My guardian angel 《3》

My guardian angel ♡

                                    My guardian angel 
                                                《3》

"لما استسلمت سريعًا هل فقدت الأمل في إيجادي ..... هيونغ"

أتى ذلك الصوت المألوف على مسمعه من خلفه ليثير بركانًا من مشاعر كانت خامدةً بداخله منذ سنوات ، تبعه صوت وقع خطوات علت وسط الهدوء المسيطر على الأجواء ، تقترب شيئًا فشيئًا ، هو يستطيع تمييزها لطالما كانت مصدر سعادته لكنها الآن تبث الرعب في قلبه أكثر مما تسعده يخشى بأنها وهم و سيختفي .

التفت ببطئ ليرى صاحبة الصوت بعينين متسعة و قلب نابض يكاد ينفجر داخل صدره ، في اللحظة التي إلتقت عينيه بعينيها أُلجم لسانه و فقد النطق لثوانٍ ، عقله اصبح مشتتًا هو لا يستطيع إستيعاب ما تراه عينيه الآن ،  ' هذا مثير للسخرية هل جن و أخيرًا ؟!  ' ضحكة ساخرة فلتت من بين شفتيه يضحك على الحال الذي وصل إليه .

" هل أنت ربما تعتقد بأن ما تراه ليس حقيقيًا ؟ "

" أرغب في التصديق بأنه حقيقي لكن اللحظة التي سأفعل فيها ذلك سيكون عليّ توديع عقلي و إلى الأبد " 

صمت هيتشول للحظة محاولًا السيطرة على دموعه التي أصبح سقوطها أسهل من شرب الماء " عقلي و قلبي اصبحا في صراعٍ أبديٍّ منذ اللحظة التي فقدتك فيها ، عقلي يخبرني بأنني أحدث نفسي الآن و أنه يجدر بي الرحيل لكنّ قلبي يمنعي ، حتى و لو كان لثوانٍ معدودة أرغب في إشباع ناظريّ برؤيتك و خوض حديثٍ معك "

" لست مضطرًا لخوض هذا الصراع بعد الآن لأن ما تراه ليس سوى الحقيقة "

حديث العيون هو المسيطر الآن بالرغم من أنه ليس متأكدًا مما إذا كانت هاتين العينين التي يحبهما حقيقية أم لا هو مازال يرغب في أن يعيش هذه اللحظة حتى لو كانت محض خيال .

" هيتشولاه أين أنت ؟ "
صوت كسر هذا الصمت التفت ليرى مصدره و لم يكن سوى صديقه جونغ سو .

أعاد نظره أمامه و كما توقع لا شيء سوى الفراغ و تلك الهرر الصغيرة المختبئة من قرص الشتاء .

" ما الذي أتى بك لمثل هذا المكان ؟ " قال جونغ سو بعد أن أصبح بجواره 

ابتسم هيتشول و أجابه " لا شيء تجولت قليلًا و قادتني قدماي إلى هنا " 
" لكن ما الذي جلبك أنت ؟ " قال متسآئلًا 

" اتصل مدير أعمالك ليسألني عمّا إذا قد كنت عدت للمنزل بأمان " تابع جونغ سو حديثه 
" كان قلقًا من أن يصيبك مكروه ما حيث أنك أخبرته أن يُنزلك على جسر نهر الهان " 

" شعرت بالإختناق و رغبت في السير قليلًا فحسب لم يكن هنالك حاجة للقلق  ، لكن كيف وصلت إلى هنا ؟ " 

حك جونغ سو مؤخرة عنقه بتوتر " حسنًا ..... هذا غير مهم الآن المهم أنني وجدتك لنذهب للمنزل " أنهى جملته و تقدم بضعة خطوات حاثًا هيتشول على التقدم أيضًا .

استشعر أنف الجرو خاصته شيئًا مريبًا " لا هذا مريب أخبرني الآن " 

" أخبرتك بأنه غير مهم لا تكن ملحًا "

قطب هيتشول ما بين حاجبيه و بملامح عنيدة قال " لما ترفض إخباري كلما رفضت كلما زدت اصرارًا "
" هل هو شيء سيجعلني غاضبًا لذلك ترفض إخباري ؟ "
" يااااا أجبني هل أكل القط لسانك !!! "

لم يتلق هيتشول سوى الصمت من جونغ سو بينما يسير بهدوء متجاهلًا إياه .

وصلا أخيرًا إلى حيث قام جونغ سو بركن سيارته و بنفس الهدوء المستمر منذ دقائق فتح جونغ سو باب مقعد الراكب لهيتشول و اتجه ليستقر في مقعد السائق و يبدأ في التحرك .

                         ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في جو غلبه الهدوء حدق هيتشول في القابع بجانبه تارة و مارس هوايته في متابعة الطريق تارة أخرى .

كسر جونغ سو هذا الصمت ضاحكًا " أشعر كما لو أنني سأحترق بشعاع الليزر الذي تطلقه عينيك توقف رجاءًا " 

قال هيتشول بنبرة ساخرة " أخبرني إذًا كيف عثرت عليّ و سأُعفيك من هذه النظرات " 
فجأة خطرت له فكرة بدت ممتعةً بالنسبة له فضحك " أو مهلًا دعني أخمن هذا يبدو ممتعًا "

بتعابير جادة قال هيتشول " إذًا ، هل ربما تملك قوىً خارقة ؟ "

ضحك جونغ سو على هذ الفكرة السخيفة نظر لهيتشول ثم أعاد النظر أمامه لكن على مايبدو شخصٌ ما بدا جادًا لذلك أعاد النظر إليه " مهلًا أنت تمزح صحيح ؟ " بتعبير متعجب قال ذلك .

نفى هيتشول برأسه على الفور بينما يحافظ على تعبيره الجاد " لا ، بالتأكيد أنا جاد فأنا اؤمن بالأمور الغريبة على أية حال "

نظر له جونغ سو نظرة أخيرة ساخرة ثم تابع النظر أمامه بلا مبالاة فلا جدوى من متابعة هذه السخافه . 

لكن هيتشول كان مصرًا على متابعة هذا الحديث بجدية " هل أفهم من هذه النظرة الساخرة بأنك لا تملك قوىً خارقة "
" يالا الأسف لطالما تمنيت رؤية بطل خارق " بدا على وجهه بعض الحزن فنظر له جونغ سو بغرابة ثم هز رأسه  " أنت غريب ..... أذهب للنوم رجاءًا " 

بمجرد أن أزاح ناظريه عنه إبتسم هيتشول خفية فنعم هو يستمتع بالعبث مع صديقه هذا ، ثم عاد لتعبيره الجاد مرة أخرى  " أوه لقد عرفت أنت بالتأكيد تملك أنف كلب وتبعتني عن طريق الرائحة " صمت للحظة و بنبرة هادئة و بطيئة سأل و كأنه يتحدث عن سر خطير " هل ربما قاموا بالتجارب عليك عندما كنت صغيرًا ؟ " صفق بحماس على فكرته فهو يجد هذا النوع من الأفكار مثيرًا و ممتعًا .

تنهد جونغ سو بينما يهز رأسه " هلا توقفت عن مشاهدة الدراما  لقد أفسدت عقلك " 

" هذا مخيب للآمال مرة أخرى " تنهد هيتشول بحزنٍ مزيف 

صمت أستمر لدقائق كسره هيتشول بفكرة جديدة " ا........" 

قاطعه جونغ سو بمجرد أن فتح فمه " لا ، أصمت رجاءًا "

ضحك هيتشول فيبدو أن شخصًا ما قد ضاق ذرعًا به ، لكنه تابع حديثه بالرغم من ذلك متجاهلًا نظرات الترجي في عينيّ جونغ سو " حسنًا هذه الفكرة تبدو أكثر واقعية " أكمل بحماس " إنهم يفعلون هذا عادةً في الدراما يقومون بزرع برامج تعقب في هواتف الأشخاص الذين يرغبون في مراقبتهم ، هل فعلت ذلك ؟ " 

أنهى حديثه و وجه نظره لصديقه منتظرًا رد فعله بحماس فهل ربما سيعطيه نظرة ساخرة أم تنهيدة يصحبها هز رأسه بيأس أم كليهما ، أو ربما شيئًا جديدًا كأن يضربه بكف يده على رأسه مثلًا .

' لكن مهلًا هذه ليست ردة الفعل المطلوبة ما الذي يفعله؟ لما يحرك بؤبؤ عينيه يمينًا و يسارًا هكذا ؟ هل ربما هو قد أصاب كَبِد الحقيقة ؟؟؟ '

توسعت عينيه " ماذااااااا ، بجدية جونغ سو هل وضعت برنامج تعقب على هاتفي ..... لماذا ؟ أين ؟ و متى ؟ و من سمح لك ؟ " عبس قليلًا فالأمور لم تجري كما يريد أراد العبث مع صديقه و مضايقته لكنه الشخص الذي تم العبث معه . 

" لم أفعل ذلك من أجل لا شيء بالتأكيد ، مؤخرًا أنت تتصرف بغرابة و أنا أصبحت قلقًا بشأنك " قال جونغ سو محاولًا شرح موقفه 

" هذا غير مهم ، وداعًا " قال ذلك ثم ترجّل من السيارة ، كانا قد وصلا بالفعل إلى المجمع السكنيّ ، سار متجهًا إلى المتجر القريب من منزله ليشتري عدة زجاجات من السوجو متجاهلًا نداءات صديقه ، هو يعلم بأنه يملك وجهة نظر و أنه محقٌ في قلقه بشأنه لأنه بذاته كان قلقًا بشأن نفسه ، أيّ شخص كان يستطيع أن يرى كم كان مرهقًا و حزينًا مؤخرًا هذا ما يحدث كل عام بالتزامن مع ذكرى وفاة ملاكه و هذا العام كان الوضع اسوء من ذي قبل ، فكيف لا يرى صديقه هذا ، هو لا يلومه لكنه لا يستطيع إيقاف نفسه من الإستياء ، ربما إستياءه ليس موجهًا لجونغ سو بل ربما هو لنفسه لكنه لا يرغب في الإعتراف ، فتوجيه اللوم لجونغ سو يشعره بعبئٍ أقل ، إذًا لا بأس في ذلك فهو سيصبح بخير في الصباح بعد أن يشرب و ينام على أية حال .

خرج من أفكاره بعد أن وصل إلى المتجر حمل مطلبه و دفع ثمنه ليشكر البائع بأدب و يخرج شاقًا طريقه إلى منزله و في يديه كيس بلاستيكي يحوي زجاجات السوجو خاصته .

كان الطريق خاليًا من البشر فالوقت متأخرٌ للغاية إنها الثالثة فجرًا بالفعل و الجميع نائم لكي يستطيع الإستيقاظ مبكرًا ليواكب دوامة الحياة ، هو عليه فعل ذلك أيضًا لذلك اشترى السوجو ليبتلعه أثناء مشاهدة فيلم رعب ، إنها طريقته السحرية لينام .

فجأة و بدون سابق إنذار بينما هو غارق في أفكاره شعر بيد تحمل منديلًا وضعت على فمه ' هل يحاول شخصٌ اختطافه لا يجب حدوث ذلك ' كان ذلك ما بدر لذهنه ، حاول المقاومة لكن قوته لا تساعده ، عينيه تستمر في الإنغلاق شيئًا فشيئًا ، هو على وشك فقدان وعيه و يبدو أن إرادته القوية لا تنفع في مثل هذه الحالات ، سقط الكيس البلاستيكي لتنكسر زجاجات السوجو ، أُغلقت عينيه بشكلٍ كامل لا يستطيع رؤية شيءٍ سوى الظلام و ما هي إلا ثوانٍ حتى فقد وعيه بالكامل و كان أخر أفكاره ' ليس كابوسًا هذه المرة ..... إنها النهاية حقًا '

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
No comments yet