لم يكن الوقتُ كافياً يوماً .

سبعةُ أيامٍ .

 

الأمرُ غريب .. ماري عادةً ما تنامُ في يوم الأحد ولا تستيقظُ إلا في حوالي الحادية العشر او الثانية عشر ظهراً ولكنها وجدت نفسها اليوم تتحركُ بنشاط وعفويه بسبب نوم ليلة جيده .وهذا الشئ لم تشعر به منذ اشهر .
حدقت بالساعة على الحائط لتدرك بأنها لا زالت التاسعه والنصف صباحاً .
وكيونغسو كالعادة كان مستيقظاً جاهزاً بالفعل .
تسللت بهدوء من خلفه بينما هو يشاهدُ التلفاز .
غطت فمها بيدها كي تمنع نفسها عندما رأت الذي يشاهده على التلفاز … يشاهدُ بورورو !
” هذا عرضي المفضل ايضاً كما تعلم .. ”
قفز كيونغسو بفزع والتفت للخلف ليجدها تقهقه خلفه .
” عندما كنتُ صغيرةً بالطبع ” اضافت بمرح .
” حسناً .. انتِ لا زلتي صغيرة !” ابتسم لها ” هل تريدين ان نشاهد سوياً ؟”
هذا .. مضحك ولكن مع كيونغسو يبدو بأن كل شئٍ سيكون مُمكناً وقد ادركت هذا عندما تسلقت معه الجبل في السادسة فجراً لذا مشاهده عرض كرتوني معه يبدو عادياً بعض الشئ لها .
تسللت بهدوء بجانبه ، تصلبت عندما رأته يقتربُ منها ولكنها هدأت مجدداً عندما اكتشفت انه فقط كان يريد الأمساك بريموت التحكم بجانبها .
مده لها وقال ” إن كنتِ تريدين مشاهدة شيءٍ ما”
اخذته منه ورفعت الصوت قائلة ” كلا برورور سيكون جيداً . ” قهقهت بخفه ليبتسم لها ويتابع المشاهده .
لاحظت بسرية كيف ان ركبته لامست ركبتها بخفه بينما يجلسان بجانب بعضيهما والحمدُ لله بأن العرض الكرتوني كان يجذبُ كل انتباهه لذا لم يرى وجهها الذي اصبح احمراً .
~
“سأعرفكِ على صديقٍ اخر اليوم . ” قال كيونغسو بعد ان انتهى كلاهما من الغداء الذي اعداه سوياً .
بعد مشاهدة ذلك العرض الكرتوني ، خرج كلاهما وذهبا للسوبر ماركت ليشتريا بعض الاشياء الطازجة للأسبوع ، شاركها كيونغسو في
 
في معرفة بعض الوصفات لذا اصبحت السلة اكثر حمولة .
عندما اصر على ان يشتري كل شئ بماله الخاص وهو واقفٌ هكذا امامها يدفعُ الحساب وهي خلفه تقفُ بهدوء .. بدى الأمرُ تقريباً كما لو انه زوجها وهي الزوجةُ المسحورة كُلياً به .
رغم ان الوقت المتبقي لرحيله كان ساعات ولكنها كانت خائفة الآن من الوقت بالفعل .
الوقتُ ليس كافياً ابداً معه .
كما لو ان كل ثانية وكل دقيقة تطنُ مع كل ضحكة ، كل كلمة و كل لمسة غير مقصودة ..
” لم اكن اعلم انكَ تقيم صداقاتٍ بشكلٍ سريع ، انت تعملُ هناك منذُ ثلاثةِ ايامٍ فقط !”
اكتفى كيونغسو بالإبتسام فقط .
تساءلت عن كم هو محظوظٌ هذا الصديق الذي سيعرفها عليه والأهم… اهو فتى .. ام فتاة ؟!
.
.
.
” صديقك .. هو كلب !!” صرخت بابتهاج بينما يقفزُ ذلك الجرو الصغير على الأرض حول قدميها .
” اسمه هو يول ” ضحك كيونغسو ودنى إلى الأرض فاتحاً له يده ليضع الجرو يده الصغيرة على اليد المفتوحة له فيحيط كيونغسو بأنامله حولها ويهزها كما لو انه يصافحه .
“مرحباً يولي .”
قلدت ماري حركات كيونغسو بمد يدها المفتوحة امام الجرو ولكنه قفز عليها بدلاً من مصافحتها بلسانه خارج فمه كما لو انه جاهزٌ ليلعقها .
” هاي انت .. ” سحبه كيونغسو للوراء من قدمه قائلاً ” لا للمس يولي . ”
“لا بأس ، انه لطييف ” فركت رأسه ليجلس الجرو امامها برضا .
” لم اره في متجر الحيوانات الأليفة من قبل !”
” اذاً على ما يبدو ، هو جديد . “
ربت كيونغسو على كتف الجرو كما لو انه بشري “انه جروٌ ضال ، وجدناه قبل بضع ليالي ، هو ودودٌ جداً وايضاً وسيم !” فسر مالكُ متجر الحيوانات الأليفة .
” هل تريدين اطعامه ؟ لدينا البعض من طعامه هنا !”
” هل استطيع ؟” انارت عينيها بينما تنهضُ تابعةً المالك نحو جهة المتجر الخلفية .
 
” سأعود .”
شاهدها كلاهما تختفي خلف الباب الخلفي للمتجر ليتحدث الجرو اولاً .
” إنها جميلة ! ليست بذلك الجمال ولكن شيئاً فيها يجعلها اجمل . ”
” شش ، انت تتحدثُ بصوتٍ عالٍ ” وضع كيونغسو اصبعاً عند شفتيه ” ونعم انها جذابةٌ بطريقتها الخاصة . “
” الآن عرفت سبب نزولك طول هذا الطريق من اجلها ، بيكهيون اخبرني بأنك لم تقع في الحب مسبقاً صحيح ؟ ” قالها كما لو انه اكبر سرٍ عرفه في الوجود ليحتد كيونغسو لأنه كان سيئاً في حفظ سره .
” ششش ، هلا ابقيت هذا سراً ؟ أنا – ”
صمت عندما سمع خطواتها دالةً على أنها عادت.
” لا تقلق ، سأقومُ بكلِ ما وسعي لأُساعدك .” حاول تشانيول ان يقول هذا الحديث بصوتٍ هامسٍ بقدرِ استطاعته وبالتأكيد فشل فشلاً ذريعاً .
حمداً لله ان كيونغسو كان قد صمتَ قبل ان تظهر وتراه .
” يولي .. ها هو طعامك هيا تناوله ، كُل جيداً “
وضعت الصينية التي تحوي بسكويتاً خاصاً للحيوانات بجانب الجرو وجلست القرفصاء بجانب كيونغسو الذي كان نصف جالساً على الأرض امام الجرو .
حدق الجرو بها ثم بكيونغسو وفي هذه اللحظة من الثانية ادرك كيونغسو نيته فكان على وشك ان يرفع يده ليمسك بالجرو ويمنعه عندما اندفع الجرو فجأةً إليها مباشرةً عند كتفها لتفقد توازنها وتصتدم بأيدي كيونغسو المفتوحة خلفها .
الصدمه جعلت كلاهما يقعان على الأرض بظهرها الذي يلامس صدره ويديه خلفها فالتفت للخلفِ فطرياً لتتوقف قليلاً عندما وجدت نفسها تحدق بكيونغسو بأعينه الكبيرة المُداعِبة .
نفسه الدافئ بالقرب منها كان يلفحُ وجهها لتتوقف انفاسها في حنجرتها وتتجمد في مكانها.
كيونغسو كان يلاقي صعوبةً في نزع نظراته عنها بل وكان مسحوراً بكيف تبدو فاتنةً وضعيفةً في نفس الوقت ، وحقيقةُ ان شفتيها الخوخية الورديه فقط على بعد اقل من
 
                                                             انش منه، وان اطراف انفيهما قد تلامست كان لا يساعده ابداً .
يوجدُ خفقانٌ جنونيٌ في صدره الآن وفمه فجأةً اصبح جافاً او عقله الذي اصبح فارغاً لا يستوعب أي شيءٍ من حوله !
صوتُ نباحٍ قطع ذلك الأتصال بينهما بندائه لهما .
كافحت لتقف على قدميها فيهز كيونغسو رأسه ويرمش بدونِ استيعاب مُحاولاً ابعاد ذهوله بعيداً

قفز الجرو بعيداً مُمسكاً بصحن طعامه الصغير بأسنانه ليجلس هناك في الزواية ويدس فمه بداخل صحنه ثم يحدقُ بهما كما لو انه مشاهدٌ يشاهدُ فيلماً مع بعضِ الفُشار .
“أ – أنا آسفة .. هل انت ب – بخير ؟ “
ضحكت بتوتر عندما نهض هو ايضاً .
” ن – نعم ” اعطاها ابتسامةً خجولة ثم حدق بالجرو هامساً ” لا تفعل هذا مجدداً يول !”
اكتفى الكلبُ بالنباحِ كجوابٍ فقط .

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
manoorah #1
Chapter 1: فايتنغ اوني ، الترجمة جميلة واختيارك للقصة حلو. شكرا على الترجمة