في اليوم التالي غادرنا جميعاً إلى أماكن عملنا و قد أوصينا كانغ إن بأن يعتني برانيا جيداً و قد بدا متململاً و نحن نوصيه !
في الجامعة و في محاضرة التعليم المدني مع الاستاذ العزيز مين جون!
الاستاذ مين جون : حسناً جميعاً ، أخرجوا دفاتركم و اقرؤوا الصفحات الستة الأولى !
تباً !! لقد جلبت دفتراً جديداً ليس فيه حرف واحد ! لم يكن أمامي خيار آخر سوى حاسوبي المحمول ! أخرجته و وجهي أحمر كالبندورة و فتحته .. خلال ثوان شعرت بظل أحدهم فوقي .. أعتقد أنني أعرف من!!
رفعت رأسي لأجد نظرات الاستاذ مين جون الحاقدة فوقي و هو يقول : تشو كيوهيون ؟ أين دفترك ؟
أنا : لقد .. ابتلعته مكنسة !!
الاستاذ : حقاً ؟! لنرَ الآن كيف ستبتلعك علامات الرسوب ! اخرج من محاضرتي! لا أريد رؤية وجهك مجدداً !!!
لم أقل حرفاً واحداً ! وقفت و أخرجتُ من حقيبتي دفتري المغبر الممزق و رفعته أمام الاستاذ و قلت له بمنتهى الهدوء : أنا جاد !
الاستاذ : أنت طالب في السنة الرابعة ! كيف لك أن تكون مستهتراً إلى هذه الدرجة و تترك دفترك ليتلف بهذه السهولة ؟!! اخرج !!!
كم أتمنى لو أصفعه في وجهه و أطير أسنانه في أرجاء القاعة !!! بصمت و غضب حملت حقيبتي و حاسوبي المحمول و خرجت بخطوات واسعة سريعة و غاضبة من المحاضرة .. فلتمت أيها الاستاذ اللعين!! كم أكرهك أيها الأرعن !!!!
في تلك الأثناء كان كانغ إن و رانيا في المنزل .. يجلسان في غرفة الجلوس على أريكتين مقابل بعضهما يحدق كل منهما في الآخر بصمت! و كانت رانيا تحمل بيديها دمية القرد التي اشتريتها لها ..
قطعت رانيا الصمت قائلة : أوبا ...
كانغ إن : نـ .. نعم يا صغيرتي ؟
رانيا : أنت ممل جداً !!
كانغ إن : 0________0 هـ .. هل .. تريدين الذهاب إلى مكان ما؟
رانيا : أريد الذهاب إلى المنتزه لأشاهد الكلاب الجميلة !!
لم يكن أمام كانغ إن سوى الموافقة ! فأخذها إلى أحد المنتزهات الجميلة حيث كانت تركض في الأرجاء و تقفز و تلعب مع دمية القرد التي لم تكن تفارق يدها و هو يلاحقها و هي تتفرج على كلاب الناس الغرباء و تلعب معها و كان كانغ إن يشعر بأنه ينزه جرواً هو الآخر !!
في تلك الأثناء و في الجامعة .. كنا أنا و صديقي هيون جونغ جالسين في الكافتيريا و كنت أحدث هيون جونغ عن ما حصل لي قائلاً : و بعد ذلك أريته دفتري لأثبت له بالفعل أن المكنسة قد ابتلعته فتمزق ، توقعت أن يصدقني أو يسامحني أو ما شابه و لكن بدلاً من ذلك صرخ في وجهي أمام كل الطلاب و طلب مني الخروج و نعتني بالمستهتر!
هيون جونغ : أتعتقد أن المعجبين في المحاضرة سوف ينشرون ذلك على الإنترنت ؟! ربما يصل ذلك إلى والديك!
أنا : أظن !؟ أنا أعرف أن هذا سيصل إلى والدي بشكل أو بآخر! سواء عن طريق المعجبين أو عن طريق الاستاذ بنفسه !!
فجأة سمعنا نداءً عن طريق مكبر الصوت : " يرجى من الطالب تشو كيوهيون التوجه إلى مكتب عميد كلية الموسيقى ."
تباً ! لقد قضي علي !
هيون جونغ : 0_______0
أنا : أراكَ لاحقاً .. أو قد لا أفعل !
ثم ذهبتُ تاركاً هيون جونغ في صدمته و توجهت نحو مكتب عميد الكلية ، سوف أموت اليوم ! إلى اللقاء أيها الحياة الجميلة و الإلف و رانيا و أصدقائي و أسرتي !!
دخلتُ إلى مكتب عميد الكلية و قلبي يرقص على اغنية كانغنام ستايل بين ضلوعي ، و وجدت ليتيوك جالساَ هناك مع أبي و الاستاذ مين جون و عميد الكلية !! لقد انتهيت !! لقد انتهيت !! لقد انتهيت !!!!!
عميد الكلية : تشو كيوهيون ، تفضل بالجلوس ...
بصمت .. كانت كل العيون تحدق بي كأنني كائن فضائي أو مجرم ، جلست على مقعدي بصمت و أنا أنظر إلى قدمي ...
عميد الكلية : لقد اشتكى عليك الأستاذ مين جون أكثر من مرة يا كيوهيون مع أن الأساتذة الآخرين لا يشتكون على تصرفاتك مطلقاً و دائماً يقولون أنك طالب مدهش ..
فكرت برأسي قائلاً : بما معناه أن العيب في الاستاذ و ليس فيّ أنا أيها المتخلف !!!! كنت غاضباً و خائفاً بنفس الوقت !!!
أبي : هل هذا صحيح ؟
اومأت برأسي بصمت ..
عميد الكلية : و ما السبب في ذلك يا بني ؟
ليتيوك : كيوهيون ليس مشاغباً في العادة ، أنا متأكد من أن هنالك سوء تفاهم .
و أخيراً شخص ما في صفي !
الاستاذ مين جون : دائماً يتأخر عن محاضرتي و يعطيني أعذاراً تافهة و أتاني اليوم بدفتر ممزق بحجة أن المكنسة ابتعلته !
انفعلتُ قليلاً قائلاً : لكن هذا ما حصل !!
ليتيوك : كيوهيون!! اهدأ !
أبي : أنا آسف جداً بشأن ذلك ..
عميد الكلية : سوف نعطي كيوهيون تحذيراً هذه المرة و لكن في المرة القادمة سنعطيه إنذاراً ! وقع هنا .
شعرت بالإهانة و الغيظ و أنا أوقع على التحذير .. وددت أن ألكم الاستاذ مين جون و أصرخ على العميد و أقنعه بوجهة نظري !
و في تلك الأثناء كان كانغ إن مع رانيا في المنتزه و كان قد اشترى لها بوظة و كان يمسك بيدها و يمشي معها في المنتزه .
رانيا : أوبا لماذا لم تشترِ بوظة أنت أيضاً ؟؟
كانغ إن : لا أحب البوظة .
رانيا : الجميع يحبون البوظة !
كانغ إن : أنا لست كالجميع !
رانيا : معك حق .. فأنت أغرب منهم جميعاً !!
كانغ إن : لكنني غريب بشكل مميز!
في تلك الأثناء ، خرجنا أنا و ليتيوك و أبي من مكتب العميد و كنا نتناقش .
أبي : كيوهيون ، إن كان وجودك في السكن يزعج دراستك بسبب عددكم الكبير فعد إلى المنزل ، الجو هناك أفضل للدراسة و الانضباط.
أنا : لا أستطيع ، علي أن أعمل في الشركة كذلك ..
ليتيوك : أنا آسف حقاً ، سوف أدع الأعضاء يمتنعون عن إزعاجه أثناء الدراسة .
أنا : الموضوع ليس بشأن الدراسة !
ليتيوك : إذن ما المشكلة !؟ لست أفهم لأنك في العادة لست مشاغباً! ربما في السكن و لكن ليس في الجامعة !
أنا : تماماً ! المشكلة هي الاستاذ مين جون !!
أبي : أخفض صوتك !!
ليتيوك : ما باله ؟ ماذا تعني ؟
أنا : كلما حصلت معي مشكلة متعلقة بالجامعة دائماً تكون لها علاقة بالأستاذ مين جون ! إن فاتتني محاضرة دائماً تكون محاضرة الاستاذ مين جون و إن تأخرت عن محاضرة فهي محاضرة مين جون و ان تمزق دفتر فهو دفتر محاضرات مين جون و كل هذا يجعله حاقداً علي !!!!
ليتيوك : الحل الوحيد هو أن تتفاهم مع الاستاذ مين جون !
أبي : ليتيوك معه حق .
أنا : أتفاهم ؟! و هل يعرف ذلك الرجل معنى كلمة " تفاهم " ؟!!!
ارتفع صوتي و انفجرت غاضباً و أنا أقول : دائماً يلومني على أشياء غير متعمدة و عندما أحاول أن أشرح له لا يتفهمني أبداً و يلصق بي سمعة الطالب المشاغب المستهتر الذي لا يكترث !!!
لم أنتظر لأسمع رد أبي أو ليتيوك ، مشيت مبتعداً عنهما بغضب دون أن أعرف إلى أين تأخذني قدماي ، أردت أن أبتعد و حسب !!
سمعت معجبتين قالت أحداهما : هل سمعت بأن كيوهيون ذهب إلى عميد الكلية ؟
المعجبة الأخرى : سوف أنشر ذلك على مدونتي !
أنا : إياكِ أن تفعلي ذلك !
فقالت : آ .. آسفة! لن أفعل ذلك !
أكملت مسيري مبتعداً بغضب .. كم أتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعني الآن كما ابتلعت المكنسة دفتري !
Comments