05

! وَ كَأنَنِي أَحْتَاجُك

الفصل الخامس – الحفل .

 

ميشيل حدّقت في كلّ جزء من المكان اللذي نزلت به للتو . 
قصر ! لكنه لازال أصغر من منزلها , قلّبت عينيها مجدداً هنا و هناك !
العديد من الأشخاص بملابس فاخره . رائحة الطعام تفوح في كل مكان .
و الأضواء المنتشره في الأنحاء أعطت منظراً مثالياً .
ميشيل مشت عدّة خطوات للأمام عندما شعرت بوالدها يضغط على ظهرها بالعصا في يده .
استقبلهم عند المدخل , رجل يرتدي ملابس رسميّه , ومن الواضح انه من نفس صنف والدها .
انحنى لوالدها , بينما والدها دفعها من ظهرها مجدداً بعصاه .
بالطّبع هو يطلب منها الإنحناء إلى الّرجل بالمقابل . 
ميشيل التفت تنظر إلى والدها , ملامح وجهها الصّامته أصبحت واضحه أكثر مع تسريحة شعرها .
بعدما رفع الرجل نفسه قال :” مرحبا بك سيّد أوه , أنا سعيد لقدومك اليوم حقّا .”
ميشيل تنهّدت تنتظر من الرجل الأربعيني الثرثار الإنتهاء من حديثه الممل .
نظر إلى ميشيل و ابتسم في وجهها مع أنها لم تعره أي إهتمام .
” إذاً هذه أنت ميشيل ! والدك فخور بك جداً يجب أن تكوني سعيده “
ميشيل لمحت سيهون يخطو خطواته ليغادر , في العاده سيهون يذهب للبحث عن تاو في مثل هذه الإحتفالات بعيداً عن حديث الشخصيات الكبيره مع والده و أخذه لأفضل مكان في نطاق الحفل .
نظرت إلى والدها للحظه ثمّ إلى الرجل الذي لازال ينتظر ردّها , فركت رقبتها برعونه ثم خطت خطوه , تتبعها أخرى إلى الأمام ……. بمعنى أصّح تخطته !
ميشيل ضحكت داخليّا . هذا يعني أنّ الليله ستكون حافله جداً , و لن يكون لديها الوقت لإراحة جفنٍ حتّى .
السيد اوه ضغط أسنانه بعضها على بعض , التمرد و العصيان لن يسبِب إلا شيئا داخل إطار المشاكل .

ميشيل سارت إلى أن لمحت أخاها مجدداً , و لأول مرّه هي تحتاج إلى سيهون .
لم تعتد أبداّ على هذه الأماكن المزدحمه بالبشر , تتعالى أصوات ضحكاتهم هنا و هناك .
و هذا أكثر شيء مزعج بالنسبة لها .. الضّحك .
اقتربت منه لكنّها توقّفت عندما رأت الشخص الذي يقف أمامه , ميشيل فكّرت :*المتصنع مجدداً ؟ ما الذي اتى به إلى هنا *
لكن مهلاً … هي لن تتراجع عن الذّهاب إليه ثمَ تورّط نفسها داخل هذا المكان البشع . المليء بالبشر !!
تنهدت و خطت إلى الأمام . 
كاي ابتسم عندما رأى ميشيل قادمة نحوهم . و تاو تذمّر من أصدقاءه المسببين للصمم .
تاو توقّف عن التذمّر بعدما توقّف كاي عن الثرثره . و نظر إلى حيث ينظر كاي .
قال تاو : ” آآه نونا أتت أيضا إلى هذا الحفل ؟ أمي تريد أن تراها “
سيهون نظر إلى تاو و ابتسم :” هل أخبرت والدتك عنها ؟”
همهم تاو و فتح فمه ليقول شيئا ما لكن كاي قاطعه و همس لهما عندما اقتربت ميشيل أكثر :” سيهون أنت ستقرّبها منّي ثم تتركاننا لوحدنا , و أن فعلتما شيئا آخر فسـ.._”
سيهون قاطعه و دفعه للأمام :” فقط اصمت لأجل الإله !”
سقط فكّ كاي عندما انتبه إلى شعرها المرفوع إلى اعلى , ملامح وجهها المرسومه بدقّه و عينيها الغارقتين في السواد , هي بكل بساطه بدت فاتنه !
تاو تمتم :” يا إلهي ! “
كاي فتح فمه ليلقي على ميشيل وابلاً من المديح , لكن ميشيل تحدّثت سريعاً :” خذني إلى أي مكان هادئ متواجد هنا ” أشارت على رأسها بإصبعها ثم أردفت :”هذا سينفجر “
سيهون نظر إلى كاي الذي ينظر إليه بنظرة أشبه ما تكون ترجّي .
و سيهون تنحنح لينظر إلى تاو :” ميشيل أنا و تاو سنفعل شيئا ما , لذلك كاي هو من سيأخذك إلى المكان الهادئ ” ضحك برعونه . يخفي كذبته الشّبه بيضاء .
غادر سيهون يجرّ خلفه تاو , و كاي نظر إلى ميشيل , هو كره نظراتها المتواصله لتاو لكنه حاول تجاهل الأمر .
قال كاي :” إذا هل نذهب ؟” 
ميشيل بقيت معلّقة نظرها على تاو حتى اختفى من ناظرها , ثم خَطَت خلف كاي .. إلى المكان الهادئ .

-
ميشيل جلست على الكرسي الخشبي الطّويل , و كاي جلس بجانبها أيضاً .
خلف ذلك القصر بجانب أحد المخازن , كان هذا أفضل مكان في بيت السيد بارك .
كاي استمرّ في الثرثره عن السيّد بارك أثناء سيرهما و كم أنه لطيف و بشوش , وميشيل استنتجت أن السيد بارك شخص جيّد . 
:” إذاً … ” كاي قال بعد صمت طويل .
و ميشيل فقط حدّقت في الفراغ تتجاهل الفتى الأصغر .
تنهّد و أكمل :” كيف أتيتي إلى هنا ؟ أنا عادةً لا أراكِ في الحفلات ” هو أكمل في داخله * أنا آسف على الكذب يا الهي * لأنه في العاده كاي لا يحضر مثل هذه الإحتفالات .

ميشيل أجابته داخلياً :* لأنه و اللعنه , أجبرت على ذلك *
كاي انتظر اجابتها لكنها لم تقل شيئا .. أخذ نفساً عميقاً ثم اتكأ بظهره على الكرسي .
تحدّث مجدداً ليجذب انتباه ميشيل بتفكيره :” هل تعلمين ؟ عندما يكون تاو أنا و سيهون نصبح منسيين . أنت فقط تنظرين إلى تاو , ما الشيء الذي يمتلكه تاو ليجذبك هكذا ! من المستحيل أنني لا أملكه “
ميشيل نظرت إلى الفتى الأسمر أخيرا .. قالت بصوت هادئ أشبه بالهمس :” أنا لست منجذبه لأي شخص “
ميشيل إكتفت ببضع كلمات بسيطه . لأن الحديث عن هذه الأمور و بالأخص مع كاي لن يخرج بفائده .
تنهد كاي و قال :” حسناً انا أخبرك انك منجذبه لتاو لكنك لا تعلمين , هل تعرفين شيئا عن الحب على اي حال ؟ لا طبعا ” 
الحب ؟ ميشيل لم تذق هذا الشّعور ابدا و لا تعرف ما هو , لكنها لازالت لا تريد تجريبه .. لأنها تجرّدت من المشاعر منذ فتره طويله .
كاي قال بترجّي : ” أوه يا إلهي تحدّثي معي قليلا فقط ! ” 
ميشيل بدأت , لتفتح بعض العقد الغامضه من حياتها :” هل تعرف شيئا عن التجرّد من المشاعر ؟ أنت من طلبت مني الحديث , لذلك لا تندم لاحقاً .”
كاي همهم ينظر في عيني ميشيل العميقه . يشعر بالضياع في عينيها المحاطتين بالسّواد , و هو وجد أن الآيلاينر ناسبها كثيراً .
ميشيل دحرجت عينيها إلى الأمام . لتكمل :” ولدت بلا قلب , هكذا تربيت لأبقى على قيد الحياة . “
ميشيل ألقت برأسها إلى الخلف بعدما ألقت لغزاً جديداً يحل محلّ لغزٍ سابق , و كاي لاحظ الندبه الموجوده أسفل عنقها , الغريب في أنّها كانت عميقه جداً و هو فكّر أن هذا بفعل سكّين , لكنه هزّ رأسه ليطرد هذه الفكره السّخيفه في نظره .
في النّهايه كاي أعاد رأسه إلى الخلف هو الآخر ليحظى بأقرب مسافه بينه و بين ميشيل .

 

 

ساعه و نصف .
ساعه ونصف مرّت وهما لا يزالان على نفس الوضعيه المهمله .
صوت هاتف ميشيل أعادها إلى الواقع المرير . فتحت عينيها سريعا و اعتدلت في جلستها 
لكن ألم الرّقبه لم يتركها وشأنها , لدرجة أن تلك الآلام أرسلت الطنين إلى رأسها .
سحبت هاتفها في حركة سريعه من جيبها لتتصفحه .
رساله من السّيد أوه :
( أحضري سيهون سنغادر الآن بعدما تقابلين السّيد هوانغ )

ميشيل فكّرت بينما تفرك رقبتها المتصلبه :* السّيد هوانغ ؟ هذا الّذي رافقه والدي حتى باب منزلنا !*
ميشيل نظرت إلى كاي الذي كان يفرك عنقه هو الآخر .
تذمّر :” آآآيييييشششش , أنا هو الأحمق الذي نام بنفس طريقتك , إنه مؤلم !”
ميشيل تجاهلت تعليقه الغير مفيد و وقفت سريعاً .. كاي وقف ليلحقها بعدما أسرعت في خطواتها مبتعدةً عنه .
و ألم الرقبه لم يفارق أي واحد منهما .

-
ميشيل بحثت عن سيهون برفقة كاي . 
حالما رأته اتجهت إليه و سحبته من ذراعه , تاو نظر إليها وقال :” نونا ! أين اختفيتِ ؟ “
سيهون سأل أخته التي أحاطت كتفه بذراعها :” ما الذي حدث ؟”
ميشيل حذره حقيقةً , لكن ما الذي سيقوله عنها البشريون إن رأوها تسحب أخاها من رسغه ؟
ذلك لن يكون جيّداً لأي منهما .
ميشيل أجابته :” سنقابل شخصاً يسمّى السّيد هوانغ , ثم نغادر “
سيهون تبادل النّظرات مع تاو و كاي , و تاو همس بتلعثم :” أ-أبي “
ميشيل ألقت نظره على تاو الشّبه مرتعش و تجاهلت تلك الكلمة التي خرجت من بين شفتيه .
ميشيل همست لأخيها :”لنذهب” ثم تحرّكت بينما لا تزال تحيطه بذراعها .
تاو أيضاً سار خلفهم , لا يريد الإنتظار حتّى تستدعيه والدته .

-
ميشيل إنحنت للرجل الذي قدّمها والدها له , و انحنت لسبب واحد فقط و هو لأنه والد تاو .
يستحق الإحترام لأنه أنجب مثل هذا المخلوق , صحيح ؟
ملامح وجهه غليظه و تظهر عليه القسوة , لكن ما لم يكن متوقعاً هو أنه ابتسم لها بدفء .
ثانيه واحده فقط .. ظهرت فيها ملامح ميشيل المندهشه , و هي أيقنت أن ما في داخله هو شخص دافئ يتظاهر بالغلظه .
تلك التعابير اللتي لم تدم لأكثر من ثانيه تمّ صيدها من قِبل كاي . 
و هو فكّر :* ربّما اصبحت اللعبه الآن بين كاي و ميشيل , لا ميشيل و تاو * و ابتسم بجانبيه .
ميشيل قدّمت نفسها بطريقه جيّده . 
السّيد أوه تراجع عمّا قراره الذي اتخذه  في بداية هذا الحفل .. كان سيعاقبها لأنها تصرّفت بوقاحه مع السّيد بارك .
لكنّها كانت بالفعل مهذّبه مع السّيد هوانغ , و بالتأكيد فإنّ الثاني هو الأهم ~
السيد هوانغ قال :” يمكنكم الحديث معاً إلى أن ننتهي من الحديث أنا و السّيد أوه “
ابتسامة لعوبه ظهرت على شفتي كاي و مدّ يده ليلتقط ميشيل بين ذراعيه .
الكبار كانوا قد إلتفّوا ليكملوا اتفاقهم , و ميشيل أصبحت وسط حضن كاي , تنفّست للداخل و الخارج بهدوء 
بينما تاو شهق بقوّه , سيهون ضرب جبينه بسبب صديقه المتسرّع .
ميشيل حاولت التحرُرَ من قبضته لكنها فشلت , هي تستطيع ضربه فقط صحيح ؟ لكنها ليست مستعدّه لتخريب هالة الكاريزما خاصّتها .
همست بين اسنانها و الوجه الصّامت لا زال يترنح بين تقاسيم وجهها :” اتركني “
رد سريعاً :” ماذا إن لم أفعل ؟ “
ميشيل تنهّدت :” لا تجعلني أصبح شخصاً سيئاً “
” ماذا إن فعلت ؟ أنا متاكد أنك لم تجرّبي شعور الإحتضان ! “
” أنا أكره الأحضان لذلك ابتعد ” أكملت داخل عقلها *قبل ان أفصل رأسك عن جسدك “
سيهون و تاو استمرّا في مشاهدة ما يحدث أمامهما , ميشيل تحافظ على هدوءها .
بينما كاي يتحدّث بنبرة مستفزّه و الإبتسامه مرسومه على وجهه .
بعد عشر دقائق من حضن كاي لميشيل هو تركها .
كانت ستعلّم كاي درساً لكن تجاهل مثل هؤلاء الأشخاص هو الحلّ الأمثل .
كما أنّ حضنه لم يكن بالسيّء .
تاو تقدّم و فتح ذراعيه بينما تمتم و خدّيه يتورّدان ببطئ :” أنا ايضا أريد ان أجرّب احتضانك “
سيهون دفع تاو بخفّه و قال بصوت منتحب :” نونا ~ سيهون أيضا يريد حضناً ” 
ميشيل فكّرت :* اللعنه على هؤلاء الأطفال ! هذا كلّه بسبب المتصنّع الأسمر *
تاو تكتّف و اقترب ليهمس في اذن ميشيل :” هل يمكنني أن أطلب منك شيئاً ؟”
ميشيل لم تستطع مقاومة كتلة اللطافه و الطفل الخجول لذلك همهمت بلا مبالاة , اقترب ليهمس في اذنها مجدداً :” أريد رقم هاتفك ” 
تراجع عدّة خطوات إلى الخلف و أذناه احمرّتا بينما طيف وردي كسا و جنتيه .
ميشيل التفت لتغادر و تاو اصيب بالخيبه … لكنّها عادت لتلتف و تقول :” احصل عليه من سيهون ” 
تاو صرخ … كالفتيات على عكس مظهره الرّجولي لليوم , تعلّق في سيهون و ألحّ عليه ليعطيه إياه .
سيهون شعر بالدّوار لان أخته نطقت بإسمه , و كاي كان راضياً لأنه حصل على حضن لطيف مع ميشيل .

—-

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
Baekbota #1
جَميلة جدااا
أحببتُ التَقرير !!
evilkyu95 #2
Chapter 11: الروايه كتيييييير تجنن بلييييز كملي
kari-501 #3
Chapter 9: woooooooooow i love it viting ^^
Asom1996 #4
Chapter 7: يااي الروايه جميله <٤
واسلوبك اجمل
من جد تخلين القارئ ينشد للقصه اكثر
احس ان فيه مثلث حب بين كاي٫ تاو وميشيل

قصتك رائعهه بحق
ننتظر البارت الجاي لا تطولي علينا :)
management #5
Chapter 7: تسلم اناملك على هي الرواية اللي عن جد شعرت بأني مختلطة بشعور ميشيل وكأنني أعيش أحداث الرواية في حياتي ارجوووووك كل الرجاء تنزلي البارت وما تتأخر
management #6
Chapter 7: اوني حبيبتي اختي عمري كله فديتك نزلي البااارت قلبي على نااار ناطرة البارت كثيييير
Ilabya #7
interesting~
ELFish4ever #8
اوني جيبال نزلي لبارت الجاي
ELFish4ever #9
Chapter 5: ديباك البارت كان رووووووووووووووووووووووووووووووووعة اوني بليز كملي فايتينغ