي .. لا زالت تتحمل !”
” لماذا .. لماذا لم تخبرينني ؟!”
وهل كنت ستهتم ؟
” هي لم تُرد مني ان افعل ذلك .”اجابت بتصنع .
صمت لبعضِ الوقت قبل ان يقول متلعثماً ” أ – أنا سأتي واراها ~”
اصبح دورها الآن لتكون من يُرمى بها . ” سوف اتي في العصر !”
اكمل جملته لتتمتم هي بصوتٍ لم يوضح اكانت تقول نعم ام لا .
” سوف اراكِ لاحقاً ” بقوله هذا كان قد اغلق الهاتف مُنهياً هذا الاتصال بكل بساطة .
ربما كان مظهرها يظهر بأنها قلقةٌ كثيراً لذا كيونغسو شعر فوراً بالقلق ايضاً .
” هل انتِ .. بخير ؟”
” انه والدي ، يريد ان يرى أمي “
” حسناً .. “
” قال بأنه سيأتي في العصر .”
فركت مقدمة انفها بخفه واكملت ” اتمنى ان لا يحضر تلك المرأةَ معه !”
ظل كيونغسو صامتاً قليلاً قبل ان يقول بإيجابية  ” لن يفعل .. “
وبالفعل .. لم يفعل ولم يحضرها معه ، اتى والدها وحده مُرتدياً سترة سيئة الشكل مع بعض البقع في منطقة الصدر .
تهربت من النظر في عينيه عبر التحديق في تلك الحوائط الباهته الموردة بينما يقفُ هو عند سرير والدتها .
في البدايةِ كان هادئاً ثم فجأةً سمِعت صوت تنهده مصدراً ضجيجاً في المكان الهادئ ذاك فالتفتت له ووجدته يغطي وجهه بيديه تماماً كما كان يفعل عندما يشعرُ بالقلق الشديد .
على الأقل .. لا زالت شاكرةً لحقيقة انه لا زال يملكُ مشاعراً كهذه !
” منذُ متى .. اصبحت .. ” اهتز صوته مانعاً إياه من اكمال جملته لتجيبه بهدوء ” منذُ سنة تقريباً !”
غطى وجهه بيديه مُجدداً ، مرت ثانيتان وبعدها .. بدأ بالبكاء !
” هي .. لم تخبرني .. هي .. “
لم تقل شيئاً .. لم تستطع قول شئ !
رؤيته يبكي ويوطئ رأسه هكذا .. جعلتها تصمت فقط ! ~

***

” لا زلتُ اكرهه !” قالت بنبرةٍ بدت على الاغلب بدونِ مشاعر .
حدق بها كيونغسو بينما تغسلهما اشعةُ الشمس البرتقالية التي قاربت على المغيب منعكسةً على نافورةِ المشفى الصغيرة .
” لقد فعل شيئاً خاطئاً ، ولكنه ايضاً اتى بعد كل شئ !”
مرر لها كيونغسو احدى المثلجات بنكهةِ الشوكلاته من يده كان قد اشتراها لها .
لعقت القليل من ذلك السائل البني اللون وتمتمت ” كما لو ان هذا يعني شيئاً !”
” ربما لم يغير هذا شيئاً “
هز كتفيه للأعلى واكمل ” ولكن كره شخصٍ ما هو … كتناولِ الكثير من المثلجات ولكنك تتمنى ان يصبح غيرك متيناً بدلاً عنك ! وهذا فقط سيجعلك تشعرُ بشعورٍ اسوأ ! وانتِ لستي بجاجةٍ لأي من هذا الآن ..”
تشبيهٌ مضحكٌ بعض الشئ ولكنه جعلها تفهم معناه الحقيقي .
همهمت واخذت لعقةً اخرى من المثلجات .
“أهذا يعني بأنني سأصبحُ متينة ؟!” ابتسمت جاعلةً منه يحدقُ بها مرسلاً ابتساماتٍ مشاكسة لها .
” يمكننا دائماً ان نذهب لنتسلق الجبال معاً ، لذا لا تخافي من هذا !”

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
manoorah #1
Chapter 1: فايتنغ اوني ، الترجمة جميلة واختيارك للقصة حلو. شكرا على الترجمة