" غايري أوولف! نيغا أوولف ! أووووووو~ سارانغهيو! "

انها اغنية (وولف) لفرقتي المفضلة إكسو! انهم رائعون بالفعل ! لقد كنت أستمع لهذه الاغنية في الصف واضعة السماعات في اذني و كنت أيضاً ارسم بعض الرسومات العشوائية بداعي الملل! .. ذئاب .. و كائنات غريبة كان من المفترض أن تكون أعضاء إكسو الإثني عشر و لكن مهاراتي في الرسم اسوأ من مهارات كريس !!

في تلك الأثناء دخلت المعلمة إلى الصف و لم انتبه إليها مطلقاً !

وقف الطلاب جميعاً يحيونها " انيوهاسيو~ " و أنا كنت ما زلت جالسة على الكرسي أغني بصوت خافت أغنية وولف ! المحرج جداً هو غنائي لمقطع " أووووووووووووو!! " بصوت واضح!!!

عقدت المعلمة ذراعيها و هي تحملق فيّ بنظرات تشبه نظرات الذئاب المتوحشة و التفت إلي كل الطلاب و أنا جالسة لا أشعر بشيء ! ... بعد قليل شعرت بشيء غريب! أين أصوات الطلاب؟!! رفعت رأسي بهدوء لأجد الجميع واقفين و المعلمة تقف أمام اللوح و تحدق فيّ كأنها على وشك أكلي و أنا على قيد الحياة !!

اتسعت عيناي بدهشة فأطفأت الموسيقى بسرعة و ألقيت السماعات جانباً و وقفت بسرعة و كان الجميع يحملقون بي !

المعلمه : أنت !! أجل أنت !! سوبر جونيور! قفي على الحائط أنت معاقبه و لا تعودي للعواء في الصف من جديد و الا أقسم أنني سأرسلك الى طبيب المدرسه النفسي !!!

زميلي في الصف : لا لا انها لا تستمع لسوبر جونيور! انهم ....... !

المعلمة : و من قال أنني اكترث !! اجلس أنت الآخر !

جلس جميع الطلاب بهدوء و جلست أنا أيضاً ...

استدارت المعلمة لتكتب عنوان الدرس على اللوح ثم التفتت إلي من جديد و قالت : ما كان اسمك ؟

اجبتها : أ .. أكاسيا ..

أشارت المعلمة إلى الحائط قرب اللوح و قالت : أذكر أنني طلبت منك الوقوف هنا يا آنسة!

نهضت من مقعدي بحرج شديد و وقفت بهدوء قرب اللوح و عيناي في الأرض ..

المعلمة : و أنت معاقبة ! لديك واجب منزلي مخصوص !

أخذت اكلم نفسي في رأسي : أجل .. و انتِ أيضاً لديك عقاب مخصوص في رأسي !!

تابعت المعلمة : عليكِ ان ... تعدي لي تقريراً مفصلاً بحذافيره عن أي أسطوره تاريخية بما أنني معلمة مادة التاريخ!

التفت إلى المعلمة و نظرة تعلو وجهي ، كانت تلك النظرة كأنني أقول ( ماذا ؟!!! 0_0 )

تابعت المعلمة : و كلما كانت الاسطورة أكثر غموضاً و إثارة للإهتمام .. سأرفع لك علامتك! معكِ شهر واحد فقط !

اومأت برأسي بهدوء متظاهرة بالأدب : حاضر يا آنسة!

ليتكم ترون حلبة المصارعة الفاخرة التي في دماغي الآن !!

دينغ دينغ !! النزال الحاسم بين المعلمة كيم و الطالبة العظيمة أكاسيا !!

واجب منزلي عن الأساطير هاه ؟؟؟ ... ممتع ! ممتع للغاية !! -_____-

بعد نهاية الدوام، كنت انا و صديقتي المفضلة " يوكي " نسير في الممر في الطريق إلى المكتبة ، علي البحث عن مرجع ما لواجبي العظيم !!

" .... يا لها من انسانة متعجرفة شريرة قرصانة متوحشة عنكبوتة مستفزة أنانية !!! " (أقصد الاستاذة كيم!)

يوكي : اهدأي يا عزيزتي ! لست أول شخص يعاقب في التاريخ !

أجبتها : أعرف ! و لكنك تعرفين جيداً أنني لا أفقه أي شيء في الأساطير و هذه الأشياء الغريبة!!

وصلنا أمام باب المكتبة فتوقفنا و قالت لي يوكي : انه مجرد واجب منزلي! لا داعي للقلق ، حسناً يا عزيزتي يجب أن أعود إلى المنزل الآن ، تعرفين والدي !

أنا : أجل .. انهما مرعبان حين تتأخرين دقيقة !

يوكي : حسناً ، بالتوفيق في واجبك العجيب ! أراكِ لاحقاً !

غادرت يوكي و تركتي وحدي مع معاناتي الوقورة !

فتحت باب المكتبة بهدوء لأجدها شبه فارغه مع بعض الطلاب مهاويس الدراسة !

وجدت حقيبتي على أحد الكراسي و أخذت أتجول بين رفوف المكتبة في قسم الأساطير .. أخذت أمرر أصبعي على الكتب واحداُ واحداُ كالبيانو و أنا أقرأ عناوينها ...

" الحوريات " .. " الأقزام في عالم القصص الخيالية " ... " القنطور" .... " ماذا تعرف عن باراك أوباما " ..... ماذا ؟!!! 0___0 أوه ! انه في القسم الخطأ !!

" طاخ " ! سمعت صوت ارتطام ... نظرت إلى الأسفل لأجد أنني اوقعت كتاباً عن طريق الخطأ ، انحنيت و امسكت الكتاب ثم نظرت إلى عنوانه ...

" لـــعــــنــــــة الـــــذئـــــب "

ما هذه !؟ لم أسمع بها في حياتي ، كان غلاف الكتاب أسود جلدياً لامعاً و كان شكله مختلفاً عن بقية الكتب ..

قلبت الكتاب قليلاً بين يدي ثم فتحت الصفحة الأولى .. لعله يكون مناسباً لواجبي المنزلي ..

أخذت امرر عيني على السطور .. ما هذه الكلمات الغريبة ؟!!

قرأت بضع عبارات غير مفهومة إطلاقاً و كأنها بلغة لا تنتمي إلى هذا الكوكب أصلاً !

" مياكاتا باروكا بالوسهاندا موراج ...." !!!!!! و كثير من الأشياء تشبهها !

بعد قراءة تلك العبارات رأيت عبارة مفهومة تحتها أخيراً

" بعد قراءة هذه التعويذة انت الآن مصاب بلعنة الذئب ! "

اتسعت عيناي و قلت بصوت خافت : لعنة الذئب ؟!

مرت لحظة من الصمت و أنا أتبادل النظرات مع تلك العبارة قبل أن اطلق ضحكة مكبوتة ! قلبت الصفحة و أنا أحاول كتم ضحكتي ! كيف يعقل أن ترعبني عبارة في كتاب لا معنى له؟! جلست على الطاولة في المكتبة و أخذت اتصفح هذا الكتاب العجيب ..

فجأة سمعت شخصاً يقول لي : أوه ! المعذرة ؟

التفت لأجد شاباً طويلاً عادياً من طلاب المدرسة ينظر إلي نظرة تعجب و يقول لي : آسف لإزعاجك و لكن عدسات عينيك رائعة بالفعل !

أنا : هاه !؟ أي عدسات ؟!

الفتى : لقد رأيتهما من بعيد و كانتا تكادان تضيئان ! و الآن حين اقتربت انهما صفراوان!

ضيقت عيني بتعجب ! اغلقت الكتاب و أخرجت مرآة صغيرة من جيبي و أنا أقول له : ماذا تعني بأن عينيّ .... آآآآآآآآآه !!!!

رأيت عينيّ في المرآة و كانتا بالفعل صفراوين كالذئاب !!

سقط فكي في دهشة و حملت بعيني الصفراوين في رعب .. !! لم تعد عيني زرقاوين كما كانتا ! ماذا يجري ؟!!

نظرت نحو الفتى و انا مرتعبة : كيف حصل هذا !!!

أجاب : لا أدري .......

تحول نظره إلى الكتاب على الطاولة أمامي فاتسعت عيناه بهلع و قال بصوت مرتفع : الكتاب!! هذا الكتاب !!!

حول نظره إلي و كادت عيناه تقفزان من محجريهما و هو يشير إلى الكتاب باصبعه و يقول بصوت مرتعش : اللعنة !! انت مصابة باللعنة !!

انا : أي لعنة !؟ عن ماذا تتكلم !؟؟؟

الفتى : لعنة الذئب !! إن لم تتصرفي قد تتحولين إلى ذئب تدريجياً و تصبحين ذئباً إلى الأبد!

صمتنا قليلاً و نحن نتبادل النظرات ....

الفتى : هل قرأت الصفحة الأولى ؟!!

اومأت برأسي بصمت ، ظهرت نظرة مرتعبة على وجه الفتى و هو يقول : هذا سيء ! سيء للغاية ! اعذريني !!

ثم ركض مبتعداً ! وقفت بسرعة و صرخت : مهلاً !! انتظر انا لا أفهم شيئاً !!

ولكن الفتى كان قد اختفى بالفعل ! لم يعد أمام ناظري و اختفى كلياً ... !

جلست على الكرسي من جديد و وضعت كلتا يديّ على رأسي الذي شعرت بأنه قد بدأ يدور! تبادلت النظرات مع مرآتي الصغيرة و الكتاب الأسود الذي يرقد على الطاولة و كأنه يحدق بي و يضحك ضحكة شريرة كأنما يقول " نلتُ منكِ يا أكاسيا ! نلت منك ! "

فتحت الكتاب من جديد و قلبي يخفق و أخذت أقلب الصفحات عشوائياً ، كل جملة اقرؤها كانت ترعبني ، أتاني شعور كالوسواس بأن كل جملة ستتسبب بتأثير ذئبي علي!

أولاً العيون .. و تهيأ لي انني لو قرأت شيئاً ما سيظهر لي ذيل ثم شعر على جسمي ثم سأتضخم و أشياء غريبة اخرى ! كنت مرتعبة بكل معنى الكلمة !

وقعت عيناي على شيء ما ...

" كيف تتخلص من لعنة الذئب ... "

هذه هي !!

أمسكت الكتاب بكلتا يدي و حملقت في السطور بتركيز ...

" للتخلص من لعنة الذئب هنالك عدة خطوات ..

أولاً ، لعنة الذئب لا يمكنها أن تعيش في جسد الطفل ، و هناك وصفة معينة لمسحوق إن أعددته سيعود جسمك طفلاً ... "

قرات بعدها تلك الوصفة الغريبة...

" مسحوق حبوب العدس .. ماء ساخن .. ثوم ... رشة سكر ... قطعة لحم  و حشرة ناموس ميتة "

هذا مقزز !!

بعدها قرأت الخطوات التالية ..

" ثانياً ، للعودة إلى الجسد الطبيعي و التخلص من اللعنة نهائياً ، يجب أن يقع في حبك شخص مستذئب "

مستذئب !!! و من أين سأجد شخصاً مستذئباً !!!!! أنا حتى لا أعتقد أن المستذئبين حقيقيون!! ما هذه الورطة التي أوقعت نفسي فيها !!

أغلقت الكتاب و غرقت في أفكاري ، قررت استعارة الكتاب من المكتبة فأخذته معي إلى المنزل و غادرت إلى المنزل ..

في المساء .. الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل ، كنت مستلقية على سريري في غرفتي ، كان جميع أفراد اسرتي نائمين و لا أحد غيري مستيقظ ..

نهضت من الفراش ، كنت عاجزة عن النوم تماماً ، مجرد فكرة ان عيوني تحولت للون الأصفر ترعبني !

قمت و جلست أمام مرآتي و حدقت في وجهي ... زوج من العيون الصفراء بدل من عيوني الزرقاء التي عشت بها طوال حياتي .. !

كيف لي أن أعود طبيعية بعد أن أصابتني لعنة الذئب هذه ؟! لا أريد أن أتحول إلى ذئب!!

ركضت إلى المطبخ فوراً مع الكتاب و بدأت أحضر مكونات تلك الوصفة !

تعلمون ؟! في ذلك الوقت كنت بالفعل كالموسوسة !

بدأت بتحضير كل الأشياء بسرعة .. حبوب العدس ، أمسكت كيساً كبيراً من حبوب العدس و أخرجت منه كمية بحجم قبضة اليد .. طحنتها كلها حتى أصبحت مسحوقاً !

قمت بتخسين بعض الماء و وضعت المسحوق فيه ، جلبت قطعة من اللحم و بعض السكر و وضعتهما في المزيج الغريب هذا ... حركتها كلها سوية ثم شعرت بشيء يطن حول رأسي ، ناموس ؟! هاه! صحيح !! لقد كتب في الوصفة أيضاً ... ناموسة ميتة !! يا إلهي هذا مقرف!! و لكنه سيقى أفضل من العيش كذئب لما تبقى من حياتي صحيح ؟!

أمسكت مضرب الذباب و ضربت فيه تلك الناموسة بقوة على الطاولة .. ها هي ذا .. ناموسة ميتة ... أمسكتها بالمنديل و ... و وضعتها في المزيج !!