دموع ملاكـ

Description


دموع ملاكـ ..#
 




الثلج غطى المدينة بأكملها هذا اليوم .. الرياح الباردة مرت لتداعب خصلات شعر تلك الفتاة الجالسة على كرسى الحديقة  ..
ابتسمت بخفةة و اخذت نفساً عميقاً لتستنشق رائحة الجو
القت نظرة على الافق حولها و فكرت كم هى جميلة المدينة و الثلج يغطيها من كل مكان
هى ستشتاق لهذا المنظر كثيراً و عليها ان تنظر لهذا المنظر كثيراً لانها لن ترها مرةة أخرى
افقت من أفكارها على صوت الرياح و هى تلعب مع الاوراق التى بين يديها ..
ابتسمت بضعف .. حزن .. ألم

و تذكرت ما حصل قبل نصف ساعةة من الان


/فلاش باك/

نظرات الشفقة و الحزن كانت ظاهرةة بشكل واضح فى عيون طبيبها و الذى هو بدوره صديق عمرها
بدلته بنظرةة قوية لتتصنع القوة أمامه و تحدثت بصوتاً مهزوز ليمحى تلك القوة بسهولةة


"هيا كريس اخبرنى فقط .. كم تبقى لى ؟؟"

لم تحصل على رد سوى الصمت

"كريس .. ارجوك ما الذى تحاول اخفاءه"

تحدث الطبيب

"مازال هنك أمل .. يمكن أن تعيشٍ .. "

هى فهمت كل شئ من نظرته لها

"اذا كم من الوقت تبقى كريس "

"انها على الاقل أسبوع واحد "

ابتسمت بأنكسار

"انها كفايةة "

 " هاا ؟؟ "

سأل الطبيب بأهتمام ماذا تقصد

"أنها كفاية لــ أنتهى من روايتى الجديدة و أيضا لــ اودع جميع من احب .. اسبوع انه كفى لـ قول وداعاً "

أقترب الطبيب منها ليأخذها فى عناق دافئ بدورها بدلته العناق
هى كانت تحتاج فقط لهذا


"لا تقلق يمكننى أن تعيش .. ستكونِ بخير انا اعدك "

"كريس .. عليك أن تأتى لزيارتى كثيراً و أيضا أحضر لى الازهار التى افضلها .. و أقضى يوم الجمعة معى كما اعتدنا "

شد فى عناقها أكثر

"لماذا تقولين هذا أنتِ ستكونين بخير .. يــ"

قاطعت كلامه و دفنت رأسها فى صدره أكثر

"انا .. انا لا امتلك مشكلة مع الموت .. انا حقا لست خائفة "



/ اند فلاش باك /


رفعت هاتفه لتجرى مكالمة .. ظلت تنتظر الرد من الطرف الاخرى
لكن لا شئ هو لم يجيب
حبيبها اصبح مشغول كثيراً مؤخراً .. يتجاهل مكالمتها
يرد عليه بأختصاراً شديد ..
فى ذلك الوقت التى اردت الذهاب للفحص الطبى و ارداته ان يأتى معها
فذهبت لمكتبه بالجامعة فهو أستاذ جامعى
و وجدتها من طالبتها التى يفضلها كثيراً
يبتسم بشدةة و ايضا عينيه تلمع كثيراً
تلك الفتاةة التى ظل يتحدث عنها كثيراً فى الفترةة الماضية
حتى أنه فى مرةة نادى عليها بأسم تلك الفتاة
و هى فقط التفت لتغادر ..

أقفت من شرودها على صووت انتهى المكالمة هى اتصلت به للمرة الخامسة حتى الان ..

وقفت من مكانها لتتخرج من الحديقة لم تهتم لــ وشاحها او حتى لاغلاق معطفها
مشيت مشيت مشيت ..  حتى وصلت لبيت حبيبه
رنت جرس الباب و انتظر ان يفتح لها حبيبه العملاق , حين صدر صوت الباب و هو يفتح رفعت رأسها سريعاً بأبتسامة كبيرة ظاهرة على ثغرها
لكن سريعا ما اختفت حين رأيت ان من فتح الباب ليس حبيبه بل تلك الفتاةة
قبل ان تتحدث ظهر حبيبته من خلف تلك الفتاةة


"اوه انه انتِ انجيليلا "

"امم نعم انا .. تشانيول اريد التحدث معك فى امراً هام "

"حسنا "

ابتعد قليلا لتأخذ  خطواتها الى منزله و هى تنظر الى تلك الفتاة التى كانت تجمع بعض الاوراق من على الطاولة و تغلق الحاسوب الخاص بــ تشانيول هى تعرفه جيداً لانها هى من أشتريت له هذا عندما اسقطت الماء على حاسوبه القديم بالخطأ عندما كان يداعبها حول الطاولةة
 
لاحظ تشانيول نظرات انجيليلا التى تتبع طالبتها المفضلة جاى ه
ى

"حسنا .. انجيليلا لنذهب لغرفة المكتب "

تبعته الى غرفة المكتب  فكرت ان تلك الغرفة تحمل رائحته بشكل كبير لانه يقضى معظم وقته بها

"ماذا انجيليلا .. لماذا جاءتى الى هنا
ماذا تريدين "


تلك النبرة هى لم تعتدها من قبل هو كان بارداً جداً معها الان لقد ألمها هذا بشدةة

"انا .. انا فكرت بما ان الاسبوع القادم عطلةة.. فـ فأنا اريدك ان تقضى معى هذا الاسبووع .. ارجوك "

"لكن .. لا"

"أرجوك ..يولى انا ارجوك هذا الاسبوع فقط "

صمت قليلا قبل أن يجيبها كان و كأنه يفكر بأمراَ ما بجديةة

"حسنا .. لكن هناك شئ أريد ان اطلبه منكِ اولا "

"اوه .. ما هو ؟ "

"اولا ,, لا تنادى بهذا الاسم بعد لان
و ايضا بعد هذا الاسبوع نحن سننفصل "


هى شعرت و كأن قلبها توقف عن النبض .. حزن .. ألم .. خزلان ..
الكثير من المشاعر لم تستطيع تفسيرها .. اريدت ان تبكى الان لكن هى ببساطةة لا تستطيع

رفعت رأسها و نظرت الى عينيه و أبتسمت ابتسامة ضيعفة


"حسنا بعد هذا الاسبوع نحن سننفضل "

فى الايام القادمةة
 
كان تشانيول معها بالفعل لقضاء الاسبوع الاخير بالنسبة لهما
هو فضل قضاء هذا الاسبوع بالمنزل هى ايضا واقفت على هذا ..
فى اول يومين هو ينهى بعض  أعماله للجامعة و هى تعمل فى روايتها الجديدة
لم تبدأ بالحديث ابداً معه لانها تشعر دائما انه يغضب حين يسمع صوتها
هى فقط ستتحدث اذا تكلم هو اولاً 
و فى اليوم الثالث هى اعدت له الاطباق التى يفضله
هو ابتسم واخبرها انها اصبحت جيدة فى الطهو و هو يريد ان تأكل منه المزيد فى المستقبل لكنه ادراك ما قاله سريعاً فنظر الى طبقه و اكمل طعامه بهدوء
هى فقط كانت تشعر بالسعاادةة
فى نهاية هذا اليوم هو رأها تأخذ بعض الادوية و التى كانت تأخذ منها منذ وجوده هنا
غير هذا هى كانت تنسى كثير هذا الايام و تشعر بالصدااع فى معظم الاوقات و فى اوقات اخرى تفقد تركيز بشكل كبير و فى الصباح سقطت منها كووب الماء
و الغريب انها لاحظ بعض البقع الحمراء على ذراعها ايضا و انفها اصبح ينزف كثيراً حسنا هذه هى طبيعتها عندما ترهق نفسها لكن هذه المرة تنزف بشكل كبير
هو فكر ان هذا ربما من الارهاق فهى تعمل على روايتها الجديدة بكل جهد
و لكنه لم يمنع نفسه من سؤالها عن تلك الادوية التى تتناولها


"انجيليلا ما تلك الادوية ؟؟"

"اوه يــوليـ .. تشانيول
انه لا شئ فقط بعض المنبهات لاستطيع السهر على الرواية و ايضا ادوية للصداع فأنا اسهر كثيراً لذا رأسى يألمنى دائما "


نظر لها بشكــ  "فقط "

اجابت بأبتسامةة "امم .. فقط "

باقى الايام مرت بشكل عادى و هقد جاء اليوم الاخرى ..
تشانيول كان سعيدا جدا لانه اخيرا سيرى جاى هى هو اشتاق لها كثثييرا حقا
كان الصباح عندما قدمت لها انجيليلا كوبا من القهوة
و جلسا يتحدثين كثيرا و عن كل شئ الى ان قمت انجيليلا لتحضر الغذاء و بعدها عملت على انتهاء روايتها ..
و جاء الليل اخيرا
تشانيول كان قد اتخذ مكانه فى فراش مستعد للنوم 
غدا سيذهب للعمل
اما انجيليلا فقد انتهت بفعل من روايتها اخيرا ابتسمت بسعادةة على عملها
اغلقت اوراقها و بعدها جاء لها مكالمة من كريس ..
ظل يتحدث معها  كثيراً
هى سعيدة لان هناك من سيهتم بها
بعد انتهى المكالمة هى ذهبت لغرفة تشانيول
فتحت الباب بهدوء
تشانيول كان يجلس على سرير و يقرأ احد كتبه المفضلة
هى تذكرت انهم تقابل للمرة الاولى فى المكتبة لشراء هذا الكتاب
هو انتباه لوجودها


"هل استطيع النوم بجانبك اليوم ؟؟ "

سألته بهدوء

من المفترض ان يتردد لكنه لم يفعل
 ازاح الغطاء و ربت على المكان الفارغ بجانبه


"نعم .. تعالى هنا "

هى اقترب و نامت على سريره و اعطيت ظهرها له و حفظت على المسافة بينهما
بعد فترة هى احست به وهو يقترب و يحوط خصرها بين بيديه
أبتسمت بهدوء


"هل ستسامحنى تشانيول "

لقد  تفاجأ من السؤال حقا من المفترض أن يسامح من على اى حال

"على ماذا ؟؟"

"لانى حين اموت لا  اريد ان اكون وحيدة "

"ممـ ماذا "
 

"هل انا انانية .. يولى ؟؟"

صمت قليلا يحاول  استيعاب هذا السؤال

"ماذا تعنين ؟؟"

هو انتظر الاجابة عن سؤاله لكنه لم يحصل الا على صوت  انفاسها المنتظمة ليعرف انها نائمة
حسنا سيسألها فى الغد ..
تنهد و اخذ يلعب فى خصلات شعرها الذى كان يتسقط بكثرة هو سيخبرها الا ترهق نفسها اكثر من الازم فى الغد ..  ربما




جاء الغد

هو أراد أن يسألها اى رابطة عنق عليه ان يلبس ليذهب للعمل .. لكنها لم تستيقظ
هو اراد أن يخبرها الا ترهق نفسها كثير .. لكنها لم تستيقظ
هو اراد ان يسمع اجابةة  سؤاله .. لكنها لم تستيقظ .. #





 .. بــ لمسة من يديه و نظرة من عينيه لمدة ثلاثة ثوان  فقط هكذا وقعت فى حب عملاقى المفضل  ..


تمت .. #

Comments

You must be logged in to comment
No comments yet