فقط لسبعةِ أيامٍ .

سبعةُ أيامٍ .
 
” فقط لسبعةِ ايام ، سوف احصلُ على عملٍ بالغد لذا سأعيدُ لك ايجار هذا الأسبوع ثم بعدها سأذهبُ من هنا ! “
 
تعجبت من طريقة حديثه الواثقه والحاسمه كما لو انه قد وجد العمل بالفعل !
” الى اين ستذهب ؟”
” للمكان الذي انتمي اليه ! “ابتسم وهو يميل رأسه للجانب .
” انا متأكده من أن ايجابيتك هذه ستجد لك عملاً بأقرب وقت ممكن ! “
طوال الطريقِ في الحافله ( التي دفعتها هي لأنه لا يملك سنتاً ) عرفت انه طالب جامعي في تخصص فنون الطبخ ! وانه كان طباخاً مختصاً بالصلصات لمطعمٍ جيد ..
” ما الذي اتى بك الى هنا ؟! “
“تستطيعين القول بأن هناك شيئاً تغير في مجرى حياتي وجئتُ لأصلح بعض الأشياء قبل ان اعود مجدداً ! “
تركت الغموض يغلبُ بينما وهي تشعر بشعورٍ غريب كما لو انها متورطةٌ في هذا الأمر !
 
.
.
.
بعد ان اخذته في جولةٍ صغيرة حول المنزل اعطته منشفة كي يغتسل ..
” لا أملكُ ملابساً احتياطية كي اغيرها !”قال وهو يلتقط المنشفة بخجل !
توردت وجنتها قليلاً عند سماع تعليقه ، ألم يجلب معه أي شئ عندما اتى الى هنا ؟!
” امم ، سأرى ما عندي ! “
اسرعت نحو غرفتها وفتحت خزانتها ..
الذكرياتُ اللعينه هذه تعود الآن من رؤية شيءٍ يعود لحبيبها السابق ..
صورته التي كانت قد دفعتها الى زاوية عقلها ودفنتها بالإدمان على العمل طوال الوقت لسنتان ظهرت في عقلها بمجرد ان رأت هذا القميص الأزرق والبنطال الابيض امامها ..
في ربيع السنة الماضية قررت ان ترميهم بعيداً ولكن والدتها نادتها يومها في آخر لحظة وضلت تلك الملابس مرمية في زاوية الخزانه … حتى الآن !
على الأقل ظهر شئٌ مفيدٌ منها لشخصٍ اخر يدعى كيونغسو !
نعم كيونغسو كان اسمه …
“اعتذر .. لم اجد سوى هذه ! “
” انها مثاليه !” ابتسم ونهض من على الأريكة بسرعه واخذ الملابس من يدها.
” سأنتهي بسرعه “
شاهدته الى أن اختفى ودخل للحمام ثم توجهت نحو المطبخ لتطهو العشاء ..
مضت فتره لا بأس بها منذ ان كانت اخر مرةٍ طهت فيها لأحدٍ ما سوى امها .
لم يكن هناك شئٌ ينفع للطبخ في الثلاجة سوى بعض الرامين والكيمتشي ، ليس وكأنها ستنافس الطباخ او حتى ستحاول !
.
.
عندما خرج من الحمام وتوجه نحو تلك الرائحة الزكية للطعام ، تغنى صوته بالإعجاب وهو يقول ” رائحته حقاً جيده !”
تفحصت بعينيها ملابسه .. بدت اكبر منه مما جعله يبدو انحف مما هو عليه .
“ربما يجبُ علينا ان نحضر لكَ ملابساً غداً على أي حال .. ”
وضعت صينيتا الرامين على الطاولة وقالت ” لا شئ كثيرٌ هنا ولكن هذا كل ما وجدته في الثلاجة ! “
“آه .. الطعامُ البسيط هو دائماً الأفضل ! ” ابتسم بابتهاج بينما يسحبُ له كرسياً ليجلس عليه .
” اظنُ بأن الشخص عندما يكونُ جائعاً فأيُ شئٍ سيكون مذاقه جيدً ! “
مررت له الصينيه ووضعتها امامه لتلاحظ تحديقاته لها ..
” ماذا ؟! ”
” شكراً …….. “
سخر من جديته وابتسم وهو يصفق بيديه قبل ان يملأ فمه بالنودلز ..
” امممم ، انها لذيذة ! ” بدى صادقاً في ما قاله.
“ش .. شكراً ! ”
اهتز شئٌ ما بداخلها وهي تشاهده يلتهمُ طعامه بنهمٍ هكذا ..
فجأةً اصبح مذاقُ الرامين …
أفضل !
Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
manoorah #1
Chapter 1: فايتنغ اوني ، الترجمة جميلة واختيارك للقصة حلو. شكرا على الترجمة