الحائط
أميرة إكسوو.ن بيكهيون
لقد تشاجرت مع بوم و جيهوب في الصف لأنهما كانا يتجسسان على لوهان و هو يتكلم مع سارانغ ...
لا أريد ان يكتشفا حقيقتنا ! هذا كل شيء ! كنت خائفاً أكثر مما كنت غاضباً .. لقد طلب مني لوهان ان لا أتشاجر معهما بحجة انهما كانا واقفين بعيداً جداً و من المؤكد انهما لم يسمعا لكنني لم أصدقه حتى عدت من مكتب المدير و اخبرني بأنه قرأ أفكارهما و بالفعل هما لم يسمعا أي شيء ، ربما بعض الكلمات و لكنهما لم يفهما أي شيء مما سمعاه ، اطمئن قلبي و لكن كان علي التعامل مع ذلك العقاب ، بدا بوم مستاءً جداً حين سمع عبارة " غرفة البواب " .. لا يمكن أن تكون بهذا السوء ! صحيح ؟؟
لقد غيرت رأيي تماماً بعد نهاية الدوام ..
بقي جيهوب في الصف لكي ينظف كما هو عقابه اما انا و بوم فقد ذهبنا إلى الطابق الارضي في المدرسة حيث يوجد ممر مظلم قصير ينتهي إلى غرفة البواب ، كان الممر مظلماً للغاية ، كان بوم يسير أمامي فهو يعرف المدرسة أكثر مني ، ما ان وصلنا إلى الباب ، أمسك بوم المقبض بيده اليمنى ثم وضع يده في جيب بنطاله و أخرج منها ملقطيّ غسيل ثم مد يده نحوي و قال " خذ واحداً ! "
سألته " ما هذا ؟؟! ملقط غسيل ؟! "
اجاب بوم " ستحتاجه الآن لإغلاق انفك! الرائحة في الداخل سيئة جداً لدرجة أنك يمكنك رؤيتها !"
وضع بوم أحد الملقطين على أنفه و مد يده لآخذ الآخر
قلت له باستخفاف " لا يمكن أن تكون الرائحة سيئة إلى هذا الحد !"
التفت بوم إلي قائلاً بصوت مفعوص أشبه بصوت العصافير " حسناً .. على مسؤوليتك ! "
ثم فتح الباب ببطء ، لم أر شيئاً ، كان المكان اسود كلياً ، مد بوم يده على الجدار و أخذ يتحسسه بحثاً عن زر الضوء حتى وجده ، وقفت بجانبه ، أنير الضوء ليكشف عن .. أقذر و أقبح رأيتها في حياتي كاملة ...
كانت صغيرة جداً ، مساحتها لا تزيد على مساحة مصعد مستشفى كثيراً ... كانت الجدران لونها أخضر مزرق فاتح يشبه لون العفن و كان بعض ورق الجدران ممزقاً يكشف وراءه عن الطوب الذي بني منه الحائط ، كانت هناك أرفف خشبيه عليها دلاء صدئة و مناشف بيضاء متسخة بأشياء لا أريد معرفة ماهيتها و كانت تفوح رائحة أشبه برائحة حيوان ميت و كانت الأرضية متسخة بآثار أقدام طينية جافة و شباك عنكبوت على الأرفف و النافذة زجاجها مكسور و تغطيها ستائر شبه ممزقة و متسخة و هناك بعض الحشرات تتجول في الأنحاء ..
سألت بوم : ما ... هذا ؟
أجابني بصوته المفعوص : غرفة البواب ! هل تريد الملقط الآن؟!
" أعطني اياه حالاً ! "
ناولني بوم ملقط الغسيل فوضعته على أنفي ، التنفس من فمي صعب ، يا إلهي هذا المكان مقرف للغاية !!
تبدو الغرفة شيئاً من هذا القبيل ...
قال بوم بصوته المفعوص بسبب ملقط الغسيل على أنفه : علينا أن نجهب إلى المخجن لنحدر دلاء فيها ماء نجيف لكي ننجف جيداً !!
الترجمة : علينا أنا نذهب إلى المخزن لنحضر دلاء فيها ماء نظيف لكي ننظف جيداً !
و هكذا اتجهنا أنا و بوم إلى المخزن و جلبنا دلوين و ملأناهما بالماء ثم جلبنا منشفتين نظيفتين و ممسحتين و دلواً كبيراً للقمامة ثم عدنا إلى الغرفة المقززة .
وضع بوم دلو الماء و الممسحة جانباً ثم سألني : من أين نبدأ ؟!
وضعت يدي على خاصرتي ثم أجبته " لا أعرف .. و لا اريد ان اعرف .. "
نظر إلي " عليكَ أن تعرف! "
غطيت أنفي و فمي بيدي اليمنى " همممممم .... "
أشرت إلى الأرفف و قلت " لنبدأ من الأرفف ، ما رأيك !؟ "
أجابني و هو يشير إلى الممسحة بيده : انت نظف الأرفف و انا سأنظف الأرضية بالممسحة .
توجهت نحو الرفوف و اخذت اتأمل كيلوغرامات الغبار و الأشياء المتسخة هناك قائلاً " لن يكون هذا سهلاً أبداً .. "
أخذ بوم ممسحته و ألقى احدى المنشفتين عليها ثم غمسها بدلو الماء قائلاً " سأنظف الأرضية ، هيا ابدأ انت أيضاً ! "
اتجهت نحو الزاوية التي وضع فيها بوم دلوي و منشفتي ، انحنيت لألتقطهما و فجأة شعرت بطنين حاد في أذنيّ !
وضعت يدي على أذني في محاولة يائسة لتخفيف صوت الطنين و لكنني لم أفلح ، ما ان ابتعدت عن تلك الزاوية قليلاً اختفى الصوت!
سألت بوم " هيي ، هل سمعت صوت الطنين هناك ؟ " ثم أشرت بيدي إلى الزاوية ؟
" أي طنين ؟ هل تحاول خداعي ؟ "
ثم اقترب من الدلو و المنشفة حيث كنت واقفاً للتو .. بقي واقفاً هناك لثلاثة ثوانٍ ثم التفت نحوي و قال " لا اسمع شيئاً .. هيا عد للتنظيف! "
ثم استمر في مسح الأرض بممسحته ! اقتربت من الزاوية مجدداً و التقطت دلوي و ممسحتي و سمعت صوت الطنين من جديد .. ضيَّقتُ عينيّ ثم لمست الحائط بيدي بهدوء .. أشعر بشيء غريب ... ثمة أمر غير طبيعي في هذا الحائط ... أخذت أتحسسه بيدي ، فجأة تسللت إلى رأسي صورة كوكبنا ! رأيت الحراس الستة الباقين هناك ثم الـ (مـامـا ) و هي ملكتنا التي أرسلتنا لإحضار الأميرة ثم اختفت الصورة فجأة كما ظهرت فجأة ، هذا الحائط له علاقة بكوكبنا ، انه .....
" يااه !!! ماذا تفعل !؟ هيا نظف معي !! "
" حسناً اصمت !! "
أمسكت المنشفة و الدلو و حملتهما حيث كانت الارفف ثم أنزلت عنها كل الاِشياء القذرة ، غمست المنشفة بالدلو و بدأت امسح الأرفف ،حين مسحتها تحول لونها من الرمادي إلى البني الغامق بسبب تراكم الغبار !
كنت سارحاً تماماً بذلك الحائط ، حين لمسته رأيت ما يشبه رؤيا أو لمحة من كوكبنا و الماما .. يجب أن اخبر الجميع بشأن ذلك !!
Comments