لا للقُبلاتِ .

سبعةُ أيامٍ .

لم يتفاجأ بيكهيون من رؤية كلاهما معاً في المقهى ، هو وبطريقةٍ ما … متضايقٌ من الطريقةِ التي ينظر بها هذان الإثنان لبعضيهما ! يتحدثانِ بهدوء ثم فجأةً يبدآن بالضحكِ على اشياءٍ عشوائية ~
هذه المشاهدُ التي يراها بهما مألوفةٌ جداً .. هذا ما يفعله المُحبين ! وهو يعلمُ بأن كيونغسو واقعٌ في حبها ولكنه لم يعترف بهذا بعد .
ابقى بيكهيون افكاره لنفسه بينما يكتفي بالابتسام لماري وهو يلوحُ لها راداً على توديعها له امام الباب قبل ان تذهب ليلتفت لكيونغسو قائلاً بنبرةٍ مؤنبة لا تحملُ البغيضة ” انت تبدو مُطيعاً عندما يأتي الأمرُ للأوامر ولكنك في الواقعِ مجردُ غولٍ عنيد على هيئةِ جرو !”
اكتفى كيونغسو فقط بالتحديقِ به بأعينه الدائرية تلك .
“لما .. تذكرُ الحيوانات فجأةً ؟! بذكرِ الحيوانات .. هل اخبرت تشانيول عن انني … ” صمتَ كيونغسو عندما ادرك بأن حقيقة أنه لم يحب او يعجب بأحدٍ من قبل مُخزيةٌ بعض الشئ .
” اعني ..  ان تخبر تشانيول بشئٍ كهذا وانت تعلمُ بأنه لا يستطيعُ ابقاء فمه مُقفلاً ليست فكرةً جيدة ! “
” حسناً … على الأقل هو سيبقى مُحافظاً على الاسرارِ في هذه الفترة لأنه لن يستطيعَ اخبار هذا السرِ لأحد بدونِ افزاعه بحقيقة ان الجرو يتحدث !” حرك بيكهيون كتفيه ببراءه .
” وكما قلتُ لكَ سابقاً .. ان تقع في حب بشرية .. ليست فكرةً جيدةً ايضاً !”
شعرَ كيونغسو بأذناه تشتعلانِ احمراراً في هذه اللحظة عندما سمعَ ما قاله بيكهيون .
” م – ما الذي تعنيه ؟ انا فقط .. اساعدها لتتجاوز هذه الاوقات الصعبة و .. اجعلها تفهمُ بأن هناك املٌ في هذا العالم !”
” انت واقعٌ في الحبِ كيونغسو ، فقط ..  انظر لنفسك ! ” مرر بيكهيون يده على كيونغسو ليرمش كيونغسو بتردد ..
” لا زلتُ كما أنا !”
“من الخارج فقط ولكنك من الداخل  ذائبٌ كُلياً كيونغسو ، انت غالباً ترى اقواس قزح ونجوماً عندما تراها اليس كذلك ؟ تباً ، هل قبلتها قبلاً ؟ “
ذائبٌ كُلياً كيونغسو ، انت غالباً ترى اقواس قزح ونجوماً عندما تراها اليس كذلك ؟ تباً ، هل قبلتها قبلاً ؟ “
” هل — ماذا ؟” تضاعف حجم عينا كيونغسو قائلاً “ك- كلا “
” إذاً .. يجبُ ان امدحك لإمتلاكك هذا القدر من التحكمِ بالنفس ! ان تكون معها وحديكما في منزل طوال الوقت خصوصاً بأنها ليست قبيحةً كما ترى فهي جذابةٌ بطريقةٍ خاصة ..”
” انا … نعم انها كذلك – لحظة .. انا لن اتناقش معك في هذا الامرِ اكثر ! انت مجنونٌ بيكهيون !”سار كيونغسو ناحية جهةِ المحاسبة بينما يضعُ مريلته ليتبعه بيكهيون بنظراته بينما لا زال في مكانه
” فقط .. لا تقترب منها كثيراً ، حسنا ؟ الأمرُ سيكون صعباً عليكَ بعد ثلاثةِ ايام كيونغسو !” كانت نبرته جادةً في هذه اللحظة .
توقف كيونغسو عن عقد مريلته لتستقر نظراته على هذا الملاكِ الآخر امامه .
” ولا للقُبلات !” انهى بيكهيون جملته بابتسامةٍ مُمتعضة .
نزع كيونغسو المريلة عنه ورماها على بيكهيون الذي كان يركض هارباً عنه بينما يضحكُ قائلاً ” سأذهبُ لأخبر يول عن هذا !”
_______
تمللت للمرةِ التاسعه بينما تحاولُ التركيز على هذه الرواية بيدها وليس هذا الحائط الذي كلما نظرت اليه وجدت بأن عقارب الساعه لم تتحرك سوى لدقيقةٍ واحدة !
التاسعة واثنانِ وعشرون دقيقة ..
كيونغسو سيخرجُ من العمل في هذا الوقت وهذا يعني بأنه .. سيعودُ للمنزل .
لم تذهب للمشفى اليوم لأن ذلك الموقف الذي حضت به مع كيونغسو جعلها في حالةِ ارتباكٍ افقدتها التركيز على كل شئ .
لا زالت تتذكرُ عندما لمحت كيونغسو مع بيكهيون قبل الخروج من المقهى في وضعٍ جدي ! صحيحٌ بأنها لم تسمع ما كانا يقولانه ولكنها اجزمت بأنه شئٌ مهم بسببِ تلك النظرات التي اعتلت وجه كيونغسو ، هل ربما عندما قال كيونغسو بأنه اتى الى هنا لأصلاح
شيءٍ ما بأن يكون له علاقةٌ ببيكهيون هذا ؟!
ولكن بعد قضاءِ يومٍ كاملٍ في المنزل والتفكيرِ في الأمرِ ملياً .. كان الاستنتاجُ الذي خرجت به هو .. كلا ، ليس للأمر علاقةٌ به .
قضت اخر ساعتين في عملِ بعض مهام المنزل والسيرُ هنا وهناك بدونِ تركيزٍ كافٍ لأتمام هذه المهام بل بكسلٍ يجعلها ترغبُ في البقاء والجلوسِ هكذا فقط !
ان تكون وحيدة .. كان شيئاً عادياً وجيداً ولكن الآن بعد ان اصبح هناك شخصٌ يرافقها .. اصبحت الخلوة والوحدة .. اشدُ عندما يذهب هو .
شعورُ معرفةِ كيف تكون غير وحيد .. جعلها الآن .. اكثر وحدة !
وفقط بمعرفةِ بأنه سيصلُ في اي لحظة الآن .. يجعلها تشعرُ بالتوتر !
*لن يتأخر اليس كذلك ؟! ربما فقط لا زال ينظفُ المقهى .. ماذا لو كان لا زال يتحدثُ مع بيكهيون ؟ لكن عن ماذا يتحدثان ؟ *
لم تكمل اخر تفكيرٍ جيداً بسبب صوت انفتاحِ الباب وظهور كيونغسو من خلفه داخلاً للداخل .

لا زال وجهه متألقاً كما كان عندما كانا في المقهى .. ابتسامةٌ بسيطة مع تعبيراتٍ بعينيه البريئة تلك .
” هل انتِ .. تنتظرينني ؟”
كانت حقاً محظوظة لكونه استدار ليغلق الباب لأنها برؤيته فقط .. تشعرُ بالخجل .
“أ -أنا .. كنتُ فقط اقرأ ! الجو هنا دافئٌ حقاً .”
اجابت بعشوائية .
” أهو كذلك ؟” استطاعت الشعور بابتسامته من في صوته عندما استدار لها حاملاً بيده كيساً ورقياً .
” اؤمنُ بأنني استطيعُ تقديم بعض المساعدة في هذا الأمر !”
ابتسمت عندما رأتهُ يتقدمُ نحوها ليجلس بجانبها على الاريكة فاتحاً ذلك الكيس الورقي بيده .
” المُفضلةُ لديكِ ” اعلن لها بينما يمدُ لها علبة المثلجاتِ الصغيرة مع ملعقةٍ خشبيةٍ مرنة .
انار وجهها عندما رأت هذا المشهد امامها قابلةً هديته ب”شكراً ”  ناعمة بسيطة بينما تفتحُ تلك العلبة بين يديها .
” انت اولاً !” قدمت القضمة الاولى له كالعادة .
بطريقةٍ ما هذه المرة .. تردد قليلاً قبل ان يلتقمها منها !
شفاةٌ كرزيةٌ ممتلئة تُغلق على هذه الملعقةِ الهزيلة بالقربِ من اطراف اناملها التي باتت تصارعُ حتى تثبت في مكانها وتستمر في امساكِ الملعقةِ لها .
اغترفت قسماً صغيراً بالملعقةِ لتأكلها لتتوقف قبل ان تقتضمها عندما سمعت سؤاله الخجول .
” ه – هل تريدين تغير الملاعق ؟ “
توقفت يدها قليلاً في الهواء قائلة بصوتٍ مشابه للصراخ ” ل – لماذا ؟”
” رأيتُ بعض الزبائن في المقهى ..  ي – يفعلون نفس الشئ وهذا .. يعني ش – شيئاً آخر أليس كذلك ؟”قال بيده التي تفركُ مؤخرة عنقه بارتباكٍ وخجل .
للحظة .. شكت بأنها رأت لوناً وردياً على وجنتيه ولكن ربما هذا فقط تلاعبٌ من عقلها الذي كان منصعقاً لدرجةِ انه لم يعد يفكرُ او يرى الأشياء بشكلٍ مُستقيم .
” ا – اوه ” تلعثمت بارتباك .
كوب كيونغسو يديه امامة فجأةً جاعلاً اياها تشهقُ فزعاً بينما اخذ منديلاً يمسح به تلك البقعة على يده لتضع هي المثلجات جانباً وتأخذ منديلاً لتساعده .
وهنا .. التقت عيناهما ..نفسُ التوترِ والارتباكِ سيطر عليهما ليسمع كيونغسو تحذير صديقه قبل ساعات يطنُ في اذنه ..
” لا للقُبلات دو كيونغسو !”
في هذه اللحظة بالذات .. اجزمَ بأنه يجبُ ان يكون في هذه اللحظة غولاً عنادياً متنكراً بجروٍ لطيف ، لأن تقبيلها .. هو بالضبطِ … ما سيقومُ بفعله الآن !

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
manoorah #1
Chapter 1: فايتنغ اوني ، الترجمة جميلة واختيارك للقصة حلو. شكرا على الترجمة