البدايةُ والنهاية .

محطةُ منتصفِ الليلِ .

 

نامجون .. الفتى المعروفِ بأسمِ راب مونستر قائدُ فرقة بانقتان الشهيرة ، القائد الكفؤ ، رجلٌ بعقلٍ مستواه عالٍ .. ذكيٌ وفطن .. ليس فقط في الاختبارات ولكن في حياته ومشاعره ، صاحبُ اعظمِ كمية صبرٍ في عالم الكيبوب .
حسناً .. هذا ليس مفاجئاً ابداً نسبةً لمدى صخبِ الأعضاء وجنونهم .. اولئك الفتيان الأكثر نشاطاً وجنوناً من بقيةِ الأيدولز في عمرهم .
نامجون احياناً كان يشكُ بأنهم سرياً مريضون بمرضِ " ADHD " مرضُ فرط النشاطِ وقلةِ الأنتباه !
بدونِ أن ننسى طبعاً هذا الفضائي الآخر الذي ينبغي لنامجون أن يوفر له عنايه خاصة  .
بالطبعِ ، السيد كيم تيهيونغ .. الذي يجعل الناس يظنون بأن طرائفه الغريبة تلك هزليه ومذهله في اول مرةٍ يرونه بها ولكنه واقعياً مجردُ غريبُ اطوارٍ مبهمِ الأفكارِ كالأطفال يجعلُ من حياةِ نامجون تتقدم عمرياً لعشرينَ سنة او ربما اكثر .
المراتُ التي عَبَرَ بها كلٌ من جين وشوقا عن راحتهما المطلقة لعدم تعين أيٍ منهما قائداً للفرقةِ هذه قد يتعدى عدد جميع الأيدولز !
حتى صديقه زيكو قد عبر له عن مدى عطفه وشفقته عليه لكونه قائداً لستةِ اعضاءٍ كهؤلاء .
" تباً يا رجل ! وأنا الذي ظننتُ أن اعضاء فرقتي مثيرون للمشاكل ! تيهيونغ وحده يساوي جميع مشاكل بلوك بي !!"
لم يكن بيدِ نامجون سوى أن يعطي زيكو ابتسامةً مُمتعضة طبعاً ..
على أي حال ، لقد كانت الساعةُ الحادية عشر وسبعةٌ وخمسون دقيقةً الآن .. تبقى القليلُ على منتصفِ الليل .
كان الفتيةُ قد أنهوا اخيراً جدول اعمال اليوم وقد اصبحوا في السيارةِ عائدين للسكن .
كان نامجون شاكراً لعدمِ وجودِ تدريبٍ آخر بعد كل هذا اليومِ المُتعبِ والمزدحم .
المانجر يقودُ السيارة بهدوء ونامجون يجلسُ بجانبه .
ادار برأسهِ للخلفِ وحدق في الأعضاء النصفِ أموات .
جين كان بالفعلِ نائماً بيديه الموضوعتانِ بوهنٍ على صدره كأميرةٍ لطيفة .
بعد قراءةِ مقالةٍ تقول بأن خلايا الأنسانِ تتجددُ ما بين الساعةِ الحاديةِ عشر مساءً إلى الواحدة صباحاً اصبح هذا الهيونغ يحافظُ على نفسه في هذا الوقت قائلاً بأنه يجبُ أن يتمتع بنومٍ هنئ .
" أنا جين ، وجه بانقتان ، الأوسمُ من بين الرجالِ الوسيمين .. لحمٌ بقري وفطائر .. أميرةُ مملكة ماريو كيف تتجرأين على منعي من النوم ؟ كيف سأحافظُ على وجهي الخالي من العيوب هذا بدونِ نومٍ صحي ؟!" الهيونغ الأكبر قال بتمتمةٍ وتلعثمٍ عندما حاول المانجر أن ييقظه .
وطبعاً لم يتابع المانجر محاولة إيقاضه ابداً خوفاً أن يكمل هلوسته .
شوقا ايضاً على ما يبدو كان نائماً بجانبِ جين مع وسادته الرمادية تحت عنقه .
شاهد نامجون رأس شوقا وهو ببطئٍ يترنحُ حتى سقط على كتفِ جيمين بجانبه .
الضربةُ الخفيفةُ على كتفِ جيمين جعلت منه يسوي من كتفه لينام الهيونغ براحةٍ عليه .
كان رأسُ جيمين يستندُ على نافذةِ السيارةِ الزجاجية متجاهلاً تيهيونغ الذي لم يستطع التوقف عن مضايقتهم ومداعبتهم .
استطاعَ نامجون أن يلمح خيطاً صغيراً نحيفاً سائلاً من لعابِ شوقا يسيلُ من فمه ليحط على سترةِ جيمين .
استطاع فعلياً أن يتخيل نوبة الغضب الذي قد يخرجها جيمين لاحقاً عندما سيقوم بإيقاظِ الهيونغ ليرى هذا السائل اللزج يلتصقُ بسترته .
ومن المضحكِ أن جيمين لن يستطيع ابداً لوم شوقا لهذا لأنه :
اولاً : شوقا هو الهيونغ المفضل لدى جيمين .
ثانياً : جيمين والذي من خط الماكنيز سيكونُ خائفاً من شوقا لأنه وتباً أعين شوقا الصغيرةُ هذه تستطيعُ قذف نظراتٍ ليزريه مميته .
أخذ نامجون لكيلهما صورةً بهاتفه فقط لأجلِ .. كما تعلمون الأبتزازِ طبعاً :) .
لم يكلف المانجر نفسه حتى سؤال نامجون عن سبب قهقهته الخافته هذه وكأنه فتاةُ ثانوية مراهقة .
هوسوك كان يجلسُ في الكرسي الخلفي مع الماكنيز لأنه كان الهيونغ الوحيد الذي يستطيعُ التعامل جيداً مع الماكني لاين .
نورُ الشوارعِ كان ينعكسُ على وجهه ويضيئه مما جعله مخيفاً لأنه قد جعل من أنفه كبيرةً بعض الشئ .
لقد خمن نامجون أن هوسوك كان الآن يلعبُ لعبة " tsum tsum " على هاتفه فقد اصبح مدمناً لهذه اللعبةِ مؤخراً والتي لم يفهم نامجون يوماً ما سرُ الجمالِ فيها .
كلٌ من جونغكوك وتيهيونغ كان يضعُ السماعاتِ في أذنيه مما يعني بأن كلاً منهما منشغلٌ بالإستماعِ للموسيقى الخاصةِ بهم .
لم يفهم نامجون سبب تحديقهما لبعضيهما بينما كلاهما يستمعانِ لأغنياتٍ مختلفةٍ عن بعضها كُلياً !
جونغكوك يرددُ أغنيةِ جي دراجون ' فتىً جيد ' وتيهيونغ يرددُ كلمات أغنيتهم ' سايفر بارت ثري' .
" أنا فتىً جيد " و " لا يمكنك أن تتحكم بي " جملٌ لا تتشابهُ ابداً !
على أيِ حالٍ هذا الديو صنع إزعاجاً وضجيجاً كثيراً ولم يعد نامجون يعرف كيف لهؤلاءِ الثلاثةِ النيام إكمالُ نومهم تحتَ هذه الضوضاء.
أحياناً يتساءلُ نامجون إن كان حقاً من الجيدِ أنه انتج أغينة سايفر بارت ثري من الأساسِ ؟ على هذا الحالِ أصبح نامجون يظنُ بأن إنتاج سايفر بارت فور سوف يأخذُ وقتاً طويلاً ..
-
الساعةُ الحاديةَ عشرَ وثمانيةٌ وخمسونَ دقيقة.
نامجون يغلقُ شاشة هاتفه ثم يفتحها مُجدداً بتمللٍ ، فقط دقيقةٌ مرت منذُ أن كان يراقبُ الأعضاء قبل قليل ؟ الوقتُ يمرُ ببطئٍ كثيراً لصالحه اليوم ..
نظف نامجون حنجرته وتنحنح قليلاً .
" هيونغ ، كم تبقى من الوقتِ لنصل للسكن ؟"
المانجر تفقد الجي بي إس وأجابه بهدوء " حوالي الخمسَ دقائق ."
تباً ، نامجون شتمَ في عقله . ما هذا التوقيتُ الخاطئ ؟
كما ترون ، نامجون لديه محطةُ راديو مهمةٌ جداً جداً ليستمع لها في الثانيةَ عشرَ من منتصفِ الليل كلَ أربعاءٍ وخميس .
لا يمكنُ له أن يقوم بتشغيلِ هذه المحطة في السيارةِ الآن لعلمه بأنهم سيصلون لوجهتهم قريباً ولا يمكنه الإستماعُ لها عبر هاتفه بسببِ أن الستةَ الأعضاء سيكونون مستيقظيين بمجردِ أن يصلوا للسكن والإزعاجُ سيجعلُ الأمر صعباً عليه ليفهم حتى ما يقالُ في المحطة .
تمتم نامجون ببضعِ شتائمٍ غير مفهومةٍ في عقله بتضايقٍ .
توقفت السيارةُ قريباً بعدها وجين لم ينتظر حتى لتقف السيارةُ جيداً حتى ما قفز فوراً منها وهو يصرخُ قائلاً : " الأميرةُ جين تحتاجُ إلى وقتٍ للراحة "
جيمين فعل نفسَ الأشياءِ التي توقعها نامجون قبل دقائقٍ معدودةٍ .. في البدايةِ ابتسم لشوقا ببشاشةٍ وخجلٍ ولكن عندما وجد ' الهديةَ ' التي تركها له الهيونغ تحولَ وجهه لوجهٍ متذمرٍ يتذمرُ بخفوتٍ مما رآه على قميصه المفضل .
جونغكوك وتيهيونغ لم يوقفا حفل الكاريوكي الذانِ كانا يقيمانه مع العلمِ بأنها الثانيةُ عشرَ في منتصفِ الليل ، جيهوب حاول إصماتهم بقدرِ إستطاعته ولكن بدونِ فائدة لذا فقط استسلم وتركهما .
عبث نامجون بإصابعه بتوترٍ وما زال جالساً في الكرسي بدونِ حراكٍ بينما المانجر أطفأ محرك السيارة وعلق المفاتيح بإصبعه محدقاً بنامجون المتحنط في مكانه .
" يا ، نامجون اه .. توقف عن السرح ، إنه الوقتُ للخروجِ من السيارة ."
صرحَ نامجون بترددٍ " في الواقع هيونغ ، كنتُ اتساءلُ عن إذا كنتُ أستطيعُ البقاء في السيارة . تعلمُ .. عن ذلك الآمر .. " أشار بآخرِ جملته بإصبعه للراديو في السيارة .
تردد المانجر للحظةٍ . كان يعلمُ بأن نامجون قادرٌ كل القدرةِ على الإهتمامِ بنفسه إذاً لمَ لا ؟
" بالتأكيدِ ." رمى المانجر المفاتيح والطقتها نامجون بيده .
" مع ذلك لا تبقى هنا لوقتٍ متأخر ، إذا انتهت بطاريةُ سيارتي غداً صباحاً سوف آتي إليك ، هل فهمت ؟ "
ابتسم نامجون بهدوءٍ وأومأ له
" اه .. حبُ الشباب ! " تأكد المانجر من أن نامجون سمعَ هذه الجملة قبل أن يصفق الباب خلفه ويذهب بعيداً .
منذُ أن خرجَ الجميعُ الآن أخيراً بسرعةٍ أدارَ نامجون الراديو بأناملٍ مرتعشةٍ ومتشوقه.
الأغنيةُ الإفتتاحيةُ أنتهت للتوِ فأخرج نامجون تنهيدةً مرتاحةً ، على الأقلِ لم يفتهُ الكثيرُ .
" منتصفُ ليلٍ سعيدٍ إعزائي المستمعين ، معكم دي جاي ايونول تتحدثُ . شكراً لكم لإستماعكم لمحطةِ منتصف الليلِ مجدداً هذا اليوم . "
استند نامجون على الكرسي خلفه وأراحَ من كتفية مُخرجاً كل هذا الإرهاقِ والتوترِ الذي كان بداخله طوالَ هذه الأيامِ المعدودةِ السابقة .
زفر هواءً برضىً وأغرق نفسه في الإستماعِ لهذا الصوتِ الذي يعملُ في الراديو .
بالإضافةِ لعشقه لأحذيةِ كونفرس الحمراء كان دائماً نامجون يقولُ في كلِ مقابلاته أنه يحبُ أن يكونَ صوتُ الفتاةِ لطيفاً وجميلاً .. ودي جاي ايونول تحملُ إحدى أجملِ الأصواتِ التي قد سمعها نامجون من قبل .
صوتها يحملُ قليلاً من الفحاوةِ وربما لمحةٌ خفيفةٌ من الباريتون .. أنه ناعمٌ ولكن ليس مكسواً بالتعسلِ كأصواتِ الفانزِ المُعسله .
يظنُ نامجون أحياناً بأنه سيقارنُ صوتها بـ .. الشوكلاتةِ الساخنة وايضاً لربما المارشميلو ! ثخينةٌ ولكن حلوةٌ مع مذاقٍ قويٍ ورائعٍ !
" لماذا لا زلتم مستيقظين  في منتصفِ ليلٍ صيفيٍ كهذا  ؟ هل أنتم طلابٌ تحرقونُ وقودَ اجسادكم في المذاكرةِ لأمتحانِ رياضياتٍ في الغد ؟ أو أنتم بالغون تكتبون آخر صفحاتِ بحوثاتكم الجامعية ؟ إذا كنتم كذلك .. فأدفعوا انفسكم اكثر لتحصلوا على مقابلٍ رائعٍ للعملِ الجادِ الذي تبذلونه وأرجوكم لا تستسلموا ! "
يحبُ نامجون طريقةِ تتحدث ايونول مع مستمعيها بنبرةٍ ودودةٍ وهي تناقشهم وكأنها في محادثةٍ حقيقيةٍ معهم .
ولاحظ ايضاً نامجون المصداقيةَ في أمنياتها ناحيةَ المستمعين .
" أو ربما أنتم الآن في طريقكم للحاقِ مشاهدةِ فيلمٍ مع أحبائكم ؟ إن كذلك ايضاً فإحظوا بموعدٍ رائع ! وتذكروا ايضاً بأن تقودوا بسلامٍ لأن الطريقَ مظلمٌ في الليل ."
يحبُ  كيفَ هي مهتمةٌ .. هي تذكره بأنه ليس جميعُ الناسِ في هذا العالمِ باردوا المشاعر كما يكتبُ دائماً في نصوصِ أغانيه ..
" أو .. هل بدأت ليلتكم فقط للتوِ ؟ إذا كنتمُ منشغلين بمشاغلٍ اخرى متأخرة فلا تقلقوا أنا هنا وسأحاولُ أن أكون معكم بقدرِ إستطاعتي ولكن إن كنتم ستذهبون للنوادي فيالا غرابتكم ! لا أحد يذهبُ للنوادي في منتصفِ ليالي الإجازاتِ ! مهما يكن .. أنا سوفَ أصبحُ أكثر وقاحةً اليوم وسأذكركم فقط بأن لا تنسوا إستخدام الواقي يا رفاق .. "
قهقه نامجون من أعماقِ قلبه عندما سمعَ نبرة الممازحةِ في صوتها ، كم يحبُ صراحتها واستقامتها الواضحة .
الناسُ أصبحوا ينتقدون كلماتَ أغنياته احياناً لكونها صريحةً جداً وواضحةً في عينِ العامةِ الكوريةِ بأكملها وهو شاكرٌ لكونه قد وجد شخصاً واضحاً مثله على الأقلِ ..
" حسناً إذاً ، أينما كنتم ومهما كنتم تفعلون الآن ، اتمنى لكم ليلةً سعيدةً بدايةً من منتصفٍ ليلٍ جميلٍ كهذا . اولاً لدينا هذه الأغنية لتشجيعِ الجادين الذين يبذلون جهداً وهي إغنية 'avril lavigne : keep going ' إستمتعوا بها ! "
تفجرت الموسيقى من المكبراتِ في السيارة بسببِ كونِ نامجون يحبُ الصوتَ العالي .
نامجون لم يكن يوماً مُحباً للبوب بعكسِ ذلك كان دائماً يميلُ للهيبهوب ، الراب ، السولو، والجاز ولكنه مع ذلك أستمع إليها على أي حال .
كان يشكُ بكونها تحبُ هذا النوع من الأغاني إلا أنه وبالرغمِ من أنه لم يرها من قبلُ فهو يثقُ بها كثيراً .
' أنت لست وحدك ، نحنُ سنقفُ معاً . أنا سأكونُ بجانبك وأنت تعلمُ بأنني سأمسكُ بيدك .
عندما سيصبحُ المكانُ بارداً وسيبدو الأمر وكأنها النهاية فلن يكون هناك مكانٌ للذهابِ إليه فأنت تعلمُ بأنني لن أستسلم ! '
سمع نامجون لهذه المغنيةِ من قبلِ مرةً أو مرتانِ عندما كان في سنواتِ دراسته .
كانت مغنيةً مشهورةً في تلك الأيام ومن اللازمِ معرفةِ أغنيتها المسمية ' girlfriend ' .
نعم نامجون لا يتابعُ كثيراً تحولات الموسيقى ولكنه يعلمُ أشياءً عنها أيضاً .
' تابع وتحمل لأنك تعلم بأننا سنجتازُ كل هذا .
فقط إبقى قوياً لأنك تعلم بأني سأكون هنا لأجلك .. '
دي جاي ايونول كانت شخصيةً معروفةً بشدةِ غموضها تماماً كإسمها الفني ' إيونول ' والذي يعني ' الظل ' .
لم يرى أحدٌ وجهها من قبلُ أيضاً .
عندما لا تكونُ على الهواء فهي ستختفي بين الظلالِ بدونِ أن يشعر بها أحدٌ وعندما يحينُ وقتُ نورها فهي ستظهرُ هكذا من اللا مكانٍ ثم ستختفي بعدها فوراً .
سيقدمُ نامجون أي شئٍ فقط ليرى لمحةً من وجهها .
يتساءلُ إن كانت كما يتخيلها أن تكونُ ؟ من الصعبِ هو أن تناسق لصوتٍ وجهاً ما ولكن نامجون تخيلها بشعرٍ قصيرٍ أسودٍ فاحمٍ وميزاتٍ أنوثيةٍ مع هالاتٍ مثيرةٍ خفيفةٍ حول عينيها  ..
يتساءلُ نامجون إن كانت تجيدُ الراب مع هذا الصوتِ الذي تملكه ؟ سوف تُبلي بلاءً جيداً كرابر كما يظنُ .
' لا يوجدُ شئٌ تستطيعُ قوله أو شئٌ تستطيعُ فعله .
لا توجدُ أيُ طُرقٍ عندما يأتي الأمرُ للحقيقة لذا تابع التحمل لأنك تعلمُ بأننا سنجتازُ هذا معاً '
مع نتيجةٍ رائعةٍ كـ 900 مِن 990 في الأنجليزيه أستطاع نامجون فهم الكلمات بمثاليةٍ حتى بالرغمِ من أن الأغنية إنجليزيه .
أومأ نامجون بتناغمٍ مع الكلماتِ.
إنها ترفعُ الطاقة لأولئكَ الذين يحتاجونها ومع ذلك هي ايضاً لا تخبئُ الحقيقية القاسية بكونك لن تستطيع أبداً الهرب من مشاكلك ، ونامجون يظنُ بأن هذا جيد لكونِ أناسٍ كثير يحتاجون تنبيه إيقاظٍ .
لا شئَ مثاليٌ والناسُ يجبُ عليهم الإيمانُ بهذا بدلاً مِن أن يتظاهروا بعدمِ وجودِ هذه الحقيقة.
يتساءلُ نامجون إذا كانت دي جاي إيونول تفهمُ الإنجليزية وتحبذها كما يفعلُ هو لربما ؟
هو يظنُ بأنها كذلك نسبةً لكونها قادرةً على إيجادِ أغينةٍ كهذه .
فقط فكرةُ أن كلاهما يحملانِ خصائص متشابهه تجعل قلبه يغرقُ بالسعادةِ والفخرِ .
كيفَ من الممكنِ لشخصٍ بأن يقع في حبٍ شخصٍ آخر بصوته فقط ؟!
•••
" ما تقوله هو أن قناة منتصف الليل لم تعد تسجلُ في غرفةِ تسجيلِ إس بي إس ؟ أنا أسفٌ ولكني .. لا أستطيعُ أن أفهم ! " أجاب نامجون بعدمِ تصديقٍ .
بعدِ ملئِ طاقةِ الأعضاءِ وحيوتهم بشرائحِ لحمِ الهمبرغر على الغداء ، قرر نامجون أخيراً أن يسأل أحد مخرجي قناة إس بي إس عن دي جاي إيون ول .
لذا بعد أحداء إحدى  عروضِ ' حربِ الهرمونات' في انكاقيو إس بي إس قرر نامجون أن يمر بمكتبِ التسجيلِ هناك .
بسببِ كونِ بانقتان يقومون بتسجيلاتٍ جيدة وعروضٍ مسرحيةٍ مباشرةٍ مذهلة كان مخرجوا ومنتجوا إس بي إس قد ابتسموا في وجه نامجون بودٍ وسمحوا له بالدخولِ .
نامجون كان يعلمُ بأن إف إم منتصفِ الليل هو عرضُ راديو في إس بي إس لذا لربما وببعضِ المساعدةِ والخدماتِ البسيطة هو سيحصلُ على فرصةٍ ليراها ! الفضولُ في هذا الأمرِ يكادُ يقتله بداخله فعلاً .
على أي حالٍ ، كلُ ما حصل عليه نامجون كان هزة رأسٍ وتفسيرٍ مُملٍ بعدها .
اليأسُ والخيبةُ غسلته بماءٍ باردٍ بأكمله .
" أنا أتفهمُ كونك مهتمٌ بها كثيراً سيد نامجون ولكننا وعدناها بألا نقدم عنها أي معلوماتٍ وهذا جزءٌ من العقدِ بيننا وبينها ، نحنُ حاولنا أن نقنعها ولكنها فتاةٌ عنيدة ! " شرح بي دي نيم له بهدوءٍ .
" أرى هذا .. " أومأ نامجون بإكتئابٍ غيرٍ قادرٍ على إخفاءِ خيبته الواضحه
" شكراً لك لوقتك بي دي نيم ، سوف أذهبُ أنا الآن إذاً  "
شعرَ نامجون الآن بالحزنِ تماماً كما شعر جيمين عندما كان شوقا يضايقه طوال الوقتِ .
في الجانبِ الإيجابي من الأمرِ على أي حالٍ ، شعر نامجون بجزءٍ قليلٍ من قلبه - هناك في الزاوية-يتنورُ عندما علم بأنها تملكُ إستديو تسجيل خاصٍ بها ..
هذا يعني بأنها .. مختلفة ~
•••
لم يتوقف نامجون عن الإستماعِ لإف إم منتصفِ الليل الليله تماماً كعادته .
جلس نامجون في غرفةِ بانقتان وحده مع أعينه المغلقة ..
" إنها الثانيةُ عشر واربعةٌ وعشرون دقيقةً . يا من لا زلتم مستيقظين ، إصنعوا بعض الإزعــاجِ !" قهقهت إيون ول على آخرِ كلمةٍ مداعبةٍ قالتها ليضحك نامجون معها .
أحياناً تكون سخيفةً جداً ولكن نامجون يجدُ الأمرَ فقط .. لطيفاً !
صنع نامجون صوت ' هووو ' مُلبياً أوامرها بالرغمِ من علمه بأنها لن تسمعه .
" بعد تشغيلِ بعضِ الأغنياتٍ من القائمةِ التي حددتها لليومِ إنه الوقت لحديثِ منتصفِ الليل الخاصِ بنا الآن ! اليوم مستمعينا سوف يكونون في متعةٍ جمةٍ لأنني سأتحدثُ عن أمرِ إخفاءِ هويتي ! "
تفاعلت أذنُ نامجون فوراً بمجردِ أن سمع كلمةَ 'إخفاءِ هويتي ' تلك .
بعدِ ثلاثِ سنواتٍ ( نعم نامجون كان يستمعُ لها طوال ثلاثِ سنواتٍ منذُ يومِ ترسم ) قررت إيون ول أخيراً أن تفصح بشئٍ عنها ؟!
بدأ نامجون يظنُ بأنه لن ينام الليلة !
" حصلتُ على الكثيرِ من الأسئلةِ عن هويتي في الآسك والتويتر وحسابُ الإف إم . أنا شاكرةٌ لكوني لا زلتُ أملكُ الكثير من المعجبين الذين يلتصقون بي بالرغمِ من أنهم لا يعلمون شيئاً عني أبداً ولكن .. هذا هو جمالُ إخفاءُ الهوية إليس كذلك ؟ هذا يبقي الناسَ في فضولٍ دائمٍ والفضولُ هو ما يجعلُ الناس يستمرون بالتقدم في فعلِ شئٍ ما ! " علقت إيون ول .
قطب نامجون حاجبيه وتمتم تحت أنفاسه " ولكن الفضول أيضاً قتل القطة ! "
" كلا ، أنا لا أستخدمُ هذا الفضول لأسلط الإهتمام علي . أعلمُ بأن هناك بعض الشائعاتِ تدورُ حولَ هذا الأمرِ في الآونةِ الأخيرةِ ولكني لا أستطيعُ التحكم في ما يقوله الناسُ عني . ما يهمُ أكثر هو مستمعيني ! هو ما تظنونه في إنفسكم .. إن كنتم تثقون بكونكم أشخاصاً ناجحين وأنتم تدفعون أنفسكم لتكونوا كذلك إيضاً فالناسُ من حولكم سيرونكم كذلك . في الجانبِ الآخر إذا كنتم ترون من أنفسكم أشخاصاً بلا فائدةٍ وتتبعون غيركم فقط فأنتم أيضاً ستستمرون بالتصرفِ بهذه الطريقة . كلُ شئٍ عائدٌ لكم يا رفاق ، عائدٌ على ما أخترتموه أنتم ؟ "
أومأ نامجون مع كلماتها بتوافقٍ أكثر  .
نامجون كان دائماً يحصلُ على ثناءٍ من المعجبين ومن كي - نيتزن ايضاً عن خياراته البالغة في انتقاء الكلماتِ لنصوصِ اغنياته وعن القصصِ التي يصورها بأغنياته .
كان شاكراً لكلِ هذا التقديرِ الكبير ولكن ما لا يعمله المعجبين هو أنه كان يحصلُ على الإلهامِ من احاديث أيونول العشوائية .
أكملت أيونول حديثها ذي الطرفِ الواحدِ قائلةً :" حسناً ..  أحبُ أن أبقي من هويتي سراً ولكن بي دي نيم طلبَ مني أن العب لعبةً مع مستمعيني ! وأغلبكم سيقولُ ' ماذا ؟ ما الذي ستجنونه من لعبةٍ كهذه ؟' وأنا حقاً أوافقكم في هذا بصراحةٍ ، ولكن لهؤلاءِ المهتمين كثيراً بهويتي ، ها هي الوسيلةُ أتتكم . إذا نجح أحدكم في تخمينِ إسمي بشكلٍ صحيحٍ ، بدونِ إسمي الأخير فأنا سوف اقابله ! إذاً الآن ، كلُ ما يجبُ عليكم فعله هو إرسالُ تخميناتكم لحسابي في التويتر واللعبةُ تنتهي عندما يضعُ أحدكم تخميناً صحيحاً !"
انتفضَ نامجون فزعاً لكلِ هذا ، لم يكن يصدقُ أذنيهِ ، دي جاي إيونول سوف تقومُ بلقاءٍ مع معجبٍ محظوظٍ وجهاً لوجه !
يعلمُ نامجون بكونه مشغولاً وكلَ هذا ولكنه لا يستطيعُ تفويتَ هذه الفرصة ، ليس في ملايين السنواتِ.
في هذه اللحظةِ ، أدركَ نامجون بأن الفوزَ بهذه اللعبةِ صار واجباً عليه - لأنها قد تكونُ تذكرةً للقاءِ حُبِ حياته .
سمعَ تصفيقاً مِن الراديو .
" حسناً يا رفاق ، الساعةُ الآن هي الثانيةُ عشرَ وخمسةٌ وأربعون دقيقةً صباحاً مما يعني بأنه الوقتُ لجزئي المفضل : أغينةٌ مُلهمةٌ .
معظمُ مستمعيني القديمين يعلمون بأنني لا أميلُ للبوب كثيراً ولكن الليلةَ مختلفةٌ ! هذه الأغنيةُ التي سأقدمها لكم الليلةُ هي أغينةٌ لفرقةِ فتيانٍ ، ما أحبه في هذه الأغنيةِ هو الصدقُ فيها وكميةِ الواقعيةِ فيها . النغمةُ تجذبُ وهي المُهدئُ المناسبُ لليلةٍ باردةٍ كهذه . إحضوا بضحكاتٍ صادقة مع كلماتِ الأغنية بينما تستمعون بها ! العطشُ واقعيٌ لكم يا رجال هههههه ، أقدمُ لكم أغينة ' ركلُ البطانيةِ ' لبانقتانِ سونينيدان!"
اللحنُ المألوفُ تلاعب على الراديو ليكون نامجون مرةً أخرى في حالةِ عدمِ تصديقٍ .
كما لو أن اللعبةَ ليست كافيةً لتحميسهِ ، حقيقةُ أن دي جاي أيونول قامت بتشغيلِ أغنيتهم - التي كتبها هو ( وهو يفكرُ بها ليكونَ صادقاً ) رمت بمشاعره وعواطفه ناحيةَ القمرِ .
سقطَ فكهُ ، ولعابه هدده بالسيلانِ من فمهِ حتى تذكرَ وأغلقه .
ابتسامةٌ ضخمةٌ زحفت على وجههِ عندما أدركَ بأن : دي جاي إيونول تعرفه !
هاتفه رنَ بقلةِ صبرٍ ، مشيراً لرسالةٍ واردةٍ جديدةٍ .
مِن : يونجي هيونغ .
إلى : نامجون .
يا رجل ، خمن ماذا ؟ هناكَ شخصٌ وضعَ أغنيتنا في عرضِ الراديو الخاص به ! إنتظر - أنت تعلمُ هذا بالتأكيدِ أكثر مني . ;)
عادةً ما يشعرُ نامجون بالحرجِ ويهددُ الأعضاء بأنه سيصفعهم عندما يضايقونه بـإعجابه ذو الطرفِ الواحدِ (أو ربما حبهِ ) لِأيونول ولكنه لم ينزعج الليلةَ أبداً!
•••
أنه مساءُ الأربعاءِ ، أسبوعٌ مرَ منذُ بدأت تلك ' اللعبة ' .
نامجون ، لكونه هذا المعجبَ الرسمي الذي هو عليهِ ، كان يرسلُ عشرةَ أسماءٍ كل ليلةٍ من حسابِ التويتر الخاص به ( نعم لقد فتحَ حساباً جديداً خصيصاً لهذه اللعبةِ)
كلَ ليلةٍ ، في منتصفِ الليلِ المظلمِ ، كانت إيونول تقومُ بالتحديثِ لمتابعيها عن هذه اللعبةِ وعليهِ ، لم يكن هناكَ فائزونَ حتى الآن .
كان نامجون سعيداً ، لأن هذا يعني بأنه لا زال يملكُ فرصةً له .
ولكن في نفسِ الوقتِ كان مستاءً لكونه لم يفز بعد .
أعني ، لرجلٍ مع نسبةِ ذكاءِ 148 مستحيلة ، كان قد توقعَ بأنه سيستطيعُ تخمينَ إسمها الأول ولكن تباً ، لم يستطع !
كان نامجون ساهراً الليلة مع هوسوك وشوقا في الأستديو . كانوا يقلبون عن بعضِ الأفكارِ الجديدةِ للساعاتِ السابقةِ ولكن على ما يبدو فإن مشاعر الأستياءِ والضيقِ والتوترِ قد تفاقمت في المكانِ .
عندما يقترحُ هوسوك عما يظنُ بفكرةٍ عبقريةٍ كان شوقا يحبطها بملاحظاتٍ حادةٍ شريرة وعندما يبوحُ شوقا بأفكارهِ هو كان على نامجون أن ينتقم بملاحظاتٍ ذكيةٍ مضيفاً أحاسيساً غاضبةٍ وبذيئةً أكثر للكلماتِ وبهذا سيسخرُ شوقا وسيعلقُ بما هو أشدُ بذاءةً لكونه أقواهم في الوقاحةِ والصراحةِ وكلاً من الإثنانِ المتبقيانِ لم يستمتعا بهذا .
في كلِ مرةٍ يكتبُ نامجون فيها بضعَ كلماتٍ سوف يتدخلُ هوسوك ساخراً منها .
الجميعُ متوترٌ ، شعرُ شوقا كان مبعثراً ومبهذلاً وهوسوك لم يتوقف عن الدورانِ في انحاءِ الغرفةِ بقلمٍ وورقةٍ في يديه .
" بحقِ الإله هوسوك ! توقف !" إنفجرَ شوقا .
توقفَ هوسوك في خطاه وأجابَ ببلهاةٍ :" أوقفُ ماذا ؟ "
“ هذا !" وضحَ شوقا .
" هذا الطوفُ الذي تقومُ به ! إنه يوترني !"
" ولكنه يساعدني على التفكيرِ ! " ردَ هوسوك سريعاً ودورةٌ أخرى من الشجارِ بدأت .
تأوه نامجون منغمساً في كرسيهِ للأسفلِ وشعره الأشقر منفلتٌ ومبعثرٌ كشوقا ، كرسيه تذمرَ وصرَ معه متوافقاً مع هذا الطويلِ .
بينما إثنانِ من الرابرز يصرخون بأعلى صوتهم ، أدركَ نامجون بأنه اكتفى فصفعِ بقبضتيه على الطاولةِ .
" أوقفوا هذا !" صرخَ بأعلى ما عنده .
" أوقفا كل هذا ! أنا سأذهبُ للمقهى في نهايةِ الشارعِ لألتقط نفساً ولربما للتفكيرِ لبعضِ الوقتِ . الليلةُ لن نعمل ! نحنُ نضيعُ الوقتَ بالتجادلِ هكذا !"
أخذ خطواتٍ واسعةٍ نحو سترته والتقطها .
أغلقَ عينيه ، أخذَ نفساً عميقاً وعدَ للثلاثةِ قبلَ أن يستديرَ مُجدداً لكلا العضوينِ .
" ارسلا لي طلبكما إن كنتما تريدانِ أي قهوةٍ ."
بهذا ، تركَ نامجون غرفة بانقتان الخانقةَ هذه .
كان هناك مقهىً لطيف صغير يبقى مفتوحاً طوال اليومِ في نهايةِ الشارعِ يزوره نامجون في أيامِ ما قبل ترسيمهِ .
بعد الترسيمِ  بطريقةٍ ما ، لم يحظى بوقتٍ ليذهبَ له بعدها .
وهذا كان قبلَ سنةٍ .
" يبدو بأن الموظفين قد تغيروا !" فكرَ نامجون .
غطى شعره الأشرق بالهودي الأسود وحدقَ في ساعته : 2:23am .
رأى بأنه لن يحتاجَ لكمامٍ اليوم بما أنها الثانيةُ صباحاً الآن .
دفع نامجون يديه في جيوبه سترته بلونِ الكراميل ومشى على الطريقِ .
تمنى نامجون لو تكونُ هذه ليلةُ الخميس ، حيثُ يحظى بالإستماعِ لصوتِ إيونول المريحِ .
عندما وصلَ نامجون أخيراً إلى المقهى ، دفعَ الباب الزجاجي ليفتحه لتدق الأجراس الخشبيةُ برنينٍ .
جالت عيناه في المقهى بأكمله ، رأى ثنائياً يافعاً في زاويةِ الغرفة وفتاةً وحيدةً مع نظاراتٍ سوداء حاده على الطاولاتِ التي عند النافذةِ .
' جيدٌ ' فكرَ ، لأنه وآخرُ شئٍ يحتاجه نامجون الآن - مع هذا المزاجِ المعكرِ طبعاً - هو كنزٌ مِن المعجباتِ !
شقَ نامجون طريقه ناحية الكاونتر ، حيثُ يفترضُ أن يطلبَ المشروب الذي يريديه ولكن لم يكن هناك وجودٌ لأحدٍ خلفَ الصرافِ .
عبسَ نامجون وحاجبيه الثخينانِ عبسا في خطٍ واحدٍ .
هل الخدمةُ هنا متدهورة ؟!
هزَ قدميه بلا صبرٍ مُقرراً أن ينتظر قليلاً أيضاً قبل أن يدمرَ هذا السلامَ في المقهى .
إلى الآن لم يوجدُ أي ظهورٍ للمحاسبِ أو النادل .
صنعَ نامجون صوتاً متذمراً بحدةٍ والذي بدى كصوتِ نخيرِ الخنزيرِ .
تمتمَ بشئٍ عن هذه الخدمةِ السيئةِ تحت أنفاسهِ وكلِ هذه الأحوال التي كانت كلها ضده اليوم قبلَ أن يقولَ بصوته المنخفضِ الواضحِ المعتادِ :" عذراً ؟ هلا قدمتُ طلبي؟!"
سلسلةٌ مِن الخطواتِ المتتاليةِ سُمعت من الداخلِ حيثُ غرفةِ العاملين خلف الكاونتر وأذنا نامجون الحادة التقطت صوتاً أنثوياً يتمتمُ عن كيفَ ستتجاوزُ هذه المصيبةَ التي أحدثتها عندما سيحاسبها الرئيسُ .
ضحكَ نامجون خلسةً ، يبدو بأنه ليسَ الوحيد الذي يعاني من ليلةٍ سيئةٍ .
تفقدَ نامجون هاتفه لمرةٍ أخيرةٍ لأي رسائلٍ من الرابرز الآخرين .
'لا شئ .. همم فليخدموا انفسهم ' فكرَ نامجون وهو يغلقُ هاتفه مُجدداً .
طرقَ بأصابعه على الكاونتر الرخامي حتى ظهرت العاملةُ مِن البابِ .
تفحصها نامجون من رأسها لأخمصِ قدمها .
عيونٌ كالقطةِمع مكياجٍ خفيف .
رفعَ حاجبيهِ بتعجبٍ لأنه من النادرِ أن تجدَ فتاةً كوريةً تجرؤ على الخروجِ بدونِ مكياجٍ .
سترةٌ سوداء ، شعرٌ طويلٌ مع أطرافٍ شقراء ، فكرَ نامجون بأن مصمم شعرها قام بعملٍ جيدٍ في صبغةِ شعرها الشقراء الفاتحه .
كونفرس حمراء .. تمنى نامجون بأن لا تكونَ مُعجبةً . كان نامجون دائماً الأسوأ في تنفيذِ طلباتِ المُعجباتِ ، كان يفضلُ تركَ هذا لجيمين وهوسوك .
رآها نامجون تدسُ هاتفها في جيبِ بنطالها وهي تسيرُ نحو الكاونتر .
هاتفه الشخصيُ رنَ بعدها وافترضِ نامجون بأنها رسالةٌ من هوسوك أو شوقا لذا فتحَ قفلَ هاتفه .
بدلاً عن رسالةٍ ، قوبلَ نامجون بمفاجأةٍ جميلة : إشعارٌ من التويتر يقول بأن إيونول غردت للتوِ .
ابتسامةٌ شقت وجهه ببطئٍ ، كلُ التذمراتِ التي كان يسجلها ويعدها سابقاً عن هذه العاملةِ توقفت .
سوفَ يتفقدُ التغريدةَ لاحقاً إذاً .
أسوت النادلةُ من قامتها ، واقفةً بطولها الكاملِ ليلاحظ نامجون بأنها طويلةٌ حقاً ، حوالي 170 سمٍ أو ربما أطول ، ظنَ ذلك فنسبةً لكونه بطولِ 180 سمٍ رأس هذه الفتاةِ كان يصلُ لنهايةِ صدره وهذا يعني بأنها ستكونُ بهذا الطولِ .
'لربما يجوزُ أن تصبح عارضهً ! ' فكرَ بسذاجةٍ .
ابتسمت له وقالت : " اعتذرُ عن اهمالي . " اعتذرت .
" هل لي بأخذِ طلبك ؟! "
أسوى نامجون من نفسهِ ، ليس دائماً ما يقابلُ فتاةً طويلةً لذا شعرَ بحاجةٍ فجائيةٍ لإظهارِ أنه أطولَ منها ... شئٌ من شؤونِ الرجالِ .
" أجل ." أجابَ بصوتهِ الذي كالباريتون .
" أريدُ الموكا مع كريما مخفوقة إذا سمحتي ."
" حسناً !" سجلت الطلب في الصرافِ .
" هل تريدُ أن نضعَ معه قطعةَ كيكٍ؟! "
حدقَ نامجون لهذه الكيكةِ اللذيذةِ في العرضِ بجوعٍ .
شعرَ حقاً بتضورِ حلوياتٍ ولكنهم سيقيمون عودةً ل ' حرب الهرموناتِ ' بعدَ اسبوعٍ ..
لا يستطيعُ أن يقوم بأدائه بطنٍ منتفخةٍ او وجناتٍ مُمتلئه ، تنهدَ .
" لا سأتجاوزُ هذا ، شكراً لكِ ."
" حسناً !" أجابته بمرحٍ ، صوتها مختلفٌ عن هذه الليلةِ المظلمةِ في الخارجِ
أخذت الفتاةُ بعدها قلماً حبراً من جيبها قائلةً : " إسمكَ ، سيدي ؟"
ترددَ نامجون قليلاً ، لم يكن يعلمُ أيعطيها إسمه الحقيقي أم إسمه الفني أو غيره ..
بعيداً عن هذا ، لم تكن تبدو كمعجبةٍ ولكنه لم يرد أن يضيعَ من فرصته لذا أجابَ قائلاً : " إيونول!"
رفعت الفتاةُ حاجبها ولكنها لم تسأله .
" إيون .. ول . هنا ! انتظر للحظةٍ أرجوك حتى أجهزَ شرابكَ ." ابتسمت له واستدارت لتلحق بعملها .
تذكرَ نامجون أن يتفقد علامةَ إسمها على القميصِ مرةً ولكنه نسي ذلك فوراً عائداً لهاتفه .
هذه المرة غردت إيونول بتغريدةٍ طويلةٍ عكسَ العادةِ .
' اه .. لقد مرَ أسبوعٌ منذُ بدأتم تخمنون إسمي ! لسوءِ الحظِ ، لم يصب أحدكم في وضعِ الجوابِ الصحيحِ بعد ، ياللأسفِ .
إذاً ، سوفَ أمنحُ متابعيني المذهلين تلميحاً ! إسمي له علاقةٌ مع إسمي الفني !

" هممم .. " فكرَ نامجون بصوتٍ عالٍ .
" الظل ؟ ما الذي سيكونُ مرتبطاً مع الظلِ ؟! " تساءلَ .
شعرَ بطرقةٍ على كتفه فاستدارَ للوراءِ ليجدَ النادلة تمده مشروبه بأدبٍ .
" شرابكَ ، سيدي ."
قبل نامجون طلبه مع إنحناءةٍ وكلمةِ شكرٍ مستديراً ليتركَ المقهى الفارغ .
قبلَ خروجه ، سمع صوت العاملةِ تناديه .
" سيدي ، ما الذي تظنُ به في أمرِ ' الجنوبِ ' و ' الشمالِ ' ؟"
" عذراً ؟!" ازدرء نامجون .
" الإتجاهاتُ ، الشمالُ والجنوبُ ؟" كررت له .
صمتَ نامجون قليلاً . اولاً ، لماذا هذه العاملةُ غريبةٌ جداً ؟ ألا يمكنها العودةُ لما كانت تفعله قبلاً مع هاتفها فقط ؟
ثانياً ، لماذا تسأله سؤالاً غريباً كهذا؟ ألا يمكنها أن تدبق على عملاءٍ آخرين .
أرادَ أن يتجاهلها ، كان متعباً من السهرِ طوالَ الليلِ محاولاً أن يكتبَ كلماتاً لأغنياته ، كان أكثر حتى مِن خاملٍ من جدولِ اعماله الامنتهي ( ليس وكأنه يتذمرُ ) وكلِ هذا وكلُ ما أرادَ فعله الآن هو أن يتمتعَ بقهوتهِ في وقتِ راحته قبل أن يعودَ للعملِ ، هل هذا صعبٌ ؟
ولكنه يعلمُ ايضاً بأنه لا يستطيع فعل هذا ، لأن له صورةً يهتمُ بها أمام العامةِ .
لذا بدلاً عن إجابتها بوضوحٍ سألَ بترددٍ : " لماذا تسألينني هذا ؟"
" اوه ، لا شئ مهم ، " لوحت بنفيٍ وكأنها تجعلُ من سؤالها يحلقُ بعيداً .
" كنتُ أقومُ بواجبِ اللغةِ الآن وكنت عالقةً في هذا السؤال . ظننتُ بأنه لربما قد تكونُ قادراً على مساعدةِ طالبةٍ مثلي !"
سوى نامجون من سترته .
لماذا لا تستفيدُون من العقولِ دام أنكم تملكونها  ؟ " فكرَ نامجون .
" حسناً ، سأبذلُ جهدي . ما كانَ السؤالُ مُجدداً ؟!" استدار ليقابلها .
" رائعٌ !" ابتهجت وصفقت بيديها معاً .
" السؤالُ هو : ما الكلمةُ التي تقفزُ في عقلكَ عندما تسمعُ كلمتا ' شمال' و ' جنوب ' ؟ "
توقفَ نامجون عن الحركةِ وفكرَ عميقاً .
وضعَ شرابه وكلتا يداه على الكاونتر الرخامي وتأملَ قليلاً والفتاةُتدرسه بأعينٍ يملأها التحمسُ .
" هيا !" وبخته وطقطقت اصابعها مراراً وتكراراً .
" يجبُ أن تخطرَ على بالكَ فوراً !"
" إذاً لماذا لا تفكرين به بنفسكِ ؟" سخرَ نامجون بصوتٍ لاذعٍ ولكنه ندمَ بعدها لكونه تواقحَ .
حدقت به العاملةُ قليلاً ، ولم يكن باستطاعته سوى أن يكررَ كلمةَ ' لقد تواقحتُ ' في رأسه الآفَ المراتِ .
ولكن بدونِ عدوانيةٍ كما توقعَ نامجون ، انفجرت الفتاةُ ضاحكةً بازعاجٍ مسببةً تحديق البعضِ من الزبائنِ لهم .
" حسناً .. لو كنتُ قادرةً على إدراكِ الجوابِ بنفسي لما كنتُ سألتكَ صحيح ؟" رمت جواباً لنامجون بمزحٍ بعد أن أنهت ضحكها .
سقطَ فكُ نامجون ، هذه الفتاةُ !!
بدت راضيةً عن ردةِ فعله .
" هذا ما أظنه ، " قهقهت .
" إذاًما جوابكَ ، سيدي ؟"
" أضدادٌ ." تمتمَ نامجون أخيراً .
" أضدادٌ !" كررَ بصوتٍ أعلى .
" اه .. إذاً هذا هو الجواب ! شكراً سيدي !" وبهذا ، سمحت له اخيراً بالذهابِ ، زيادةً على إنزعاجه .
وبسببِ هذا ، فشلَ نامجون فب ملاحظةِ .. ذلك اللمعانِ الشيطاني في أعينها ~

•••
ثلاثُ أيامٍ مرت برمشةِ عينٍ ، وأصبحَ اليومُ هو السبتُ .
أسبوعانِ مرا منذُ بدايةِ اللعبةِ وحتى الآن لم ينجح أحدٌ في تميزِ إسمها الحقيقي وكان ايضاً واضحاً جداً أنها بدأت بالقلقِ .
كانت هذه ثلاثةُ أيامٍ مضت ايضاً منذُ حادثةِ المقهى .
تلك الكلمةُ 'أضدادٌ !' كانت عالقةً في عقلهِ .
كان منزعجاً كفايةً ، بدايةً مِن متاعبِ تيهيونغ الا منتهيه ( كان مصراً على رمي لوليبوبز دبقه في عرضٍ موسيقيٍ على المسرحِ وبسببِ هذا دخلَ نامجون في عدةِ مشاكلٍ ) وثانياً بسببِ المقابلاتِ اللا منتهيه مع بي دي نيم عن جولتهم الأسيويةُ القادمة :  ' الرصاصةُ الحمراء' وثالثاً ، هذه اللعبةُ التي لا يبدو بأنه سيفوزِ فيها.
إنها تقريباً التاسعةُ مساءً الآن ومسرحُ الميوزك كور انتهى قبل حوالي ساعةٍ .
بانق بي دي بدى اليوم في مزاجٍ جيدٍ مميزٍ لذا قرر أن يعطيهم بقيةَ اليومِ كأجازةٍ ( والذي تبقى منه أربعُ ساعاتٍ فقط ) . ليس وكأنهم يتذمرونَ طبعاً .
هوسوك وجين ذهبا للتسوقِ في ميونغ دونغ ، الماكنيز ذهبوا لحفلةٍ في نورا إبانغ القريبة وشوقا كان خارجاً مع حبيبته سورا ( والتي يصرحُ شوقا بأنها ليست حبيبته وهما ليسا حبيبةً وحبيباً رسميانِ إنما هذه مجردُ علاقةٍ ولكن حقيقةً نامجون لم يجد فرقاً ما بين مجردِ علاقة وعلاقة رسمية ! )
بقى نامجون في السكنِ وحده ، لأنه كان متعباً كفايةً ليخرجَ خارجاً وهو يعتقدُ بأن هذا الوقت لربما سيكونُ وقتاً جيداً للجلوسِ بهدوءٍ والتفكيرِ في حلٍ لهذه اللعبة .
فقط عندما خرجَ نامجون مِن الحمامِ ، فُتحَ بابُ السكنِ مع دويٍ .
رفعَ نامجون رأسه بفضولٍ . لم تكن هناك إمكانيةٌ لعودةِ أيٍ منهم الآن !
" نامجون ؟" سوتٌ ناداه ليميز نامجون بأنه صوتُ شوقا .
" اوه ، هيونغ ؟ عدتَ من موعدكَ ؟ بهذه السرعةِ ؟" علقَ وهو يفركُ شعره المصبوغٍ بالوانِ الحلوى المختلفه بمنشفته .
عندما خرجَ من غرفته ، كان مصدوماً برؤيةِ شوقا وحده ولكن معه طفلٌ صغيرٌ ايضاً .
" جيسون ؟!"
" رابمون هيونغ !" الفتى الصغيرُ نادى ملوحاً بيديه الصغيرتانِ بتحمسٍ .
كان نامجون يحبُ كيف يرفضُ جيسون دائماً مناداته بإسمه الحقيقي وبدلاً يناديه بإسمه الفني لأنه وبالنسبةِ لجيسون كان رائعاً إمتلاكه لعمٍ وحشٍ .
" يو ، مرحباً يا صغير !" قال نامجون ضارباً قبضته بقبضةِ جيسون محولاً نظره لشوقا بينما بينما يسيرُ لجيسون بعينه .
" فسر هذا !"
" اه . نعم ، كما ترى ، " فسرَ شوقا .
" سورا عُلقت كجليسةِ اطفالٍ مُجدداً ، ولكنني حقاً أريدُ قضاء وقتٍ لوحدي معها ، لذا منذُ أنك في المنزلِ ، كنتُ أظنُ بأنك ستساعدنا في مجالسةِ جيسون بدلاً عنا !"
تحنطَ نامجون ، لم يكن حقاً الأفضلَ مع الأطفالِ !
كان جيسون غالباً يلعبُ مع الماكنيز  وهذا لربما لتقاربِ الأعمارِ ولكن الآن بكونهِ وحده ، لم يكن حقاً يعلمُ كيف يهتمُ به .
" لماذا لا يمكنكَ فقط أخذه معك ؟"تذمرَ نامجون .
رمى شوقا لنامجون نظراتٍ ك ' حقاً ؟ معنا ؟ في موعدٍ ؟! ' فتنهدَ نامجون بهزيمةٍ .
" حسناً ، سأفعلها . فقط عُد بسرعةٍ، من الأفضلِ لكَ أن تستمعَ بموعدكَ ومن الأفضلِ أن يوجدَ بعضُ الأفعالِ المثمرةِ ايضاً ، حسناً ؟ لا تدعني أضيع خدمتي هباءً !" حذره فردَ شوقا عليه بإبتسامةٍ متكلفةٍ .
شد جيسون على طرفِ منشفةِ نامجون المبتلة .
" أيُ أفعالٍ مثمرة ؟ "
" اه .. " نظفَ نامجون حنجرته .
" ليس شيئاً يجبُ أن تكونَ فضولياً بشأنه !"
ضحكَ شوقا بقوةٍ بينما يشاهدُ التضادَ المربكَ بين كليهما وعلى رأسِ القائمةِ : نامجون طويلٌ للغايةِ والفرقُ في الطولِ بينهما فقط جعله يضحكُ .
" مذهلٌ ، يجبُ أن أذهبَ الآن لا أستطيع التأخر ، سورا تنتظرني أسفلَ الدرجِ ، أراكَ لاحقاً . شكراً !" ضربَ كتفَ نامجون .
دنى بعدها ليصل لمستوى جيسون.
" كُن جيداً مع هذا الهيونغ الطويلِ غريبِ الأطوارِ هنا ، حسناً ؟ سوفَ أعودُ مع سورا نونا الخاصةُ بك قريباً ."
وضعَ جيسون يداه الممتلئتانِ على وجنتي شوقا وسحقهم معاً .
" حسناً يونجي هيونغ . عد بسلامةٍ مع سورا نونا وأطعمها طعاماً لذيذاً. سوفَ أخبركَ سراً !" حوطَ بعدها جيسون بأذنِ شوقا وهمسَ :" سورا نونا تشتهي أرجلَ الدجاجِ كثيراً مؤخراً !"
" واو ، شكراً لهذه المعلومةِ يا صاح!" بعثرَ شوقا شعرَ جيسون الناعم .
" أنت فتىً جيد ."
دنى جيسون وقَبلَ وجنة شوقا بلطفٍ .
" إلى اللقاء ، يونجي هيونغ !"
قهقه شوقا بصدقٍ وقال توديعاته قبل أن يختفي بسرعةٍ تماماً كما ظهرَ قبل دقائقٍ مضت تاركاً نامجون وجيسون وحديهما خلفه .
حدقَ جيسون لنامجون بانتظارٍ مع أعينه اللامعةِ ممسكاً بيدِ نامجون .
" ما الذي يجبُ علينا فعله ، رابمون هيونغ ؟"
وكم تمنى نامجون معرفةَ إجابةِ هذا السؤال بنفسهِ .
•••
بعدَ ثلاثينَ دقيقةٍ ، كان نامجون مرتاحاً تماماً مع جيسون ، لأن هذا الفتى له قدرةٌ على جعلِ الناسِ من حوله يسعدون سريعاً .
كان الإثنانُ يستلقيانِ على السريرِ ، يستمعون لأغنياتٍ عشوائية من ألبومهم ' دارك & وايلد ' بينما يقلبون في التويتر من هاتفِ نامجون .
جيسون يرتشفُ من حليبه الساخن( حمداً لله ، كان هناك كرتونٌ أخيرٌ من الحليبِ ) .
عندما بدأت اغنيةُ ' سايفر بارت 3 ' بالعملِ ، صاحَ جيسون فجأةً .
" هذه الأغنية !"
لثانيةٍ واحدةٍ ، خاف نامجون من أن جيسون قد يبدأ في حالةِ معجبين جنونينه كتيهيونغ فهو يعلمُ بأنه حقاً لا يملكُ وقتاً لتحملِ هذا .
لحسن حظهِ ، وضعَ جيسون اصبعه على شفتيه صامتاً
" لا تخبر يونقي هيونغ ، ولكن هذه أغنيتي المفضلة في كلِ الألبوم !"
رفعَ نامجون حاجباً بتعجبٍ .
" استمعت لكلِ الألبوم ؟"
" نعم ، مع سورا نونا . هي تـــحـــبُ أغاني هيونغ كثيراً ، هي تشغلُ كل الألبوم لي كلَما ذهبتُ لمنزلها ." بدأ جيسوة بالفواقِ .
قهقه نامجون لمنظرِ جيسون اللطيف وهو يثملُ بالاكتوز .
" ولكن أليست هذه الأغنيةُ كبيرةّ عليكَ لتستمعَ لها ؟" فكرَ نامجون .
مقدارُ التدنس والألفاظ البذيئة في الأغنيةِ ( إعتماداً على شوقا ) يعتبرُ كثيراً جداً على معجبٍ في عمرِ أربعِ سنواتٍ !
“ يونقي هيونغ قال بأنها تدعى ' بذاءةٌ ' ولكن لا بأس ما دام أنني لن أستخدم هذه الكلمات ." أجابَ جيسون .
قهقه نامجون . هذا اليونقي هيونغ يعلمُ الصغار كل ما هو خاطئٌ .
" لماذا لا يمكنك إخباره بأن هذه هي أغنيتكَ المفضلة ؟" سألَ نامجون مُجدداً
" لأن ،" فهقَ جيسون مُجدداً .
" يونقي هيونغ يظنُ بأن أغنيتي المفضلة هي ' لت مي نو ' لأنه أنتجها " هزَ جيسون رأسه ببطئٍ .
" ولكن ، هذا ليس صحيحاً كيكيكيكي ."
ضحكَ نامجون بقوةٍ على طرائفِ هذا الفتى الصغير موافقاً ، " نعم ، سوفَ يركلُ مؤخرتك الصغيرة إذا علم بأنك تحبُ هذه عن خاصته !"
همهم جيسون بموافقةٍ وضحكَ بنعومةٍ .
" ولكن !" صرخَ جيسون فجأةً جافلاً من نامجون .
" عندما أكبر ، أريدُ أن أصبح منتجاً ورابر .. موسيقياً ! كما يونقي هيونغ ."
ابتسم له نامجون وغمازته تظهرُ للعيانِ قارصاً وجنة جيسون الممتلئة بلطفٍ .
" يونقي هيونغ سيكون سعيداً لسماعِ هذا ."
استدارَ جيسون لنامجون ودنى له مخرجاً يده ليقرص وجنة نامجون أيضاً ولكن يده انغرست في غمازةِ نامجون .
" اوه ! هيونغ ؟ لديكَ حفرةٌ في وجهك !"
تظاهر نامجون بالأستياءِ .
" هذه ليست حفرةً ! إنها غمازه !"
"كيكيكي ، كلا إنها حفرة ، هل يعلقُ الماء فيها عندما تغسلُ وجهك ؟"
" هذا المزعجُ الصغير !"
وفصلٌ آخرٌ من الدغدغةِ بدأ ~

•••
إنه تقريباً منتصفُ الليل ، ولكن لا أحد من الأعضاء قد عادَ بعد .
ظنَ نامجون بأنهم أخذوا هذه الإستراحةِ القصيرةِ على محملِ الجدِ كثيراً .
لم يبدو جيسون متعباً رغماً عن هذا الوقتِ ، كان يشغلُ نفسه ببعضِ الألعابِ في الآيباد الخاص بنامجون ونامجون كان يحدقُ به من الجانبِ بهدوءٍ فقط .
الأكبر أستخدمَ هذا الوقتَ في التفكيرِ باللعبةِ ولكن فجأةً حديثه مع النادلةِ ذاك اليوم طرأ على باله .
" تعاسكاتٌ .." بلا وعيٍ انزلقت تلك الكلمةُ من شفتيه .
" همم ؟ ما كان هذا هيونغ ؟" سأل جيسون .
" لا شئ مهم ، هيونغ فقط لديه لغزٌ ليحله ." أجابه .
" أنا أحبَ الألغاز !" هتفَ جيسون .
" أخبرني به هيونغ !"
لا يوجدُ ضررٌ في إخبارِ جيسون اللعز لذا قام نامجون بفعلها فقط .
" إيونول هو .. ظلٌ ؟ لربما ظلمةٌ أو اللونُ الأسود ولكن لا أظنُ بأن الألغاز بهذه السهولةِ هيونغ !" تعذرَ جيسون .
" اه ، قبل أن تخبرني اللغز أنت قلتَ شيئاً ولكنني لم أسمعه .ما الذي قلته بالضبطِ هيونغ ؟"
" تعاكساتٌ ، لماذا ؟"
" ما عكسُ الظلِ ، هيونغ ؟"
" النور ؟ الشمس ؟!"
" هذا يبدو صحيحاً ، " أومأ جيسون .
ولكن بعد صمتٍ متواصلٍ طويلٍ ، تحدثَ جيسون مُجدداً .
" ولكن لا أظنُ بأن هذا هو الجوابُ هيونغ !"
همهم نامجون بموافقةٍ وحلقت هذه المحادثةُ بعيداً .
مهما يكن ، جيسون ، بكونه طفلاً نشيطاً لا يستطيعُ البقاء ساكناً قام بالركضِ نحو غرفةِ المعيشةِ والتقط حقيبته .
" ياه ! إلى أين ذاهب ؟ " صرخَ نامجون بعده .
لم يجبه جيسون ولكن بعدها عاد للغرفةِ مع حقيبةِ مدرسته .
قفز للسريرِ معانقاً حقيبته فاتحاً إياها بعدها .
بينما يخرجُ كتبه منها قالَ :" سورا نونا قالت بأنك ذكيٌ جداً رابمون هيونغ . هل يمكنك رجاءً مساعدةُ جيسون في واجبه ؟ "
لم يستطع نامجون حملَ نفسه ليرفضَ طلبَ الفتى ذو أعينِ الجروِ اللطيفةِ هذه لذا وافقَ فقط حتى مع أنه لم يكن متأكداً من كونه سيبلي جيداً بعيداً عن 148 % كمعدلِ ذكاء .
" ياي !" أقامَ جيسون حفلَ رقصٍ مصغرٍ وفتحَ كتابه لصفحةٍ معينه.
كان هناك أربعُ صورٍ منفصلةٍ في الصفحة مع مربعاتٍ فارغةٍ أسفلَ كلَ صورة .
لاحظ نامجون كلمة ' الفصول' في أعلى الصفحة لذا توقعَ ما سيكونُ موجوداً في الصورِ .

نقرَ جيسون على صورةٍ للحافٍ أبيضٍ من الثلجِ ورجلِ ثلجٍ وناسٌ يلبسون ملابس تزلج .
" ما هذا هيونغ ؟"
كان نامجون يعلمُ بأن الطريقةَ المثلى ليتعلم الشخصُ هو بأن يبحث عن الجوابِ بنفسهِ ولا يحصلَ عليه ببساطةٍ لذا أسندَ ذقنه بقبضته وأعادَ لجيسون سؤالاً قائلاً :" وما الذي تظنُ أنه يكون ؟"
" حسناً .. " بدأ جيسون يدرسُ الصورة .
" ظننتُ بأنه ثلج ( 눈 ) ولكن هذا لا يناسب الفراغ في المربع .."
" حسناً ماذا عن هذا ، متى ترى الثلج ؟"
صمتَ جيسون قليلاً قبل أن تتنور عيناه فجأةً .
ابتسمَ له نامجون بأبوةٍ لعلمه بأن جيسون أدركَ الجواب .
" الشتاء ( 겨울 ) !" هتفَ جيسون بسعادةٍ .
" شكراً لك نامجون هيونغ !"
بعدها أشار جيسون لصورةٍ  لأزهارِ كرزٍ متفتحه لشجرةٍ في منتزهٍ مليئٍ بالإزهارِ المتفتحه .
" ماذا عن هذا رابمون هيونغ ؟"
" ماذا تبدو لك هذه الأشياء الملونة كلها ؟"
" همم ، أزهار ؟ "
" صحيح . متى ترى الأزهار في أفضل حالاتها ؟"
" عندما .. تكونُ على رأسِ سورا نونا !" صرحَ الطفلُ بخجلٍ .
انتقل نامجون لضحكةٍ عاليةٍ من القلبِ ومرر أصابعه في شعرِ جيسون الناعم بلطفٍ .
" أنت حقاً تحبُ سورا نونا ، صحيح؟"
" بالطبع !" شقت وجهه ابتسامةٌ واسعةٌ .
" حسناً سأخبرك بجوابِ هذه ، إنه الربيع ( 봄) "
" اوه .. الربيع .." تمتم جيسون وهو يسجلُ الجوابَ في كتابه .
بعدها حدقَ في نامجون قائلاً :" هيونغ ، أظنُ بأنني اعرفُ جواب الصورتين الباقيتين هيهي ، شكراً لمساعدتك ! "
" لا مشكلة !" ردَ عليه شاغلاً نفسه في هاتفه مُجدداً
لم تدم استراحته كثيراً حتى ما حدقَ به جيسون بإحراجٍ .
" امم .. هيونغ ؟ كيف تكتبُ الصيف ( 여름 ) ؟"
التقط نامجون القلم ودنى نحو كتابِ جيسون .
الصورةُ تعرضُ فتاةً وفتى يلعبانِ بسعادةٍ ويتناولانِ المثلجاتِ في حقلٍ مفتوحٍ مع شمسٍ كبيرةٍ تعتليهم وظلهم الطويلُ يستلقي على العشب .
بسرعةٍ كتب الكلمةٍ في الفراغِ وأعادَ القلمَ لجيسون .
ثبتت عينا نامجون على الصورةِ طويلاً عندما توسعت عيناه بادراكٍ فجأةً .
هذه هي ! هذا هو جوابُ اللغزِ الذي كان في عقله منذُ ثلاثةِ أسابيعٍ .
" يوريوم ( 여름 ) الصيف !"
" له صلةٌ مع إسمي الفني !"
في الصيف ، عندما تشعُ الشمس بقوه كلُ شئٍ سيتركُ ظلاً .. والذي هو ' إيونول !"
تعاكسات !
لم يعلم لماذا ولكن تلك الكلمةُ ظلت عالقةً في عقله كثيراً ، لربما لأن جيسون أيضاً ذكرها .
في الصيف ، تكون الشمسُ منيرةً والهواء دافئٌ والذي هو تماماً معاكسٌ للبرودةِ والظلمةِ التي يجلبها الظل .
مع قلبٍ يخفقُ ويدانِ متعرقتانِ مرتجفتانِ ، التقط نامجون هاتفه وفتح برنامج التويتر .
اعتاد على ارسالِ تخميناته لإسمها كلَ ليلةٍ ولكن بدلاً عن إرسالِ عشرةِ اسماءٍ ككلِ مرة  ، اكتفى نامجون بإرسالِ واحدٍ فقط الليلة .
واحدٍ يملكُ فيه إيماناً كبيراً .
صنع ملاحظةً عقليةً لنفسه بأنه سيشتري لعبة ومثلجاتٍ لجيسون إذا كان جوابه صحيحاً وسوف يزور تلك النادلة الغامضة ايضاً .
تفقد نامجون الوقت بهاتفه .
1:06am .
سيجبُ عليه أن ينتظر لليلةِ الغدِ ليجدَ النتائج بما أنه أضاع منتصف الليل في البقاءِ مع جيسون .
لإولِ مرةٍ في حياته المستقيمة ، لم يستطع نامجون الإنتظارَ للوقتِ ليمرَ بسرعةٍ .

•••
قُضيَ اليومُ التالي في غرفةِ التدريب .
كلما حصل الفتيانُ على استراحةٍ ، سيثبُ نامجون نحو حقيبته مخرجا هاتفه بتوترٍ .
ولكن في كلِ مرةٍ يفتحه ، سينتهي به الأمرُ بتعبيرٍ خائب .
" ما الأمرُ معه ؟" سأل جيمين جالساً وهو يقاطعُ قدميه على الأرضِ مواجهاً نامجون .
جلسَ تيهيونغ بجانبِ صديقه وأسندَ صدره بركبتيه .
" لا أعلم !" سأل رافعاً كتفيه .
" حبيبة ، لربما ؟ "
تفحصَ جيمين ملامحَ نامجون الهادئة وهزَ رأسه .
" لا أظنُ ، نامجون هيونغ يعلمُ ماهو أفضلُ من الأنقيادِ في علاقةٍ"
" ولكن لو ملكَ أحدهم حبيبةً سراً فهو سيكون هيونغ ، إنه ذكيٌ بما فيه الكفايةُ ليخفي الأمر ." علقَ تيهيونغ بتذاكٍ .
شوقا ، الذي مرَ على حديثِ هذين الإثنين ، عبسَ وصفعَ مؤخرة رأس تيهيونغ .
"  يا يا يا ! ماذا عني ؟ يمكنني إخفاء علاقةٍ لي لو حاولتُ أيضاً ."
" اوه ، تعني علاقتك مع سورا
نونا ؟" ابتسمَ جيمين بخداعٍ وتيهيونغ إبتسمَ بشرٍ ضارباً كفه بكفِ جيمين .
" مزعجان !" ضربَ شوقا مؤخراتهما بقنينته .
" إنتظرا حتى أضع يدي عليكما الإثنين .. لو فقط لم أكن متعباً ومتكاسلاً !"

•••
" لماذا مكتئبٌ يا صاح ؟ " نقر جين على كتفي نامجون في طريقِ عودتهم من التدريب .
إنها 12:36 صباحاً وبغرابةٍ ، لم تحدث إيونول تغريدةً عند منتصفِ الليلِ كما العادة .
كان نامجون يتطلعُ حقاً لهذه الليلة ، لأنه كان متأكداً من أن الأسمَ الذي كتبه صحيحٌ .
تنهدَ نامجون للمرةِ التاسعةِ هذه الليلة .
" لم تغرد .. "
فهم جين فوراً ما كان نامجون يرمي إليه منذُ أن الفتاةَ الوحيدةَ التي يذكرها نامجون دائماً هي إيونول .
" اوه ، " أجابَ جين .
" حسناً .. أعطها بعض الوقت . لربما هي مشغولةٌ صحيح ؟ أعني ،كلٌ لديه حياته الخاصةُ أيضاً . هي لا تعيشُ حياتها كأيونول طوال اليوم . يجبُ عليها العودةُ لحياتها طبعاً ولربما طرأ شئٌ ما ، لربما هي ليست أيدول ولكن هذا لا يعني بأنها ليست مشغولةً مثلنا . "
ربتَ بعدها جين على كتفِ نامجون وذهبَ .
" أراكَ لاحقاً ، سأسبقُ لأغتسلَ قبل أن أتعاركَ مع الماكنيز ، لا توجدُ لدي طاقةٌ لأتجادل مع أحدهم اه .. العمر !" تمتم راحلاً .
لوح له نامجون بوهنٍ وطرقَ على شاشةِ هاتفه مُحدقاً في صورةٍ جماعيةٍ للأعضاء .
' اه ، يجبُ علي تصفيةُ أفكاري ! '  فكرَ .
•••
بعد خمسةَ عشرَ دقيقةٍ ، وجدَ نامجون نفسه يعودُ لذلك المقهى مُجدداً .
فتحَ البابَ بحذرٍ والأجراسُ رنت بجمالٍ .
" مرحباً ، كيفَ لي أن أساعدك ؟" غرد صوت النادلةِ .
رفعَ رأسه لها فوجدها نفسها تلك النادلةُ من المرةِ السابقة .
" اوه ، هذا أنت " ابتسمت له .
" مرحباً ، إيونول ."
" أهلاً ،" أجابها، مُتعجباً خلسةً من كونها لا زالت تتذكرُ إسمه .
' لربما لا يأتي لهنا عديدٌ من الزبائن' فكرَ مُبرراً .
" هل لي بأمريكانو ؟"
أومأت له وهي تكتبُ طلبه .
" هنا أم ستأخذه ؟"
ترددَ للحظةٍ ثم ردَ :" هنا !"
" سيأتي الآن !"
خطى نامجون نحو زواية المقهى وجلسَ منتظراً قهوته لتصل .
أخرج هاتفه من جيبه ، مُجدداً لا وجودَ لإشعاراتٍ .
أزال قبعته وخلخل يده في شعره ذي لونِ لعكةِ الفقاعاتِ .
لم يبقى لوحده طويلاً لأن النادلة أتت مع الشرابِ سريعاً أو بتحديدٍ أدق مع المشروباتِ !
" أنا متأكدٌ من أنني طلبتُ واحداً فقط !" صرحَ عابساً .
وضعت النادلةُ المشروبين على الطاولةِ ووضعت يدها على وركها.
" مَن قال بأنه لك ؟"
جلست بعدها براحةٍ على الكرسي أمامه وارشتفت من المشروبِ الآخرِ بهدوءٍ تاركةً نامجون فاغراً .
من تظنُ هذه الفتاةُ نفسها لتجلسَ مع قائد فرقةِ بانقتان هكذا وتعامله بلا مبالاةٍ ؟
" هل قلتُ بأن بإمكانكِ الجلوسُ معي هكذا ؟" سألَ نامجون ، مع علمه بأن سؤاله وقحٌ قليلاً .
“ كلا ."
" إذاً لماذا ؟"
" لأنني في استراحةٍ الآن ."
" إذاً ، هناك الآفٌ من الكراسي الأخرى ، لماذا هنا بالضبط ؟"
" بشش ، أنت تبالغُ كثيراً ، هناك ثلاثين كرسياً هنا على الأرجحِ" مضغت السترو الخاص بها وأجابته.

“ كان هذا فقط مثالاً للحديثِ ."
" أعلم !"
حاجبُ نامجون الأيمن ارتفع بانزعاجٍ .
هذه الفتاة !!
أخذَ نفساً عميقاً ، فكر في صورتك العامة كيم نامجون .
" إذاً ، هل ساعدتكِ في سؤالكِ ؟" سأل .
بما أنه لا يستطيع حملها على الذهابِ ، يستحسنُ له أن يجعلَ الأشياء ودودةً بينهما .
فكرت الفتاةُ قليلاً مع لمعانٍ في عينيها .
" نعم ، أظن بأنكَ فعلت ."
" تظنين ؟" قطب حاجبيه .
" أليسَ سؤالاً لنعمٍ أو لا ؟"
رفعت كتفيها قائلةً :" كلُ شئٍ محتملٌ ، لا شئ مؤكدٌ ! بينما تعطي هذه الجملةُ للناسِ الحيره هي تعطيني الأمل في إمكانياتٍ لا منتهيه . تعطيني قدرةً على التصديقِ بأن أي شئٍ ممكن ، تخبرني بألا أستسلم لأي شئٍ أملك شغفاً له ."
صمتٌ ملأ المكان ، استقبلَ نامجون كلماتها بإنصاتٍ .
لسببٍ مجهولٍ له ، كلماتها ذكرته بإيونول .
جمعَ جرأةً ليسأل سؤالاً ولكنه قوطعَ بإحدى أغنياته المفضلةِ ل  Coolio.
الفتاةُ أمامه تمايلت مع الإيقاعِ بصدقٍ تلعبُ مع اللحن .
رفعَ نامجون حاجباً لردةِ فعلها .
كلا لم يفاجأ بالأمرِ ولكنه فقط وجده مريباً .
في ساعةٍ متأخرةٍ كهذه ، ألا يجبُ بأن تقوم المقاهي بتشغيلِ موسيقى هادئة بدلاً ؟ ثانياً ، نامجون ليس من الناسِ الذين يحكمون ولكن من مظهرها ، لا يبدو عليها بأنها تحبُ الهيبهوب .
" عندما تنتهي من التحديقِ بي ، حدثني أكثر عن نفسكَ !" علقت .
فقط عندما ارتفعت شفتاه لإبتسامةٍ لإيجادهِ شخصاً يستمتعُ بالموسيقى كمثله ، عادت شفتيه وهبطت للأسفلِ بعبوسٍ .
لا يعلمُ كيف لشخصٍ بأن يكونَ صريحاً كمثلها .. هي كلياً نوعه المفضل بلا شكٍ وتفضيلاتُ أغنياتهم متشابهةٌ أيضاً .
ولكن لمَ يجبُ أن يكونَ لديها فمٌ كهذا ؟
بعدها أدركَ بأنه ايضاً مثلها في هذه أيضاً .
الناسُ من نوعهم ليسو متملقين ، إنهم فقط واضحون ومستقيمون في أحاديثهم .
يتحدثون بما بداخلهم بدلاً عن التجولِ في الأرجاءِ كذباً .
" لماذا يجبُ علي أن أعرفكِ عن نفسي بينما أنا لا أعرفُ حتى ما أسمكِ ؟" سألها .
الفتاةُ وضعت مشروبها أسفلاً .
" عادلٌ كفاية ، إذاً ماذا تريدُ أن تعرفَ عني ؟"
فكرَ نامجون بالأمرِ بحذرٍ .
" أخبريني بشئٍ لا يعرفه أي أحدٍ عنكِ سواكِ !"
" هل أنت متأكد ؟ لا أظنُ بأنك ستتعايشُ مع الحقيقة ؟ " الفتاةُ مالت نحوه وابتسمت بتكلفٍ .
“ جربيني إذاً !" قلدَ نامجون فعلها أيضاً .
" حسناً ..  إسمي هو لي يوريوم وأنا دي جاي إيونول !"
مالت نحو نامجون أكثر بعدها والذي كان وجهه مليئاً بعدمِ التصديق .
" مرحباً بك كيم نامجون في موعدكَ مع دي جاي إيونول وجهاً لوجه !"
غمزت بعدها له ويقسمُ نامجون بأن هذا كان أكثر شئٍ ساحرٍ رآه في كلِ حياته !

تمت ~

تُرك لكم تخيل بقية الموعد *^* هيهيهي .

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
No comments yet