و.ن بيكهيون

لم أتمكن من سماع أي شيء خلال الحصة ، كنت مستعجلاً للغاية للتحدث معهم .. ان قرار ارسالهم إلينا حرج جداً في الواقع ، لا يوجد أحد يحرس الكوكب الآن ، أمامنا سبعة أيام فقط ، اليوم هو اليوم رقم واحد..

ما ان قرع جرس الحصة و خرج الاستاذ نهض الحراس الستة و نظروا إلينا كأنما يسألوننا "ماذا يجب ان نفعل؟"

نهضت من مقعدي لأذهب إليهم و أتى معي لوهان .

رحب بهم لوهان : مضى وقت طويل لم نركم به!

شيومين : أحسنتم في إيجاد الأميرة! أين هي على أي حال؟!

اشرتُ إلى سارانغ على الناحية الأخرى من الصف "تلك هي .."

تشين : لقد كبرت و اصبحت جميلة! و لكنني اذكر ان شعرها كان اسود و ليس بنياً !

لوهان : ربما تغير مع ظروف كوكب الأرض!

تشين :ربما!

سيهون : لكنني لا أفهم ، كيف عجزتم عن إرجاعها ؟

نظرتهم إليهم جميعاً : اسمعوا .. المدرسة هي اسوأ مكان للنقاش في مواضيعنا الحرجة في نهاية الدوام يجب أن نخرج جميعاً إلى مكان ما نستطيع فيه التحدث معاً .

مضى الوقت بطيئاً جداً .. انتظرنا حتى نهاية الدوام .. حين انتهى الدوام أردنا الذهاب إلى السكن لنتحدث و لكن كوننا جميعاً نحن الإثني عشر معاً خصوصاً ان ستة منا يعتبرون طلبة جدد سيكون أمراً مثيراً للشكوك لذا قررنا البحث في أنحاء المدينة عن مكان ما يمكننا التحدث فيه ..

الساعة الثالثة ظهراً عثرنا على مستودع ضخم في المدينة كانوا قد هبطوا فيه حين وصلوا من كوكبنا.

كان ضخماً و مظلماً .. و مخيفاً نوعاً ما ..

دخلنا جميعاً إلى هناك .. و بدأ النقاش المحتدم

وضع تاو يديه في جيوب بنطاله و سأل : كيف عجزتم عن جلب الأميرة؟

أجاب سوهو : انها عنيدة جداً  ..

أنا : مؤخراً تمكن كاي من جعلها تصدقنا .

شيومين : هذا عظيم! إذن أين المشكلة؟

اجاب كريس : المشكلة تدعى كيم بوم!

تشين : كيم بوم ؟ من يكون هذا ؟

بدأ لوهان يخبرهم بقصة كيم بوم منذ التقيناه و تشاجرنا معه و كيف بدأ يشك في أمرنا و يراقبنا و انه يحب سارانغ و يحاول حمايتها منا بكل شكل من الاشكال و قد اكتشف هو و صديقه حقيقتنا مؤخراً.

اتسعت عينا دي أو ( و هما واسعتان بطبيعة الحال فبدت عيونه كأنه ستقفز من محجرها ) : هو و صديقه اكتشفا اننا لسنا من هذا الكوكب؟!

سوهو : نعم ..

شيومين : هذه مأساة ..

سيهون : لاي ما رأيك ؟؟ ... ماهذا ماذا تفعل بحق الجحيم!؟

كان لاي يعبث بخشبة صغيرة وجدها على الأرض في المستودع القديم .. لم يجبه لاي ..

رفع سيهون صوته : لاي ..

لا يرد..

صرخ سيهون : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي !!!

رفع لاي عينيه عن الخشبة أخيراً ثم قال : أوه .. هل ناديتموني!؟

كريس : أحمق!!

شيومين : بالله عليك هل سمعت حرفاً واحداً مما قلناه للتو ؟؟

لاي : عن ماذا كنتم تتحدثون ؟!!

ضرب تشانيول جبهته بكفه ..

لاي : ماذا !؟

تشانيول : لا عليك سأشرح لك من البداية

و هكذا شرح له تشانيول كل شيء عن بوم من جديد..

تابعنا النقاش .

شيومين : حسناً إذن .. ليس لدينا سوى سبعة أيام و هذا أولها لكي نعيد الأميرة و إلا سوف نعاقب عقاباً قاسياً جداً .. و لهذا علينا ان نلعب هذه اللعبة بقسوة قليلاً ..

تاو : ان اردنا ان نعيد الأميرة قبل نهاية المهلة التي اعطيت لنا يجب ان نبعد عن طريقنا أي عقبة ..

شيومين : بالضبط .. باختصار انا اعتقد ان افضل حل هو إبعاد ذلك الكيم بوم عن طريقنا حتى نتمكن من إرجاع الأميرة.

تشين : حتى لو كان علينا اعادتها رغماً عنها .. نزولاً على أوامر الماما.

انفعلت فجأة : مهلاً .. هل ستؤذون بوم ؟!

سيهون : ان كان هو العقبة الوحيدة في طريقنا فلنبعده! هذا هو الحل الوحيد!

لا اعرف لماذا انفعلت قليلاً على بوم .. لسبب ما لا اريد ان يؤذوه و لكنني بنفس الوقت اريد ان نرجع الاميرة .. ماذا يجدر بي ان افعل ؟

لوهان : لا .. مهلاً! قبل ان نفكر بعنف يجب أولاً ان نجتمع ببوم و نحاول إقناعه.

تشين : هذا لن يجدي!

دي أو : انتم الستة عاجزون امامه تماماً و ما زلتم تريدون ان تقنعوه ؟!

سوهو : عدا عن كونه يحاول منعنا من استرجاع الأميرة ، انه شخص لطيف و لا يجدر بنا أذيته .. حقاً لقد تعاملنا معه ، حتى ان صديقه هو زميلي في الغرفة و هو أيضاً طيب جداً!

انا : بوم هو زميلي بالغرفة ، انا اعامله بقسوة و رغم ذلك فهو يعاملني جيداً و لا اجرؤ على أذيته.

شيومين : هذا الأمر هو آخر ما يهمنا الآن !

تاو : حسناً .. للمرة الأخيرة يمكنكم محاولة إقناعه و ان فشلتم في ذلك ، عندها سنضطر للتفكير في حل آخر .

تشين : لا تفكير يا تاو .. سنتصرف بأي شيء حالاً!

تاو : بالضبط ..

بدأت أقلق على بوم .. يجب أن يقتنع و إلا فإن الأمور ستصبح متأزمه كثيراً .. لقد قررت ان اقنعه بنفسي!!

حين انتهى اجتماعنا الصغير عدنا جميعاً إلى مبنى السكن ، ذهبت إلى غرفتنا انا و بوم ، ما ان فتحت الباب " بوم يجب أن نتكلم! "

نظرت إلى غرفة الجلوس لأجدها فارغة .. " بوم ؟؟ "

خطوت إلى الداخل و فتشت عنه في غرفة النوم و في الحمام ، غير موجود .. رأيت ورقة ملحوظة على الثلاجة :

" انا في ملعب المدرسة أتدرب مع جيهوب و الفريق ..... صديقك "بوم"

"صديقك" ... لقد قال انه صديقي .. اخذت الكلمة تطن في رأسي .. اخذت اتذكر كل لحظاتي مع بوم .. يوم التقينا بسبب شجارنا على المقعد الأمامي .. حين نظفنا أنا و اياه المقاعد في حديقة المدرسة .. حين نظفنا غرفة البواب المقرفة معاً .. حين تشاركنا الغرفة و طهى لي رغماً عن أنفي .. حين أعطيته دروساً في البيانو .. أتذكر ابتسامته و أتخيل صوته و هو يقول عبارة "صديقك بوم" ... لا استطيع أذيته أبداً .. يستحيل أن أؤذيه.. لا أستطيع تركهم يؤذونه .. يجب ان اقنعه بأي ثمن !

ألقيت حقيبتي المدرسية على الأريكة ثم خرجت من السكن و أغلقت الباب و اخذت أركض من مبنى السكن إلى مبنى المدرسة .. دخلت إلى المدرسة و انا الهث .. توقفت في الممر وسط الخزائن و اتكأت على ركبتي و أخذت ألهث .. رفعت رأسي من جديد و ركضت مجدداً نحو ملعب المدرسة ، ما ان وصلت إلى باب الملعب بدأت أسمع اصوات الأحذية الرياضية تنزلق على ارضية الملعب الملساء و صوت ارتطام كرة السلة بالأرض و بالعارضة و أصوات اللاعبين و هم يصحيون " إرمها بهذه الزاوية! .. كلا تلك الزاوية أفضل ! .. إثنِ ركبتيك و ارفع كوعك و ركز!! .. ماذا أكلت قبل التمرين ؟! فول سوداني ؟! "

فتحت باب الملعب ، توقف اللاعبون عن اللعب و نظروا إلي جميعاً و مرت لحظة صمت قصيرة قطعها بوم " بيكهيون ؟؟ "

نظرت إليه " هل يمكنني التحدث معك قليلاً ؟"

أجاب :" هل يمكنك الإنتظار حتى انهي التدريب ؟ "

بدأت أتوتر و أخذت اضواء الملعب تتراقص و تنطفئ ثم تضيء !!

" بل حالاً ... "

نكزه جيهوب كأنه يقول له " اذهب معه قبل ان تنفجر الاضواء فوق رؤوسنا! "

اعطاه بوم الكرة ثم مشى نحوي .. انارت أضواء الملعب جيداً من جديد ، أدرت ظهري و سرت نحو صفنا و كان بوم يتبعني و حذاؤه الرياضي يصدر صريراً على الأرضية ..

سألني بوم و نحن نسير " يبدو الأمر ضرورياً كي تأتي إلى الملعب و تقطع التدريب ، ماذا يجري؟ "

لم أجبه .. دخلت إلى الصف و دخل هو ورائي ثم أغلقت الباب .. بدا الصف هادئاً جداً بعد الداوم .. لا يوجد فيه أحد ، فقط أنا و بوم ..

جلست على طاولة الاستاذ و جلس بوم على مقعده قبالة بعضنا ..

قلت لبوم :" اسمع ... هل رأيت الطلبة الستة الجدد الذين أتوا اليوم ؟"

اومأ برأسه إيجاباً ..

" انهم الحراس الستة الباقون من كوكبنا .. اعتقد ان لوهان ذكر اسمائهم لك سابقاً .."

اومأ بوم مجدداً " آه .. لقد فعل "

قلت له :" اسمع يا بوم .. هؤلاء الحراس الجدد .. أقسى منا بكثير .. "

بوم : "أقسى ؟! "

قلت له :" انهم يجدونك عقبة في طريقنا لإعادة الأميرة إلى الكوكب و هم مستعدون لفعل أي شيء لاستعادتها و انا اخشى أن .. يؤذوك .. "

بوم " يؤذونني ؟! "

شرحت له أكثر :" حين أتى الستة الجدد هؤلاء .. أخبرونا كم ان املهم بنا قد خاب لأن ستة منا فشلوا في إعادة أميرة واحدة ! .. حين اخبرناهم أنك تمنعنا من الوصول إليها .. اعتبروك عقبة في طريقهم و لهذا فكروا في التخلص منك! .. لكن لا تقلق نحن نحاول منعهم الآن .. بوم .. ما أريدك ان تفعله هو الآتي .. "

نظر إلي بوم مرتبكاً :" ماذا يجب ان افعل ؟؟"

نظرت إليه مباشرة و قلت له : "ابتعد عن الأميرة .. "

نهض بوم :" لا ! انا لن أدعكم .. تأخذونها ! "

نهضت عن طاولة الاستاذ و وقفت أمامه :" أنا أعرف انك تحبها و لا تريدها أن تذهب .. و لكنها اميرة كوكبنا و عليها مواجهة مصيرها و العودة معنا! لو كان الأمير بيدي لتركتها هنا و لما أتيت إلى هذا الكوكب أصلاً ! انا لا أريد اياً من هذا لكنني مرغم بحكم كوني حارساً للكوكب يا بوم أهذا مفهوم !؟ هذه الوظيفة التي كلفت بها ! أرجوك يا بوم انا اريدك ان تفعل ذلك لأنني لا أريدهم ان يؤذوك !"

بوم "و ماذا إذا أذوني !؟ لماذا تهتم كثيراً !؟ "

اجبته :" لأنك صديقي ... "