مضت أيام أحاول تجنبه قليلا .. أعني كلما أراه يتعرق جسدي .. أتوتر .. وتنتابني رغبةفي الحديث .. آيشش سأجن 

" من سيشتري الطعام اليوم !؟ "
قال يونغهوا بنبرة ساخرة مركزا عيناه على جونغشين 
" جونغشين .. و الأميرة جي " 
أجاب أخي .. ذكروني أنني أريد أن أقتله .. 

" ياه لي جونغهيون .. هل تريد أن تموت حقا "
" يبدو أنه مستعجل هههه "
أضاف مينهيوك 

// بعد ساعة - داخل السيارة // 

" ياه توقف عن طرح هذا السؤال !! أخبرتك أني لا أتذكر " 
قلت من دون أن أنظر في عينيه 

" هل بحثت في ذاكرتك !؟ هل بذلت جهدا وحاولت التذكر !؟ " 

" إن بذلت أو لم أبذل ليس من شأنك .. لا أريد أن أعرف أين رأيتك " 
[ ياه لا أدري لما أصبحت متغيرة .. أعني شخصيتي مضطربة .. آيش 
لماذا إغرورقت عينيه بالدموع !؟ أعني ..م!؟ ] 

" حقا ..!! ظننت أن الإنسانة التي غيرت حياتي .. شخص أشجع من هذه الجبانة التي أراها أمامي الان ..!! لقد خيبت ظني .." 

[ غيرت حياته !؟ هل كنت ذلك النوع من الأشخاص الذين يتركون طابعا عند الآخرين !؟ هل كنت مثالا يقتدى به في حياة شخص حقا ؟! كيف كنت بحق السماء !! أريد إسترجاع ذكرياتي .. أريد التذكر .. ] 

" ضعي حزام الأمان ..مينهيوك يتصل لنتدرب " " حسنا " 

وكان صامتا طوال الطريق نحو المنزل .. لم يحاول التكلم معي بأسلوبه اللطيف .. لم يحاول جذب إنتباهي .. لم يحاول حتى النظر لي .. وكنت شاردة تماما في وجهه الحزين .. وأشبعت عيني بتفاصيله .. وأخذ أنفي كل مايحتاج من ريحه .. 
وأصابعه .. آخ لا أريد التحدث عنهم .. أعني إن بدأت بالتحدث عنهم سينتهي بي الأمر بتغيير وجهتنا .. وإختطافه .. 

وصلنا المنزل .. 
فتح جونغهيوني الباب و إبتسامة لهفة إرتسمت على وجهه 
" أوي لماذا تأخرتما !؟ أعطوني اكياس الأكل "
" طبعا لا تستطيع التحمل أكثر من ساعة من دون أكل .. آيششش" 
خاطبت هيوني متذمرة .. مراقبة جونغشين يتوجه نحو المطبخ في صمت .. 
" آيششش " 
[ أظنني جرحته بطريقة غير مباشرة .. آيش لا أدري ] 
" اوي هل تشاجرتما !؟ " 
" فلنأكل.. قبل أن يبرد العشاء " 

الأجواء تبدو حزينة بعض الشيء, الجميع يتدرب بجدية ..الجميع مرهق .. 
لقد تعود أن يضحكهم بين الحين والآخر يلقي بعضا من نكاته .. لكنه صامت طيلة فترة التدريب .. حتى أنه أخطأ العديد من المرات .. مما جعل يونغهوا يوقف التدريب و يخبرهم بأن يأخذوا قسطا من النوم وسيكملون التدريب بعد ساعتين .. 

لم يصعد لغرفتي كالعادة .. لم يأتي ليتطفل على رسوماتي .. وقائمات أغاني .. خزانتي السوداء و قوارير طلاء أظافري .. 
حتى أنه لم ينام ..
" أوه لقد خرج .. إلى أين في هذا الوقت المتأخر من الليل !؟ " 

// حديقة المنزل // 
" أنا آسفة .. " قلت في خجل بينما أبحث في وججه عن ردة فعل 
" ... " 
" أنا آسفة " 
قلتها بصوت أعلى من السابقة 
" أوي لست أخرسا .. هههه تعالي "
أشار لي أن أجلس بقربه .. 
وجلست .. طبعا 
" علام أنت آسفة !؟ عندما تعتذري من شخص يجب أن تذكري السبب أولا " 
" أنا حقا .. أعني .. نسيت كيف أتعامل مع الناس .. أعني .. كنت .. وحيدة .. أ-أعيش من-من-منعزلة .. و .. "
[ توقفت عن الكلام لأنني أحسست بضيق في صدري .. إنها أشياء جديدة 'البوح بالمشاعر' 'الاعتذار' لم أتعودها من قبل ]

" لا بأس .. تنفسي .. هاه لا بأس .. " 
وحضن يدي في كلتا يديه وكأنه يحميني .. وكأنه يخبرني أنه درع لي .. 

وخفق قلبي مرة أخرى .. بسرعة .. نبظات غير منتظمة .. صوتها يكاد يفجر طبلات أذني .. وقاطعني مواصلا إحتضان يدي 

" أعرف عنك القليل .. أعني كما سبق وأخبرتك .. إلتقينا من قبل .. مرتين .. وكنت أنتظر المرة الثالثة .. يقولون أنه إذا قابلت شخصا 3 مرات بالصدفة .. فهو مقدر لك .. و رأيتك في الجامعة .. ولم أصدق عيناي من الفرحة .. أنها أنت أخيرا و تبعتك للقسم كالمجنون . حتى أنني دخلت قسم " الموضة " معك .. بينما إختصاصي " الموسيقى" ههه 
" اوه تذكرت .. تساألت لما لم تحضر للفصل بعد ذلك اليوم .. "
" حقا !؟ ولو للحظة .. خطرت على بالك !؟" 
" اوه .. ام .. أعني بعد أن رأيتك في المطعم ثم في المنتزه و منزلنا .. أصبحت تتواجد أمامي دائما .. تساءلت فقط .. " 
" هههه حسنا .. شكرا " 
[ ياه لا تكن مهذبا هاه !! لاتضغط على نقاط ضعفي كلها .. بالكاد أمسك مشاعري أمامك ] 

وإستجمعت البعض من القوة 
" إم-م لو سمحت .. أعني كما تعلم .. 
لست تعلم .. ولكن .. لدي تشوش في ذكرياتي لذلك .. بت أنسى الكثير .. أعني لا أتذكر كيف .. كنت .. منذ .. " 
" أعلم .. لا بأس سأنعش ذاكرتك ..كما سبق و قلت لك .. إلتقينا مرتين .. الأولى كانت في " جمعية مكافحة المخدرات " جلسنا في كرسيين متقاربين .. تحدثت على مشاكلك و أخبرتنا أنك تعافيت و أنه يومك الأخير هنا .. ثم رفعت كم قميصك و تحدثت ذلك الوشم في معصمك - ذلك الوشم الذي يغطي بعضا من الندوب التي على يدك- " Try Again,Smile Again" قلت أنها عنوان أغنية ساعدتك كثيرا في علاجك .. فبحثت عنها بدافع الفضول - الأغنية- وشغلتها .. مرات ومرات عديدة .. وكأنني في كل مرة أسمعها للمرة الأولى .. وأحسست بأن روحي شفيت تدريجيا .. و نسجت على منوالك .. وشمت إسم الأغنية على معصمي .. فوق ندوبي .. أنظري " 
رفع كم قميصه وإبتسامة فخر إعتلت شفتيه .. ثم وقف أمامي

[ آيشش لماذا يجب أن يذكرني في هذا الموقف إنه طويل و نحيف .. 
وطويل .. أعني نوعي المفضل ..
و إنه طويل .. 
ونحيف .. 
أريد أن أبكي .. لما لايوجد فيه شيءا لا أحبه .. هاه ... و إنه طويييييل .. !! ] 

" أنا هنا الآن .. شاب صالح .. أدرس بجهد و أمارس هوايتي .. وهذا كله بفضلك .. " 
وأمسك يدي مرة أخرى .. وأوقفني .. وأخذني إليه ..
[ اوي إنه يعانقني .. إن جسمي ملتصق بجسمه الطويل .. . آيشش سأجن. وإنه نحيف آيشششش و طويل .. .] 
طبعا لن يسكت فمه على التفوه بتلك الكلمات الرائعة و أضاف قائلا بعد أن نزل بجسده إلى مستوى طولي .. ونظر في عيني مطولا .. 

" سأساندك .. ليس إرجاعا للجميل فقط .. بل لأن .. لأنني .. 
ليس الآن .. سأخبرك في وقت لاحق .. فقط أرجوك .. لاتنظري لها كرد دين .. 
أريدك أن تعرفي أنه لا يجب أن تنغلقي على نفسك بعد الان .. لاتبك وحدك .. لا تواجهي مشاكلك وحدك .. لا تحزني وحدك .. ساكون معك .. في كل لحظة .. هاه .. تعالي عندي .. كلما أحسست بالضيق .. اتصلي بي .. اركضي نحوي .. سأكون دائما .. دائما وأبدا معك .. " 

لست أدري لما أبكي كثيرا هذه الأيام .. أعني كنت أعاني من أزمة جفاف طيلة سنتين .. أظن أن أنابيب إنفجرت في عيني ..
[ آيشش لا أجد كلاما أقوله أمامه .. كيف لي أن أكون فارغة هكذا !؟ مالذي فعلته بنفسي طيلة هذه السنوات .. كيف أصبحت بلا أحاسيس .. كيف تحولت لآلة !؟ ] 
وضمني إليه مرة أخرى و قال متنهدا 
" لا داعي أن تقولي شيءا ... أستطيع قراءة عينك .. لا تشكريني .. فأنا حي بفضلك .. وهذا في حد ذاته سبب يجعلني أشكرك ليلا و نهارا "