و.ن بيكهيون

بينما كنا أنا و بوم ننظف الغرفة بعد الدوام كنت أنظر بين الحين و الآخر إلى الحائط العجيب في انتظارا اللحظة المناسبة كي اقترب منه وأتفحصه و يبدو أن بوم لاحظ تحديقي إلى الحائط، حين سألني عن السبب قلت له اغبى عذر على الإطلاق ثم حاولت تغيير الموضوع فسألته عن رغبته في تعلم البيانو ، حين قلت له انني اجيد العزف لم يصدقني لذا طلبت منه أن يلحق بي إلى غرفة الموسيقى حيث عزفت له مقطوعة (كانون ) و يبدو انه اعجب بها جداً ، شعرت بالسعادة لأنه اعجب بأدائي و لكنني حاولت الحفاظ على صورة الشخص البادر التي صورتها له ، تحدثت إليه بطريقة جافة محاولاً قدر المستطاع أن اخفي ابتسامتي ثم عدنا سوية إلى غرفة البواب و تابعنا التنظيف ، كنت  قد انتهيت من تنظيف الرفوف و بدأت بتنظيف زاوية مخيفة الشكل تحتها ، لاحظت أن بوم تعبَ من التنظيف ، انا ايضاً تعتبت ، وضعت أدواتي جانباً و قلت له : هل يكفي هذا التنظيف لليوم !؟

اجابني : في الواقع لقد تعبت، لنكمل غداً .

اومأت برأسي: يمكنك الذهاب إلى درس البيانو مع حبيبتك...

قال لي : للمرة المليار ليست حبيبتي!

" .. بعد ! على اي حال ، انا اشعر بأنه ما تزال فيَّ بعض الطاقة سألقي سلة المهملات و أغادر ، انت اذهب"

اومأ بوم برأسه إيجاباً " حسناً ، هل أنت متأكد من أنك لست بحاجة للمساعدة ؟"

حاولت ان اكون جافاً كالمعتاد " قلت لك اذهب!! "

رفع بوم صوته : حسناً !!! "

ثم أخذ يعبث بشعره بيده :" آآآآآآآآش ... "

ثم خرج من الغرفة و اخرج هاتفه النقال من جيبه و اتصل بأحدهم و اختفى عن نظري تماماً ..

حين اصبحت وحدي تماماً في الغرفة توجهت ناحية الحائط ، لمسته بيدي اليمنى بهدوء و تسرب إلى اذنيّ صوت الطنين من جديد .. ضغطت على الحائط بيدي أكثر و أغمضت عينيّ .. شعرت بطاقة غريبة ... طاقة .. أجل ! مهلاً !! قررت ان اجرب شيئاً .. ابعدت يدي اليمنى عن الحائط ... رفعت كلتا يدي أمام وجهي و قررت ان اجرب استخدام قوتي على الحائط .. ماذا سيحدث لو استعملت قوة النور على الحائط ؟؟

نظرت إلى كفّي و رفعتهما أمام وجهي ثم بدأت باستخدام طاقتي ، بدأ باطن كفيّ يشع و يشع ...

وضعت كفّي المشعّين على الحائط و أغمضت عيني ، اشتد الطنين قليلاً ثم بدأت تظهر لمحات من كوكبنا كالرؤيا أو شريط أحداث ، رأيت الحرب القديمة .. رأيت الماما ملكة كوكبنا التي أرسلتنا .. كانت الرؤيا هذه المرة أكثر وضوحاً من المرة الماضية ، رأيت حراس كوكبنا الستة الباقين هناك .. ها هو دي أو ... تشين .. اشد صوت الطنين كثيراً حتى لم أعد احتمله ، فتحت عيني و أبعدت يدي عن الحائط بقوة ، أخفيت الإشعاع من يديّ و حدّقت في الحائط .. اذن فهو يعمل حين تلمسه مستعملاً قواك ... و لكن ان كانت قوتي تنفع معه فكيف قد تعمل مثلاً قوة كريس (الطيران) ؟ هل سيطير داخل الحائط!؟ ماذا عن كاي؟(التنقل) هل يمكنه الإنتقال إلى داخل الحائط أو ما شابه ؟ تساؤلات كثيرة و لا أجوبه .. قررت ان اغادر المكان و اخبر البقية عن ما اكتشفته .. حملت حقيبتي على كتف واحد و خرجت من الغرفة المقززة ثم مشيت في ممرات المدرسة .. ليتني أمتلك قوة التنقل مثل كاي ، لكنت الآن في السكن اخبرهم عن كل شيء اكتشفته .. مهلاً ! لم لا أتصل بكاي و اطلب منه المجيء!؟

اخرجت هاتفي من حقيبتي بسرعة و طلبت رقم كاي ، وضعت الهاتف على اذني و انا اسمعه يرن ثم سمعت صوت كاي " مرحبا ؟ "

قلت له بصوت منخفض و انا اركض عائداً إلى غرفة البواب : "كاي ! تعال إلى غرفة البواب حالاً!"

كاي : حسناً ....

خلال ثانيتين – و ما زلت أركض في طريقي إلى غرفة البواب – سمعت صوت كاي قادماً من سماعة الهاتف " هيونغ لقد وصلت "

قلت له : انا قادم ، لا تتحرك ، اختفِ ان اتى أحد ، و خصوصاً بوم!

وصلت إلى غرفة البواب ، فتحت الباب لأجد كاي واقفاً هناك ، التفت إلي ما أن دخلت و سألني " هيونغ ، لماذا طلبت مني ان آتي ؟"

أخبرته بما حصل معي و مع ذلك الحائط و حين استخدمت قوتي مع الحائط رأيت صوراً أوضح و سمعت طنيناً أقوى .

سألني كاي بعينين متسعتين : هل سينفع هذا معي ؟!

قلت له : و ما أدراني !؟ هل ستختفي في الحائط ؟!

رفع كتفيه : لا  أدري .. ربما لا ينفع معي !

قلت له : لنرَ .. هممم ... ضع يديك على الحائط و فكر بالإختفاء دون ان تختفي .

فعل كاي ما طلبته منه ، وضع يديه على الحائط ، أغمض عينيه ... و بقي في تلك الوضعية بضعة ثوان قبل ان أراه يضغط على عينيه المغلقتين ثم يفتحهما فجأة و يزيح يده عن الحائط ثم قال مدهوشاً :"هيونغ ! لقد كنت على حق! "

سمعت صوتاً من الخارج " بيكهيون !؟ "

أشرت لكاي بيدي ان يختفي ، فرقع اصابعه و اختفى بغمضة عين ، فُتح باب الغرفة لأجد بوم واقفاً هناك ..

سألني " ألم تغادر بعد ؟!"

سألته : ألم تأتِ سارانغ بعد ؟

قال لي : انها في طريقها ، هل ما زلت تنظف ؟

اجبته : آه ... لا .. انتهيت للتو و سوف أغادر .

حملت حقيبتي عن الأرض و قال لي بوم : اريد ان اسألك شيئاً ؟

" ماذا تريد ؟"

ظهرت نظرة غريبة على وجهه و هو يقول : اقسم انني سمعت صوت كاي للتو !!!

دارت عيناي في محجريهما و قلت له : انت مريض ...

اتكأ بكوعه على الحائط و قال : لكنني متأكد من انني سمعته ! حتى انه كان يقول " هيونغ! لقد كنت على حق! "

شعرت بارتفاع حرارة وجهي " اثبت لي انه كان هنا إذن! "

صمت بوم ..

حملت حقيبتي على كتفي من جديد و قلت له " أراك غداً .. "

ثم خرجت من الغرفة ، كان هذا وشيكاً ...

و.ن بوم

ما زلت غير مقتنع ... حتى بعد ان خرج بيكهيون من الغرفة .. لقد سمعت صوت كاي .. انا متأكد من انني سمعت صوته كتأكدي من أن اسمي هو كيم بوم !

انتظرت حتى اختفى بيكهيون و فتشت الغرفة بحثاً عن كاي و لكن لا أثر له ... اقسم انني سمعت صوته بكل وضوح .. وقفت عند الحائط الذي يستمر بيكهيون بالنظر إليه .. تحسسته بيدي .. تأملته .. طرقت عليه ... لا شيء غير عادي .. مجرد حائط بورق جدران باهت اللون ممزق من بعض النواحي ..

هناك أمر غير عادي في بيكهيون و جماعته ... لماذا حاول لوهان التحدث مع سارانغ و عن ماذا ؟ و لماذا غضب بيكهيون عندما رآني اتجسس عليهما ؟ كيف سمعت صوت كاي للتو و حين دخلت لم يكن هناك أحد ... كيف ظهر كاي في الحمام فجأة ؟! ما رائحة الحريق التي شممناها من ناحية تشانيول في اليوم الدراسي الأول؟؟ هناك أمر غير طبيعي في هؤلاء الإكسو ... قررت ان ابدأ بمراقبتهم ، الوضع غير مطمئن إطلاقاً ...