03
! وَ كَأنَنِي أَحْتَاجُكالفصل الثَالث – اللُّعبَة ستَبدَأ .
السبت , عطلة نهاية الأسبوع .
ميشيل جلست بتملل على الأريكه الجلديه السوداء في مكتب والدها .
تنتظره حتى ينهي حديثه مع الرجل في الأسفل . ما الداعي من مرافقة ذلك الرجل حتى سيارته ؟ ليس و كأنه شخصيه مهمه ؟
بالتأكيد السيد أوه لن يحرك طرفاً من أجل أي شخص حتى و إن كان رئيس كوريا !
إذاً ما الذي يستدعيه لمرافقة ذلك الرجل الصيني حتى سيارته ؟!
ما هي إلا دقائق حتى فُتِح الباب , تحرك السيد أوه ليجلس على مكتبه بينما ينظر إلى ميشيل بنظرات إستحقار !
ماذا عساها تفعل ؟ بالطبع ستتجاهل نظراته , هي لم تهتم على أي حال .
حالما استقر جسده على الكرسي الضخم , قال السيد أوه :” إذاً , كيف كان أسبوعك الأول كطالبه منتظمه ؟”
اكتفت ميشيل بالإجابه بإختصار :” جيد “
همهم السيد أوه , نظر إليها من الأعلى إلى الأسفل , تيشيرت فضفاض أسود اللون بالطبع , و بنطال أزرق غامق .
جزء من عنقها كان واضحاً تغطيه بعض الندبات التي تماثلت للشفاء !
قال السيد أوه :” أعتقد أن جروحك تشفى سريعاً , كوني مطيعه و لا تضطريني لطلب يونغ هو , والدتك تعبت من تنظيف دمائك المنتشره داخل القبو “
حسنا .. السيد أوه يخاف من أن تفضحه أحد الخادمات و تقدم شكوى ضده لأنه يستخدم العنف إتجاه إبنته , إبنته الحقيقيه ! لذلك السيده أوه تبرعت لتقوم بنتظيف القبو الذي اختلطت فيه رائحة النبيذ الفاخر بدماء ميشيل .
ميشيل تجاهلت كلماته اللاذعه , تنتظر صدور الأوامر لتقوم بتفيذها بكل طواعيه ! حياتها ليست ملكها بعد كل شيء .
زاد السيد أوه التعقيد تعقيدا و أضاف بعض الأمور الغامضه بقوله : ” عمّا قريب سأجري عقدا مع السيد هوانغ , تعرفينه ؟ الرجل الصيني قبل قليل . سأعلمك بالتفاصيل فيما بعد . مساء الغد سيكون هناك حفل مهم و لتثبتي للناس انك وريثتي ستضطرين للذهاب , أنت تعرفين عواقب الرفض ؟سأرسل لك زيّك فيما بعد “
وقفت من على كرسيها تحرك قدميها بإتجاه الباب للخروج , لن تحتاج لأخذ الإذن منه لأنها لا تريد الحديث مع الصخره الماثله أمامها ~
” ميشيل ! أنا لم أنتهي من حديثي بعد , إجلسي “
ميشيل إلتفت بلا ملامح و بلا تعابير ! فقط الوجه الصامت و النظرات الفارغه !
جلست مرة أخرى , بينما تحدث السيد أوه :” سمعت أنك لم تتناولي أي وجبه عشاء منذ يوم الثلاثاء ! “
ردت عليه ميشيل بصوت جامد :” إذاً ؟”
” ميشيل ! هل تحاولين عصياني ؟”
فكّرت ميشيل :* أنت من بدأت اللعبه , و لا أعتقد أنها ستنتهي لصالحك !*
صرخ السيد أوه :” تحدثي ؟ ”
ميشيل لم تحرك حتّى طرف شفتيها , التحديق في الفراغ هو الحل الأمثل .
تنهد السيد أوه ليفرك جبينه بقلّة صبر , قال :” أتوقع رؤيتك وقت العشاء , يمكنك المغادره “
ميشيل ضحكت داخليا , إجبارها على تناول الطعام معهم لن يعطي أي نتيجه , من الأخبث ؟ حتماً ستكون ميشيل .
همهمت له بهدوء و خرجت , همست لنفسها :” سنرى إلى اي منحنى ستتجه اللعبه !”
-
الساعه الرابعه عصراً .
سيهون و كاي .
” إن فزت أنا فستدخلني إلى غرفت ميشيل , و إن فزت أنت فسأفعل لك أي شيء تريده “
” ميشيل ستقتلك ! “
” هيّا !! أنت قلت أن عزفها على البيانو خيالي , أريد أن أسمع أيضا , لماذا تريد أن يكون كل شيء لك ؟”
” سأفكر , أيها الثرثار “
” نحن سنذهب !”
” إن فزت عليّ ”
إستمر لعبهم لساعه و نصف -سباق السيارات-
إنتهت اللعبه بالنتيجه التاليه :
كاي – المرتبه الأولى .
سيهون – المرتبه السابعه (قبل الأخيره) .
كاي انخرط في موجه من الضحك .
عندما عاد إلى وعيه و تمالك نفسه , أخذ الحماس مجراه إلى صوته و قال :” إذاً سنذهب ؟ “
جر سيهون إلى خارج الغرفه متجاهلا توسلات سيهون ليتركه .
-
في طريقهم إلى غرفة ميشيل , قابلوا السيده أوه .
إنحنى كاي بأدب .. :” مساء الخير “
تحدثت بلهجه تملؤها النعومه و الرّقه المصطنعه :” آه مساء الخير “
قال سيهون بتوتر , يحاول أن يغطي على ما سيفعلونه بعد قليل : ” آآ سنذهب من هنا أمي ~” السيده أوه ستبدأ بالثرثره إن لم يفعل سيهون هذا و كاي زير نساء لذلك هو سيغدق عليها بالمجاملات. همهمت له والدته و أكملت طريقها إلى مكتب زوجها .
-
بحماقه طرق كاي الباب , كاي أصبح تقريباً معجب بميشيل .
لكنه فكر في أن يلعب معها لعدة أيام ثم يتركها , في النهايه هو نفسه الفتى اللعوب !
سيهون حذّره مراراً و تكراراً , إنها ميشيل ! و بما أنها ميشيل فمن المستحيل لكاي بأن يعبث معها .
هي بالتأكيد ستشرّح أعضائه و تبيعها في السوق السوداء .
لا رد , و سيهون يعلم أنها لن ترد لذلك دفع كاي بخفه و قال :” لندخل , هي لن تجيبك “
الباب فُتِح و ميشيل لم تكن موجوده !
سيهون دخل و دفع كاي مجدداً ليجعله يجلس على السرير , ثم نادى بصوتٍ عالٍ نسبياً :” ميشيل؟”
لا رد !
سيهون فكر في أنه ربما هي الآن في الحمام !
وكاي تأمل الغرفه يمسح كل زاويةٍ منها بنظراته المتأمله , أُعجِب بالمعطف الأسود المعلق و تلقائيا اندفع ليتأمل تفاصيله بدقه أكبر .
سأَل سيهون :” هل هذا لميشيل ؟”
همهم سيهون وقال :” انها تحب هذا المعطف كثيراً …… آآآآآآآآه لا تجرّبه , ميشيل ستقتلك !”
حملق كاي بسيهون و قد توقف عن ادخال باقي يده في كمّ المعطف :” لماذا؟” سأل بأشد النبرات إستخفافا و غبائا ثم أنزلقت يده بأكملها داخل المعطف .
-
خرجت ميشيل من من مكتب والدها لتقابل والدتها . تجاهلتها ميشيل و أكملت سيرها
التفت السيده أوه تحدقّ في ظهر ابنتها بحقد , همست لنفسها :” يالها من إبنة عاقه !”
دحرجت عينيها بسخريه ثم أكملت طريقها لمكتب زوجها .
ميشيل تحرّكت بخطوات سريعه نسبياً , تريد الوصول إلى غرفتها في أسرع وقت لتعزف المعزوفه التي كتبتها بالأمس .
حالما أخذت المنعطف رأيت شخصين طويلين واقفين عند الباب .
وقفت في مكانها تحدق بالأحمقين اللذان طرقا الباب , المشكله أن أحدهما هو أخوها المزعج و الآخر هو الفتى المتصنّع .
فتحا الباب و دخلا ! فكّرت ميشيل :* ألا يعتبر هذا تعدياً للخصوصيه ؟*
تقدمت بضع خطوات إلى الأمام لتصبح أمام باب غرفتها , سيهون فتح باب الحمام يبحث عنها و كاي جلس على سريرها ثم لمس … معطفها !!!!
سيهون نهاه عن إرتداء المعطف , لكنه تجاهله و ضحك بحماقه و سأل بإستخفاف : ” لماذا ؟ ” ثم انزلق داخله بكل سلاسه .
ميشيل اتكأت على إطار الباب تشاهد المتطفلين حيث تقدّم سيهون إلى البيانو خاصتها و ضغط أحد مفاتيحه .
كاي وقع في حب معطفها الأسود المفضل !
تقدّمت خطوتين إلى الأمام , تعطي الشابين كل راحتهما في التدخل في خصوصياتها , حدّق بها سيهون بخوف بينما كاي ابتسم بغباء .
” إخرجا .” قالت فجأه بملامحها الصامته المعتاده و نبرة صوتها الجافه .
أشارت إلى كاي ثم أكملت :” و إترك هذا هنا ” كاي خلع المعطف بإحراج و أسرع ليخرج مع سيهون .
لقد تم إمساكهما هذه المرّه .
كاي فكّر : * في المرّه القادمه سأحصل على فرصه أفضل و سأسرق المعطف *
اتكأ عند باب غرفتها بعدما أغلق سيهون الباب .
كلاهما يضع أذنه على الباب يتصنتون لعلّها تعزف اليوم .
لكن ميشيل بالفعل تعرف أنهم عند الباب , لذلك ألقت بجسدها المتهالك على السرير .
في الغدّ لديها حفل مهم .
-
وقت العشاء .
الخادمه صعدَت إلى غرفة ميشيل . تطرق الباب لتستدعي الآنسه الكئيبه إلى وجبة العشاء .
بالطبع كان هذا أمراً من السيد أوه .
ميشيل كانت تغطُّ في سبات عميق , من الغريب أنها لم تستيقظ مع أن نومها خفيف جداً , طنين الذبابه سيجعلها تستيقظ مباشرة !
لكن الأسبوع الماضي لم يكن بالسهل . الدراسه في المدرسه متعِبه بالإضافه إلى أنها عملت بجدٍّ للثّلَاثَة أيام السابقه , توقيع الأوراق و الإستمارات و تنظيم بعض الأمور بالإضافه إلى بعض الأفكار للشركه ..
الخادمه فقدت الأمل بعدما طرقت الباب لأكثر من مرّه و نزلت إلى الأسفل .
السيد أوه فكّر :* سأعطيها فرصه واحده فقط , إن أبلت حسناً في حفل الغد فسأتغاضى عن عصيانها لي اليوم , لكن إن حدث عكس ذلك فسأستخدم الطرق المعتاده و أعتقد أنني سأعطي الحرّيه ليونغ هو في رسم ما يشاء على جسدها *
سيهون تنهّد ثم أكمل تناول طعامه , لا عجب أن جسد أخته لا يضمّ غير العظام .
هل هناك شخص لا يتناول طعام العشاء في هذا العالم ؟ سيهون لن يصبر ابداً على الأقل هو سيتناول خمس وجبات في اليوم الواحد .
__
Comments