البيانو
أميرة إكسوبعد نهاية حصة الاستاذ كيوهيون الذي عذبنا بامتحاناته المفاجئة ، رأيت سارانغ تتجه نحوي " مرحباً بوم! "
ابتسمت مجيبا " مرحباً سارانغ! كيف حالك ؟"
اجابت و هي تزيح خصلة من شعرها خلف اذنها " بخير ، متى تحب ان نبدأ دروس البيانو ؟"
اجبتها : في أي وقت! انا اريد البدء في أقرب وقت ممكن.
قالت لي و هي تضع سبابتها على شفتها السفلى " همممم... بعد المدرسة في غرفة الموسيقى ، ما رأيك؟"
قلت لها : انا معاقب بعد الدوام بتنظيف غرفة البواب مع بيكهيون المعتوه ، بما انك جديدة فإنت لم تريها في حياتك و لكن صدقيني .. لن ترغبي في رؤيتها أبداً !"
ضحكت سارانغ و سألتني : إذن متى سأعطيك درس البيانو؟
فكرت قليلاً ثم اجبتها : هل تستطيعين انتظاري حتى انتهي من التنظيف؟
نكزني جيهوب : ماذا عن تدريب كرة السلة ؟
أجبته : هوبي .. البيانو هو تدريب كرة السلة بالنسبة إلي! هل نسيت؟!
جيهوب : أوه ! صحيح ! حسناً استمتعا !
ثم نهض من مقعده و خرج من الصف لا أعرف إلى أين .
سارانغ : حسناً بإمكانني ان انتظرك حتى تنتهي من تنظيف ذلك الشيء ، و لكن كيف سأعرف انك انتهيت ؟
قلت لها : آآآم ... سوف ... أتصل بك!؟
ابتسمت " فكرة جيدة ! "
ثم سحبت يدي و أخرجت من جيب تنورة زيها المدرسي قلم حبر و كتبت رقمها على ساعدي ثم قالت "حسناً .. ها هو رقمي! على أي حال هناك أمر اريده منك بالمقابل!"
سألتها : و ما هو ذاك !؟
أجابتني : قبل قليل في امتحان الاستاذ كيوهيون كانت ورقتي شبه فارغة لأنني فوتت بعض الأشياء في الأيام الثلاثة الأولى من المدرسة حين كنت متغيبة ، هل يمكنني استعارة دفترك لكي أنقلها؟"
اجبتها و انا ابحث عن دفتر الرياضيات في حقيبتي : هذا أقل شيء افعله مقابل دروس البيانو!" ثم ناولتها الدفتر فابتسمت " شكراً جزيلاً! سأعيده لك ما ان انتهي من دراسة ما فاتني!"
سألتها : لماذا لم تستعيري دفتر يوومي ؟ أليست صديقتكِ؟
اختفت ابتسامتها و هي تقول " في الواقع .. لقد حصل بيننا خلاف مؤخراً ، انها متضايقة منّي و لكنني لا أعرف السبب .. "
تفاجئت : حقاً ؟! هل تذكرين انك قلتِ أو فعلتِ شيئاً جرحها؟
أجابت بنبرة حزينة : لا أدري .. انا لم أفعل اي شيء ، انها ترفض التحدث معي تماماً ... "
" هذا مؤسف ... "
مرت لحظة صمت قصيرة قطعتها سارانغ " حسناً ، أراك بعد المدرسة!"
ثم عادت إلى مقعدها ، رأيت بيكهيون ينظر إليّ من الجهة الأخرى من الغرفة ... ما خطبه ؟!
في نهاية الدوام ذهبت مع المعتوه بيكهيون إلى غرفة البواب دون ان ننطق بكلمة و استقبلتنا الغرفة برائحتها المقرفة و أتربتها و حشراتها و بدأنا التنظيف ، كنت قد انتهيت من تنظيف الأرضية أمس ، بيكهيون لم ينتهِ من تنظيف الرفوف ، أمسك دلوه و ممسحته و أكمل التنظيف بينما كنت أنا ازيل قطع القمامة عن الأرض و اقتل بحذائي الحشرات التي تسير هنا و هناك و ألقيها في سلة المهملات التي كانت معنا .. لاحظت ان بيكهيون ينظر بين الحين و الآخر إلى الحائط الذي على اليسار حيث نضع أدواتنا ، ما حكايته مع هذا الحائط منذ الأمس ؟!
انتهزت الفرصة و هو يحدق في الحائط و سألته : ما خطب الحائط؟!
لاحظت انه ارتبك قليلاً حين سألته ، مرر أصابعه في شعره و أجاب " لا شيء .. انه .. اقبح حائط رأيته في حياتي وحسب!"
لم أقتنع ..
حاول بيكهيون تغيير الموضوع " سمعت بأنك تريد تعلم البيانو"
التفتُّ نحوه و أنا أضغط القمامة بقدمي حتى تتسع في سلة المهملات " و من أين سمعت بذلك؟"
أجاب و هو يمسح بعض التحف القديمة و يرتبها على الرف :" سمعتك و أنت تتحدث مع سارانغ "
قلت له : و تقول أنني انا من يتنصت هاه؟
أجاب : لم اكن اتنصت ، اصواتكما كانت مرتفعة و اراهن بأن كل طلبة الصف سمعوها!"
اومأت برأسي ثم سألته : و لماذا تهتم بقصة البيانو ؟
أجابني و هو يلتقط احدى التحف و قد سقطت عن الرف " لأنني اجيد العزف!"
نظرت إليه و سألته : هل أنت جاد ؟!
اومأ برأسه إيجاباً : ان لم تكن تصدقني سأريك!
كنت اتحرق شوقاً لأسمعه يعزف و لكنني بنفس الوقت كنت اريد ان ابدو كالشخص صعب المنال فقلت له : لا أصدقك!
نظر إليّ ثم التفت إلى الرف و وضع عليه التحفة التي كانت بيده ثم وضع المنشفة جانباً و توجه نحو باب الغرفة " اتبعني .. "
وضعت أدواتي جانباً و تبعته ، توجهنا إلى غرفة الموسيقى ، لم تكن سارانغ هناك بعد ، كنا فقط أنا و بيكهيون في المبنى ، لعل الحارس يتجول في الأنحاء أيضاً ..
كانت الغرفة كبيرة جداً و جدرانها لونها فاتح يشرح القلب و نوافذها تمتد من أعلى السقف إلى منتصف الحائط و يعبر من خلالها ضوء الشمس ليمتد ظل البيانو حتى الباب ...
نظرت إلى الآلات الموسيقية المختلفة في غرفة الموسيقى ، كمان ، جيتار ، بوق ، بيانو .. رأيت بيكهيون يتوجه نحوه ثم يجلس أمامه ، سحبت كرسياً خشبياً كان بجانب الباب ثم وضعته بالقرب من البيانو لاتفرج على بيكهيون و هو يعزف ، مرت لحظة صمت و بيكهيون يستعد ، وضع أصابعه فوق مفاتيح البيانو ثم بدأ يعزف ، ارتفع صوت البيانو العذب و هو يعزف مقطوعة جميلة تدعى
Canon in D
للموسيقار الشهير "باتشيلبيل"
استمعي إليها في هذا الرابط و انتِ تقرأين! ^^
http://www.youtube.com/watch?v=wny1ojJli8k
كانت المقطوعة جميلة و هادئة .. كانت الموسيقى عذبة للغاية تنساب حلوة إلى أذني ...
أغمضت عيني و ظهرت ابتسامه على وجهي و انا استمع إلى عزف بيكهيون .. لم أكن أعلم انه عازف جيد إلى هذا الحد .. هل قلت جيد؟ انه اكثر من جيد ، انه رائع ، فتحت عينيّ من جديد بهدوء و نظرت إليه ، بدا مركزاً جداً و هو يعزف كأنما يريد ان يثبت لي انه بالفعل جدير بالإعجاب ، نظرت إلي يديه و أصابعه و هي تنزل على مفاتيح البيانو بحركة ثابته .. مينهو هيونغ على حق .. انها تشبه حركة الأصابع عند لعب كرة السلة ، ترى هل تعزف سارانغ بهذه الروعة أيضاً ؟
انتهى بيكهيون من العزف و بدأ صوت البيانو يخبو بهدوء ، ابعد بيكهيون اصابعه عن البيانو بهدوء ثم انظر إلي كأنما يسألني عن رأيي .. لم استطع منع نفسي من الإبتسام و قلت له : "كان هذا .. رائعاً! احسنت !"
ابتسم لي بيكهيون لأول مرة في التاريخ " البيانو آلة صعبة .. ركز جيداً و انت تتعلمها ." ثم نهض عن مقعد العازف " لنعد إلى الغرفة .. "
لقد كان جافاً قليلاً و لكن كان واضحاً أنه لم يستطع منع نفسه من الإبتسام .. و كذلك أنا !
Comments