في صباح اليوم التالي ، الساعة العاشرة ، استيقظ جميع الأعضاء ما عدا جونغ كوك ، ذهبت إلى غرفته للإطمئنان عليه ظن فحصت حرارته و غطيته جيداً و تركته لكي ينام بهدوء ، لقد مر بليلة صعبه ... اتساءل عما يجري له ..

دخلت إلى المطبخ لأجد الأعضاء يتناولون إفطارهم بهدوء ..

نظر إلي راب مونستر : هيونغ .. هل ما زال جونغ كوك نائماً ؟

اومأت برأسي إيجاباً "ممم" ثم جلست على الكرسي المجاور له .

شوقا: انا لا أعرف ما يمر به بالضبط ، و لكن هذا بالتأكيد ليس بسبب الإنتقال كما ظننا! نحن هنا منذ أربعة أشهر كاملة !

"في" : انا حقاً بدأت أخاف ..

جيمين : منذ جئنا إلى هذا المكان و الكثير من الأشياء الغريبة تحدث ! لقد حصل لي أمر مشابه لجونغ كوك قبل بضعة أشهر حين بدأت اصرخ و انا نائم كما قلتم و لكنني لا أذكر انني كنت احلم كابوساً او ما شابه !

راب مونستر : علمياً من السهل جداً نسيان الأحلام و الكوابيس بسهولة ، فمدتها في الواقع لا تتجاوز السبع ثوانٍ !

جيهوب : و لكن جونغ كوك ليلة أمس بقي في تلك الحالة الغريبة حوالي ثلاثة دقائق قبل ان يستفيق ! صحيح هيونغ ؟

انا : صحيح ...

شوقا : اعتقد اننا يجب ان نأخذه إلى المستشفى ... ربما كان يعاني من مشكلة نفسيه ما ..

جيمين : لم قد يعاني من مشاكل نفسيه !؟ انه سعيد !

شوقا : هل بدا سعيداً ليلة أمس ؟!

جيمين : ليس ليلة أمس ! أقصد ... لا أجد سبباً يجعله يمر بمشكلة نفسية !

انا : صحيح اننا لا نفهم ما يدور في رأسه و لكن في الوقت الراهن أفضل ما يمكننا فعله هو البقاء بجانبه لنشعره  بالأمان ..

استفاق جونغ كوك بعد ساعة من الإفطار ، لحسن الحظ لم يكن لدينا جدول اليوم ، اجتمعنا كلنا في غرفة الجلوس نتحدث و نشاهد دراما "ميسينغ" ..

كنت أنا اجلس في المنتصف بين جونغ كوك و شوقا على الأريكة الأكبر و كان جيمين يجلس على الأرض امامي و على الأريكة المنفردة راب مونستر بينما "في" و جيهوب ايضاً يجلسان على الأرض.

جونغ كوك بصوت هادئ : هيونغ ..

التفت الجميع إليه ، كان يتحدث معي .. تابع قائلاً :"ما خطبي؟؟ "

اجبته و انا اعبث بشعره :" لا أعرف و لكن لا تقلق نحن معك مهما حدث!"

راب مونستر : جونغ كوك ما رأيك ان نأخذك إلى المشفى ؟ ربما يستطيعون مساعدك .. "

جونغ كوك : مستشفى ؟! لا .. انا لست مجنوناً !

راب مونستر و هو يعتدل في جلسته حتى يتمكن من رؤية جونغ كوك بوضوح أكبر : ليس هذا ما أعنيه بالطبع انت لست مجنوناً ! .. لكنني سمعت عن الكثير من اضطرابات النوم مشابهة لما تواجهه انت ، ربما هو مجرد اضطراب في النوم !

هز جونغ كوك رأسه نفياً : لا اريد ... انا لست مجنوناً .. انا واثق مما رأيت !

شوقا : و ماذا رأيت ؟

رفع جونغ كوك رأسه و نظر إلينا واحداً تلو الآخر ثم نظر ناحية النافذة البيضاء .. فغر فمه و اتسعت عيناه و افلتت من حنجرته صرخة تشبه صرخة الليلة الماضية : ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه !!!!

تجمدت في مكاني و انا انظر إلى جونغ كوك و نهض جيمين و حاول تهدأته !

جيمين بصوت مرتفع : جونغ كوك !!!! ماذا يجري !؟!!!!

توقف جونغ كوك عن الصراخ ثم اشار بأصبعه إلى النافذة  و وقف و قال : اقسم انه كان هناك!!!! اقسم انه كان هناك !! كان هناك !!!

كان هناك شيء من البكاء في صوته ، وضع جيمين يده على كتفه و قال : جونغ كوك ..  لا شيء هناك!

"في" : ربما يجب ان نذهب به إلى المستشفى فعلاً ..

أحكم جونغ كوك قبضته على يد جيمين و أبعدها عن كتفه و افلتت من فمه صرخة " أنا لست مجنوناً !! " و هو يحدق بنا جميعاً غاضباً ..

تبادلنا جميعاً النظرات دون أن ننطق بحرف واحد ..

اقتربتُ منه بهدوء و سألته :" جونغ كوك ... هل أنت متأكد مما رأيت ؟"

نظر إلى الأرض غاضباً دون أن يجيب ..

حاولت أن أتكلم معه من جديد .. ان لم يتكلم معي أنا فمع من سيتكلم إذن؟؟

" جونغ كوك ... انا اريد مساعدتك."

قال بصوت مرتفع :" أنا لا احتاج مساعدة هيونغ انا لست مجنوناً ! كيف تساعدونني ان لم تكونو تصدقونني أصلاً ؟؟"

سألته : اعرف أنك خائف .. و لكنني صدقاً لا أفهمك!

لم يجبني و اكتفى بالجلوس على الأريكة و ما زالت تعلو وجهه نظرات الخوف و الغضب في آن واحد ...

فجأة قفزت في رأسي صورة كاميرة الفيديو التي تركتها في الغرفة في ذلك اليوم .. انا لم اشعر بفارق حين استيقظت من النوم .. و لكن ربما يكون هناك شيء ما قد حدث أثناء نومي لم أنتبه له ، قمنا جميعاً بتهدأة جونغ كوك ثم ذهبت أنا إلى غرفتي و بحثت عن كاميرة الفيديو التي تركتها في درج الخزانة ، أخرجت الكاميرة من هناك و جلست على السرير و بدأ اقلب مقاطع الفيديو التي التقطناها بها سابقاً .. شعرت بالحزن و انا ارى مقاطع فيديو لجونغ كوك و هو يضحك و يمزح و يلهو و يرقص و قارنتها بحالته الآن .. يجب ان اساعده بأي ثمن ، وجدت أخيراً الفيديو الذي صورته أمس .. مدته أربع ساعات كاملة !! سوف تؤلمني عيناي ان شاهدته على شاشة الكميرا الصغيرة ، خرجت إلى غرفة الجلوس ، كان الجميع في غرفة جونغ كوك ، شبكت الكميرا بالتلفاز و بدأت اشاهد  الفيديو ...

رأيت وجهي و انا اقوم بتعديل وضعية الكاميرا على الطاولة ثم ابتعدت عن العدسة و خرجت من الغرفة قليلاً .. بقيت الغرفة خالية من أي شي غريب لدقيقة كاملة ، رأيت نفسي و انا اعاود الدخول إلى الغرفة و انا اتمطمط و أتظاهر بالإرهاق : آآآآش كم انا مرهق !

رأيت نفسي استلقي على السرير دون ان اغطي نفسي ثم استقرت حركتي على السرير كأنني نمت ..

امسكت جهاز التحكم و بدأت بتسريع حركة الفيديو لأنه طويل جداً ...

فجأة بدأت الاحظ شيئاً غريباً ! شيء ما يتحرك !!

اوقفت تسريع الفيديو و ارجعته قليلاً للوراء ثم ضغطت زر التشغيل .. ضيقت عينيّ و انا احدق في الشاشة ..

ها أنا ذا نائم .. لا شيء غير عادي ..

فجأة رأيت غمامة بيضاء تشبه الدخان تتحرك في الغرفة !!

شهقت بصوت مرتفع و انا اعيد تلك اللقطة ..

ها هي ذا .. غمامة بيضاء تمشي في الغرفة .. تتحرك يميناً و يساراً ثم تقترب مني .. ثم تمشي إلى الطرف الآخر من الغرفة حيث لا تظهر على الكميرا ..

استمريت بالتحديق في الشاشة و قلبي يخفق بعنف ..

قمت بتسريع حركة الفيديو من جديد و ماهي بضعة ثوان حتى بدأ شيء على طرف السرير يتحرك!! ضغطت زر التشغيل و بدأت اتمعن في الشاشة ...

رأيت البطانية تنتفض بهدوء .. ثم تنتفض اكثر و تتحرك لتزحف ببطء على جسمي كأن احدهم يسحبها عليّ !!

بدأت اتنفس بسرعه و اصابعي ترتجف حتى سقط جهاز التحكم على الأرض !!

ما هي بضعة ثوانٍ حتى كانت البطانية تغطيني ... هذا صحيح .. كيف لم انتبه .. يالغبائي !! حين استيقظت كانت البطانية تغطيني !! لهذا لم أشعر بشيء مختلف ، لأنني معتاد على ان اغطي نفسي بالبطانية !!

اذن هذا صحيح ... يوجد شيء غير طبيعي هنا !!

انا بصوت مرتفع : يا شبااااااااااااااااب !!!

جاؤوا جميعاً إلى غرفة الجلوس و عرضت لهم مقطع الفيديو !

اريتهم تلك الغمامة البيضاء التي تتجول في الغرفة ، أريتهم البطانية و هي تنتفض ثم تزحف على جسمي بهدوء حتى غطتني تماماً !!

ذهلوا جميعاً و هم يتفرجون على الفيديو و يعيدون المقطين ...

شوقا : يا إلهي ...

جونغ كوك : ارأيتم !؟ قلت لكم انني لست مجنوناً !!

جيمين : نحن نتعامل مع شيء غير طبيعي هنا !!

راب مونستر : هذا بالتأكيد ليس سيسانغ ..

جونغ كوك : أخبرتكم !! انا اخبركم منذ أربعة اشهر !!!

"في" : لكي نحل هذه المشكلة يجب أن نعرف ما طبيعة الشيء الذي نتعامل معه !

جونغ كوك : انا اذكر كل شيء!

التفتنا جميعاً إليه و سأله جيهوب : ماذا تتذكر ؟!

جونغ كوك : حلم الليلة الماضية ! ألم اقل انني رأيت كل شيء ؟!

انا : اذن تكلم !

جونغ كوك : أعتقد اننا نتعامل مع شبح ...

لم يعلق أحد ، تركناه لكي يتحدث كما يشاء ..

تابع جونغ كوك : لا اعرف اسمه .. لكنه كان شاباً صغيراً !... كان قائداً لفرقة!

راب مونستر : بدأت اخاف ...

تابع جونغ كوك : لقد رأيته اليوم بالقرب من النافذة بشكل أوضح من ذي قبل مليون مرة! و لهذا صرخت! كنت دائماً أرى غمامة بيضاء تشبه تلك التي في الفيديو و لكن غمامة بشكل شخص .. اليوم فقط رأيته ملامحه !

"في" : كيف يبدو !؟

اجاب جونغ كوك : ان بطول جيهوب هيونغ تقريباً .. له شعر بني غامق و بشرته بيضاء مثل شوقا هيونغ !

انا : و ما حكايته !؟ لم هو هنا ؟!

اجاب جونغ كوك : كان قائداً لفرقة قديمة ، بدا مريضاً واهناً شاحباً و هو يعبر الشارع ثم دهسته سيارة و توفي!

جيمين : يا إلهي !

جونغ كوك:  و لكنه قائد من صميم قلبه ! لذا عاد بصورة شبح لكي يرعى أعضاء فرقته و ينتقم من رئيس الشركة الذي يعذبهم و تسبب في موته و لكن يفاجأ بأن اعضاء فرقته قد اختفوا  لان الفرقة تشتتت بعد وفاته  و يبقى شبحه في سكن فرقته السابق في انتظار عودتهم..

ثم التفت إلينا و قال : و هذا المكان هو سكن فرقته !!

شهق جيهوب و بدأت انا التفت حولي و قلت له : هل حقاً رأيت كل ذلك ؟!

جونغ كوك : اقسم !

راب مونستر : أهذا كل شيء ؟!

جونغ كوك : لا .. بعد مرور سنوات و ذلك القائد ينتظر فرقته .. ظهرنا نحن مما فاجأه .. لقد تضايق من وجودنا لأننا لسنا فرقته و لهذا كان يستمر بإزعاجنا و إخافتنا و تكسير الكؤوس و الأشياء! كان يريدنا ان نخرج لان هذا المكان ينتمي إلى فرقته .. ، و لكن في ذلك اليوم قبل شهرين حين تدربنا معاً على الغناء و تحدثنا عن جدولنا و البومنا .. اكتشف اننا فرقة مثلهم تماماً !

انا : كم هذا غريب ...

جونغ كوك : على أي حال ... توقف عن ازعاجنا منذ ذلك الحين .. و لكن عاد بعد شهرين و لكن هذه المرة .. أخذ يعتني بنا ! لأننا نشبه فرقته كثيراً !

راب مونستر : لقد كنت أشاهد الأشباح في الأفلام ، غالباً ما يكونون موجودين لأن هناك شيئاً ما حدث في حياتهم يؤرق راحتهم و لن يستريحوا و يختفوا حتى تُحل تلك المشكلة ..

جونغ كوك : كيونام يعاني من مشكلة ما .. لست واثقاً ما هي .. و لكن يجب ان نعرف!