شرور جيهوب
أميرة إكسوالمكان الذي تقبع فيه مدرستنا هادئ نوعاً ما ، حي سكني هادئ توجد فيه مدرستنا و مبنى السكن بجانبها ، أخذ كاي و سارانغ سيارة اجرة فركضنا أنا و جيهوب و ركبنا دراجتي الهوائية و انطلقنا في أثرهما ، القيادة وسط السيارات دون أن تتم ملاحظتنا من قبلهما كانت صعبة!
وصلنا إلى قلب مدينة سيؤول حيث تعج الشوارع بالسيارات و الأنوار و البنايات المرتفعة على عكس الحي الذي توجد فيه مدرستنا!
ترجل كاي و سارانغ من سيارة الأجرة و دخلا إلى مطعم ما ، اختبئنا أنا و جيهوب في زقاق بجانب المطعم ..
سألني جيهوب : ماذا الآن ؟!
أجبته : ندخل إلى المطعم خلفهما!
جيهوب : لن يسمحوا لنا بالجلوس دون شراء طعام !! هل جلبت نقوداً ؟!
اجبته :لا ! و أنت ؟!
اجابني : لا أظن ذلك !! فتش جيوبك جيداً !
أخذنا نفتش جيوبنا و تمكنا من إيجاد نقود قليلة ! فجأة تذكر جيهوب انه يخفي بعض النقود في حذاءه ! لم يكن مبلغاً كبيراً و لكن كان كافياً لطلب طبق واحد على الأقل !
دخلنا أنا و جيهوب المطعم و بدونا بثيابنا السوداء و وجوهنا المكممة كاللصوص وسط المطعم الهادئ و الناس بملابسهم الملونة !!
بحثنا أنا و جيهوب عن الطاولة التي يجلسان عليها و أخيراً وجدناها!
بحثنا عن طاولة قريبة منها و وجدنا طاولة فارغة فجلسنا عليها كلينا و حاولنا قدر المستطاع إخفاء وجوهنا ..
سألني جيهوب " فيمَ كنت أفكر حين لم أجلب قبعه .... "
أجبته : " قلت لك ان تجلب قبعه و نسيت! "
قال لي : على الأقل تذكرت الأقنعة !
قلت له : حسناً إنسَ الأمر علينا إيجاد طريقة لكي نفسد الموعد!
فكر جيهوب قليلاً ثم نظر إليهما ، برقت عيناه و هو يقول : فكرة !!
سألته : ماذا !؟
أشار إلى إحدى العاملات في المطعم و كانت تقف بالقرب من سارانغ و كاي تأخذ طلباً لثلاثة شبان يجلسون في طاولة مجاورة لهما ، نظر إلي جيهوب و قال : انظر .. كاي يحمل كوباً من العصير ، لو تعثرت النادلة بشيء ما سوف تسقط على ظهر كاي و سينسكب العصير من يده على ملابس سارانغ فستغضب من كاي لأنه لوث ملابسها ! ما رأيك !؟
اجبته : جنون و لكن قد ينفع ! السؤال هو كيف نجعلها تتعثر ؟!
أخذ جيهوب يفكر و أخذت افكر معه ..
نظرت إلى علبة الكاتشاب البلاستيكية الموضوعة على الطاولة بالقرب من البهارات و قائمة الطعام ثم نظرت إلى جيهوب و سألته : هل تجيد التصويب ؟!
أجابني : بالطبع ! فأنا اجيد تصويب الكرة في المرمى دائماً !
أعطيته علبة الكاتشاب و قلت له : ارمها في الوقت المناسب عند قدمي النادلة و ستتعثر !
كان ضميري يؤنبني لأنني اقترح افكاراً شريرة ! تعرفون .. أنا الشخص الطيوب اللطيف كما يقول بيكهيون ! لا أحب اذية أحد ! و لكن في هذه اللحظة انا مرغم على الإختيار بين أذية أحدهم لاكون سعيداً أو لا اؤذي احداً و أكون تعيساً ! ... يحق لي بعض التمرد في الحياة أليس كذلك؟؟
أخذ جيهوب علبة الكاتشاب و أخذ يصوبها نحو قدمي النادلة .. في اللحظة التي تحركت فيها ألقى جيهوب علبة الكاتشاب التي طارت عبر المطعم لترتطم برأس أحد الشبان الثلاثة !!!!
جيهوب : تباً !!!
نظهر الشاب إلينا و صاح : ياااه !!
التفت كاي و سارانغ فخبأنا وجهينا بسرعة و نهض جيهوب من مقعده و سحبني انا ايضاً لكي انهض ثم أطلقنا ساقينا للريح ... وكذلك الشبان الثلاثة الذين انطلقوا خلفنا !!
صرخ جيهوب : اهرررررررررررررررررررررررررب !!!!
خرجنا من باب المطعم و أخذنا نركض بلا هدى و نحن نسمع الشبان خلفنا يتوعدون " سأقتلك ! " ، " أيها الوغد !! " ، " ‘عودا إلى هنا ايها الجبناء !!! "
نحن لاعبا كرة سلة و لا أحد يستطيع منافستنا في الركض و المناورة و هكذا تمكنا من إضاعة الشبان الثلاثة بسهولة !
عدنا إلى المطعم بسرعة على امل أن لا نجد الشبان في انتظارنا هناك ، أوشكنا على الدخول و لكن جيهوب أوقفنا و سحبني إلى الزقاق الصغير من جديد.
سألته : ماذا هناك !؟
قال لي : لو كان الشبان الثلاثة هناك سوف تكون كارثة! اسمع .. أحدنا عليه الظهور كاشفاً عن وجهه !
اتسعت عيناي : ماذا ؟!
فسر لي قائلاً: اسمع .. يذهب أحدنا إلى هناك كاشفاً عن وجهه تماماً و يسلم على كاي و سارانغ على أنه كان في يتسكع في المنطقة و رآهما صدفة ، ثم .. يجلس معهما ! هذا وحده سيجعل الموقف غريباً بينهما في المطعم صحيح ؟!!
قلت له : عظيم !!! و هذا الشخص سيكون أنت !!
انصدم و هو يسألني : اسمع .. صحيح انني اقترحت الفكرة و لكن هذا لا يعنني انني أنا من سيدخل !
قلت له : يا رجل .. أنا بوم !! كاي سيشك في سبب وجودي و سارانغ أيضاً!! اما انت .. جيهوب ! لا أحد سيشك ! زميل الدراسة اللطيف المغفل في المدرسة !
جيهوب : معك حق للأسف ...
ساعدت جيهوب في خلع قناعه حتى كشف وجهه ، كان جيهوب يرتدي تي شيرت ابيض تحت قميصه الأسود ذي الأكمام الطويلة ، بدا شكله الآن عادياً تماماً !
أخرج جيهوب منظاراً من جيبه و أعطاني إياه لكي أراقب عبر النافذة و دخل هو إلى المطعم ، رأيته يتجه نحو كاي و سارانغ ..
اقترب جيهوب منهما و قال بصوت مرتفع : هيي !! مرحباً يا شباب كيف الحال!؟
التفت كاي و سارانغ إليه ..
كاي : أوه ! جيهوب! مرحباً يا زميل كيف الحال!
سارانغ : مرحباً جيهوب! لم أتوقع ان نراك هنا!
سحب جيهوب كرسياً قريباً و جلس معهما دون استئذان ! حركة موفقة هوبي!!
أجاب جيهوب و هو يجلس : كنت أتسكع في الأنحاء و رأيتكما ، و انتم تعرفونني جيداً ، لا أحب الوحدة ! ماذا عنكما ؟
كاي : نتسكع ، مثلك تماماً!
أتت النادلة إلى طاولة كاي و سارانغ و جيهوب و سألتهم : هل أنتم جاهزون لطلب شيء ما ؟
سارانغ : أوه ، نعم!
أمسك جيهوب قائمة الطعام و فتحها على مصراعيها و أخذ يقرأ كل شيء فيها على أنه طلبه :
شطيرة هامبرغر بالفلفل الحار و الجبن و الخس و الدجاج بخمسة طوابق و زيدي المايونيز ، مع قارورة بيبسي .. أكبر حجم لو سمحتِ! و لا تنسي المقبلات ! سلطة تونة ، سلطة خضار مع الملح و الفستق و .. و ... و .. و"
بدا كاي مصدوماً تماماً و كذلك النادلة و سارانغ !!
بواهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها يا إلهي !!! كم أود لو أقفز داخل المطعم و أعانق جيهوب !!
سأله كاي : هل معك نقود لتدفع ثمن كل هذا !؟
جيهوب : نعم نعم لا تقلق !!
يا إلهي !!! فيمَ يفكر هذا المجنون ؟!
بعد نصف تقريباً كان كل من جيهوب و سارانغ و كاي في المطعم و كان جيهوب يثرثر كثيراً لكي يزعجهما و يأكل بنهم شديد حتى انه كان يهاجم صحن كاي !! .. بدا كاي متضايقاً جداً لوجود جيهوب ، كنت انفجر ضحكاً كلما رأيت وجهه !
شعرت بيد تنكزني على كتفي ! استدرت لأجد شرطياً !!
" ماذا تفعل عندك !؟ " و أشار إلى المنظار بيدي!!!
قلت له : هاه ؟! هذا !؟ انني .. آه .. لقد أضعت مفتاح البيت! تعلم انه صغير جداً و كنت أبحث عنه !! أعاني من قصر في النظر !! "
" اخلع قناعك يا فتى "
خلعت القناع و أنزلت القبعة عن رأسي لأكشف له وجهي بالكامل .
اخذ المنظار و أخذ يقلبه بين يديه : إلى درجة استخدام منظار هاه ؟؟ هل فكرت بشراء نظارة طبية !؟
قلت له : اوه لقد كنت ارتدي نظارة طبية بالفعل و لكنها كسرت صباح أمس و ليس معي نقود كافية لشراء واحدة جديدة ! للوقت الراهن على الأقل !!
لم أكن أعرف انني كاذب بارع إلى هذا الحد !
حاولت ان اظهر افضل ابتسامة بريئة لدي و كان الشرطي يتفحصني بالكامل من رأسي إلى أخمص قدمي ..
" اسمح لي بتفتيشك "
اومأت برأسي و رفعت يدي في الهواء و تركته يفتشني ، أخذ يتحسس أكمامي و قبعتي و فتش جيوب بنطالي و الجيب الموجود في قميصي .. لم يجد شيئاً بالطبع !
نظر الشرطي إلي و هو يناولني المنظار : " عليك شراء نظارة طبية في أقرب وقت ممكن و كن حذراً أثناء سيرك كي لا ترتطم بالأشياء!"
اومأت له مبتسماً : سأفعل ، شكراً سيدي!
ثم انحنيت له انحناءة بسيطة ثم أدار ظهره و رحل .. يا إلهي كان هذا مخيفاً ...
جلست بالقرب من نافذة المطعم من جديد و اخذت أراقب ... هاه !؟ أين جيهوب !؟
أخذت أراقب المطعم بالمنظار و لكن لا أثر لجيهوب ، لا على طاولة كاي و سارانغ و لا في أي مكان آخر!
شعرت بيد تنكزني على كتفي!
استدرت إلى الوراء قائلاً : "حضرة الشرطي ! لقد فتشتني للتو !؟ "
" هل أبدو لك كشرطي !؟"
جيهوب !! نهضت واقفاً و سألته : ماذا تفعل هنا ؟!
أجابني :" لقد طلبت نصف الأشياء على قائمة الطعام و تظاهرت بأنني ذاهب للحمام و هربت من نافذة الحمام لكي يدفع كاي الحساب !!! "
انفجرت ضاحكاً و ضربت كفي بكفه !!
" انت رائع يا رجل !! "
Comments