مشكلة

شباك العنكبوت

" .. الشركة تنهار يا يونغ إن .. أتعرف معنى ذلك ؟؟؟ "

شعرت بقطرة عرق تنزلق على جبيني و انا أجيب : أجل ...

تابع مدير الشركة و هو يرمقني بنظرته النارية عاقداً يديه أمامه على مكتبه : معنى ذلك أننا سنفلس .. و بالطبع لا أحد هنا يريد أن تفلس الشركة و يفقد عمله .. و من بينهم أنت !

اومأت برأسي إيجاباً ثم تجرأت و نظرت في عينيه و قلت له بصوت بدا منخفضاً نوعاً ما : السبب في ذلك أن جميع المراهقين مهتمون بالفنانين في الشركات الأخرى .. الشركات المحبوبة ذات الفنانين المحبوبين .. إس إم مثلاً .. أو جي واي بي ... أو ..

ارتفع صوت المدير و هو يصيح : لا تقارنّا بهم !!!

انزلت عيني في الأرض و تابع المدير بصوت مرتفع انما أكثر هدوءاً : علينا أن ننقذ الشركة مهما كلفنا الأمر أتفهم ؟! أنت مكتشف مواهب جيد و لكننا لم نستغل قدراتك جيداً .. يجب أن تجد لي فرقة جديدة من تحت الأرض!!

اومأت برأسي إيجابا " أجل يا سيدي .. لكن مالعدد الذي ترغب فيه ؟"

أجاب المدير بهدوء : الفرق ذات الأعداد الكبيرة تكسب شعبية ممتازة و يمكننا كسب أموال كثيرة ! فكل واحد منهم يكسب ! لذا .. حوالي 12 أو 13 سيكون جيداً !

اتسعت عيناي و أنا أجيب بصوت مندهش : و من أين سأجد 13 فناناً يا سيدي ؟!!!

ارتفع صوته و هي يجيب : المدينة مليئة بالشبان الموهوبين غير المكتشفين!! لن يكون الأمر صعباً !! جدهم جميعاً ! لا أريد رؤيتك من دونهم ! معك اسبوعان فقط !

لم يكن أمامي مجال لنقاشة فقفزت كلمة " حاضر " من فمي قبل أن يطلب مني المدير الإنصراف .. لم أضف أي كلمة ، استدرت خارجاً من مكتبه و انا سارح في أفكاري .. من أين سأجد هؤلاء الأشخاص ؟ و هل حقاً سينقذون الشركة من الإنهيار .. ؟

.. انا ادعى جونغ يونغ إن ، مكتشف مواهب في الثلاثين من عمري في شركة بوتاسيوم للترفيه ..

مضى اسبوع على تلك الأحداث .. في كل يوم من ذلك الاسبوع التعس كنت أخرج و اتمشى في الطرقات باحثاً عن أشخاص مناسبين و لكن بلا فائدة و في كل يوم يبدأ أملي في إنقاذ الشركة بالتلاشي ..

حتى جاء ذلك اليوم ...

في يوم الجمعة لم أكن أشعر بأنني بخير تماماً بسبب ضغط العمل ذلك فقررت الذهاب لزيارة اختي الكبرى لعلي اهدأ قليلاً ..

كانت الساعة الرابعة عصراً ، خرجت من منزلي و قدت سيارتي متوجهاً نحو منزل اختي الكبرى ( هي إن ) ، ليست المسافة طويلة ..

وصلت أخيراً إلى منزلها ، ترجلت من سيارتي و صعدت الدرج في البناية إلى أن وصلت إلى شقتها و قرعت الجرس ..

سمعت صوتاً طفولياً خلف الباب : من هنااااااااك ؟

" انا خالك يونغ إن ! "

تكرر الصوت : امي قالت أن لا ندخل الغرباء !!

ثم سمعت أصوات ضحك طفولية !!

كان ذلك ولدا اختي التوأم المزعجان مينهو و جونهو

اجبته : أدخلني أيها الأبله ! جلبت لك حلوى !

سمعته يصرخ : حلوىىىىىىى !!!!!!

بعدها فتح الولد المغفل الباب أخيراً و هو يصيح : أمي ! انه خالي يونغ إن!

عندها اندفع شقيقه التوأم و أخذا يتقافزان حولي كالقرود و استقبلتني اختي هي إن .

كنت جالساً في غرفة الجلوس أشرب الشاي مع هي إن و نتحدث ، كانت الأريكة التي أجلس عليها بالقرب من النافذة ، بينما هي اختي تتحدث معي سرحت قليلاً و انا أنظر خارجاً من النافذة إلى شيء لفت انتباهي ..

رأيت مدرسة مهجورة و ملعب كرة السلة الخاص بها ..

كان في الملعب مجموعة من الشبان المراهقين منقسمين إلى فريقين يلعبون معاً مباراة حماسية ، يصرخون ، يضحكون ، يضربون بعضهم بعضاً ! كان شكلهم مضحكاً و كانوا وسيمين كذلك !

" .... يونغ إن !! "

أيقظني صوت هي إن من أفكاري ، التفتُّ نحوها " هاه ؟ ماذا ؟ "

" إلامَ تنظر ؟! " أشرت إلى الشبان في الخارج و قلت لها : هل يأتون هنا دائماً ؟؟

نظرت اختي من النافذة ثم اومأت برأسها إيجاباً و قالت : أجل ، انهم يأتون إلى هذا الملعب كل يوم حتى أن أحدهم هو ابن جارتي! "

" ابن جارتك ؟! هذا رائع! "

نظرت إليّ نظرة تعجب و قالت : آم .. مالرائع ؟؟

اجبتها بحماس : تعرفين أنني مكتشف مواهب و ...

قاطعتني : في شركة على وشك الإنهيار!

" أعرف! و لهذا علي إيجاد فرقة جديدة تنقذ الشركة .. "

ثم نظرت إليهم من النافذة و تابعت : لو كانوا موهوبين سيكونون رائعين بالفعل .. انظري إليهم .. انهم وسماء ، و مرحون ، و يبدون مقربين جداً من بعضهم!"

مرت لحظة صمت قصيرة و بعدها نهضت من مقعدي بحزم

" إلى أين ؟؟ "

التفتُّ نحو هي إن و ابتسمت قائلاً : لأراهم !

و عندها قفز ابنها المشاكس على ساقي مثل حيوان الكوالا و صاح : لاتذهب! اريد المزيد من الحلوى !!

نظرت إليه امه نظرة عتب و هي تجيب : لقد أكلت الكثير من الحلوى اليوم! سوف تتسوس أسنانك !

تابع الولد : لا يهم! اريد حلوىىىىىى !!!

بعد عناء طويل في انتزاع الولد عن ساقي نجحت في الخروج من البناية و اتجهت إلى تلك المدرسة المهجورة حتى أصبحتت على مقربة من ملعب كرة السلة و لكنني حرصت على البقاء متخفياً حتى لا يرتاب الشبان من وجودي و يوقفوا مباراتهم ، يجب ان اختبرهم لأرى إن كانوا ينفعون كفرقة ، كانت في جيبي ورقة و قلم كتبت عليهما بعض المعايير لأرى إن كانوا مناسبين :

الوسامة ، المرح ، الموهبة و الشخصية .

أحدهم كان قصيراً و هزيلاً و يلبس نظارة طبية انما كان شكله .. لطيفاً ! كانت الكره معه و هو يصيح و يلقن فريقه : " سام ! بسرعة ! وضعية هجوم! " فجأة اختطف منه الكرة شاب طويل و أسمر لا يبدو آسيوياً على الإطلاق و بسبب الصدمة تعثر الشاب الهزيل و سقط و طارت نظارته في الهواء ثم سقطت على الأرض !

توقف الشبان و التفت الشاب الأسمر إليه قائلاً " هيونغ ، هل أنت بخير؟"

صرخ الفتى الهزيل جاثياً على ركبتيه : لااااااااااااا نظارتييييي !!!

بدا درامياً بشكل مضحك !

" لقد تحطمت !!! إلى اشلاااااااااااء !!! نظاااااارتي المسكينة الـ .... "

نكزه الشاب الأسمر على كتفه و قال : هيونغ ... انظر ..

ثم أشار إلى النظارة على الأرض ، نظر الفتى الهزيل إليها ثم التقطها و قال : أوه .. انها سليمة !!

و هنا انفجر الشبان ضاحكين !!

المعجبون يحبون الفنانين المضحكين!

نهض الفتى الهزيل من جديد و حمل كرة السلة قائلاً : بحق القطط !!! .. أتعلمون ؟ لقد مللنا من كرة السلة اليوم .. لنفعل شيئاً آخر!

ثم القى الكرة في الهواء لترتفع ثم تهبط على رأسه و انفجر الشبان ضاحكين من جديد !!!

" هيي !! أنا لست مجرد محط سخرية ! أيها الأطفال المتنمرون !! "

نظر أحد الشبان إلى الفتى الأسمر و قال : شاهيد هل جلبت جيتارك؟

اشار الشاب الأسمر إلى جيتار على مقعد خشبي طويل يفترض أنه للاعبي كرة السلة حيث كان الجيتار هناك و قال : ها هو هناك .

جلس الفتية ليستريحوا و أمسك الشاب الأسمر جيتاره و أخذ يعزف .. انه رائع بالفعل !!

جلس بجانبه شاب نحيل و متوسط الطول و أخذ يغني مع صوت الجيتار .. عندما سمعت صوت ذلك الشاب النحيل سقط فكي حتى كاد يلمس ركبتي !! هذا الفتى لديه حنجرة ملاك !!

بعدها أخذ فتى بدا صغيراً في السن نوعاً ما يغني مقطع راب و كان جيداً هو الآخر !!

هؤلاء الفتية مدهشون !! كلهم مدهشون !! يبدو أنني وجدت أخيراً الفرقة التي ستنقذ مستقبل الشركة !!

كنت على وشك أن اخطو نحوهم لكي آخذ أرقام هواتفهم و لكن خطر في بالي خاطر .. يجب أن اراقبهم أكثر لأكتشف موهبة كل واحد منهم! ما زال معي اسبوع آخر !

سجلت على ورقتي الفتى الهزيل القصير المضحك و الفتى الأسمر الطويل الأجنبي و عزفه على الجيتار و الشاب النحيل ذي الصوت الملائكي و الفتى الصغير المبدع في الراب .. و لكن الشبان ما زالوا كثيرين! حوالي 13 شاباً .. تماماً كما طلب المدير !! انهم معجزة بالفعل !

قررت عندها أن أبيت عند اختي لكي أحقق فيهم أكثر ! من يدري .. لو عرفت أي واحد منهم هو ابن جارة هي إن قد يتمكن من اعطائي معلومات عن اصدقاءه ! أجل !!

عدت إلى شقة هي إن و اخبرتها عن اكتشافاتي و اخبرتها أنني ارغب في المبيت ، سمع ذلك ولداها الشقيان و اشترطا علي شراء المزيد من الحلوى لكي أبيت !! و نمت في تلك الليلة متحمساً ليوم غد حتى أراقب الفتية من جديد !

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
No comments yet