شبح
أميرة إكسو
انه اليوم الرابع للمدرسة ..
بعد ان ايقظني جيهوب بكأس ماء مثلج على رأسي ذهبنا انا و اياه مشياً إلى المدرسة و هو يعانق كرة السلة الخاصة به و يدور حول نفسه و يغني و يقفز و كادت تدهسه 4 سيارات ( قلت لكم انه نشيط جداً ) .
وصلنا إلى المدرسة و دخلنا إلى الصف و دخل ورائنا الاستاذ سونغمين
"صباح الخير ايها الطلاب "
اختلطت اصواتهم و هم يجيبونه "صباح النور "
جلسنا انا و جيهوب في مقعدينا و همس لي جيهوب : كنت أتمنى ان نمر لزيارة الفريق ! ... بالمناسبة! يجب ان تأتي معي بعد الدوام لنتدرب فأنت لم تأتِ امس !
اومأت له إيجابا "حسناً موافق "
فجأة سقط كتاب عملاق على طاولة جيهوب الذي قفز مفزوعا ، لقد كان ذلك الاستاذ سونغمين الذي ضرب الكتاب بالطاولة ، نظر إلينا و قال " هوسوك و كيم بوم ... طالباي المخضرمان منذ الأزل في هذه المدرسة ، عشر سنوات معاً و ما زالتما تتحدثان في الحصة! "
انزلنا رأسينا و كنا على وشك الإنفجار ضحكاً .
أخذ الاستاذ كتابه و قال : " اتمنى ان تهدآ قليلاً .. و خصوصاً انت يا هوسوك .
اجابه : جيهوب يا استاذ ! جيهوب !
على أي حال ، بدأ الاستاذ سونغمين يشرح ، انه معلم مادة الموسيقى.
كان الشبان الستة المزعجين (ما عدا سوهو) مازالوا في الخلف يبدو عليهم التململ و خصوصاً كريس فارع الطول ، بدا و كأنه سيغفو.
بينما انا اكتب الملاحظات في الحصة لاحظت ان قلمي كان يسرب الحبر و اتسخت يدي بالكامل !
رفعت يدي النظيفة و قلت للاستاذ : استاذ سونغمين! هل استطيع الذهاب لغسل يدي ؟
استدار الاستاذ الواقف قبالة اللوح نحوي و نظر إلي قائلاً : أهناك مشكلة؟
اجبته مشيراً إلى يدي : قلمي يسرب الحبر !
الاستاذ : اوه يا إلهي حسناً اذهب و اغسلها قبل ان يسوء الوضع ! و تخلص من ذلك القلم قبل ان يوسخ كتبك !
انا : شكراً يا استاذ .
حملت القلم المزعج و خرجت من الصف متوجها إلى الحمام ، ألقيت القلم التالف في سلة المهملات في طريقي ، دخلت إلى الحمام .. لقد كان فارغاً تماماً ، اتجهت إلى المغسلة و بدأت بغسل يدي ، تحول لون المياه إلى الأزرق الياقوتي بسبب الحبر ، كان المكان هادئاً .. لا احد غيري في الحمام و لا اسمع اي شيء سوى صوت الماء و هي تنسكب على يدي و اشعر ببرودتها و هي تغطي يدي و القليل منها على أكمام قميصي المدرسي ...
فجأة بدأت اشعر بشعور غريب ...
رفعت نظري عن المغسلة و تلاقت عيناي مع انعكاسهما في المرآة .. اخذت احدق في المرآة و انا اشعر بالشعور الغريب ذاته ..
و فجأة سمعت صوت ارتطام شيء بالأرض ! نظرت إلى يميني إلى جهة نافذة الحمام لأجد .. كاي !!
اتسعت عيناي بدهشة !! انه حتى ليس قرب الباب !! كيف دخل ؟!
شعرت بالخوف !! كيف أتى !! التقت عيناي بعيني الفتى الأسمر و شعرت بالخوف !! كيف ظهر !!
فجأة هربت من فمي صرخة مدوية ! تفاجئ كاي من تلك الصرخة ثم اطلقت قدمي للريح و هربت خارجاً من الحمام بلا هدى !
سمعت صوته خلفي " هيي !! بوم ! مهلاً !! " لكنني لم ألتفت خلفي و لم افكر حتى في الإلتفات !
أخذت اركض في الممر بسرعة و رأسي يدور ... اقسم انني كنت وحدي في الحمام !!! كيف ظهر بالقرب مني ؟! حتى انه لم يكن بجانب الباب لنقول انه دخل بسرعة !! كيف حدث ذلك ؟!
طرااااااااااخ !!!!
ارتطمت بشيء ما بقوة ففقدت توازني و وقعت على الأرض و سمعت صرخة فتاة !
فتحت عيني و نظرت حولي لأجد فتاة تسقط عن الدرج الذي كان بجانبي تماماً ! يا إلهي !!! لقد ارتطمت بها و اوقعتها !!!
وقفت على قدميّ بسرعة و ركضت على الدرج لأجد الفتاة على الأرض في الأسفل .
" يا إلهي !! انا آسف جداً !! هل أنتِ بخير ؟! "
مددت يدي لأساعدها على النهوض و هي تزيح شعرها عن عينيها قائلة "آخ هذا مؤلم .... انتبه لخطواتك !! "
امسكت يدي فساعدتها على النهوض و هي تنفض زيها المدرسي .
انا : "آسف جداً .. لقد كنت ... آه ......
ماذا أقول لها ؟! اهرب من فتى ظهر في الحمام من اللامكان !؟
نظرت إلي في انتظار إجابة ...
ابتسمت ابتسامة تافهه و انا اكمل : كنت مستعجلاً !
اومأت برأسها ايجاباً " حسناً إذن ... "
سألتها : هل انتِ متأكدة انك بخير !؟
اجابت : أجل أجل ، انا بخير ، انت ايضاً وقعت هل تأذيت ؟؟
ابتسمت لها : لا أنا بخير تماماً .
" هيي ! بوم !! "
التفت لأرى من يناديني و ... اوه لا انه ذلك الشبح كاي من جديد !!!
صرخت : شبح !!!! شبح !!!!!
ثم أطلقت قدمي للريح من جديد و ركضت بلا هدى و هذه المرة أخذ يلحق بي !!!
" بوووووووووووووم !! مهلاً !!! لم تهرب !؟ "
توقفت عن الركض و اشرت إليه باصبعي : انت شبح !! اقسم انني كنت وحدي في الحمام !!!!
كاي : كلا !! لقد دخلت من النافذة !!!
" ماذا ؟! "
كرر كاي : لقد دخلت من النافذة ! ما خطبك ايها المجنون !؟ شبح !! بالله عليك !؟ تعال المسني !!
ثم مد يده لكي ألمسها
اقتربت منه ببطء ثم لمست يده بطرف اصبعي ... جلد .... حسناً ... انه انسان ... على ما اظن ...
نظر إلي نظرة كأنه يقول " احمق .... "
كان ذلك أغبى موقف في حياتي ...
كاي : لنعد إلى الصف -____-
انا : آه ... حسناً ....
هذا محرج .. محرج للغاية ...
عدنا أنا و كاي إلى الصف ، فتحت الباب و دخلت و دخل ورائي كاي ..
التفت الاستاذ سونغمين إلينا ثم اتسعت عيناه بتفاجؤ : مهلاً ... اذكر ان بوم خرج إلى الحمام لوحدة ! كاي متى خرجت ؟!
اتسعت عينا كاي بدوره و قال : آه ... لقد خرجت من ... من النافذة !
( يوجد في صفنا نوافذ بطول الحائط مطلة على الممر )
سونغمين : لكنني لم أركَ تخرج !
كاي : انا سريع نوعاً ما !
سونغمين : هل فكرت بالإستئذان ؟
بيكهيون : نعم هل فكرت بالاستئذان ؟
سونغمين : بيكهيون اصمت ..
بيكهيون : نعم اصـ .. ماذا !؟
عدتُ إلى مقعدي و اخذت اراقب الوضع .. أنا لم أرَ كاي يدخل من نافذة الحمام .. و لم أره يخرج من نافذة الصف .. و لم يره الاستاذ أيضاً ... ثمة شيء غريب يجري هنا ...
سونغمين : على العموم .. عد إلى مقعدك يا كاي و سأتصرف معك لاحقاً ...
في تلك اللحظة فتح باب الصف من جديد و دخل المدير ليتوك .
المدير : صباح الخير يا أولاد .
الجميع : صباح النور .
المدير : يوجد طالبة جديدة ستنضم إليكم هذا العام .
سونغمين : أهي الطالبة المتغيبة منذ أربع أيام ؟
المدير : نعم انها هي .
ثم التفت المدير خلفه و سمعته يقول : تفضلي ..
دخلت فتاة إلى الصف و ... مهلا ! انها الفتاة التي أوقعتها عن الدرج قبل قليل!!
سونغمين : مرحباً ! كيف حالك ؟
ثم امسك ورقته الأزلية الملفوفة و فتحها قائلاً : " كانغ سارانغ " أليس كذلك ؟
ابتسمت الفتاة و اومأت بالإيجاب " أجل "
سونغمين : حسناً ! تعالي قفي هنا أمام الطلاب و عرفي بنفسك .
وقفت سارانغ أمام اللوح و انحنت ثم نهضت قائلة : صباح الخير ، انا كانغ سارانغ ، طالبة جديدة هنا .. و زوجة لي مينهو المستقبلية !! اتمنى ان تكون سنة رائعة !
انفجر الطلبة ضحكاً على نقطة لي مينهو و كان وجه الاستاذ هكذا ..
O_O
سونغمين : آه ... حسناً .. هذا .. .عظيم ... تفضلي في المقعد الفارغ هنا بالقرب من كاي .
بينما كانت تسير نحو مقعدها لاحظت انها تلوح لـ يوومي تلك الفتاة الهادئة التي ابتسمت لها دون ان تلوح ، اه صحيح .. لقد قالت يوومي في اليوم الأول ان سارانغ صديقتها و لكنها مريضة لهذا تغيبت في الأيام الثلاثة الأولى من المدرسة .
على العموم ، جلست الفتاة في المقعد المجاور لكاي و مرت الحصة عادية تماماً ..
Comments