011

! وَ كَأنَنِي أَحْتَاجُك

الفصل الحادي عشر – جسد حرّ .

 

 

 

 

درجات ميشيل في المدرسه تفوق توقعات المعلمين .
حيثُ انها خسفت بجميع الطلاب في جميع المواد لتحتل المركز الأول .
إمتحانات قبول الجامعات على وشك الإنتهاء و ميشيل شغلت نفسها بها عن الجميع .
كانت جالِسةً على الأريكه المخمليه الحمراء في شرِكَةِ والدها , العديد من الكُتب تصطفّ أمامها لتساعدها على الإتجاه إلى جامعَه مرموقه .
سألها السَّيد أوه :” إذاً هل إخترتي ؟ لا أمانعُ إن درَستِ في جامعه داخل كوريا , لكنني بالفعل أفضِّلُ جامِعه في الخارِج …” حدَّقَ بها حين بقيت صامتةً ليردف ” كما أنني أرغبُ في جعلِكِ مسؤولةً عن شركتي في ألمانيا “
أومأت ميشيل و وضعت الكتاب الذي كان بين يديها :” أمهلني فترة لأفكِّر “
هزَّ السَّيد أوه رأسه بينما يقول :” إتجهي إلى القبو , أحتاج إلى إختبار قوَّةِ إحتمالكِ للمرَّة الأخيره , بعدها سيكون جسَدُكِ حرَّاً .”
أومأت ميشيل مجدداً تلقي بجميعِ مشاعِر الخوفِ جانِباً .
وقفت لتنزل عبر الدَّرج , عيون الموظفين تخشى النَّظرَ إليها , الجميعُ سيكون سعيداً إن غادرَت ميشيل إلى ألمانيا , لأنهم لن يستطيعوا تحمُّلَ قسوتها مستقبلاً . 
في السَّنه الماضيه تولَّت ميشيل أمر الشركه لأسبوعِ كامل . 
مرَّ ذلك الأسبوع كالجحيم بالنسبه للموظفين في مختلف المجالات بالنظر إلى القسوه , ميشيل أسوأ من والدها في هذا المجال .
لا أحد يستطيعُ التفاني في عمله معها , لذلك هم سيكونون محظوظين إن غادَرت إلى ألمانيا , مع أنها تعطي الموظفين حقوقهم كامله .
عادَت إلى المنزل مع السائِق , السماءُ صافيَه حقاً في هذا اليوم , مع أنَّ الجوَّ بارد جداً . 
توَّجهت إلى القبو تنتظرُ تحرير جسدها بعد الخوض في تجربه مؤلمه للمرَّه الأخيره , تجرَّدت من كلِّ مشاعِرها , تجرَّدت من الخوف و العاطفه . 
ألقت بحقيبتها جانباً و سحبَت كرسياً ملقى على الأرضيه في طرف القبو .
وضعته في المنتصف و جلست , لمحَت سكيناً صغيرا موضوعاً بالقربِ من حبلٍ و شريطاً لاصقاً .
بعضُ الذّكرياتِ السيئه عصفت بذهنها , لكنها حاولت دفعها بعيداً . 
مرَّ وقتٌ طويلٌ دون أن يدخُل أحد , ميشيل كانت تقتل رغبتها في الخروج من هذا المكان الخانق بتذكرِ أن جسدها سيُصبحُ حراً بعدَ هذا .
بعد عدّةِ ساعات فتِحَ الباب , لم ترغَب في النظرِ إلى الشَّخصِ الذي سيدخُل , لأنها تعلمُ تماماً بأنه أكثر شخصٍ تكرهه .
رفعت رأسها لتلتقي عيناها بعينيه , لمعت عيناها بشدَّه في الظلام , لتسلم أمرها .

 

-

 

صعدت إلى غرفتها بخطى ثقيله , معظم جروحها كانت على عنقها و ذراعها .
شدَّت معطفها الأسود حولها حتى لا يظهر قميصها الأبيض الملطخ بالدَّم , مدت يدها سريعا لتفتح باب غرفتها تسابق الزمن لأن لا يراها أحد , إتسعت عينيها بخوفٍ عندما سمِعت بهمسٍ خلفها .. ” ميشيل …” 
دخلَت إلى غرفتها سريعا و أغلقت الباب خلفها , صرخ صاحب الصوتِ بإسمها مجدداً , و حاول فتح الباب .. إتكأت على الباب تتنفس بصعوبه , مجرد التفكير بأن شخصاً ما سيراها بصورتها تلك جعلت قلبها ينتفض .
زحفَت بينما تمسحُ الدماء التي لازالت تنفذ من جرحِ في حاجبها , وقفت لتفتح باب دورَةِ المياه , تملأ حوض الإستحمام لتستقِرَ داخِله بعدما خلعت ثيابها , ضمت نفسها إليها تغمض عينيها و تعضُ شفتها السفليه بينما تفكِّر

* هذه المرَّه الأخيره … جسَدي حرٌ من الآن *

المياهُ إختلطت بدمائها , و حوضُ الإستحمام و الأرضيه تلطخا ببقعٍ حمراء .
ببطء … دمعةٌ واحده شقت طريقها عبر خدها الملطخ بالدماء , ربما دموعُ السعاده ؟ من يعلم .
فركت أماكن جروحها جيداً متجاهلةً الألم الفظيع , ذلك الأحمق لم يرحمها لأنه ربما يعلم بأن هذه هي المره الأخير . لم تستطع إلصاقَ ظهرها بحوض الإستحمام خوفا من ملامسةِ جراحها له .
العديد من الندوب ستتكون في جسدها مع مرور الوقت , ميشيل إحتاجت لأن تكون وحيدةً مجدداً … لأن تتحدثَ إلى نفسها مجدداً .
حان وقت مراجعةِ الحسابات و تصفيتها .
همست بهدوء :” أنا آسفه … سيهون “

 

-

 

صرخَ تاو بكاي المكتئِب :” أيها الأحمق كلنا كنا هناك و رأيناها يبدو أنها لم تكن بحالةٍ جيِّده , لنضع إحتمالاتٍ مختلفه “
” أنا غاضب لأنها لم ترد على ندائي لها . لو كنت أنت من إلتفظَ بإسمها للتفتت إليك ! “
تنهَّد سيهون :” لا بأس أنا متأكدٌ من أنها ستأتي معنا لرحلة التخييم .”
ميشيل ستنتقلُ إلى الجامعه بعدَ هذه الإجازه , و ستتولى إدارة الشركه , أي أنها لن تمتلك الوقت للعبث معهم أو حتى رؤيتهم .
سيهون سيطلب من والده إقناع ميشيل لتذهبَ معهم , و على الأرجح ميشيل ستوافق .
بعثر كاي شعره :” لنذهب للمذاكره في منزلي , بدأت أتعبُ من هذا المكان .”

 

-

 

أنهت ميشيل آخر إمتحانٍ لها لقبول الجامعات . 
لم يتبقى سوا إختبارٌ واحد في بداية السَّنه القادمه , توجَّهت إلى المنزل مع السائق , تاو و سيهون و كاي لم يركبوا في السياره معها , بل ذهبوا إلى منزل تاو ليجهزوا أنفسهم للرحله بعد أسبوعين .
السماءُ تلبّدت بالغيوم الرَّماديه , إتكأت ميشيل برأسها على النافذه , تنظر إلى المارَّه بينما تنتظر الزحام ليخفَّ . 
جروحها لم تلتئم بعد , ربما ستعزفُ الليله على البيانو ليخفَّ ألمها و لو قليلا .
بضعُ قطراتٍ سقطت تليها العديد من القطرات , كان واضِحاً أنَّ السماءَ ستمطِر .
ميشيل تحبُّ المطر , و على ما يبدو أنها ستخرُجُ للبحثِ عن كمانٍ بدلا من العزف على البيانو , لقد أرادت الحصول على واحدٍ منذ فتره و بما أنها تمطر فهي ستبحثُ عن واحدٍ الآن .
فتحت باب السَّياره قبل تشير للسائِق ليذهب , كانت قد سحبت مظلتها السوداء من المقعد أمامها , فتحتها فوق رأسها و بدأت بجر خطاها للسير .
تجفلُ من الألم كلما ضرَب الهواءُ وجهها .

 

-

 

بخطى بطيئه و ثقيله بحثت عن محلٍ للآلات الموسيقيه .
تشعُرُ بالحراره تخرُجُ من عينيها مع صدآعٍ طفيف يغزو مقدِّمة رأسها .
رفعت أصابِعَها النحيله لتضغطَ على عينيها , تحاول التخلص من الصداع الغريب . وجهها شاحبٌ أكثر من العاده و شفتيها ترتجفان بلا لون .
ربما حدثَ هذا لأن خادمَ والدها أفرط في غرز السكين داخل جسدها .
لم تضمد جروحها جيداً خصوصاً الجروح التي في ظهرها .
أصابعها إرتجفت عندما تحسست الجرح الذي في حاجبها و جبينها .
اللاصق الذي يغطي الجرح من حاجبها لا يفي بالغرض , و حرارتها مرتفعه قليلاً . 
تنهدت بقلَّة حيله , ثم دفَعت الباب الزجاجي لتدخلَ إلى المحل ذو الرائحه الهادئه , لم تستطع تمييز نوع العطر أو حتى الورود المستخدمه به , لكنها تجاهلته عندما وقعت عينها على مجموعة الكمانات البنيَّه .
صوتٌ لطيف و مألوفٌ قليلاً ترنَّم إلى أذنيها :” مرحباً , كيفَ أساعدك ؟” نظرت إلى صاحب الصوت و كان شاباً طويلا ذو بشره شاحبه و شعرٍ أسود , لم تستطع التركيز بسبب الصداع و فكَّرت :* أعتقِدُ أنني رأيته مسبقاً !*
تجاهلت الشاب كما تجاهلت رائحة العطر و شقت طريقها إلى آلات الكمان المعلقه , نقلت بصرها بينهم ولم تلاحظ إبتسامة الفتى خلفها .
لفتَ إنتباهها كمان باللون الأسود , جذبها و كأنه الوحيد الموجودُ هناك , حملته لتجرب أوتاره و تتأكد من حجمه و ثقله , مناسبٌ ليديها و كأنه صنِع من أجلها , تستطيعُ حمله بسهوله , متناسقُ مع جسدها النحيل يجعلك ترغبُ في رسمها معه .
شبحُ إبتسامةٍ مرَّ على شفتيها دون قصدٍ منها ؛ لكنها لم تدم طويلاً .
إلتفت ميشيل لتدفعَ سعرَ الكمان و تغادر لكنها تفاجأت بالفتى يقفُ خلفها و لا يفصل بينهم إلا مسافه قصيره .
تنحنح الفتى وعادَ إلى الخلف , مصدومٌ من إلتفات ميشيل السريع .
نظرت إليه ميشيل و كأنها تسأله ما الذي كنت تفعله , لكنها إكتفت بالصمت و تخطيه إلى طاولة المحاسبه .
زفرَ الفتى الهواء الذي كتمه مسبقاً , هل سيخبرها أنه كان يستنشقُ رائحتها لو أنها سألته ؟ إبتسمَ إبتسامةً عوجاء يجرُّ قدماه ليقف خلف طاولة المحاسبه .
قال :” نستطيعُ حفرَ إسمكِ عليه إن أردتي .” 
رفَعت ميشيل نظرها من الأرض لتنظرَ إليه , شاردة الذهن تماما كقطَّةٍ ضائعه , همهمت و مدت الكمان إليه , تحدثت بصوتٍ أشبه بالهمس :” أوه ميشيل “
إبتسم الشَّاب بصوره خرقاء , لم يستخدم للتو حيله قذره لمعرفةِ إسمها ؟ لقد كانت صدفه .
قال بنبره هادئه و لم يزيل تلك الإبتسامه عن وجهه :” يمكنك الجلوسُ هناك ريثما ننتهي “
أشار على كرسي لطيف في نهاية المحل و ميشيل إتجهت لتجلس عليه , لا تستطيعُ التركيز في أي شيء . دخل الفتى بكمانها الجديد إلى الداخل ليعطيه للموظف ثم عاد إلى مكانه يتأملُ الفتاة بالملامح الحاده و الجميله تعيدُ رأسها للخلف بينما تغلقُ جفونها بثقل .

-

صوت جرسٍ لطيف رن عندما فُتح الباب , و بضع خطوآت , بعدها سمِعت همساتٍ خفيفه .
الخطواتُ إقتربت إليها لتشعر ميشيل بشخصٍ يلمس لاصقة الجروح على حاجبها .
فتحت عينيها ببطئ ثم دفَعت يديه بعيداً , لماذا يجبُ عليها رؤيةُ سيهون في وقتٍ كهذا !!
عدَّلت جلستها , و الصداع طرقَ رأسها مجدداً .
ضغطَت بأصابعها على عينيها , تشعُرُ بالسوءِ لتركِ أخيها يراها بهذه الحاله .
هناكَ كلمةٌ واحِدةٌ فقط تستطيعُ وصفها ….
مثيرةٌ للشَّفقه .

” ميشيل نونا ؟ ما الذي تفعلينه هنا ؟ ” تاو سأل بينما يحاوِل تحديد الشيء الخاطئ بميشيل .
تحدَّثَ سيهون يسأل ميشيل ” لماذا تضعين لاصقةَ جروحٍ على حاجِبك ؟”
نظَرت ميشيل إليه ببرود , بينما تخبَّط قلبها داخلَ الفزع .
دحرجت عينيها لتنظرَ إلى كاي الذي إرتبكَ من نظراتها , قالت :” هل لديكَ سؤالٌ أنتَ أيضاً ؟”
ضحِكَ كاي بتوتر :” لا ~”
نظراتُ سيهون لميشيل ما هي إلا خليطٌ من الجديَّة و القلق .
هو لم يسبق له أن رأى أخته بهذا الشحوب .
رفع يده ليتحسس جبينها , و ميشيل لم تحبَّ هذا النوع من الإهتمام .
صرخَ سيهون بفزع :” حرارتكِ مرتفعه !” 
صفعت ميشيل يده بعيداً , ” الجوُّ حارٌ فقط ~ “
تحدَّث تاو ليمنع أي جدالٍ قد يحدث :” هيَّا لنغادِر لقد تأخرنا , ميشيل تعالي معنا نحنُ سنذهبُ إلى منزلكِ على أي حال .
فتحت ميشيل فمها لترفض , لكن … حسناً هي لا تستطيع , هنالك شيءٌ يمنعها من رفضِ طلبات تاو .
تنهّدت و وقفت , لكنها فقدت التوازن لتترنح قليلاً , مدَّ كاي يدهُ ليثبتها لكنَّ تاو كانَ أسرعَ منه .
صفعت ميشيل يده كما فعلت لسيهون قبلاً و تمتمت بشي كـ” لا تلمسني “
توجَّهت إلى طاولة المحاسبه لتأخذَ كمانها , سلمَّها كمانها الجديد بإبتسامه و ميشيل دفعت له . تعامله ببرود كما تتعامل مع الجميع .
هو قد رأى كل شيء , تجذبهُ طريقةُ ميشيل في الحديث , نظراتها و إخفائها لتعابير وجهها النادرة الحدوث ~

 

-

 

إستمر كلٌ من الثلاثه في النظَرِ إلى الصُّندوقِ الأسود الذي تحمله ميشيل .
تقدَّم سيهون ليحمله عن أختهِ التي يبدو أنها لا تملكُ القوَّه للمشيِّ حتّى .
نظرت إليه و كأنها تقول أبعد يدك , لكنه أصرَّ بشده و جرت بينهما حربُ نظرات قصيره إلى أن إستسلمت ميشيل .
الفضول يأكل الثلاثي الأحمق , ثلاثتهم يحدقون في الصندوق بنظراتٍ حائره .
أسرع تاو بخطواته ليصبح بجانب ميشيل المتقدِّمه عنهم .
قال :” ما الذي يوجدُ في الصندوق ؟ هل هي آله موسيقيه ؟ هل تعزفينَ على شيءٍ آخر غير الكمان ؟ هل ستسمحين لي برؤيته ؟ “
ميشيل توقّفت و نظرت إليه , تتسائل منذُ متى أصبح تاو ثرثاراً هكذا ؟
وجّهت نظرها إلى الإثنين الآخرين و مجدداً نظرت إلى تاو .
هزَّت رأسها في سخط و أكملت طريقها .
تاو نظرَ إلى سيهون و كاي بصدمه و سألهم :” ما الذي فعلَته للتو ؟ “
سيهون و كاي شاركوه الصدمه بنظره غريبه .
و سيهون سألت :” أعتقِدُ أنها ضرَبت رأسها ! “
أومأ كاي و أضاف :” كلاهما ضربا رأسهما , تاو كان يثرثر بشكلٍ مزعج ! “
نظرَ تاو إليهِ بسخط و هزَّ رأسه مثلما فعلت ميشيل ثم مشى خلفها .

 

 

-

 

 

و نزل الفصل الحادي عشر اللي ما بغا ينزل , الحمد لله أنه نزلته في الأخير .
إيش كنت بأقول ؟ إيوا الفصل طويل صح ؟ و فيه أحداث كثيره ؟
بكرا بإذن الله إذا ربنا كتب بأنزل معزوفة الشياطين , مره متأخره في تنزيلها .
و لا تنسوا تتركوا كومنتات لطيفه عشان أتحمس و أكملكم الروايه بدري .

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
Baekbota #1
جَميلة جدااا
أحببتُ التَقرير !!
evilkyu95 #2
Chapter 11: الروايه كتيييييير تجنن بلييييز كملي
kari-501 #3
Chapter 9: woooooooooow i love it viting ^^
Asom1996 #4
Chapter 7: يااي الروايه جميله <٤
واسلوبك اجمل
من جد تخلين القارئ ينشد للقصه اكثر
احس ان فيه مثلث حب بين كاي٫ تاو وميشيل

قصتك رائعهه بحق
ننتظر البارت الجاي لا تطولي علينا :)
management #5
Chapter 7: تسلم اناملك على هي الرواية اللي عن جد شعرت بأني مختلطة بشعور ميشيل وكأنني أعيش أحداث الرواية في حياتي ارجوووووك كل الرجاء تنزلي البارت وما تتأخر
management #6
Chapter 7: اوني حبيبتي اختي عمري كله فديتك نزلي البااارت قلبي على نااار ناطرة البارت كثيييير
Ilabya #7
interesting~
ELFish4ever #8
اوني جيبال نزلي لبارت الجاي
ELFish4ever #9
Chapter 5: ديباك البارت كان رووووووووووووووووووووووووووووووووعة اوني بليز كملي فايتينغ