” ان والدتي مسافرة بالفعل .. وحدها فقط دون والدي ودون أي منا .. وهي لن تعود ابدا .. “
قال دونغهي بالم كبير والدموع في عينيه ذات اللون البني الداكن كلون الشوكولا تهدد بالنزول
تجمعت اسئلة كثيرة في عقل كيوهيون وهو يسمع مثل هذا الكلام فقال وهو يرفع احد حاجبيه في فضول
وقد سحبه من كتنفيه نحوه بسرعة واهتمام وهو يهزه
” مالذي تعنيه يافتى .. ؟ اتقصد انها  قد هجرتكم وغادرت البيت بلا رجعة .. “
وافق دونغهي على كلامه بايماءة وقد منعته الغصة عن الحديث

وادرك جيدا ان كيوهيون قد اساء فهم موقف والدته
لذلك اراد ان يصحح له سوء الفهم الذي كونه عنها كيوهيون

فقال وصوته يرتجف بشدة و الاضطراب يملا قلبه
حتى اخذ في البكاء وعانق الشخص الواقف امامه في حركة لا ارادية صدرت منه بقوة
” هذا صحيح لقد هجرتنا امي تماما ولكن هذا لم يكن بارادتها ان الظروف قد كانت اكبر منا ومنها ..
انها قد وافتها المنية منذ فترة ليست بالطويلة جدا بالنسبة لنا .. ولكنني مع ذلك انا احب ان افكر فيها
على انها قد كانت ملاكا وغابت عن مكانها الاصلي لفترة طويلة لذلك قد استرجعها المولى لتعود للعيش في الجنة
كما كان مقدرا لها .. “
فتح كيوهيون عينيه في تفاجا للخبر الحزين الذي سمعه للتو وادرك انه ليس الشخص الوحيد الذي يعاني من نفس تلك الجروح
لذلك فهو قد بادل دونغهي العناق  وربت على ظهره بلطف
” انا اسف جدا لهذا .. اعتذر انني سالتك مثل هذا السؤال المزعج ” خاطبه كيوهيون بنبرة اقرب الى الهمس
بعدما هدا دونغهي ابتعد عن حضن كيوهيون المريح مع بعض الاحمرار على  خديه وحرك راسه مستطردا
” لا .. لا عليك .. انا بخير فلا داعي للقلق علي .. ” علق دونغهي بينما اخذ يمسح في دموعه المتمركزة على جانبي انفه
رسم ابتسامة على وجهه قبل ان يقول ممازحا لكيوهيون
” ارايك اخبرتك ان لكل الناس لحظات يذرفون فيها الدموع .. تشبه لحظاتك تماما .. فهاقد اصبح لديك ممسك علي انا ايضا “
حدق فيه كيوهيون لبضعة ثوان قبل ان يدير راسه للجانب واطلق ضحكة خفيفة ولطيفة
بينت سحر موقفه ذاك واجابه بعد ان اعاد توجيه بصره نحو ذاك الاخير
” انت بالفعل شيء اخر .. انك شخص غريب اطوار مع كل ثانية تمر يتغير فيه مزاجك الف مرة .. “
فتح دونغهي عيناه على اخرهما وهو يسمع كلام كيوهيون المحير هذا فرسم ابتسامة  وقرر ان يمزح معه قليلا
فرفع بصره نحو السقف بعد ان غير زاوية واجهه للاعلى
” لماذا تقول ذلك .. ؟ الانك تريد ان تكون صديقي .. ؟ ” صرح بنبرة ظريفة
علت نظرة غريبة وجه كيوهيون وفي لحظة مفاجئة  تغير ملامحه الى تكشيرة ظريفة زادته وسامة ليقول ممازحا هو الاخر ” ليس كما لو انه ينقصني اصدقاء مثلك  .. مجانين  ..  فانا لدي ما يكفي منهم “قلد دونغهي تعبيرات كيوهيون ونبرته في الحديث بصوت طفولي مرح يذيب القلوب “  ومن قال انني قد اقبل صداقة شخص مثلك  .. ” بدا بعض الغضب اللطيف على وجه كيوهيون من بعد ما سمعه ” مالذي تقصده بشخص مثلي .. ؟ ” قال بنبرة طفولية منزعجة
وضع دونغهي سبابته على شفته السفلى واخذ يتظاهر بالتفكير وهو يعاين كيوهيون الذي وقف في مكانه بانزعاج ينتظر اجابته من راسه حتى اخمص قدميهثم فتح شفتيه ليخرج بعض الكلمات منهما وقد كانت هذه غلطته الكبرى اللطيفة ” انك شخص بارد وعنيد يتظاهر بالقوة ظاهريا بينما هو مجرد طفل في داخله ويرافق مجموعة من الاشخاص المجانين
ولا يريد صداقة اشخاص رائعين مثلي .. مارايك بهذا كاجابة لسؤالك .. ؟ “
علت علامات دهشة خفيفة وجه المستمع اليه الذي سرعان ما ابتسم بخبث ادرك دونغهي ماهية ابتسامته تلك فانطلق نحو الخارج بسرعة متخطيا اياه بينما كيوهيون انطلق خلفه يطارده بمرح” اقلت انني اتظاهر بالقوة و طفل من الداخل .. ؟ هاااه .. ؟ تعال الى هنا .. تعال الي وساريك من هو المتظاهر و الطفل بيننا .. “
هتف كيوهيون بانزعاج طفولي وابتسامة عذبة مرسومة على شفتيه  في دونغهي الذي هرب منه وهو يضحك في استمتاع بالموقف فبديا كطفلين في الحضانة يلاعبان بعضهما في سعادة ….
.. .. .. .. .. .. .. ..
كانت امبر والرفاق الاربعة يسيرون في الشارع وهم يتبادلون اطرف الحديث بسعادة

وهم يحبكون السيناريوهات المضحكة عن مايحدث بين كيوهيون ودونغهي ويضحكون بجنون عليها

” اتظنون انهما قد قتلا بعضهما البعض في الدقائق الماضية .. ؟ ” سال هيتشول ممازحا بنية اضحاكهم
توقفوا جميعا عن المشي فجاة واخذوا ينظرون ناحية بعضهم البعض في امكانية حدوث ما اشار اليه رفيقهم

واخذوا يتخيلون الامر وقد اصفرت وازرقت وتغيرت الوان وجوههم .. لكنهم سرعان ما حركوا رؤوسهم في ان واحد رفضا للفكرة
وقد انفجروا ضاحكين عليها وكل منهم ينفي في عقله امكانية حدوث شيء كهذا .. ثم اكملوا سيرهم في هدوء عم الارجاء في ثوان عديدة
” الم يكن هنالك اي شيء غريب او غير اعتيادي في صوت شقيقك عندما كلمته سابقا .. ؟ “

وجهت امبر نظرها نحو قائل هذه العبا