08

! وَ كَأنَنِي أَحْتَاجُك

 

الفصل الثامن – المجهول و اللامعقول .

 

 

 

رمى كاي بجسده بجانب ميشيل و ميشيل نظرت إليه بوجهها الصامت .
” إبتعد “
إلتف إليها بينما إبتسامه خبيثه ظهرت على تقاسيم وجهه :” هل نسيتِ الإتفاق ؟! “
إعتدلت ميشيل لتجلس :” الإتفاق ينص على أن لا أتجاهلك , و أنت لم تكتب المقال حتى !”
ميشيل حرّكت قدمها لتركل الفتى المتصنع بعيداً عنها .
تأوه بألم , ثم وقف ليجلس على مكتبها , تمتم بإنزعاج :” أنتِ قاسيه “
ميشيل أعطته نظره صامته جعلته يجلس على الكرسي بصمت .

-

ميشيل إحتاجت لبعض الهدوء بعيداً عن الجميع ! من المتعب أن تكون مشغوله ليوم كامل .
و هذا الأسمر يتعبها بحقّ , كونه نزقّ و يحبّ إزعاجها تعتبر مصيبه في حدّ ذاتها .
ميشيل كانت تفكّر في مستقبلها , مستقبلها المجهول و مستقبلها البعيد .
مستقبلها الذي –على الأرجح- لن يكون هادئا و بسيطاً كما تتمناه .
ميشيل تفضّل الموت على الحياة , على الأقل الموت سيمنعها عن فعل الكثير من الأمور .
و على الأقل سيحرر روحها التي لازالت مقيّده بسلسلةٍ وهميّه لا مفرّ منها .
و محاولة فكّها لا تؤدي إلى نتيجه , العديد من القيود تثبّتها في مكانها .
الهرب يفي بالغرض , لكن النتائج ستكون عقيمه .
لحظات من الإنغماس في التفكير قطعها صرير باب الغرفه .
تاو و سيهون يطلان برأسيهما من الباب .
ميشيل تجاهلتهما و إنقلبت إلى الجهة الأخرى .
سيهون تنحنح بتوتر , لأن ملامح وجه كاي تبثّ الرعب في قلبه و سيهون إستطاع الإحساس بموجه من الأفكار الخبيثه تنبثق من كاي لتلوث الجوّ .
تاو إقترب من سرير ميشيل و سأل بصوتٍ هادئ :” نونا , سنتناول العشاء في الفناء الخلفي هل تريدين المجيء “
” لا ! “
لم تكلف نفسها حتى عناء الإلتفات إليه , تاو تنهّد بيأس :” نحن ننتظركِ إن كنتِ تريدين المجيء “
سيهون سأل كاي :” ماذا عنك ؟! “
كاي نظر إلى سيهون بأعينٍ لامعه :” بالتأكيد سآتي !! هذا المقال يستطيع الإنتظار “
إلتف إلى ميشيل التي لم تحرّك ساكناً :” أراكِ لاحقاً ميشيل “
ميشيل تجاهلت النزقّ و أغمضت عينيها بهدوء .
كاي و تاو نزلا إلى الأسفل , سيهون حدّق في ظهر أخته لثواني ثم خرج بعدما أطفأ الإضاءه .
ميشيل تنهّد و إبتعدت عن سريرها , إستقرّت على الكرسي المقابل للبيانو .
كشفت الغطاء بهدوء و حرّكت أصابعها فوقه لتتأكد من سلامة جميع المفاتيح .
المعزوفة التي عزفتها كانت بإسم فولتار , الوقت الذي تجسّدت فيه فكرة هذه المعزوفه هو نفسه الوقت الذي حضيت فيه بآوّل جلسة تعذيب لها .
كان ذلك منذ خمسِ سنواتٍ تقريباً .
قبل تلك الخمس سنوات كانت تعذّب .. لكن , بعيداً عن إستخدام الآلآت الحادّه .
الليله الأولى التي إستخدم فيها والدها يونغ هو .
كانت تلك الليله هي الأسوأ , ذلك السكّين حفر في جلدها بعمقٍ كتجربه … و السبب ؟!
لم يكن شيئا يذكَر !!
الفتى المزعج كان متكأً خلف الباب , يستمع إلى تلك المعزوفه الحزينه , إستطاع الشعور باللحن يتحرّك داخل رأسه بطريقه مخيفه ~
ميشيل كانت مرعِبه بالنظر إلى تصرّفاتها , لكنّها كانت مثيره للشفقه نوعاً ما .
سيهون كان يعلم أنّ ميشيل حزينه , لكن السبب مجهول .
هو يعلم أنها تتصرّف بغرابه و تفكّر كثيراً , ولا زال السببُ مجهولاً !
سيهون يريد التخفيف عن أخته ولو قليلاً !! لكنّها تدفعه , تبعده , و هو يشعر بالقهر .
تنبثق منها هآلةُ من الألم .
و تسبب له نوبه من الألَم لأنه لا يعرف السّبب !

-

نزلَ سيهون بعدما إِنتهت ميشيل من العزف على البيانو .
هو معجبٌ بتلكَ المعزُوفه بصِدق .
في الساحه الخلفيّه كان تاو , كاي , سيهون و السّيده أوه .
حفلَةُ شواءٍ بين الأصدقاء , لكن السّيده أوه تدَخّلت ظناً منها أنّ ميشيل ستكون معهم .
و تاو أراد أن تكون ميشيل معهم بشدّه .
لكن .. لا أحد يستطيع تغيير طبيعة ميشيل بين ليلةٍ و ضُحَاها !
لذلك .. قرر تاو أن يستدرج ميشيل ببطئ , على الأقل لتذهب معَهم للمخيّم في الصيف .
الصيفُ لازال بعيداً , لكن التخطيط منذ الآن هو الحلُّ الأمثل .
و من الصَّعب تغيير ميشيل .
حفلَةُ شواءٍ إعتياديه , الدّخان الرّمادِي يتطاير , و رائحة المشويات تخلخلت عبرَ الجوّ .
كلٌ منهم مشغولٌ بأفكاره .
تاو يفكِر , كيفَ أنّه سيستطيعُ إستدراج ميشيل في الصّيف !
و كاي يفكّر في أوّل شيءٍ يفعَلُه مع ميشيل عندما تتوقَف عن تجاهله .
أما بالنّسبه إلى سيهون , فكان الموضوع الإعتيادي هو ما يشغل تفكيرَه .
ميشيل , و غرفتها , و علاقتها بوالده بالضّبط .
السّيده أوه تحاول تدليل تاو , لأن هذا يضمنُ لها مُستقبَلها معَه .
تاو يتهَرب منها ببضعِ كَلماتٍ لمجاملتها .
و سيهون و كاي يتبادلان النظرات و يضحكان في الخفَاء , لأن تصرُّفات السّيده أوه مبالغٌ فيها .
ليلَه لطيفه لهم معاً ثمّ إستأذنت السّيده أوه وغَادَرت
بعدها بنصفِ ساعَه , صعد الأطفالُ إلى غُرَفِهم .
كاي , سيهون , تاو !
جميعهم قفَزوا على نفس السّرير العملاق الخاص بسيهون .
غطاءُ واحد ؛ تشارَكوه جميعاً .
و الوسائِد التي كانت تزَيِّن السرير تقاسموها بينهم , تاو إحتضن أحد الوسائِد بطَريقةٍ أنثَويّه .
و سيهون إحتضن كاي -كبديلِ للوسَاده- . إستقبَل كاي ذلك بِكُلِّ رحَابه .
ليلَةٌ بسِيطه بمداعباتٍ لطيفَةٍ بينَ الأصدقاء , شقاواتُ الصّغَار و من يندَرِجون تحتَ سنّ المراهقَه ~

-

ميشيل إستيقظت مُبَكِّراً كالعَاده , المَدرسَه ؟! لا مِزاج لها !
كما أنها ستنحشِرُ مع ثلاثةِ أشخاصٍ في السّياره .
لكن ؛ و في النهايه … ستذهبُ إلى المدرسه , ليس لأنَها ترغب في ذلك , بل لأنّها ستذهَبُ تِلقائيّاً .
إرتَدت ملابسها سريعاً بعدما إستذكَرت دروسها في الصّباحِ كالعَاده .
نزَلت إلى الأسفل , تعلّقُ حقِيبتَها خلفَ ظَهرِها , وتجرُّ أقدَامها بتثاقل .
حالما رآها كاي صَرخ :” ميشيل-آه , صَبحُ الخَير ~ “
جذَب إنتباه تاو و سيهون , إبتسم تاو بدفءٍ للنونا خاصَّتِه .
و سيهون نظر إلى أخته من الأعلى إلى الأسفل ثم همس بخفّه عندما إكتشفَ شيئا غيرَ إعتيادِي :” مزاجها سيّء ~ “
سَمِعته ميشيل لكنّها لم تعطي تلك الكلمات إهتماماً كبيراً , عدا التخيّلِ الذي طرأ داخِلَ رأسِها فجأه .
تخيّلت أنها تفصل رأس سيهون عن جَسده و تعَلّقه في غرفتها , لكنها قطعَت ذلك الخيال -السعِيد- عندنا وقَعت عيناهآ بعيني تاو .
شبحُ إبتسامه مرّ بخفّه , و لم ينتَبه أحد , بغضّ النظَر عن ذلِك الشعور الذي راوَد تاو ؛ شعورٌ بالدّفئ .
ميشيل جَلَست على الطاوِله و قلَّبت نظرها بين تاو و كاي . ثم نطَقت :” لا تنسى المقال “
كاي همهمَ بإبتسامه :” بالتأكيد ~ ” ميشيل أحسّت بأنه في أعلى مستوى من مستَويات الطاقَه .
ألقت بنظَرها على تاو بينما ترتشِفُ من حليبها الأبيض البارِد :” و أنتَ , أحتاجُ إلى الحَديثِ معكَ عندمَا نعُود “
جميعُهم نظَروا إليها و ميشيل أنزَلت نظرها , إستغرَب تاو من طَلبها له , لكنَّه إبتَسَم بخَجلٍ في النهّايَه و أومأ .
كالعاده , الشجارُ داخلَ السّيَّاره و إغاضَةُ كاي لميشيل , ميشيل تحمّلته رُغماً عنها , لأن لا تُفسِدَ مظهرها البارد و تلقي بالكاريزما خاصّتِها بعيداً .
تاو إستمر في مراسَلة ميشيل على الهاتف – معَ أنّهم في نفسِ السّياره – .
سيهون سرحَ إلى الخارِجِ مجدداً , يفكّر في المجهُولِ و اللّا مَعقُول .

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
Baekbota #1
جَميلة جدااا
أحببتُ التَقرير !!
evilkyu95 #2
Chapter 11: الروايه كتيييييير تجنن بلييييز كملي
kari-501 #3
Chapter 9: woooooooooow i love it viting ^^
Asom1996 #4
Chapter 7: يااي الروايه جميله <٤
واسلوبك اجمل
من جد تخلين القارئ ينشد للقصه اكثر
احس ان فيه مثلث حب بين كاي٫ تاو وميشيل

قصتك رائعهه بحق
ننتظر البارت الجاي لا تطولي علينا :)
management #5
Chapter 7: تسلم اناملك على هي الرواية اللي عن جد شعرت بأني مختلطة بشعور ميشيل وكأنني أعيش أحداث الرواية في حياتي ارجوووووك كل الرجاء تنزلي البارت وما تتأخر
management #6
Chapter 7: اوني حبيبتي اختي عمري كله فديتك نزلي البااارت قلبي على نااار ناطرة البارت كثيييير
Ilabya #7
interesting~
ELFish4ever #8
اوني جيبال نزلي لبارت الجاي
ELFish4ever #9
Chapter 5: ديباك البارت كان رووووووووووووووووووووووووووووووووعة اوني بليز كملي فايتينغ