Winter ||one shot

Description

تلك المديتة تبدو صاخبة في اللّيل ~
الناس يبدو كعقارب الساعة المسرعة ..
مصابيح النيون الساطعة ,
كأنها تبدو أبتسامة صغيرة حية 
كلماتي الكثيرة المزعجة . . .
أنا أنتظرك فقط حتى تعترقين بحبي :$
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تمشي وحدها بمفردها , في ذلك البرد القارس 
تتجه نحو عملها في المشفى 
بينما كانت تمشي ,دفنت يدها في جيوب بنطالها وأخفضت رأسها ,وهي تخترق الحشود في الطريق ,
وتتجاهل المارة الذي يمشون بجانبها كانوا يصدمون بها في خفة مع أكياس البضائع الباهظة التي تم شراؤها.
الأرض الرمادية القرمزية التي تمشي عليها كانت تومض بلمعان خفيف من المياه , 
بينما في السماء ,كانت الغيوم الرمادية الداكنة تهدد بقطع هدوء الطقس .
هبت رياح عاتية حامله معها القليل من زاخرات المطر , كان الجميع أولئك الناس يختبؤن تحت مظلتهم 
خائفين من أن تبلبلهم القليل من قطرات المطر القليلة , 
زاد هبوب تلك الرياح القوية , مما جعل تلك الرياح تلعب بشعرها الحريري وتصنع منه عقدًا من الفوضئ ,
حاولت تلك الفتاة أن ترتب شعرها للأسفل , وبحثت في جيوب معطفها عن أي دبابيس شعر تركتها عن طريق الخطأ فيه .
لكن , لم تجد شيئًا فيه , فرفعت قبعة معطفها الأسود وضعتها على رأسها , 
مما ساعدها على واجهة رياح الشتاء العابثة في شعرها .
رأت أنفاسها الساخنة تخرج على سحابة دخنيه رمادية , فقررت أنها بحاجة لكوب من القهوة الساخنة 
فتحت باب أقرب مقهى إلى طريقها , رن الجرس الذي فوق رأسها بانسجام إشارة لدخولها ,
خطت إلى صف الانتظار , أدارت نظرها على جنبات ذلك المقهى 
كان هناك مجموعة من الأصدقاء يضحكون بمرح 
, وهناك ثنائي لطيف يتحدثون برقة 
, وهناك صديقان يبدوا أنهم يعملون لمشروع للمدرسة 
حدقت نظراتها على الطاولة الأمامية في المقهى 
كان هناك فتى يقرئ كتاب بين يديه في تمعن شديد 
قطع قراءته وألتفت لها وأخذ ينظر في عينيها 
همست هي بلا شعور ” كيفين “
قطعت اتصال أعينهم عندما وصلت لمقدمة الصف 
طلبت قهوتها في كوبٍ ورقي لتحمه أثناء مشيها 
وبعد دفع ثمن الشراء , خطت خارجة من أجواء المقهى المريحة وعادت إلى العالم الخارجي البارد
شعرت بأحد ينقر من خلف ظهرها 
أدارت جسدها لتنظر من هو ذلك الشخص 
كان يرتدي جنيزًا و سترةً سوداء داكنة المفتوحةِ لتظهر قميصه الأبيض الذي يرتديه 
وشعره البني لمائل للون البندق جعل مظهره رائع ,
كان هو صديقها في المتشفى ( كيفين )
همس لها بلطف وهو يلوح بيده ” مرحبًا جونيل “
لم تعير له بال وأكملت طريقها نحو المشفى 
سمعت صدى خطواته وهو يمشي لي يستقر بجانبها .
قال لها بحنق ” جونيل ! “
ارتشفت هي كوب قهوتها لينتشر الدفء في جسمها ,
كانت تسمع أحاديثه الصاخبة كصوت هذا الشارع , كان يتحدث بكل مرح وسرور 
تجاهلت أحديث وأخذت تنظر لوجوه المارة .
عندما وصلوا لمكان عملهم ذلك المشفى الكبير , خطت لتتجه نحو غرفة الممرضين .
كان يتبعها كالملاحق لها , كانت معتادة لتصرفاته و ملاحقاته لها 
., لبست معطفها الأبيض وشبكت بطاقة أسمها على المعطف ,
خرجت من باب الغرفة لتجد كيفين لبس معطفه الأبيض النقي 
وهو يمد لها الكُورسان الدافئ والساخن 
أخذته وهمست ببرود ” شكرًا كيفين “
وقضمت من قضمة صغيرة 
ارتفعت شفتاه لتكون ابتسامة جميلة طغت على محياه 
عندما وصلت لقسم الطوارى قال له ذلك الطبيب 
” جونيل أفحصي الحرارة الدخلية لذلك المريض ” 
أومأت برأسها وتقدم لذلك الرجل المسن والكبير في العمر , وضعت مقياس الحرارة في فمه 
كان كيفين فوق رأسها ويحدث مع الرجل المسن كانا يتحدثون بكل أريحيه .
عندما أنتهت , قال لهم ذلك الطبيب وهو يتوجه نحو مريض أخر 
” جونيل وكيفين , أذهبا إلى أستقبال قسم الطوارى “
حركت هي رجلها , وتلك الأرضيه الباردة تجعل جسدها يقشعر 
جلست بأريحه على كرسي الأسود الجلدي , كانت تشعر بالصداع الشديد
و صديقها كفين يخدم المرضى القادمين إلى المشفى ,
كانت الأمطار تهطل بغزوره خارجًا , والدرجات الحرارة سوف تتدنى تحت الصفر 
أغلب من كانوا يأتو إلى المشفى , يعانون من الأنفلونزا بسب هذا الجو المتعب .
أغمضت عيناها لتخذ قسط من الراحة , تقدم له كيفن وهمس في أذنها برقة 
” جيو , هل تشعرين بالملل “
أدرت هي رأسها ونظرت له بنظرات متعبة وتمتمت بهدوء ” كيفن “
تقدم هو لها ووضع راحت يده على جبهتها الساخنة , كان جسمها يشتعل من الحرارة 
كانت تشعر بذلك الصداع الذي يحطم عروق رأسها 
همس له كيفين بتوتر ” جونيل أنك مصابة بالحمى ! “
أخرج من جيب معطف بعض من المُسكنات و كبسولات خافضة للحرارة 
أخذ حبة من المسكن وكبسولة واحد قرب يده لفمها .
أصابعه الناعمة لمست شفائها الكرزية , قرب علبة الماء لفمها 
لتستقر تلك الحبوب في معدتها 
قال لها و هو يسحب يدها الناعمة بهدوء 
” جونيل لا يجب أن تجلسي هنا , أنتي متعبه أذهبي لغرفة الممرضين “
قالت هي برأس صلب ” كيفن , لا أريد “
بعدها أغمضت عيناها , كانت تسمع كل تحركات الناس في المشفى 
وصوت كيفين يخدم الناس , فتحت أعينها لتستقر على محياه المبتهج
كانت أمامه فتاة بلباسها المدرسي , كانت هيئتها تدل على شخص بالصف الثانوي 
كانت تمد لكيفن رسالة ما , مما يبدوا أنها رسالة أعتراف ,
كان هو يحك رقبته بإحراج شديد تمتمت لها ” ميناه يا , أعتذر , أنا أملك شخص أحبه “
كانت نظرات تلك الفتاة خائبة الظن ومنكسرة , قطع عليها ذلك المشهد .
صوت سيارة الطوارئ وهي توقف بجانب الطريق , لي ينزلوا ذلك السرير المتحرك 
أاقتحموا بسرعة قسم الاستقبال وتوجهوا نحو الطوارئ , وهو يحركون ذلك السرير بسرعة فائقة 
همست لكيفن بهدوء ” كيفين أذهب هناك , وأنا سأحل مكانك “
أومأ هو برأس وحرك ساقيه بسرعة .
تقدم لسرير ذلك الرجل المسن , لم تكن عليه أي أثار دماء وأي شئ أخر ~
سمع صوت طبيب ” لقد توفي , كان في سكتة قلبية “
قال له ذلك الممرض وهو يبحث في هاتف ذلك الرجل 
” أيها الطبيب هل نتصل على أبنته بارك جونيل , لتكمل أجراءت الوفاة “
دقق كيفن في ملامح ذلك الرجل المسن الذي طغى عليه كبر السن 
كان هو ( والد جونيل ! )
أدار جسده لي يذهب نحو جونيل , كانت أمامه متفاجأه 
كأن تيار من الماء البارد سرى على جسدها , قد كانت ترتجف 
كانت تكتم صرخاتها الساخنة والجافة , ترى جسد أبيها ممد بلا روح 
تقدم كيفن أليها وسحبها من معصمها بقوة , وتوجه نحو غرفة الممرضين 
كانت دموعها تتساقط بغزارة وتجعلها تشعر بالأختناق . . .
حضنها كيفن بهدوء ولطف , تشبثت جونيل بقميصه لتسمح لنفسها بالبكاء 
كان كيفين يربت على ظهرها ويهمس بأذنها ” أنا بجانبك “
كنا حصنه دافئ عكس برودة الطقس الذي في الخارج 
عطر ه الرجولي ترك عبقه في ملابسها , كانت تشعر بأنفاسه الحارة على رقبتها 
توقف عن البكاء , فأبعدها عن و أقترب ليمسح خطوط دموعها التي رسمت على وجهها النقي 
أمسك يدها و خرج من تلك الغرفة , كانت تتبعه بصمت قاتل , توجهوا إلى ذلك الطبيب 
أخذت هي نفس عميق وابتلعت ريقها بصوعةُ بالغة , وقعت على أوراق جنازة أبيها العزيز .
لم تتوقع أن في يوم من الأيام أن أبيها سوف يرحل 
~ المقبرة ~
كانت مشاعر جونيل تلك الفتاة الحزينة تصرخ فيه داخلها بتلك الكلمات الأليمة 
* أبي مهما كبرت ُ أنا , ومهما نضجت ُ , ومهما تعلمتُ , وأحسنتُ التصرف , لن أستطيع من دونك التقدم *
كان أبيها هو السماء و الغيوم و الكثير من الأصدقاء , كيف هي تعيش من دون سمائها ؟
وكيف تمطر سمائها وتثلج من دون تلك الغيوم الرمادية ,
وما حجتها لذلك المطر من دون صديق يحميها رأسها من قطراته الممبلله .
كان رحيل أبيها عن هذه الدنيا مؤلم , فمن هو غيره يعلمها طريقة العيش .
أصبحت المقبرة خالية من الناس ومهجورة من الزائرين 
كانت لا تستطيع العودة إلى المنزل بعد أن مات أبيها 
كانت أثرت التعب مرسومة بألوان باهتة على وجهها النقي ,
أمسك كيفين بمعصمها وأخذها خارج تلك المقبرة الكئيبة 
لم تملك جونيل طاقة كافية لنقاش فقط أتبعت أوامر كفين مرافقها ,
أوقف سيارة عن حديقة خالية 
كان هناك صوت هبوب الرياح التي ترك صداه في تلك الحديقة

كانت الحديقة يغطها الثلج الأبيض النقي  

جلسوا في ذلك المقعد الخشبي الهمترى وهو يمد لها كوب قهوة ساخنة 
لتدفئ جسمها في برودة ذلك الجو وطقسه الغائم 
همس لها بهدوء ” جونيل “
أخذت كفين مسامع أذنها و تركيزه الكامل لتستمع لكل كلمة يقولها

“ جونيل , أحبك بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معاني
أنا هكذا أحببتك جونيل 
, صدفة لقائك كانت جميلة ,ضننتك مجرد عابرة ذات ابتسامة حزينة , ظننت غريبة وسترحلين 
تمكنتي من احتلال أيامي , وتمكنت من جعل يومي جميلاً بقربك , لا أعلم ما الذي حدث لكن قلبي أصبح يحبك أكثر , و بعدها لأول مره أشتهي تقبيلك وأنتي تبتسمين بسعادة , استيقظ مبتسمًا كل صباح لأنك أول أفكاري , ,لا تعيشي من دوني حتى لو لم تبادلين الحب الرقيق ” 
 خرجت هكذا منه دون تحضير أو تمرين, خرجت صادقة فكانت ذا لحن جميل على مسامع جونيل 
كانت نبضات قلبها تدق دقًا مع رنات كلامه الصادق , ابتسمت كشمس في نهار الصيف لا غيوم فيه ولا سحاب 
تلك الابتسامة جاءت لتسرق هذا القلب النابض في صدر كيفين 
كانت تشعر بسرب من الفراشات ينتشر من معدتها إلى أنحاء جسمها .
همست وخدها تود مع وجهها النقي ” كيفين أحبك ” 
وبعد انتظار طويل دام لسنوات , كانتظار عقيم يتمنى إنجاب طفلةٍ ,كانتظار أرض جافةٍ لمطرٍ غزير . 
أقترب أليه وقبلها على شفائها قبلة رقيقة تعجز المشاعر عن وصفها 
أقترب هي أليه وحضنته كملاك يملك جناحين لكن لا يطير ! 
شدت عناقها له لتندمج نبضات قلبهم وتكون معزوفة فرنسية 
ليهمس كل منهم بهدوء كالصقيع القطب المتجمد التي تنزل عليه أشعة شمس الحب الدافئة وتذيبه 
” أحبك ” ” أحبك “

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تلك المديتة تبدو صاخبة في اللّيل ~
الناس يبدو كعقارب الساعة المسرعة ..
مصابيح النيون الساطعة ,
كأنها تبدو أبتسامة صغيرة حية 
كلماتي الكثيرة المزعجة . . .
أنا أنتظرك فقط حتى تعترقين بحبي :$
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تمشي وحدها بمفردها , في ذلك البرد القارس 
تتجه نحو عملها في المشفى 
بينما كانت تمشي ,دفنت يدها في جيوب بنطالها وأخفضت رأسها ,وهي تخترق الحشود في الطريق ,
وتتجاهل المارة الذي يمشون بجانبها كانوا يصدمون بها في خفة مع أكياس البضائع الباهظة التي تم شراؤها.
الأرض الرمادية القرمزية التي تمشي عليها كانت تومض بلمعان خفيف من المياه , 
بينما في السماء ,كانت الغيوم الرمادية الداكنة تهدد بقطع هدوء الطقس .
هبت رياح عاتية حامله معها القليل من زاخرات المطر , كان الجميع أولئك الناس يختبؤن تحت مظلتهم 
خائفين من أن تبلبلهم القليل من قطرات المطر القليلة , 
زاد هبوب تلك الرياح القوية , مما جعل تلك الرياح تلعب بشعرها الحريري وتصنع منه عقدًا من الفوضئ ,
حاولت تلك الفتاة أن ترتب شعرها للأسفل , وبحثت في جيوب معطفها عن أي دبابيس شعر تركتها عن طريق الخطأ فيه .
لكن , لم تجد شيئًا فيه , فرفعت قبعة معطفها الأسود وضعتها على رأسها , 
مما ساعدها على واجهة رياح الشتاء العابثة في شعرها .
رأت أنفاسها الساخنة تخرج على سحابة دخنيه رمادية , فقررت أنها بحاجة لكوب من القهوة الساخنة 
فتحت باب أقرب مقهى إلى طريقها , رن الجرس الذي فوق رأسها بانسجام إشارة لدخولها ,
خطت إلى صف الانتظار , أدارت نظرها على جنبات ذلك المقهى 
كان هناك مجموعة من الأصدقاء يضحكون بمرح 
, وهناك ثنائي لطيف يتحدثون برقة 
, وهناك صديقان يبدوا أنهم يعملون لمشروع للمدرسة 
حدقت نظراتها على الطاولة الأمامية في المقهى 
كان هناك فتى يقرئ كتاب بين يديه في تمعن شديد 
قطع قراءته وألتفت لها وأخذ ينظر في عينيها 
همست هي بلا شعور ” كيفين “
قطعت اتصال أعينهم عندما وصلت لمقدمة الصف 
طلبت قهوتها في كوبٍ ورقي لتحمه أثناء مشيها 
وبعد دفع ثمن الشراء , خطت خارجة من أجواء المقهى المريحة وعادت إلى العالم الخارجي البارد
شعرت بأحد ينقر من خلف ظهرها 
أدارت جسدها لتنظر من هو ذلك الشخص 
كان يرتدي جنيزًا و سترةً سوداء داكنة المفتوحةِ لتظهر قميصه الأبيض الذي يرتديه 
وشعره البني لمائل للون البندق جعل مظهره رائع ,
كان هو صديقها في المتشفى ( كيفين )
همس لها بلطف وهو يلوح بيده ” مرحبًا جونيل “
لم تعير له بال وأكملت طريقها نحو المشفى 
سمعت صدى خطواته وهو يمشي لي يستقر بجانبها .
قال لها بحنق ” جونيل ! “
ارتشفت هي كوب قهوتها لينتشر الدفء في جسمها ,
كانت تسمع أحاديثه الصاخبة كصوت هذا الشارع , كان يتحدث بكل مرح وسرور 
تجاهلت أحديث وأخذت تنظر لوجوه المارة .
عندما وصلوا لمكان عملهم ذلك المشفى الكبير , خطت لتتجه نحو غرفة الممرضين .
كان يتبعها كالملاحق لها , كانت معتادة لتصرفاته و ملاحقاته لها 
., لبست معطفها الأبيض وشبكت بطاقة أسمها على المعطف ,
خرجت من باب الغرفة لتجد كيفين لبس معطفه الأبيض النقي 
وهو يمد لها الكُورسان الدافئ والساخن 
أخذته وهمست ببرود ” شكرًا كيفين “
وقضمت من قضمة صغيرة 
ارتفعت شفتاه لتكون ابتسامة جميلة طغت على محياه 
عندما وصلت لقسم الطوارى قال له ذلك الطبيب 
” جونيل أفحصي الحرارة الدخلية لذلك المريض ” 
أومأت برأسها وتقدم لذلك الرجل المسن والكبير في العمر , وضعت مقياس الحرارة في فمه 
كان كيفين فوق رأسها ويحدث مع الرجل المسن كانا يتحدثون بكل أريحيه .
عندما أنتهت , قال لهم ذلك الطبيب وهو يتوجه نحو مريض أخر 
” جونيل وكيفين , أذهبا إلى أستقبال قسم الطوارى “
حركت هي رجلها , وتلك الأرضيه الباردة تجعل جسدها يقشعر 
جلست بأريحه على كرسي الأسود الجلدي , كانت تشعر بالصداع الشديد
و صديقها كفين يخدم المرضى القادمين إلى المشفى ,
كانت الأمطار تهطل بغزوره خارجًا , والدرجات الحرارة سوف تتدنى تحت الصفر 
أغلب من كانوا يأتو إلى المشفى , يعانون من الأنفلونزا بسب هذا الجو المتعب .
أغمضت عيناها لتخذ قسط من الراحة , تقدم له كيفن وهمس في أذنها برقة 
” جيو , هل تشعرين بالملل “
أدرت هي رأسها ونظرت له بنظرات متعبة وتمتمت بهدوء ” كيفن “
تقدم هو لها ووضع راحت يده على جبهتها الساخنة , كان جسمها يشتعل من الحرارة 
كانت تشعر بذلك الصداع الذي يحطم عروق رأسها 
همس له كيفين بتوتر ” جونيل أنك مصابة بالحمى ! “
أخرج من جيب معطف بعض من المُسكنات و كبسولات خافضة للحرارة 
أخذ حبة من المسكن وكبسولة واحد قرب يده لفمها .
أصابعه الناعمة لمست شفائها الكرزية , قرب علبة الماء لفمها 
لتستقر تلك الحبوب في معدتها 
قال لها و هو يسحب يدها الناعمة بهدوء 
” جونيل لا يجب أن تجلسي هنا , أنتي متعبه أذهبي لغرفة الممرضين “
قالت هي برأس صلب ” كيفن , لا أريد “
بعدها أغمضت عيناها , كانت تسمع كل تحركات الناس في المشفى 
وصوت كيفين يخدم الناس , فتحت أعينها لتستقر على محياه المبتهج
كانت أمامه فتاة بلباسها المدرسي , كانت هيئتها تدل على شخص بالصف الثانوي 
كانت تمد لكيفن رسالة ما , مما يبدوا أنها رسالة أعتراف ,
كان هو يحك رقبته بإحراج شديد تمتمت لها ” ميناه يا , أعتذر , أنا أملك شخص أحبه “
كانت نظرات تلك الفتاة خائبة الظن ومنكسرة , قطع عليها ذلك المشهد .
صوت سيارة الطوارئ وهي توقف بجانب الطريق , لي ينزلوا ذلك السرير المتحرك 
أاقتحموا بسرعة قسم الاستقبال وتوجهوا نحو الطوارئ , وهو يحركون ذلك السرير بسرعة فائقة 
همست لكيفن بهدوء ” كيفين أذهب هناك , وأنا سأحل مكانك “
أومأ هو برأس وحرك ساقيه بسرعة .
تقدم لسرير ذلك الرجل المسن , لم تكن عليه أي أثار دماء وأي شئ أخر ~
سمع صوت طبيب ” لقد توفي , كان في سكتة قلبية “
قال له ذلك الممرض وهو يبحث في هاتف ذلك الرجل 
” أيها الطبيب هل نتصل على أبنته بارك جونيل , لتكمل أجراءت الوفاة “
دقق كيفن في ملامح ذلك الرجل المسن الذي طغى عليه كبر السن 
كان هو ( والد جونيل ! )
أدار جسده لي يذهب نحو جونيل , كانت أمامه متفاجأه 
كأن تيار من الماء البارد سرى على جسدها , قد كانت ترتجف 
كانت تكتم صرخاتها الساخنة والجافة , ترى جسد أبيها ممد بلا روح 
تقدم كيفن أليها وسحبها من معصمها بقوة , وتوجه نحو غرفة الممرضين 
كانت دموعها تتساقط بغزارة وتجعلها تشعر بالأختناق . . .
حضنها كيفن بهدوء ولطف , تشبثت جونيل بقميصه لتسمح لنفسها بالبكاء 
كان كيفين يربت على ظهرها ويهمس بأذنها ” أنا بجانبك “
كنا حصنه دافئ عكس برودة الطقس الذي في الخارج 
عطر ه الرجولي ترك عبقه في ملابسها , كانت تشعر بأنفاسه الحارة على رقبتها 
توقف عن البكاء , فأبعدها عن و أقترب ليمسح خطوط دموعها التي رسمت على وجهها النقي 
أمسك يدها و خرج من تلك الغرفة , كانت تتبعه بصمت قاتل , توجهوا إلى ذلك الطبيب 
أخذت هي نفس عميق وابتلعت ريقها بصوعةُ بالغة , وقعت على أوراق جنازة أبيها العزيز .
لم تتوقع أن في يوم من الأيام أن أبيها سوف يرحل 
~ المقبرة ~
كانت مشاعر جونيل تلك الفتاة الحزينة تصرخ فيه داخلها بتلك الكلمات الأليمة 
* أبي مهما كبرت ُ أنا , ومهما نضجت ُ , ومهما تعلمتُ , وأحسنتُ التصرف , لن أستطيع من دونك التقدم *
كان أبيها هو السماء و الغيوم و الكثير من الأصدقاء , كيف هي تعيش من دون سمائها ؟
وكيف تمطر سمائها وتثلج من دون تلك الغيوم الرمادية ,
وما حجتها لذلك المطر من دون صديق يحميها رأسها من قطراته الممبلله .
كان رحيل أبيها عن هذه الدنيا مؤلم , فمن هو غيره يعلمها طريقة العيش .
أصبحت المقبرة خالية من الناس ومهجورة من الزائرين 
كانت لا تستطيع العودة إلى المنزل بعد أن مات أبيها 
كانت أثرت التعب مرسومة بألوان باهتة على وجهها النقي ,
أمسك كيفين بمعصمها وأخذها خارج تلك المقبرة الكئيبة 
لم تملك جونيل طاقة كافية لنقاش فقط أتبعت أوامر كفين مرافقها ,
أوقف سيارة عن حديقة خالية 
كان هناك صوت هبوب الرياح التي ترك صداه في تلك الحديقة

كانت الحديقة يغطها الثلج الأبيض النقي  

جلسوا في ذلك المقعد الخشبي الهمترى وهو يمد لها كوب قهوة ساخنة 
لتدفئ جسمها في برودة ذلك الجو وطقسه الغائم 
همس لها بهدوء ” جونيل “
أخذت كفين مسامع أذنها و تركيزه الكامل لتستمع لكل كلمة يقولها

“ جونيل , أحبك بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معاني
أنا هكذا أحببتك جونيل 
, صدفة لقائك كانت جميلة ,ضننتك مجرد عابرة ذات ابتسامة حزينة , ظننت غريبة وسترحلين 
تمكنتي من احتلال أيامي , وتمكنت من جعل يومي جميلاً بقربك , لا أعلم ما الذي حدث لكن قلبي أصبح يحبك أكثر , و بعدها لأول مره أشتهي تقبيلك وأنتي تبتسمين بسعادة ,

استيقظ مبتسمًا كل صباح لأنك أول أفكاري , ,لا تعيشي من دوني حتى لو لم تبادلين الحب الرقيق ” 
 خرجت هكذا منه دون تحضير أو تمرين, خرجت صادقة فكانت ذا لحن جميل على مسامع جونيل 
كانت نبضات قلبها تدق دقًا مع رنات كلامه الصادق , ابتسمت كشمس في نهار الصيف لا غيوم فيه ولا سحاب 
تلك الابتسامة جاءت لتسرق هذا القلب النابض في صدر كيفين 
كانت تشعر بسرب من الفراشات ينتشر من معدتها إلى أنحاء جسمها .
همست وخدها تود مع وجهها النقي ” كيفين أحبك ” 
وبعد انتظار طويل دام لسنوات , كانتظار عقيم يتمنى إنجاب طفلةٍ ,كانتظار أرض جافةٍ لمطرٍ غزير . 
أقترب أليه وقبلها على شفائها قبلة رقيقة تعجز المشاعر عن وصفها 
أقترب هي أليه وحضنته كملاك يملك جناحين لكن لا يطير ! 
شدت عناقها له لتندمج نبضات قلبهم وتكون معزوفة فرنسية 
ليهمس كل منهم بهدوء كالصقيع القطب المتجمد التي تنزل عليه أشعة شمس الحب الدافئة وتذيبه 
” أحبك ” ” أحبك “

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Comments

You must be logged in to comment
No comments yet