في صباح اليوم التالي .. لم تكن أي من عضوات الفرقة تشعر برغبة في الذهاب إلى الشركة للتدريب ما عداي لذا ذهبت إلى الشركة لوحدي على دراجتي الهوائية مرتدية هذه الملابس :

ركنتها جانباً ثم دخلت إلى المبنى و توجهت مباشرة إلى غرفة التدريب لكي أرقص قليلاً .. فوجئت بكل من ديهيون يونغجاي هناك جالسين متربعين على الأرض و يتحدثان ..

أنا : صباح الخير يا شباب .

يونغجاي : صباح الخير أيتها العاشقة !

ديهيون : بهاهاهاهاهاهاهاههاههاهاهههاهاههااه !!!

أحمرت وجنتاي فوراً و صرخت : مـ ... ماذا !!!!

ثم ركضت نحو ديهيون و أمسكته من ياقته و صرخت : أخبرت يونغجاي !!!!!

ديهيون وسط الضحكات : أنت محظوظة لأنني لم أخبر أحداً غيره !!

أفلتّه و قلت بصوت مرتفع و أنا أعبث بشعري : يا لك من نمام !!! ><  هذا محرج للغاية !!! آآآآآش !!

غطيت وجهي بكلا كفي بحرج فمل أعد أرى شيئاً و لكنني سمعت يونغجاي : هيي ، هانا ! لا مشكلة! أنا فقط أمزح معك ! لا أقصد إغاظتك !

رفعت وجهي بهدوء : حقاً ؟؟

يونغجاي : لا !

ثم انفجر ضحكاً هو و ديهيون !! : مواهاهاهاههاهاههاههاهاهاهاهاههاهااهاهاهاههاههاههااههاهاه !!!

أخذت أضربهما بكلتا يدي و أنا أصرخ : كفىىىىى !! هذا مزعج جداً !!!

كان الموقف غبياً لأنني أكاد أكون بنصف طوليهما !

كانا ما يزالان يضحكان و ارتفعت حرارة جسمي إلى حد شعرت بأنني سانفجر و أخذ وجهي يتصبب عرقاً من فرط الإحراج حتى دمعت عيناي !

توقفت عن ضربهما قليلاً حتى اهدأ و أخذت أتنفس بصوت مرتفع ..

يونغجاي : هانا ؟ هل أن تبكين ؟؟

أنا : هاه ... لا .. لست أبكي...

احاط ديهيون كتفيَّ بذراعه قائلاً بصوت حنون فاجئني : لا تبكِ حسناً ؟ نحن نمزح معك و حسب!

اومأت برأسي إيجاباً ..
يونغجاي : هل ما زلت غاضبة ؟

انا : لست غاضبه ..

عندها جلس يونغجاي القرفصاء حتى يتمكن من رؤية وجهي ثم أمسك بكلتا يدي لكي يرغمني على النظر إليه ثم ابتسم و أخذ يغني بصوت حنون و دافئ !

عجزت عن منع نفسي من الإبتسام فقال ديهيون : هاهاااا انظر انها تبتسم !

يونغجاي : عظيم ! لا تغضبي منّا حسناً ؟ نحن نمزح هكذا طوال الوقت !

شعرت بيد ديهيون و هو يعبث بشعري و هو يقول : حسناً لدي فكرة!

نهض يونغجاي واقفاً و رفعت أنا رأسي ثم ابعد ديهيون ذراعه عن كتفي و سأل يونغجاي : أتحفني بأفكارك العبقرية يا سيد جونغ !

ديهيون : حسناً يا هانا .. سنحاول الآن إيجاد طريقة لكي تتحدثي مع جونغ أوب !

أنا : هاه ؟! ماذا ؟!! لا لا لا انسيا الموضوع !

يونغجاي : ماذا ؟ ألا تريدين إخبار جونغ أوب بحقيقة مشاعرك !؟

أنا : أخخخخفض صوتك !! لا أريده أن يعرف!

ديهيون : لم لا ؟؟ سوف تتعذبين بشدة إن لم تخبريه !

انا : هاه ؟؟ أتعذب ؟!

يونغجاي : بالتأكيد !! تخيلي جونغ أوب بعض بضع سنوات و هو لا يعرف شيئاً عن الموضوع و لا يفكر فيكِ أصلاً !

ديهيون : إن لم يكن يفكر فيكِ قد يعجب بفتاة أخرى !

انا : فتاة أخرى ؟!!!!

يونغجاي : و قد يخرج معها !!

أنا : يـ .. يخرج معها ؟!!

ديهيون : و قد يتزوج !!

انا *بصوت عالٍ* : يتزوج !!!!!!

يونغجاي : ارأيتِ ؟! يجب أن تقومي بالخطوة الأولى !

أنا : و لكن كيف ؟!

ديهيون : تخيلي الآن لو أن يونغجاي هو جونغ أوب و اطلبي منه الخروج معك !

أنا : مـ .. ماذا !!!!

يونغجاي : حسناً ! الآن أنا جونغ أوب !

ديهيون : حسناً أطلبي منه الخروج معك!

أنا : حسناً ... آه ... آممم ...

يونغجاي : هيا ! اطلبي منه الخروج !

أنا : حسناً .. أخرج !

ديهيون : عااااااااااااااا ليس هكذا !!!  x___x

أنا : إهئئئئئئئ إذا كيف !؟؟؟

ديهيون : حسناً ..

نظر ديهيون إلى صندوق في زاوية الغرفة ثم ركض إليه و فتحه ثم أخرج منه شعراً طويلاً مستعاراً و ارتداه و بدا شكله مضحكاً للغاية و انفجر يونغجاي ضحكاً !!

يونغجاي : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تبدو مثل جدتي في صباها !! هههههههههههههههههههههههههههههههه

ديهيون : اخرس و ركز معي !! انت الآن جونغ أوب و أنا هانا !!

أشرت إليه قائلة : هل أبدوا أنا هكذا ؟!!! مثل جدة يونغجاي في صباها !!!!

يونغجاي : مواهاهاهاهاههاهااههاهاهاهاهاهاهاهاهاهااههاهاها !!!!

ديهيون : عاااااااااااااااا ما حكايتكم أنتم و جدة يونغجاي في  صباها !!! دعونا من جدة يونغجاي الآن و استعملا مخليتكما جيداً حسناً !؟

يونغجاي : حسناً حسناً لنكن أكثر جدية الآن !! أنا الآن موون جونغ أوب و ديهيون هو جونغ هانا !

ابتسم ديهيون ثم ثنى ركبتيه قليلاً حتى يبدو قصير القامة مثلي -____- تقليد أحمق !!!

مشى ديهيون بتلك الوضعية الغريبة ثم قال بصوت كمن ابتلع بالوناً من الهليوم : جونغ أوبي .. هل أنت متفرغ يوم الأحد ؟؟

يونغجاي : أجل انا متفرغ ..

ديهيون بنفس الصوت العجيب و الوضعية الغريبة : ما رأيك أن نخرج لكي نتعشى سوية ؟؟

يونغجاي : حسناً إذن !

وقف ديهيون باعتدال مرة أخرى ثم نزل الشعر المستعار و التفت إلي قائلاً : أرأيتِ ؟ انه ليس بهذه الصعوبة!

عقدت ذراعي أمام صدري و قلت له : الكلام أسهل من الفعل بكثير ! ثم ماذا لو لم يكن جونغ أوب مهتماً بي بالفعل ؟؟

يونغجاي : حسناً سأقول لك سرا ..

اتسعت عينا ديهيون الذي أزاح يونغجاي جانباً و أخذ يهمس له بشيء ما! ماذا يخفيان ؟؟

أخذا يتهامسان سوية ثم استدارا من جديد و قال يونغجاي : لا عليكِ أنا واثق من أنه سيوافق ! ^^

ترى ماذا كان سيقول ؟؟

فجاة دخل زيلو إلى الغرفة حاملاً ظرفاً ما قائلاً : صباح الخيرررر ...

ديهيون : صباح النور ، ماذا لديك هنا ؟؟

أخذ زيلو يقلب الظرف بين يديه قائلاً : انها صور تيزر هوني كيك ! لقد طلبت مني مديرتهن أن أضعها هنا حتى ترينها و لكن لا أحد غير هانا هنا !

انا : لا بأس سوف آخذها معي إلى السكن كي اريهن إياها !

اعطاني زيلو الظرف ففتحته و أخرجت الصور التي فيه .. وااااو انها أروع مما توقعت بكثير !! ريتا تبدو جميلة .. مي يوون أيضاً تبدو رائعة ! و كذلك هيوجين و سورا !

و ها هي صورتي !

مكياجي يبدو رائعاً و كذلك شعري و غرتي و القبعة التي على رأسي و أظافري الملونة !

يونغجاي : أوووه صورة رائعة !!

ديهيون : كيف لجونغ أوب أن يرفض الخروج مع فتاة كهذه !؟

يا إلهي !!!! أكان هناك داعٍ للفضائح أمام زيلو بالذات ؟!! صديق جونغ أوب المفضل !!!!

زيلو : هاه ؟ ماذا !؟

انا : دددددديهيون !!!!

زيلو : ماذا يجري هنا !؟

يونغجاي : أوه ! أنت لا تعرف !

انا : يا شباب !! لا تخبراه !!!

ديهيون : المكتوب واضح من عنوانه !! * يحول نظره إلى زيلو و يتابع قائلاً* هانا معجبة بجونغ أوب !!

أنا : أكرهك يا ديهيون !!! -_____-

ديهيون : شكراً هانا هذا لطف منكِ !

زيلو : أوووه هذا جميل ! هل هيونغ يعرف !؟

أنا : لا ! و لا أريده أن يعرف ... أقصد ... ليس بعد ! لا تخبره حسناً ؟

زيلو : لكن هيونغ بالفعل ......

ثم نظر إلى ديهيون و يونغجاي و صمت .. بعدها نظر إلي و قال : لا عليكِ ! لكن ان كنت معجبة به بالفعل لم لا تخرجين معه ؟

يونغجاي : كنا ندربها على ذلك !

زيلو : و كيف تجري الأمور ؟

ديهيون : ليست جيدة جداً ! ساعدنا !

زيلو : حسناً ، سأفعل ما بوسعي !

فجأة فُتح باب الغرفة بقوة مصدراً صوتاً مرتفعاً في اللحظة التي دخل فيها جونغ أوب و خلفه هيمتشان و كانا يصرخان و يتشاجران و دخل ورائهما يونغ غوك !

هيمتشان : على الأقل دعنا نفهم ما يدور في رأسك !!!

جونغ أوب : لا أستطيع حسناً !!

هيمتشان : أنت تقول هذا منذ أسابيع !! أما أن تقول لي ما سبب تحولك إلى كائن سلبي فجأة أو أجبرك على التكلم!!!

ديهيون : هيي ! ماذا يجري هنا يا جماعة !!

أنا بطبيعة الحال أخاف قليلاً من الاصوات المرتفعة لذا ما أن ارتفعت أصوات شجارهم حتى أنمكشت في زاوية في الغرفة ..

كان هيمتشان و جونغ أوب يتشاجران على غير العادة ... عادة هما الإثنان مقربان للغاية ! ماذا يحدث ؟!

فجأة صاح يونغ غوك : توقفوا جميعاً !!!!

توقف الجميع عن الصراخ و سكنوا ...

التفت يونغ غوك إلى جونغ أوب الذي بدت عيناه دامعتين قليلاً ..

يونغ غوك بصوت هادئ : جونغ أوبي .. ان كانت لديك مشكلة فقلها لنا .. نحن واحد ، سنحلها سوية !

نقل جونغ أوب بصره بين جميع الأعضاء ثم نظر إليّ .. ثم إلى يونغ غوك من جديد .. ثم فتح فمه ليقول شيئاً ..

" لا أستطيع! " ، قالها بصوت حزين جداً يتخلله بعض البكاء ثم خرج من الغرفة مسرعاً !

الساعة الثامنة مساءً ..

لقد حان موعد مغادرتي للشركة ، خرجت من الشركة ليستقبلني ظلام الليل الذي تتخلله أنوار سيؤول الجميلة، و لكنني كنت ما زلت سارحة أفكر في تصرف جونغ أوب اليوم ..

لقد تشاجر هو و هيمتشان لأول مرة في الحياة ... لماذا يرفض جونغ أوب مشاركة مخاوفة أو ما يحزنه مع الآخرين ؟؟ تذكرت عبارة يونغ غوك " نحن واحد " .. أجل .. بي إي بي واحد ! .. و لكن ما خطب جونغ أوب؟

مجرد كون الفتى الذي أحبه حزيناً يجعلني حزينة جداً .. كنت أسير وحدي على الرصيف و أشعر بالزمن يتسابق حولي .. كل شيء يسير بسرعة ما عداي .. متضايقة بسبب حزن جونغ أوب ..

أتذكر كيف كان قبل كل هذا .. كان دائماً يضحك ، و يمزح ، و ابتسامته الجميلة التي كانت سبب إعجابي به لم تكن تفارق وجهه ، و كان يرقص بسعادة و بكل ما أوتي من طاقة .. أما الآن ..

حزين .. كئيب .. منطوٍ .. لا يبتسم .. لا يرقص .. لا يأتي إلى التدريب أصلاً ..

ما أن جالت هذه الأفكار برأسي حتى شعرت بدمعه تنزل على خدي .. مسحتها بظاهر كفّي ثم توقفت عن السير قليلاً .. أشعر بالإختناق .. وجدت مقهى صغيراً آتي إليه أحياناً و قررت الدخول لكي أروح عن نفسي قليلاً ..

هذا المقهى .. أحبه كثيراً ..

دافئ .. و صغير و مريح .. إضائته الرومنسية الخافته تريحني تماماً.