04

! وَ كَأنَنِي أَحْتَاجُك

الفصل الرَّابع – فولْتَار .

 

 

 

الأحد . يوم الحفل .


بطريقة ما كانت ستارة غرفة ميشيل متنحّية إلى الجانب قليلا , و أشعة الشمس استطاعت النفاذ .
رفعت يدها قليلا تحجب ضوء الشمس المشّع حتى لا يؤذي عينيها .
الضوء تسلل أكثر و هي قد استيقظت قبل شروق الشمس بفتره وجيزه . 
بحذر حرّكت جسدها لتغلق الستاره الثقيله , تحاول تجنب أشعة الشمس المؤذيه .
عادت لتستلقي على السرير , الكثير من الأفكار تعبث داخل رأسها و كمّ هائل من الخبث ارتسم على شفتيها .
بشرتها بدت شاحبةً اليوم اكثر من اي يوم آخر .
طُرق الباب ثلاث مرّات , ميشيل بقيت صامته و أغمضت عينيها بتعب .
الخادمه فتحت الباب . تحدثت تعتقد أن ميشيل نائمه :” آنستي اسيقظي ” 
على نحوٍ فجائي , ميشيل جلست مباشرة دون اي مقدمات , الخادمه شهقت ثم عادت لتأخذ نفسا عميقاً تهدئ به نفسها المرتاعه :” أوه يا إلهي آنستي لقد أفزعتني “
ميشيل نظرت إلى الخادمه بعمق تحثها على قول ما تريد قوله ثم تغادر .
جفلت الخادمه من نظرات ميشيل وقالت سريعا :”آآ لقد أحضرت ملابسك التي سترتدينها في الحفل الليله ..”
ميشيل أومات برأسها ثم أشارت على الباب .
تحركت الخادمه سريعاً لتصبح خارج الغرفه تاركةً لميشيل حريتها .
فكّرت ميشيل :* أعتقد أن إبقاء باب غرفتي مفتوحاً هو أكبر غلطه ارتكبتها في حياتي . تبا لذلك الأخ المزعج الجميع أصبح يدخل إلى غرفتي دون أن أسمح لهم بسبب أنني تركت الباب مفتوحا من أجله *
وقفت ميشيل بتثاقل مبتعدة عن سريرها , أدارت المفتاح مرّه و مرة أخرى . و بهذا أصبح الباب مغلقاً لتعود ميشيل الى عالمها الخاص . 
حمام دافئ في مثل هذا الصّباح لن يضُر , صحيح ؟

 

-

 

” أوما لن أرتدي هذا , سأبدو كرجل عجوز ” تاو تذمّر بصوت أشبه بالصراخ .
والدته تنهدت بقلّة حيله , فهذه البدلة التاسعة التي يرفض ارتدائها !
انه حفل يجتمع فيه جميع الأشخاص من الطبقات المرموقه , و السيد أوه على رأسهم .
لكن ابنها يرفض الذهاب , وعندما أجبره والده هو رفض ارتداء البدله الرسميه .
قالت والدته بينما تفرك جبينها بصبر :” تاو ابني العزيز , إرتدي هذه البدله رجاءً “
هزّ رأسه برفض و كأنه طفل صغير , قفز ليجلس على سريره و كتّف يديه .
والدته تنهدت للمره الألف , ابنها الفضيه سيجعلها تتجاوز حدود صبرها .
قالت بينما تصّر على أسنانها :” سترتدي هذه البدله , أنت ستبدو وسيما داخلها , لا داعي لأن تخجل !!”
بعثر شعره بينما يمد شفتيه إلى الأمام في حركه لطيفه بطريقه طفوليه . قال :” لكن .. أنا لا أحب أن ينظر إلى الآخرون ” 
اتسعت عينا والدته بصدمه لتقول :”أوه يا إلهي , تااااو !!! ” صرخت باسم ابنها جاعلة اياه يجفل .
أكملت بنبرة صوتِ عاليه أشبه ما تكون إلى الصراخ :” تاو أرجوك ارحم والدتك , تمد شفتيك ؟ و تعبس كالأطفال ؟ أنت رجل أنت فتى , عمرك ثمانية عشرة عاماً !! أنت لست طفلا , ولست فتاةً لتتصرف بدلال ؟ ” صمتت لتتنفس بعمق ثم مدّت يدها له , نظر لها تاو بتساؤل :” أعطني البدله !”
ناولها البدله بهدوء .
في غمضة عين والدته كانت قد خلعت قميصه , صرخ تاو كالفتيات :”أووومما أرجوك سأرتدي ثيابي وحدي “
لكن السيده هوانغ تجاهلته , هو سيرمي البدله من النافذه إن تركته لوحده في الغرفه .
في النهاية .. تاو بدا وسيما جدا بعدما انزلق داخل البدله . و رجوليا لأول مرّه في حياته .

 

-

 

سيهون بدأ يقلب بين ملابسه , يبحث عن البدلة الرسميه التي ارسلها له والده البارحه .
” اااييييشششش أين سأجدها الآن ؟ “
كاي كان مستلقي على سرير صديقه , يتكأ بذقنه على يده , قال :” من الجيد ان والدي لا يجبرني على الذهاب لمثل هذه الإحتفالات “
والد كاي يعتبر غنيا نوعا ما , لكنه متواضع جدا و شخص جيّد , والدته توفيت عندما كان صغيرا لذلك , والده يحاول تعويضه بشتّى الطرق و الوسائل .
تذمّر سيهون و ألقى بجسده بجانب صديقه :”تباً , هذا يعني أنك لن تحضر الحفل التافه الليله !”
ضحك كاي باستفزاز :” بالتأكيد لن أفعل “
همهم سيهون ثم إلتف لينظر إلى صديقه الأسمر “لكن هل تعلم ؟ ميشيل ستحضر هذا الحفل “
بلمح البصر اعتدل كاي في جلسته , نبرة صوته متحمّسه نوعاً ما :” حقاً ؟ أعتقد أنني سآتي “
سيهون فزع نوعاً ما من حماس كاي المفاجئ . 
لماذا يولي كل هذا الإهتمام إلى ميشيل , هي لن تبادله لإهتمام على أي حال !
سيهون تحدث متجاهلا كلمات كاي و تصرفاته المبتذله :”في العاده هي لا تحضر مثل هذه الإحتفالات , هل من الممكن أن والدي أجبرها ؟”
كاي ابتعد عن السرير يشقّ طريقه إلى باب غرفة سيهون الواسعه , إلتف إلى سيهون يعطيه نظره أخيره بعدما أنهى حديثه :” لا أعلم ! كيف لي أن أعرف و هو والدك أنت ؟ ” 
كاي قبض بيده على مقبض الباب ليوقفه صوت سيهون :” إلى أين أنت ذاهب ؟”
سيهون كان قد اعتدل في جلسته ينظر إلى صديقه كقطّه ضالّه , كاي حاول إخفاء ضحكته بسبب صديقه الذي يبدو في نظره كقطّه صغيره متشرده , قال :” سأذهب لأتجّهز الحفل سيبدأ بعد نصف ساعه “
عينيه تجّولت في كل مكان , لم يرد أن تقع عينه على سيهون و إلا فإنه سوف يفضح نفسه و لن يستطيع التحرك من الضحك , و صديقه المزعج ليس سهلاً عندما يتعلق الضحك بالسخريه منه !
همهم سيهون ثم عاد ليلقي ظهره على السرير , بعدما سمع الباب يفتح و يغلق , تمتم بصوت منخفض :”أين سأجد بدلتي الآن ؟”
هو كان بطريقةٍ ما متعباً , خصوصاً بعدما نام كاي عنده البارحه , هم في الحقيقه لم يناموا !
انهم فتيان بعد كل شيء و لازالو في المرحله الثانويه , قضاء بعض الوقت الممتع لن يضُرّ بشيء !

 

-

 

ميشيل نظرت إلى نفسها في المرآة لآخر مره , البدله الرّسميه السوداء بدت متناسقه على جسدها النحيل كما أن اللون الأسود عكس بياض بشرتها الشاحبه .
خصل شعرها الأسود انسدلت على وجهها بطريقه مثيره , لربما سيصاب كاي بالصرع عندما يراها !
حالما خرجت من الغرفة نظر إليها السيد أوه , صحيح أن الحفل قد بدأ منذ عشر دقائق لكنه لا يهتم .
أمرها السيد أوه :” إذهبي مع مصفِفَة الشعر , ستضيف بعض اللمسات عليكِ”
ميشيل تبعت المصفِّفَة دون تهمس بأي حرف , غرفة الملابس واسعه جداً و العديد من الخبراء في الغرفه ميشيل فكّرت : * أعتقد أنهم يبالغون في هذا كثيراً * 
جلست على الكرسي لتبدأ المصفّفه بالعبث بشعرها , إمرأه أخرى أمسكت بقلم ما . تقترب من ميشيل .
ميشيل نظرت إليها بنظرات فارغه ثم سألتها :”ما هذا ؟” 
أجابت بإرتباك واضح :” آآ السيد أ-أوه أمرنا بوضع الآيلاينر على عينيك ” 
ميشيل تنهّدت :”فقط قومي بعملك “
ميشيل بدأت تتذكر أشكال أفراد عائلتها عندما خرجت من الغرفه , والدها تحيطه هالة من الهيبه كالعاده .
لا شيء جديد في مظهره , والدتها مبهرجه أكثر من المطلوب بالنسبه لميشيل مما جعلها تشمئز !
من حسن الحظ أن والدها أرسل لها بدله رسميه و لم يرسل لها فستاناً .
سيهون لم يكن موجوداً , وهي لم تهتم لهذا كثيرا .
عشر دقائق بالضبط وكل شيء انتهى , ميشيل ركّزت نظرها على المرآة أمامها بعدما سمعت المصفّفه تقول :”انتهيت “
لو لم تكن ميشيل لصرخت . 
لو لم تكن ميشيل لكانت عيناها متسعتين الآن .
و لأنها ميشيل تمالكت نفسها و لم تضرب الخادمتين الّلعينتين !
رُفع شعرها بالمثبت إلى أعلى , هي لا تعلم حقّاً كم مضى على آخر مرّه رأت فيها وجهها بوضوح !
ملامح وجهها أصبحت واضحه أكثر و الآيلاينر أعطى عينيها اتساعاً أكثر من العاده .
ميشيل لم تستطع إنكار أنها أعجبت بنفسها !
الخادمات سحرن بالفعل من مظهرها , مع أنه لم يكن إلا بالشيء البسيط .
ميشيل تجاهلتهم و خرجت سريعاً , هاربة من نظرات الآخرين , منذ أنَّها لا تحب أن يحدّق بها الغرباء .
-جميع البشر غرباء في نظر ميشيل-

 

والدها حدّق بها و ابتسم برضا على مظهرها الذي جعلها تبدو أكثر أناقه . 
و والدتها قلّبت عينيها بعدم رضا , لأن ابنتها ستسرق أنظار الأشخاص المتواجدين في الحفل بلا ادنى شكّ .
والدها خطى خطوةً إلى الأمام , يجعل زوجته تتبعه , بينما ميشيل بقيت وافقه أعلى الدرج تنظر إلى أصابعها و أظافرها و تنفخ عليها .
والدتها نظرت إليها و شعرت بالغضب من تصرف ميشيل اللا مبالي . 
إلتفت و نظرت إلى زوجها الذي لم ينظر إلى الخلف ثم توقفت , تنتظر خروج زوجها من بوابة المنزل .
حالما خرج أعادت بصرها إلى ميشيل التي لم تتزعزع إنشاً واحدا من مكانها .
صرّت على أسنانها , و فتحت فمها لتوبخ ابنتها , لكن .. مرحباً ؟ هذه ميشيل و ليست أي شخص آخر . 
ميشيل نظرت إلى والدتها و كأنها تنظر في الفراغ , و السيده أوه إرتبكت نوعا ما . 
ثم عادت لتنظر إلى ابنتها :” ما الذي تخططين لفعله ؟ فقط تحرّكي لأجل الإله , أنت تجعليننا نتأخّر أكثر “
ميشيل ابتسمت , لكن لم تكن ابتسامه بشريه , أقرب ما كان يمكن وصفها إلى ابتسامه متعطّشه لما يسمّى بالدماء , و ابتسامه و حشيّه , نزلت من السلالم درجة بدرجه . 
مرّت من جانب والدتها , ملامح وجهها ثبتت على نفس الإبتسامه , همست .. نبرة صوتها خالية من المشاعر و متجرّده من الإنفعالات :” فولتار*
والدتها إرتعشت , سبق لها و أن سمعت هذه الكلمه و ما حدث بعدها لم يكن يسرُّ أبداً .
ميشيل وحشٌ بكل تأكيد , و السيده أوه إرتجفت من الخوف ثمّ لحِقت بإبنتها -فعلياً لا معنويا-** .
السياره الواسعه لم تكن مكتّظه أبداً !
السيده اوه استمرت في اللعب بأصابعها , بينما سيهون كان قد سبقهم إلى السيّاره و جلس بجانب ميشيل , هو تقريباً سقط فكّه عندما رأى أخته الأنيقه و المثاليه . 
ملامح وجه ميشيل كانت صامته تماما . بينما في الداخل وحشٌ متعطشٌ لما يسمّى بتحطيم الآخرين أكثر مما يمكن تسميته بمتعطّش لدِمَائه .

 

 

 

 

 

_

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
Baekbota #1
جَميلة جدااا
أحببتُ التَقرير !!
evilkyu95 #2
Chapter 11: الروايه كتيييييير تجنن بلييييز كملي
kari-501 #3
Chapter 9: woooooooooow i love it viting ^^
Asom1996 #4
Chapter 7: يااي الروايه جميله <٤
واسلوبك اجمل
من جد تخلين القارئ ينشد للقصه اكثر
احس ان فيه مثلث حب بين كاي٫ تاو وميشيل

قصتك رائعهه بحق
ننتظر البارت الجاي لا تطولي علينا :)
management #5
Chapter 7: تسلم اناملك على هي الرواية اللي عن جد شعرت بأني مختلطة بشعور ميشيل وكأنني أعيش أحداث الرواية في حياتي ارجوووووك كل الرجاء تنزلي البارت وما تتأخر
management #6
Chapter 7: اوني حبيبتي اختي عمري كله فديتك نزلي البااارت قلبي على نااار ناطرة البارت كثيييير
Ilabya #7
interesting~
ELFish4ever #8
اوني جيبال نزلي لبارت الجاي
ELFish4ever #9
Chapter 5: ديباك البارت كان رووووووووووووووووووووووووووووووووعة اوني بليز كملي فايتينغ