الحزينون , هم أكثرُ من يبسمون !

ظلُ إبتسامته دمعة .

الأمرُ لم يعد بيده .. فذاك الشيء يأتيه متى ما شاء ويلتصقُ به عندما لا يتوقعُ وجوده .. هو لا يحبُ البكاء ولا يحبُ مثل هذه المشاعر ولكنها تأتيه ولا يعلمُ لماذا !
لماذا تلك الأفكارُ تحلقُ دائماً في عقله ؟! لماذا تتشكلُ على اشكالِ شياطينٍ تستمرُ بالبقاء دائماً بجانبه ولا تتركه ؟
في البداية ظن أن السبب أنه كان بعيداً عن احلامه ..
هو مجردُ فتىً جميل لم يملك سوى وجهه ليريه لهذا العالم ولم يهتم أي أحدٌ يوماً برؤية حقيقة ما يملكه بداخله ..
عمل بجد وصب كل مشاعر قلبه وروحه في تلك الأغنياتِ التي كان يعزفها على آلاته الموسيقيةِ التي يحبها ~
تعلم البتبوكس وتعلم كيف يكتبُ كلماتِ اغنياته بنفسه ليطور من مهارات الراب التي لديه وايضاً أخذ دروساً للرقص ..
فعل كل ما بوسعه ومع ذلك .. تلك الأفكار كانت تعادوه في كل مرة جاعلةً من تشانيول يخافُ هو بنفسه ..
هل ربما .. هناك من يشعرون بما يشعره الآن ؟!
ربما كل تلك الافكار تأتي من ضغطِ مستقبله المُبهم ؟ ربما هذه الأفكار فقط تنبثقُ بسببِ قلقه من ترسيمه التجريبي ؟
لم يكن تشانيول متأكداً ولكنه كان يضعُ اللوم دائماً على تدريبه وانتظاره الا نهائي !
لما يجبُ عليه أن يعاني ومن شدةِ التفكير يمتنعُ عن النوم ؟ هذا .. لا يُعقل !
خطأ .. كان ظنه خاطئاً .. الأمرُ ليس بسببِ الترسيم فهو قد ترسم منذُ شهرٍ الآن وتلك الأفكارُ لا زالت عالقةً في عقله !
بينما يبتسمُ لمن يحبهم بسعةِ رحب كان هو بداخله يريدُ الصراخ !!
أراد أن يبكي وأراد أن يهرب بعيداً ... أراد الحرية !
أراد أن يتحرر من شيطانه .. هو الآن يعيشُ حلمه فما الذي يريده أكثر ؟! حتى هذا السؤال .. لم يستطع إيجاد إجابةٍ له !
حدق تشانيول في الحبوبِ المنومة بيده قبل أن يرميها في المرحاض ويسحب قدميه نحو غرفته .
رمى بنفسه على سريره وظل يتقلبُ في مكانه بدونِ أن يغمض له جفن ..
هل سيهتمُ الناسُ إن اختفيتُ الآن ؟ هل سيكونُ افضلاً للناسِ من حولي إن رحلتُ عنهم ؟ وهل حتى سيهمُ إن .. مُتُ مثلاً ؟!
رمى تشانيول باللحافِ عليه ليغطي وجهه ويبدأ بالبكاءِ بصمت .. هو فقط .. يريدُ لهذه الأفكار أن تتوقف عن ازعاجه !
يجبُ عليه أن يكون سعيداً ، هو يملكُ الآن كل شيءٍ حَلمَ به يوماً ! لماذا إذا يبكي ؟! لماذا قلبه يشعرُ بالفراغ ؟ لماذا يشعرُ بأنه لا يصدقُ كل ما يتلاقاه من حبٍ صادق ؟؟!
أخذ يفكرُ في كلِ الناس من حوله وشعرَ بالأسفِ يلتهمه ! هو لم يكن يوماً عادلاً معهم !
جميعُ من حوله اعتادوا على تشانيول المرح المُبتسم السعيد .. تشانيول العملاقُ الذي على استعدادٍ دائماً ليتحول لمهرجٍ فقط من أجل أن من حوله يحتاجه ..
لا أحد كان يعلمُ بكلِ هذه الأشياء التي تزوره بعد غروبِ الشمس وعندما يصبحُ وحده ..
تشانيول .. يكرهُ نفسه ! بالطبعِ من حوله سيهتمون لو مات الآن وهو يعلمُ هذا ! تشانيول في اعماقِ قلبه كان يعلمُ بأنهم يحبونه ... تشانيول يعلمُ كل شيء ومع ذلك لا زالت الأفكارُ لا تفارقه وإن ذهبت .. تعودُ مُجدداً لتجعله مُرتبكاً ، غامضاً ، خائفاً ومتأسفاً على نفسه ..
تشانيول يحتاجُ المساعدة ولكنه لن يطلبها ابداً فهو .. خائفٌ حتى ليطلب المساعدة !
ماذا لو ظن الناسُ بأنه مريض ؟
تشانيول ليسَ مريضاً عقلياً .. على الأقل .. هو يتمنى ألا يكون !
ماذا لو غَضبَ الناسُ منه ؟هو بالفعلِ اعتاد على هذا .. فهو بالفعلِ كَبِرَ واعتاد على غضب الناس عليه أو ربما هذا ما كان يُقنعُ نفسهُ به ..
لا زال حياً ولا زال يتنفسُ وهذه علامةٌ جيدة بالنسبةِ له ..
يريدُ دائماً أن يتخذ له حياةً خاصةً به وحده ، حياتهُ هو وحده .. إلا أنه دائماً ما استطاع أن يتحكم ويكبح نفسه ورغباته ..
ربما هذه مجردُ مرحلةٍ ما وستنتهي ولكن خمسُ سنوات .. فترةٌ طويلةٌ استطاع بها أن تشانيول أن يهرب من أفكاره بطريقةٍ كان يضعُ فيها اللومَ على أي أحدٍ غيره فيصبحُ بخير ..
سيأتي شروقُ الشمسِ وسيعودُ تشانيول المرحُ السعيد ...
الشياطينُ التي تذهبُ وتعود هي اشياءٌ مستقبليةٌ يجبُ عليه أن يقلق بشأنها فحاضره يقتضي أن يكون مشغولاً فقط .. مشغولاً في عيشِ تلك الفوضى العارمة التي تُدعى حياته ! مشغولاً جداً في الابتسامِ لمعجبيه والكذبِ على إخوانه .. مشغولاً جداً بتطوير نفسه أمام عائلته ومشغولاً بأقناعِ نفسه بأن حياته بخير ..
لأنه وفي النهاية .. الأمرُ ليس بيده ..
تلك المشاعرُ وتلك الأفكارُ تأتيه متى ما شاءت لتلتصقَ به في الوقتِ الذي لا يتوقعُ وجودها فيه ..
هوَ لا يحبُ البكاء ولا يحبُ أن يشعرُ بذلك الشعور ولكنه يبكي وغصباً عنه يشعرُ بما لا يريده ولا .. يريدُ أن يعلم لماذا !

انتهى ~

أنا مجرد مترجمه والقصة ليست من كتابتي ! 

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
No comments yet