شبح ؟؟

القائد المنسي

في أحد الأيام اضطررنا إلى إلغاء جدولنا بسبب سوء الاحوال الجوية ، لقد كان هنالك منخفض جوي حاد و كانت الأمطار تهطل بغزارة و الرياح تعصف بقوة حتى شعرنا انها سوف تقتلع الأشجار التي على جوانب الطريق .

الساعة الحادية عشرة صباحاً ، كانت السماء مبلدة بالغيوم الرمادية التي تهطل مطراً غزيراً ، اجتمعنا نحن السبعة في غرفة الجلوس و جلسنا على الأرض بالقرب من المدفأة نتحدث .

شوقا : من حسن الحظ ان جدولنا اليوم قد تم إلغاؤه!

جونغ كوك : لماذا ؟ بسبب الجو ؟؟

شوقا : لا ، بل لأنني اشعر بأننا لم أتدرب كفاية !

راب مونستر : حسناً إذن بدلاً من الجلوس في انتظار توقف العاصفة لم لا نتدرب قليلاً ؟!

انا : حسناً إذن ..

و هكذا بدأنا نغني سوية و نتدرب و نتناقش حول ألبومنا و ما إلى ذلك ..

فجأة هبت نسمة باردة من النافذة ذات الستائر البيضاء و اقشعر بدني من البرودة المفجأة و قلت : ليغلق أحدكم النافذة الجو بارد !

ما ان نهض جيمين لإغلاق النافذة فوجئنا بها تغلق بقوة بمفردها !

حدقنا جميعاً في النافذة بذهول ... لقد اغلقت النافذة ...

راب مونستر : هل رأيتم ما رأيت ...

"في" : ان كنت تقصد انك رأيت ما قد رأيته انا ..

جيمين : هل اغلقت النافذة لوحدها للتو ؟!

جونغ كوك : هو اغلقها ...

التفتنا إليه جميعاً و سأله جيهوب : من !؟

جونغ كوك : الشخص ..

جيهوب : عدنا للهلوسة !

جونغ كوك أنا لست اهلوس !! لقد رأيته منذ قليل ! لقد اغلقها !

شوقا و هو يضع يده على جبين جونغ كوك : لا أحد هنا سوانا .

جونغ كوك و هو يزيح يد شوقا عن رأسه بهدوء : غير صحيح ..

على مر الأيام المقبلة لم يكن أي شيء يحدث في السكن ! اختفت الأصوات و اختفت الحركات و لم تعد النوافذ و الأبواب تفتح و تغلق بمفردها كالسابق و لا الكؤوس تنكسر و جونغ كوك لا يرى أي شخص و كل شيء طبيعي!

و قد دامت تلك الحال طويلاً .. شهران كاملان !

في أحد الأيام الساعة التاسعة مساء عدنا أنا و جونغ كوك و جيهوب من جدولنا و لم يكن هناك أحد سوانا فالبقية ما زالوا في جدولهم ..

استلقى جيهوب على الأريكة مرهقاً و قال : آآآآش ... كم أنا متعب !

دخل جونغ كوك إلى المطبخ و فتح الثلاجة و ادخل رأسه فيها و يقول : جين هيونغ ، هل يوجد لدينا خس ؟! اريد بعض البولغوغي!

سمعت جيهوب من خارج المطبخ : كل شيء إلا البولغوغي أرجوك !!

انا : ربما لدينا ، تفقد الأدراج في أسفل الثلاجة ، ذهبت إلى غرفة النوم لأبدل ملابسي ، ارتديت ملابس النوم المريحة و خرجت إلى غرفة الجلوس حيث كان جيهوب قد غفا على الأريكة بالفعل !

انا : جونغ كووووك ، هل ما زلت في المطبخ ؟!

سمعت صوت جونغ كوك قادماً من المطبخ : أجل هيونغ تعال .

دخلت إلى المطبخ لأجده يأكل شيئاً ما ..

انا : ما هذا ؟!

صمت جونغ كوك و حدق في صحنه ثم قال : بصراحة لا أعرف !!

اخذت اضحك : أيها الولد المسكين !! تأكل شيئاً بارداً لا تعرف حتى ما هو !؟ اشعر بأنك ولد متشرد!

جونغ كوك : هيي ! هيونغ !

ازددت ضحكاً : حسناً حسناً سوف أعد لك شيئاً ساخناً لكي تأكله .

جونغ كوك : أجللل ! هيونغ هو الأفضل !

اخرجت صلصة البندورة من خزانة الطعام ثم أعطيتها لجونغ كوك : هل يمكنك أن تفتحها ريثما أنادي جيهوب ؟

جونغ كوك : لا عليك! ^^

خرجت إلى غرفة الجلوس لكي أوقظ جيهوب ، كان ما يزال مستلقياً على الأريكة و لكن .. كان هناك بطانية تغطيه ... انا لا أذكر انني غطيته .. لا أذكر ان جونغ كوك خرج من المطبخ .. و لا أذكر انه نهض و غطى نفسه !!

حاولت تجاهل خوفي و اقتربت منه بهدوء ، هززته برفق من كتفه : هوبي .. هوبي .. جيهوب ..

بدأ يفتح عينيه ببطء و قال بصوت ناعس : ماذا هناك ؟؟

انا : نريد ان نتعشى انا و جونغ كوك انهض و كل معنا.

جيهوب :لست جائعاً ..

انا : حسناً إذن بدل ملابسك و اذهب لتنام في غرفتك ..

اومأ ايجاباً ثم بدأ ينهض ببطء .. لفت انتباهي البطانية التي كانت تغطيه ..

سألته : هوبي .. هل .. أنت جلبت هذه البطانية ؟؟

نظر جيهوب إلى البطانية ثم تحسسها و قال : ألم يكن أنت ؟!

اجبته : لا ...

جيهوب و هو ينهض عن الأريكة و يطوي البطانية : اذن فهو جونغ كوك ..

لم أقل شيئاً و لكنني بقيت مذهولاً .. جيهوب لم ينهض و لم يجلب البطانية .. انا لم أجلبها .. و جونغ كوك كان في المطبخ منذ وصلنا ... يبدو ان ذلك "الشخص" الذي تحدث عنه جونغ كوك قد عاد ...

منذ ذلك الحين عادت الأشياء الغريبة للحدوث ! أشياء تظهر و تختفي و لكن هذه المرة لا يوجد أشياء تتكسر ! على العكس ! كانت أشياء جيدة تحدث لنا ، كما حصل سابقاً مع جيهوب حين غفا و وجدنا بطانية تغطيه من اللامكان ! كانت اشياء جيدة مشابهة تحدث لكل الأعضاء !

انا مثلاً ، استيقظ في كل ليلة لكي اشرب الماء و لكن الآن حين استيقظ أجد كوب الماء بجانب سريري و حين اسأل الأعضاء من جلبه الجميع ينكرون انهم جلبوه ! الكأس لا تمشي وحدها صحيح؟!

في أحد الأيام كنت لوحدي في السكن ، كنت قد استيقظت متعباً في الصباح شاحب الوجه واهناً فسمح لي مدير أعمالنا بالبقاء في البيت لأستريح فجلست في غرفة الجلوس أفكر في سر هذه الأشياء الغريبة التي تحدث منذ أشهر و خطرت على بالي نظريتان ..

الأولى : أن تكون هناك سيسانغ تراقبنا و تستطيع بشكل ما التسلل إلى السكن .

الثانية : ان يكون هناك شبح ! ( بالطبع لم أكن مقتنعاً تماماً بهذه النظرية و لكن لم يخطر في بالي شي آخر ! بالإضافة إلى أن جونغ كوك يدعي رؤية "شخص" في السكن منذ أشهر!"

(ملاحظة : السيسانغ هم معجبون مهووسون يتسببون احياناً بأذية الآيدولز من شدة هوسهم الذي قد يصل إلى درجة ملاحقتهم في السيارات ، التسلل إلى السكن ، تركيب كميرات مراقبة في غرفهم الفندقية أو سياراتهم أو حتى في الهدايا التي يعطونها لهم )

سواء كان هناك سيسانغ  او كان هناك "شبح" كما توحي لي مخيلتي ، خطرت في بالي خطة لأنفذها ، لم أكن واثقاً من انها ستنجح و لكنها بدت لي السبيل الوحيد لمعرفة ما يجري هنا !

مؤخراً كان ما يحصل لنا أشياء جيدة كأن هنالك من يعتني بنا أو ما شابه ، قررت ان اتظاهر بالنوم و الإرهاق الشديد و اترك كاميرا فيديو في الغرفة لتصور ما يجري و سنرى ماذا يحدث !

لدي السكن كله لنفسي طوال اليوم ، لو أن جونغ كوك هنا لمساعدتي ، أغلب الأشياء الغريبة تحدث له !

وضعت كاميرة الفيديو على طاولة صغيرة بالقرب من الباب وضغطت زر التشغيل و انبعث ضوء أحمر صغير من فتحة دائرية صغيرة بالكميرا للإشارة على أن التسجيل جاءٍ ، عدلت وضعية الكاميرا مرة اخيرة ثم تثائبت و توجهت إلى الفراش و قلت بصوت مسموع متعمداً : آآآش .. كم أنا مرهق !

ثم استلقيت على السرير و أغمضت عيني لكي أتظاهر بالنوم دون ان اغطي نفسي و دون أن اجلب كوب ماء بجانبي كالعادة ( باختصار تركت نفسي مهملاً ! )

أمضيت حوالي نصف ساعة في نفس الوضعية و لكن لم يحدث شيء ... لكنني كنت صبوراً جداً .. استمريت في محاولة التظاهر بالنوم حتى غفوت بالفعل ..

.....

" هيونغ ... هيونغ .. جين هيووووونغ! "

فتحت عينيّ بتثاقل لأجد جيهوب فوق راسي !

انا : هوبي ؟! ماذا تفعل هنا ؟!

جيهوب : لقد عدنا للتو من الجدول .

نهضت من السرير و ابعدت البطانية عن نفسي و ألقيت نظرة على الساعة التي بجانب السرير .. انها السادسة مساء .. ياه لقد نمت فعلاً ! كم مر من الوقت !؟ حوالي 4 ساعات منذ نمت ! يا إلهي لن استطيع النوم الليلة !

جيهوب : كيف كان اليوم بدوننا ؟!

انا : مملاً !

جيهوب : هل تشعر بانك أفضل الآن ؟ بدوت مرهقاً صباح اليوم!

اجبته : أجل انا افضل الآن .

جيهوب : هيونغ لقد نسيت كميرا الفيديو تعمل!

انا :  لا عليك اطفئها ..

لسبب ما نسيت تماماً امر تجربتي الغريبة و لم اكن مهتماً بمعرفة النتيجة .. لم اشعر بأي شيء مختلف!

جيهوب : لماذا شغلتها على أي حال ؟!

انا : كنت اريد تصوير فيديو جديد للمعجبين و لكنني كنت مرهقاً قليلاً و غفوت !

وجه جيهوب الكاميرة نحو وجهه و بدأ بعمل حركات مضحكة بوجهه !

انا : يااه .. ستخيف المعجبين بوجهك هذا !

جيهوب : كلا انا وسيم !

في ليلة ذلك اليوم ، كانت الساعة 11 مساء ، بسبب نومي لأربعة ساعات متواصلة من البديهي أن اكون عاجزاً عن النوم كلياً ! كنت أتقلب في السرير و أشعر بالحر ، ابعدت البطانية عن نفسي و حدقت في السقف لبعض الوقت ، نهضت من الفراش و ذهبت إلى المطبخ ، كان الجميع نائمين و كان البيت معتماً و الأنوار مطفأة ، اضأت نور المطبخ و خطوت إلى الداخل و صبيت لنفسي كوباً من الحليب ثم جلست على احد الكراسي حول طاولة الطعام و بدأت اقرأ رسائل المعجبين على الفان كافيه و ارتشف من كأس الحليب ..

"اااااه" ... سمعت صوتاً واهناً .. "ممم آآآآآه!! "

بدأ قلبي يخفق بقوة  .. وضعت هاتفي جانباً و نهضت بهدوء عن الطاولة و بدأت الحق مصدر الصوت .. ألتقطت مغرفة الطعام كسلاح في حال كان هناك شيء ما ...

كنت خائفاً جداً و انا اتجول وحدي في ظلام السكن ، حاولت ان ابدو قوياً و لكن خرج صوتي مرتعشاً رغماً عني : " يااه ! من هناك !؟ "

تكرر الصوت " آآآآآآآآآههه.... نااااااا " بدا كأنه صوت شخص يتألم ... مهلاً .. هذا الصوت ! انه ..

القيت المغرفة أرضاً و ركضت نحو غرفة جيمين و في و جونغ كوك و فتحت الباب بقوة لأجد "في" و جيمين نائمين و لكن جونغ كوك كان يتلوى في فراشة و يطلق ذلك الصوت الواهن المتألم!

اتجهت انحوه و بدأت اهزه في محاولة لإيقاظه : جونغ كوك !! جونغ كوك !!

كان جسمه ساخناً يرتعش و يتعرق و تحول وجهه إلى اللون الأصفر و عقد حاجبيه و يتلوى بألم و يصرخ بصوت واهن : "آآآآآآآآآه!!"

رفعت صوتي أكثر : جونغ كوك !!!! ياااه !! جونغ كوك استيقظ !!!! "

سمعت جيمين :" ماذا يجري ؟!" و "في" كان قد استيقظ و بدأ ينظر إلى جونغ كوك خائفاً بصمت!

صرختُ فجأة : جونغ كووووووووك !!!

فتح جونغ كوك عينيه بقوة و حملق في السقف و هو يلهث بسرعة و ما زال يرتعش !

انا : جونغ كوك !! هل أنت بـ .....

فجأة اطلق جونغ كوك صرخة هائلة : اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه !!!!

اقتحم بقية الأعضاء الغر فة بقوة !!

راب مونستر : ماذا يجري ؟!!!!

شوقا : جونغ كوك !!!

كان جونغ كوك ما يزال يلهث بسرعه و عيناه قد تجمعت فيهما بعض الدموع و كان يتعرق بشدة و وجهه شاحب شحوب الموتى و شفتاه ترتجفان ، كان شكله مخيفاً جداً !!

التف جميع الأعضاء حوله و كان جيهوب يتحسس حرارته و الجميع يحيطونه بالأسئلة .

انا : ابتعدوا قليلاً يجب ان يتنفس !

ابعدت عنه البطانية و بدت أهويه بمجلة وجدتها ملقاة بالقرب من سريره .

ساعده "في" على الجلوس معتدلاً على السرير ثم أخذ يدلك كتفيه برفق .

ربت شوقا على كتف جونغ كوك : هل أنت بخير ؟؟

جونغ كوك بصوت مرتعش : رأيته ...

انا : مجدداً ؟!

اومأ جونغ كوك و شفتاه ترتجفان : لقد رأيته ... هيونغ لقد رأيته ! .. لقد رأيت كل شيء هيونغ كل شيء ! لقد .... لقد ...

بدأ يتلعثم في الكلام كأن عقدة قد عُقدت في لسانه ثم بدأ يبكي!

جلست على طرف الفراش و عانقته و قلت له : لا بأس .. لا بأس .. كل شيء بخير ، لا تخف نحن هنا!

أخذت اربت على ظهره و شعرت به يرتعش و كان جسمه بارداً ..

كنت خائفاً عليه جداً .. ماذا يجري له ؟! لماذا هو بالذات !؟ لم كل هذا الخوف !؟ مالذي يراه!؟ مالذي يرعبه إلى هذا الحد ؟!

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
BTS_Hyouna #1
مرحبا أوني

قرأت روايتك كاملة

لقد أحببتها حقا

لقد وقعت في غرامها

أحببت أن يقرأها الجميع في واتباد

هل لي بنسخه إلى هناك؟

وأرجع الحقوق لك بالكامل
MySorodoDado #2
انت افضل كاتبة بالنسبة لي الى الان
ماشاء الله رواياتك فريدة من نوعها
JiminLover20 #3
أوني ، روايتك جداً مذهلــــة ، حبيتها ، تسلموا يديكِ
ويا ريت تكتبي قصة رومانسية تانيه لجيمين ^^
فايتنغ ~
LaMimi
#4
Chapter 12: Wow I love it so muchhhhhh
halahamza #5
Chapter 12: بتخوف شوي 3: بس حلوة كتيير
Fighting :D