010

! وَ كَأنَنِي أَحْتَاجُك
 

الفصل العاشِر – مشاكل ~

 

 

حدَّقت ميشيل بالشخصين الزائدين الجالسين معهم في نفس الغرفه .
ميشيل ستشعُرُ بالدُّوار أثناء وجودِهم معها في غُرفَةٍ واحده .
قلَّبت نظَرها بين سيهون و كاي , قالت :” ما الذي تفعَلانِه هنا ؟ “
أجاب سيهون سريعاً :” نريد أن نتَعلَّم إدارة الأعمال ” 
أومأ كاي بإبتسامه مؤَكِداً لكلام صديقِه , بينما ميشيل نظَرت إلى الثلاثي بشَك , لأن تاو يبتَسم بإتساع . شعَرت بأن هنالكَ شيئاً خلفهم .
و ستحصُلُ ميشيل على المزيدِ من الإزعاجِ , بغضِّ النَّظر عن الإزعاج الذي حصلت عليه في المدرسه .
فتَحت الكتاب و إسترسلت في الشَّرح , هادئَه كالعادةِ .
كاي ينظُرُ إليها بحُب , بينما تاو و سيهون يستَرِقون النَّظَرَ إليه من حين إلى آخر , نظرآته كانت تدُلّ على أنه ليس في هذا العآلم , بعِيداً جداً .
يحَدِّقُ في الفتاةِ غرِيبةِ الأطوار .

-
رفَعَت ميشيل رأسها من الكِتاب , لتَلتقِط نظرات تاو إتجاه كاي .
إلتفَّت لتتصِل عينيها بعينا الفتى الأسمر المتَصّنِع .
قطَع كاي الإتصال فوراً , مع حُمرَّة طفيفه إجتاحت وجنتيه .
أغمضَت ميشيل عينيها , تفرُكُ جبينها بإنزعاج , تُحاوِلُ ضبطَ أعصابِها لأن لا تنفَجِر في وجههم جميعاً .
الشيءُ الذي يُزعِجُ ميشيل هو عدم تركيزهم في حين بذلَت كلَّ جُهدها لتتحَدَّثَ بأريحيَّه أمامهم جميعَاً .
فتحَت عينيها لتنظُر إلى كاي ؛ مطأطِأً رأسه بخَجل , يتجَنَّبُ النظَرَ داخِل عينيها .
” كاي-شي , أخرُج “
رفع رأسهُ فاغِراً فاه :” هاه ؟ ” بحماقه , هذا الصوت الخفيف خرَجَ من حنجُرَته .
دحرجَت ميشيل عينيها إلى الباب , مُشيرَةً إليه بالخروج .
بإحراج وقفَ و خَرجَ من الغُرفه , لم يستَطِع النَظر إلى عينيها , يشعُر بالحرج لأنها إلتقطَته و هو يتأمَّلها ~
تاو نظَر إلى ميشيل بصدمه , هل طرَدت كاي للتو ؟ 
سيهون ضحِكَ بينه و بين نفسِه , الموقِفُ كان مُضحِكاً حقاً .
بالإضافه إلى أنَّ خُطَّةَ كاي فشِلت , كان يرغَب في إزعاج ميشيل , لكنه فشِل . و طريقَةُ طردِ ميشيل له كانت جافَّةً حقاً .
حولت ميشيل نظرها من الباب إلى سيهون بعدما إختفى الفتى الأسمر من ناظريها .
” أخرُج “
فتَح سيهون عينيه بصدمه بعدما توقَّف عن الضحك . 
أشارَ إلى نفسه بينما سألَ , يطلُب تأكيداً للذي سَمِعه :” أنا ؟ “
حدَّقت ميشيل في أخيها الصغير الذي وقفَ بإحراج و جرَّ قدميه خارِجاً من الغُرفه .
فتَح تاو فمه ليقُول شيئاً , لكن الكلمات لا تخرج .
فتح فمه مجدداً لكنه عادَ لإغلاقه , أعادت ميشيل نظرَها إليه , و تجاهلت كونه يحاوِلُ النُّطق بشيء ما لتسترسل في شرحها مجدداً و الفتى يومأ بفهم كلما إنتهت من توضيحِ شيءٍ مهم .

-

” لقد كان ذلك محرجاً ~ ” تمتم كاي بينما يحفر وجهه داخل الوساده .
يتذكَرُ كيف كانت نظرات ميشيل إتجاهه .
قال سيهون بخيبة أمل :” أنت لم ترا حتى كيف طردتني …”
حدَّقَ بظهر صديقه لوهله ثم أردف :” و الآن إنهض من سريري “
صرخ كاي بينما يدفن وجهه في الوساده أكثر :” إذهب إلى الجحيم ! “
تنهد سيهون ثم جلس على الأرض متكِئاً على السرير .
كاي شعر بالغيرَه قليلاً , تاو و تلك الفتاة الغامضه لوحدهما في المكتبه …
تخيَّلَ كاي بأنهما يتبادلان الضحكات و الإبتسامات , لكنه توقف عندما لم يستطع تخيُّل وجه ميشيل الضاحِك .
ميشيل لا تعطيه أي فرصه , كما أنها لا تعطي تلك الفرصَه لأي أحد .
بالأمس تحدَّث مع تاو بالهاتف , و تاو أكَّد له بأن لا شيءَ يحصُل بينهما .
بالإضافه إلى أنه شجَّع صديقه و أراد منه الحصول على ميشيل .
ذلك يعني أن تاو لا يكنُ لميشيل مشاعِرَ الحبِّ التي يتخيَّلها كاي .
تنهَّد كاي و توقف عن التذمر كفتاةٍ مراهقه , بينما سيهون إبتسم بخفَّه .
هو ليس الوحيد الذي لاحظ أن ميشيل تغيرت , أليس كذلك ؟

-

عندما إنتهت ميشيل , قررت بأن المنزل أصبح مزعجاً منذ أن الثلاثي المزعج موجود , و المكان صاخب بالنسبه لها .
هم كانوا هادئين في غرفة سيهون البعيده جداً عن غرفتها , هي فكَّرت بأنهم لم يكونوا يأتون إلى منزلهم دائما . ما الذي يحدُثُ فجأه ؟
في النهايه هي إرتدت معطفها الأسود فوق قميصها الأسود , قبعه سوداء و بنطال أسود . 
تغطي كل بقعه من جسَدها بالسَّواد .
بعد أن تفحَّصت منظرها في المرآة , سحبت الحذاء الجلدي الأسود من الرفِّ و إرتدته .
للمسه الأخيره أسدلت شعرها على عينيها , و وضعت القبعه فوقه .
لا أحد سيتعَرفُ عليها , قبل أن تخرجَ من الغرفه لمحت كمامتها السوداء على المكتب . إقتربت و سحبتها لتقع بين يديها , حدقت في الكلمه المكتوبه بالإنجليزيه ملفته و باللون الأبيض :

الموت

إرتدتها ميشيل سريعا و عدّلت معطفها للمره الأخيره ثمَّ خرجت .
مسحت المكان بعينيها , لا أثر لأي شخص .
مدت يدها لتدير مقبض الباب , تنوي التحرر و المضي إلى الأمام , الشمس أوشكت على الغروب .
قبل أن تديره سمعت أصواتاً من الجهه الأخرى . 
و ميزَّت أصحابَ هذه الأصوات , لا يكفون عن مشاجَرةِ الأطفال هذه أبداً .
إلتفت ميشيل و مشت بخطوات ثابِته و سريعَه إلى المطبخ .
جميعُ الخدَم ينظُرون إليها بذهول , سألتها أحد الخادمات بشعرٍ بني ناعم و طويل :” كيفَ نساعِدكِ آنستي .؟” 
” بابٌ خلفي ؟”
أومأت الخادمه بينما أشارت لها على بابٍ صغير في نهاية الطبخ ذي المساحه الواسِعه .
نظَرت إلى الخلف لتتأكد من أنهم ليسوا خلفها ثم إتجهت إلى ذلك الباب الأبيض .
عندما فتحته إستقبلها درَجٌ صغير , في نهايته باب حديدي .
أغلقت الباب الأبيض ليصبح المكان مظلماً ثم فتحت الباب الآخر و …
إلى الخارج .
الشمسُ لم تشرِق بعد , و ميشيل إتخذَّت خطواتها إلا اللامكان .
تسير هنا و هناك لترفه عن نفسها و تعود لشعُورها بالوحده .
هو فقط كان ممتِعاً بالنِّسبة لها , من يراها لأول وهله سيعتَقِد أنها سارق !
مظهَرها مظلمٌ حقاً .
ثلاثُ دقائق على غرُوبِ الشَّمس , و ميشيل أرادت أن تلحقَ بذلك .
أسرعَت في خطاها , إلى أن أصبحت قريبه من نهر الهان , لم يبقى الكثير على غروب الشمس .
حالما إقتربت , وقفت على الجسر و أنزلت الكمامه قليلاً , تحدِّق بالشمس التي بدأت بالإختفاءِ تدريجياً , و كانها تنصاع إلى رغبتها الشديده في الظلام (رغبة ميشيل)
أو أنها خائفة منها . السماء أصبحت حمراء ,و بعد أربعِ دقائق .. لم تتبقى سوى أضواءُ سيول تضيء محيطها .
سيول مدينه صاخِبه , لكن ميشيل لا تمانعُ صخَبها ابداً .
لأنها تخلِقُ ذلك الشُّعورَ الغريب .. تؤكِدً لها أن لا أحد موجود معها , و الجميعُ مشغولٌ بنفسه قبلَ كلِّ شيء .
بطريقه غريبه , ميشيل أدمنت شعور الوحده , تحبُ الشعورَ به يجتاحها و يعتَصِر قلبها المتحجّر .
لم تكن تعلم أن جوَّ سيول سيجعلها تقعُ له , هو كان حزينا بشكلٍ من الأشكال .
ربما لأن هوائه يحمل جميعَ مشاعرِ سكان تلكَ المدينه , و ربما مشاعِرَ ميشيل أيضاً .
شعَرت ميشيل بتنفسِ شخصٍ أسفَلَ أذنها , و بعد ذلك سمِعت همساً خفيفاً :” ما الذي تفعَلُه لوحدِكَ أيُّها اللطيف ؟ “
بحركه سريعه , إرتدت ميشيل إلى الخلف , عليها أن تكون حذره أكثر .
قلبها إنقبض , لكن ملامح وجهها لا زالت ثابته .
ذلك الفتى .. يشبهها بطريقه مخيفه , نفس الملامح المتجمده ,نفس النظرات الفارغه , نفس لون البشره الشَّاحِب , نفسُ الشَّعر الأسود .
ميشيل لم تكن تؤمن أبداً بأنه قد يكون هنالك شخصٌ يشبهك .
لم تكن تؤمن بذلك أبداً , هو كان يشبهها للحد الذّي جعل قلبها يؤلمها خلف قفَصها الصدري .
بغضِّ النظر عن كون ملامحه رجوليه على عكس ملامحها التي تبدو أقرب إلى أن تكون أنثويه .
و طوله الفائق , بالنسبه لها , هو عملاق .
تخطَّته ميشيل , لا داعي للبقاءِ هنا بعد مشاهَدةٍ غروب الشَّمس .
سمعت الفتى يرفَعُ صوته من الخلف , يمتلك صوتاً رجولياً حقاً :” بالمناسبه , أنا جينهو ” 
أكملت ميشيل سيرها , تتجاهل الفتى الطويل و المخيف بالنسبه لها .
ليست بحاجه لأشخاصٍ آخرين يقتحمون حياتها الهادِئه أبداً .
ميشيل فكَّرت :* هل أصفقُ له لأن هذا إسمه ؟ *
ثم أكملت سيرها .. الطريقِ الذي أتت منه هو نفسه الذي ستعودُ منه .
لا أحد يستطيعُ الهربَ من مصيرِه ~
دخلت إلى الحديقه الخلفيه و ولجت من الباب الحديدي نفسه , الممر الصغير المظلم ثم الباب الصغير الأبيض .
ضيَّقت عيناها عندما سطعت أضواء المطبخ المضيئه بشدّه .
فكّرت :* إسرافُ الكهرباء *
إتضحت الرؤيه و ميشيل إبتسمت داخلياً عندما وجدت أنَّ السيده أوه في إستقبالها .
فكَّرت ميشيل مجدداً :* إلحقي بي إلى أحلامي و عندها ستصبح الحياةُ جميله *
تخطتها ميشيل بينما تحدثت السَّيده أوه بصوتٍ عالي و نبره مستفزّه :” أين كنتِ في مثل هذا الوقتِ المتأخر ؟”
نظرات الأسف و الإعتذار على وجه الخادمه ذات الشَعر البني , و ميشيل لم تأبه بأي منهم … شقَّت طريقها خارِج المطبخ و السَّيده أوه صرخت :” أنا أتحدَّثُ إليكِ ميشيل “
تاو , سيهون و كاي جميعهم نظرُوا إليهم من غرفة المعيشه .
و ميشيل تجاهلت والدتها لتصعد إلى غرفتها , هي تفضِّل قسوة والدها على صراخ تمثال مساحيق التجميل هذه .
سيهون همس بخوف :” ميشيل ..” 
والدته تصبِح مخيفه عندما تغضب , و ميشيل لا تهتم سواءً غضبت والدتها أم لا . 
صعدت السيده أوه إلى الدرج تلحقُ ميشيل التي تمشي و كأن العالم ملكها و ينتظرها , لم تكن سريعه أبداً .
الفتيان الثلاثه لحقوا بهم , تحسُّباً لأي شجارٍ قد يحصُل .
مدت السَّيده أوه يدها و سحبت ميشيل من كتفها بقوه , إستدارت ميشيل بهدوء و نظراتٍ ثابته لتنظر إليها , ليدها بالتحديد .
آظافِرُ طويله بطلاء أظافِر أحمر , مقرفٌ حقاً بالنسبه لميشيل .
مدت ميشيل يدها لتدخلها في جيب معطفها و أخرجت منديلا قماشياً .
وضعته على يد السّيده أوه ثم أبعدت يدها عن كتفها بحذر .
عيناها تتحدث و كأنها تقول : لا تلمسيني حتى تغسلي يدك .
ألقت المنديل في الأرض و سارت إلى غرفتها , صرخت السيده أوه مجدداً :” توقفي عن التصرفِ بوقاحه , أنتِ فظيعه حقاً ! “
عميقاً , داخل السيِّده اوه , كانت تتمنى لو أنها ربت ميشيل وحدها و لم تدع والدها يتكفل بذلك , ميشيل قاسيه دائماً , غير مهتمه و مخيفه .
جرى سيهون إلى والدته :” أمي , هل أنتِ بخير ؟ “
كاي ينظُرُ إليها بقلق بينما تاو لم يتحرك من مكانه , هو لا يرتاح للسيِّده أوه .
هي نوعاً ما .. ممثله بارِعه .
أومأت السَّيده أوه و نزلت إلى غرفة المعيشه , أحضر لها سيهون كأس ماء .
سيهون قلق على والدته , لأنها والدته , أجل فقط لأنها والدته .
سيهون لا يملك مشاعر الحب العميقه إتجاهها , هو فقط يعتقِدُ أنه يجبُ عليكَ أن تُحِب والدتك .

كاي فكَّرَ في أن ميشيل بدت جميله بتلك النظرات في عينيها .
و لون بشرتها الحليبيه , طردَ تلك الأفكار من رأسه سريعاً و إقترب من تاو يحتضنه بخفَّه , أبعده تاو :” إبتعد عني أنا لستُ حبيبتك “
تذمَّر كاي :” ما المشكله في أن أحتضن صديقي الأخضر ؟ “
إتسعَت عينا تاو و ركل كاي بقوَّه :” أسمر لعين ! “

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
Baekbota #1
جَميلة جدااا
أحببتُ التَقرير !!
evilkyu95 #2
Chapter 11: الروايه كتيييييير تجنن بلييييز كملي
kari-501 #3
Chapter 9: woooooooooow i love it viting ^^
Asom1996 #4
Chapter 7: يااي الروايه جميله <٤
واسلوبك اجمل
من جد تخلين القارئ ينشد للقصه اكثر
احس ان فيه مثلث حب بين كاي٫ تاو وميشيل

قصتك رائعهه بحق
ننتظر البارت الجاي لا تطولي علينا :)
management #5
Chapter 7: تسلم اناملك على هي الرواية اللي عن جد شعرت بأني مختلطة بشعور ميشيل وكأنني أعيش أحداث الرواية في حياتي ارجوووووك كل الرجاء تنزلي البارت وما تتأخر
management #6
Chapter 7: اوني حبيبتي اختي عمري كله فديتك نزلي البااارت قلبي على نااار ناطرة البارت كثيييير
Ilabya #7
interesting~
ELFish4ever #8
اوني جيبال نزلي لبارت الجاي
ELFish4ever #9
Chapter 5: ديباك البارت كان رووووووووووووووووووووووووووووووووعة اوني بليز كملي فايتينغ