إنتظار .

سبعةُ أيامٍ .

 

 

فتحت الباب لتجد الأنوار لا زالت مُغلقه .
بدأت تلتقط صورً طيفيه خفيفة لغرفة الجلوس عندما اعتادت عينيها على تلك الظلمة ..
* كيونغسو لم يأتي بعد ؟ انها العاشرة مساءً ! ألم يعد بعد ؟ او ربما … ؟ *
اغلقت الباب خلفها ورمت حقيبتها على الأرض ساحبةً قدميها نحو الأريكة بدون ان تهتم بإشعال النور !
حدقت بتعابيرٍ خالية بالنافذة التي تضئ بأنوار السيارات في كل مرة تمرُ سيارةٌ ما من الخارج.

الأجواءُ هادئةٌ جداً ..
هي تحب الهدوء ولكنها لا تحب حدوثه فعلياً !
لا يوجدُ أيُ أحدٍ لتراه او تستمع له عدا نفسها .
اصبح من الصعبِ ان تتعامل مع هذه الحالة مؤخراً .
تشعرُ بأنَ الفراغ يلتهمها بأكملها مجدداً !
عادت بذكرياتها الى ذلك اليوم .. عندما صرحَ والدها يومها بأنه  سيرحل بينما هي متجمدةٌ في مكانها خلف امها التي كانت تصرخُ للمرةِ الأولى .. والأخيرة !

الى حبيبها وهو يشمُ نفسه عندما اخبرته ان رائحته رائحةُ عطرٍ نسائي غير عطرها .
الى صوت امها المهتز وهي تقول لها ذلك الخبر بورقة بيضاء ترتعش بيدها ..
يومها لم تستطع حتى النظر لها .
في هذه اللحظة .. تشعرُ وكأن مجرد نظرة صغيرة قد تفتتها وهي لا تستطيع بأن تسمح لهذا بالحدوث ..
في البداية اعتقدت ان والدتها ستتحسن ..
تصرفاتها كانت قاسية في بعض الأحيان لأنها كانت تظنُ بأنها إن لم توجه انتباهاً كثيراً لهذا المرض فسوف يذهب …
وبعد نصف سنه .. تدهور كلياً !
لم تستطع تصديق الأمر عندما اخبرها الطبيب بذلك .
اصبحت  والدتها تحتاج المساعدة حتى في السير او تغير ملابسها !
مع مرورِ الوقت .. اصيبت بالتهابات في ظهرها واصبح من الصعب ان تذهب للحمام لوحدها !
عندها قررت ارسالها للمشفى … وعندها كلاهما قررتا الانتظار … انتظارُ انتهاءِ كُلِ هذا .
وعندما اقتربت نهايةُ والدتها .. ادركت

انها ستُترك وحدها … تنتظر !
فقط تنتظر ..
” هل كنتِ تنتظرينني ؟!”
استيقظت من سباتِ افكارها بواسطة ذلك الصوت
*أنه كيونغسو ..*
صدرَ صوتٌ خفيف إثر اشعاله للنور لتراه وتلتقط ابتسامته المُشعة .
“مرحباً ! ” اهتز صوتها قليلاً وهي تقولها .
” اعتذرُ لأني عدتُ متأخراً ، إنه يومي الأول في العمل وهناك العديدُ من الأشياءِ لأتعلمها ..” قال بحماس وهو يغلق الباب خلفه بينما يهزُ كيساً ورقياً في يديه .
“احضرتُ لكِ شيئاً ! ” غطس بنفسه على الأريكةِ بجانبها وفتح الكيس ليخرج منه علبةً كبيرةً من المُثلجات .
“الشوكولاتة ! ” هتف وهو يمدُ يده للأعلى حاملاً تلك الحلوى اللذيذة .
لم تعلم إن كانت تصرفاته الطفولية او حقيقة انه يحمل نكهة المثلجات المفضلةِ لديها ولكنها كانت تبتسم على الرغمِ منها !
” كيف علمتَ بأنني احبُ الشوكولاتة ؟” قبلت تلك الهدية منه وشعرت ببرودتها عندما لمستها “انتِ فقط تبدين من النوع الذي يحبها ! ” رفع كتفيه مُبتسماً .
” انا كذلك ” اومأت له واكملت ” شكراً لك ! “
” وهنا ايضاً ..” اخرج شيئاً آخر من الكيس الورقي وقال ” وهذه هي ملعقتُكِ الفضية “
تلألأت تلك الأداةُ الصغيرة في يده تحت نورِ الغرفة .
” الآن انتِ ثرية ! ” ضحكَ بخفه وهو يمررُ لها الملعقة .
ضحكت عندما ادركت معنى حديثه وقالت ” واو ، شكراً لك ، لطالما اردتُ ان اولد مع واحده ! الآن انا اشعر بأني … ثرية ؟”
فتحت العلبة واقتسمت ملعقةً كبيرة من المثلجات ووجهتها نحوه وقالت ” انت اولاً ! “
“لا لا ، انها لكِ ! “
هز رأسه وهو يلوح بيديه باغتياظ .
“لديَ العلبةُ بأكملها ! ” جادلته وهي تقرب الملعقة لفمه اكثر .
استسلم متنهداً وفتح فمه ليتناولها ، بمجرد أن اخرجت الملعقة من فمه امسكت احدى يديه ذراعها والأخرى التقطت الملعقة من يدها بهدوء

فتحت فمها لتتحدث ولكنه قاطعها قائلاً ” انه دوركِ الآن ! “
آخذاً ملعقةً ممتلئةً اخرى اعاد فعلتها قبل قليل ولكن هذه المرة … لها هي .
*هذه..*
” ألا يجبُ أن نغسل الملعقة اولاً ؟” سألت بتوتر .
“لماذا ؟!” توسعت عيناه بارتباك .
” إنها … “
*قبلةٌ غيرُ مباشره ! *
” فقط … ” توقفت للحظة عندما رأت تعبيراته المليئةُ بالارتباك .
* انه لا يعلم بشيء ! *
عضت على شفتها وقالت ” لا تهتم “
تناولت تلك الملعقة فأبتسم هو وسألها ” أهي جيده ؟”
اومأت له عندما ملأت الحلوى فمها وانزلقت في حنجرتها ..
” رائعٌ كالجنة ! “
*شبهتها بالأشياءِ المُقدسة كالجنة ! *
تنحنح كيونغسو وقال ” الجنةُ أفضل ! ولكني اظنُ أنه قريبٌ منها ! ” رمش وابتسم ومرر لها الملعقة واكمل ” هناك اشياءٌ اكثر، قريبةٌ للجنة”
” مثل ماذا ؟”
” هل ستفعلين أي شيء صباح الغد ؟غداً سيكون السبت”
“ربما سأكون نائمة ، لستُ من النوعِ الصباحي “
تجهمت وهي تأخذُ قضمه اخرى .
” فقط لمرة ! سيعجبكِ انا اعد بهذا !”
اعطاها نظرةً جادة، لا زالت مع ذلك لطيفةً جداً.
“قلتَ أنه قريبٌ من جمالِ الجنة ؟”
“تقريباً ! ” ابتسم لها .
” سأنتظره اذاً ! “

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
manoorah #1
Chapter 1: فايتنغ اوني ، الترجمة جميلة واختيارك للقصة حلو. شكرا على الترجمة