Soft Or Tough .. What is The truth ??

Soft Or Tough .. What is The truth ?? / OneShot - arabic -

كم هي صعبة تلك الاوقات عندما لا تجد احدا يقف الى جانبك  ..

لا تجد احدا ليكون معك وليحميك  ..

وليس هنالك شخص يمسح دموعك عندما تنصب كالنهر على وجنتيك  ..

ان الظروف قد تغيرك من شخص لطيف وبريء  ..

الى شخص لا يعرف الصحيح من الخطا  ..

شخص قد يؤذي ايا كان فقط لكي لا يشعر بضعفه يسيطر عليه ..

شخص ذو وجهين يعاني الامرين من جهة ويذيق الامرين للاخرين من جهة اخرى  .. -  فعلا ان هذه الحياة لغريبة –

تلاقيك يوما بنور الامل الذي قد يغير كل شيء فيه ويصبح هو كل شيء انت عليه ..

يصبح حياتك وكل ما تملكه  ..

شخص قد يعطيك روحه وقلبه بارادته وبدون اية شروط هو يحبك  ..

ولكنه يطلب منك في المقابل ان تبقى الى جانبه الى الابد ..

انت رقيق ام قاسي  ..

ماهي الحقيقة يارترى ؟

 

 

 

” ابتعدي عن طريقي ايتها الحمقاء .. ؟ ” هتفت هدير الفتاة الاكثر شراسة وقسوة في كل المدرسة

في احدى الفتيات اللواتي اعترضن طريقها في رواق المدرسة بينما دفعتها بكوعها بقوة وهي تمر من جنبها

 وملامح وجهها لا تفصح الا عن الكره والبغض لكل المحيطين بها  .. حتى اقوى الشبان في المدرسة لا يجرؤن

على الاقتراب منها فهي رغم جمال وجهها وطريقتها الغريبة في ارتداء الملابس الطويلة سواء في الشتاء او الصيف

الا انها تنفر الجميع من حولها  .. فهي تبدو غاضبة على الدوام  لا اصدقاء لها ولا حتى معجبين بها انها فقط

نبذت نفسها بنفسها  ..

في الحقيقة لا احد يعرف سبب تصرفاتها تلك  .. انها حتى لا تتغيب عن الصف لمدة ساعة واحدة

انها لا تفوت يوما دراسيا واحدا بل الادهى من كل ذلك انها لا تتاخر عن الصف ابدا  ..

لم يكن احد يهتم بالحديث معها او حتى بالتعرف عليها  .. او علي ان اقول لا احد تقريبا

فهنالك هذا الطالب المدعو تشو كيوهيون وهو اكبر منها بسنتين دراسيتين

لطالما اثارت هذه الفتاة اهتمامه ورغب في معرفة اسباب تصرفاتها الغير واضحة

لكنها لم تسمح له  .. انها قد كانت تتجاهله متى ما حاول التحدث معها ولم تعطه فرصة واحدة

ليقف بالقرب منها حتى انها فقط ترمقه بالنظرات الاكثر حقدا التي راها في حياته نظرات قد اخترقت صدره وجعلته يشعر بالالم

الشديد الذي يسكن في عينيها  .. يبدو ان ماكانت تسعى للقيام به هو ابعاد الناس عنها فحسب  ..

هذا ماكان يراها الناس عليه  .. فتاة مخيفة ..  متلبدة المشاعر .. لها قلب بارد عالجليد لا يشعر ولا يحس

لهذا فهناك من اطلق عليها لقب الجبل الجليدي   ..

 في الحقيقة وبعيدا عن كل الالقاب والاشاعات الكثيرة التي تدور عن هدير

فهي فتاة مختلفة تماما عن ما يظنونه

انها فتاة بوجهين  .. قد يستغرب الناس حقا ان علموا ذلك

ولكنها فعلا ذات وجهين ولا اعني ذلك بطريقة سيئة وانما فقط اجبرتها الحياة لتتكون لديها هكذا شخصية

لا يعرف الناس حقيقة ماتمر به فعلا  .. لا احد يعلم

كيف لهم ان يعلموا وهي لم تخبرهم .. بل وكيف لهم ان يعلموا وهم حتى لن يصدقوها ان اخبرتهم

غرباء هم البشر يصدقون الكذب ويكذبون الصدق .. هكذا صار مجتمعنا الذي نحن نعيش فيه

..

ان تلك الفتاة التي تدعي القسوة تخفي الكثير من العاطفة وراء قناعها المخيف ذاك

هذا ما اظنه انا تشو كيوهيون .. مهما حاولت التقرب منها هي فقط تتجاهلني وتبعدني عنها

باقسى العبارات والكلمات مهما حاولت ان افسر نظرات الكراهية التي توجهها لي كل مرة

لكنني لا استطيع  .. يمكنني ان اشعر تماما بان كل ذلك مجرد غطاء مزيف لما هو اكبر من ذلك

لا بد ان يكون هنالك شيء اكبر هي تخفيه .. انا متاكد تماما .. ذلك الالم الذي يعتري صدري من نظراتها

انه يملا عينيها  .. انني فقط اشعر بالنيران تحرقني كلما وجهت نظراتها النارية نحوي ..

يقول الطلاب انها فتاة مجردة من المشاعر .. قاسية .. لا قلب لها

لكن كل هذا غير صحيح .. ان عينيها كبركان متفجر

اما قلبها فهو يتالم .. انه في الم كبير .. واود ان اكتشف سبب ذلك

فلا احد في هذا العالم يستحق ان يكون تعيسا مثلها .. لا احد يستحق ان يعيش وحيدا

انا اؤمن بذلك لانني وحيد .. اعرف ذلك الشعور القاتل الذي يتسلل لكل انحاء جسدك

ويدمرك رويدا رويدا ويجعلك تشعر بالضعف  .. انا فقط لا احب ان ارى شخصا يقاسي بتلك الطريقة ابدا

وهذا ما يبدو ان هدير تحاول ان تخفيه وراء اقنعتها الجليدية تلك

ولكنني انا من سيكسرها لها ويخرجها من حالتها تلك .. اعد بهذا ..

في هذا اليوم قررت ان لا اعود الى منزلي الفارغ باكرا .. اعني انه ليس لدي احد لاعود من اجله فلما العجلة

صعدت الى سطح المدرسة واتجهت الى الزاوية البعيدة عن البصر لانها المكان الامثل لمشاهدة غروب الشمس

ومشاهدة مثل ذلك المنظر فقط يمنحني شعورا رائعا ويبعد عني شعور الاحباط الذي يعتريني هذه الايام ..

فقط لقد رغبت اليوم برؤيته .. هناك شعور بداخلي ظل يلح علي طوال اليوم لاصعد الى هنا بالذات

لا اعرف مالذي كنت اتوقعه .. ؟ لكنني بالتاكيد لم اتوقع مارايته امامي للتو  ..

لقد سمعت صوت بكاء احدهم قادم من الجهة الاخرى لمكان وقوفي

انه كان يبدو صوت بكاء فتاة بالتحديد .. ذلك الصوت لا اعرف لما الم قلبي

ولكنني شعرت بالاسى والالم الممزوجين من خلال تلك الشهقات المتواصلة 

استدار جسدي ناحية الصوت وقادتني قداماي الى هناك وكل هذا تحت تصرف قلبي وحده

الان لم يكن لي تحكم عليه .. بل انه من يتحكم بي هذه المرة

انها كانت هي من تبكي هدير الجبل الجليدي يبكي .. لا اعرف ما اعتراني عندما رايتها في تلك الحالة

انها المرة الاولى التي ارى فيها دموعها بدل ملامحها القاسية  .. اسمع بكاءها بدل صوتها العالي

شعرت بالسوء الشديد وانا اراها على تلك الحال انها كانت تجلس على الارض متكئة على الحائط

وهي تضم ساقيها الى صدرها وتنظر ناحية ذراعيها ودموعها تهرب من عينيها

لحظة واحدة .. اتلك جراح التي اخفتها للتو تحت كم قميصها  .. ؟ انها تبدو سيئة حقا وتحتاج للعلاج

اتساءل من اين حصلت عليها .. ؟  يبدو انها لا تريدني ان اراها

ليس انا فقط وكل المدرسة كذلك .. لا بد ان هذا يفسر سبب ارتدائها للملابس الطويلة دائما ..

وقفت من مكانها بسرعة ما ان راتني  .. هي لم تمسح دموعها من على وجهها قط

بل وجهت الي تلك النظرات الجارحة كعادتها ولم تمنحني فرصة واحدة لاسالها عن سبب بكائها

هي فقط دفعتني بقوة قبل ان تتخطاني وتصرخ في مهددة

” اذا اخبرت احدا ما عن ما شاهدته فلا تلم غير نفسك  .. “

لقد شعرت بعدم الراحة عندما رايتها تغادر لوحدها وهي تملك مثل تلك الجروح

ايعقل ان هنالك من يقوم بقطع دربها كل يوم ويضربها ؟  ام ان لتلك الجروح قصة اخرى

اظن ان علي ان اتبعها لاكتشف ذلك  ..

ركضت خارج المدرسة بسرعة وانا احاول ان لا افقد اثرها واتتبعها بهدوء وبدون ان تشعر بوجودي

كانت تمشي بدون ان تلقي نظرة واحدة للوراء او حتى لليمين او اليسار

كنت استطيع الشعور بالحزن الذي يلف جسدها النحيف من خلال مشيتها المتثاقلة تلك ..

المسافة من المدرسة للمنزل الذي تعيش فيه لم تكن بذلك البعد

ولكن لوهلة ما بدا لي وكانها تحاول ان لا تصل الى هناك ابدا .. رجفة سرت من خلال جسدي فجاة

عندما استدارت لتنظر خلفها .. لقد اختبات داخل زقاق مظلم في اللحظة المناسبة قبل ان تراني

او هذا ما اظنه على الاقل ..

خرجت من الزقاق الحق بها ما ان عادت الى السير حتى رايتها تدخل منزلا

ذا تصميم ليس بعصري او حتى تقليدي كان يجمع بين الاثنين ذو بوابة صغيرة تطل على حديقته

التي تحتوي اشجارا عدة تمنع على الجيران رؤية ما يحدث في حديقة هذا المنزل .. او ربما هذا ما تهيئ لي

وقفت بجانب البوابة احاول ان اخذ نظرة افضل على المكان

ابقيت ظهري موازيا للحائط حتى لا تلاحظ انني اراقبها من خلال فتحات البوابة الخارجية

رايتها تقف امام باب المنزل الابيض اللون في اخر الممر الحجري الذي يربط بين البابين

  هربت تنهيدة عميقة من بين شفتيها بينما ظل وجهها جامدا يحدق في الباب وحسب

 على الرغم من انني لا ارى سوى زاوية منه انا متاكد ان هذا ماتفعله

بعد بضعة ثوان انفتح الباب بقوة على مصراعيه مما ادى الى سقوطها على الارض بقوة

كنت مندهشا جدا مما حدث خاصة عندما رايت ذلك الرجل الضخم الذي يسحبها بقوة من شعرها

وهو يحمل في يده حزاما ما يبدو انه يستعد لضربها به

كنت استعد لاركض نحوها واساعدها لكنني لم استطع التحرك عندما رايت عينيها الدامعتين

وهي تحدق في البوابة التي اختبئ وراءها وكانها ترجو مني ان لا اتدخل

ايعقل انها تعرف انني كنت الاحقها .. ؟  هل تعرف بوجودي في هذا المكان .. ؟ 

هل انا ساؤذيها اكثر بتدخلي .. ؟  لاول مرة في حياتي اشعر انني بهذا العجز

استمر الرجل الضخم الجثة في سحبها الى داخل البيت بينما هي تبكي في صمت

لقد كان يشتمها باسوء الكلمات على الاطلاق بينما هي صامتة لا صوت يصدر منها غير شهقاتها المكتومة ..

 اهكذا تعيش حياتها .. ؟ 

يبدو انها بالفعل تذوق مرارا اكثر مما تذيقه للغير .. انها تعاني وبشدة

لكنها لا تظهر كل ذلك .. هل هي تحاول ان تثبت شيئا .. ؟ 

لم استطع تصديق أي شيء مما حدث امامي للتو .. انا بالكاد استطيع التنفس

ان قلبي يؤلمني عليها وبشدة .. مالذي يمكنني فعله لاساعدها .. ؟ 

انا مشوش جدا وعقلي قد توقف عن التفكير في أي شيء من الصدمة

كيف لشخص ما ان يعيش حياة كهذه ولكنه يحاول اخفاء كل ذلك واظهار الجانب القوي منه للاخرين

انها تخفي ضعفها بقسوتها تلك .. انها تعيش بوجهين

تخفي احدهما بارتداء الاخر .. تحمي نفسها من الاخرين بالقناع القاسي الذي ترتديه كل يوم رغم كل الالم الذي تعاني منه

اظن انني قد وجدت معنى جديد لهذا المصطلح .. ذو الوجهين

دارت كل هذه الافكار في راسي بينما وجدت نفسي ادخل شقتي الفارغة وقد انهار جسدي كله على الباب

المقفل غير مصدق لنوعية حياة الجبل الجليدي ” هدير ” وصورتها تبكي على سطح المدرسة لم تغادر ذهني قط ..

.. ..

مر اليوم التالي بشكل اعتيادي هدير قد عادت لصورتها القوية والقاسية امام جميع زملائها

ولكن شخصا واحدا فقط كان يدرك ماهية القناع الذي ترتديه .. شخص واحد فقط قد راى الجانب الحقيقي منها

شخص فقط قد فهم العنوان الحقيقي لوجهيها الاثنين  وايقن انها لن تترك احدا غيره يدركه ..

انتهى اليوم الدراسي وعاد كل الطلاب الى بيوتهم مثل أي يوم اخر .. فكرت هدير ان ذلك الفتى

لن يعود مجددا ليقف على السطح ويواجهها بعدما راى الحقيقة المؤلمة لحياتها

لذلك فهي قد اتخذتها ذريعة لتذهب هناك مثل أي يوم اخر وتداوي الجروح السيئة التي حصلت عليها

يوم امس من زوج والدتها ذلك الرجل القاسي الذي كان السبب في موت امها ..

انه قد كان السبب في تداعي اطراف حياتها وتدميرها كليا .. لكن اسوء مافي الامر

انه الوصي الوحيد عليها بعد وفاة كلا والديها كما انه لم يكن لديها أي اقرباء لتذهب للعيش عندهم

انها ماتزال قاصرا لذلك فانها لا تستطيع ان تذهب للعيش لوحدها وتحمل مسؤولية نفسها ..

انه يعذبها كل يوم وقد هددها انها في حالة ما هربت فانه سيبحث عنها

ويقتلها ولو كان هذا اخر عمل يقوم به في هذه الحياة فحتى الشرطة لن تستطيع حمايتها منه ..

وهي متاكدة تماما انه لا يمزح ابدا في هذا الموضوع

هي فعلا لا يهمها ان بقيت حية او ماتت .. انها فقط لا تريد تحقيق مايصبو اليه

انه يرغب بموتها بشدة وهو لا يمكنه ان ينهي حياتها بيديه

 لانه ان فعل ذلك فهو لن يحصل على النقود التي اورثتها زوجته

لابنتها الوحيدة بعدما حرمته تماما من ان ياخذ قرشا واحدا ..

ولربما السبب الوحيد الذي جعله يتزوج بوالدة هدير هو الطمع في الحصول على اموالها

قد تتساءلون عن كيف سيحصل على النقود اذا كانت مورثة لهدير .. ؟ 

هنا ياتي دور تعذيبه اليومي لها .. انه يضربها في المناطق التي لا يمكن ان تلاحظ في جسدها وحسب

كل يوم ودون ان يخلف يوما واحدا بسبب او بدونه .. فقط يضربها بلا رحمة

ثم يجعلها تذهب في اليوم التالي الى المدرسة بدون ان تتاخر دقيقة واحدة

 حتى لا تكشفه الخدمة الاجتماعية .. والا فان حسابها معه سيكون عسيرا لاحقا

وهو يفعل كل تلك الاشياء الفضيعة لها

 لانه يريدها ان تقوم بعمله عنه وذلك بان تنهي حياتها بنفسها وبكامل ارادتها ..

قد يذهلنا احيانا ما يستطيع الناس فعله من اجل النقود ..

تفقدت هدير اروقة المدرسة وهي تتجه نحو الدرج المؤدي الى السطح خوفا من ان يكون هنالك شخص

قد ظل في المدرسة وقد تتعرض معه لنفس الموقف الذي حدث لها من قبل

انها لم تكن ترغب بان يرى أي شخص جانبها الضعيف  .. ليس بعد ان بنت لنفسها مثل تلك السمعة في المدرسة  ..

فتحت باب السطح لتتفاجا بوجه مالوف يقف في المكان الذي تجلس فيه عادة يحمل بين يديه علبة بيضاء لم تهتم لما فيها

نظرت نحوه بحقد ” لماذا كنت تبعتني يوم امس  .. ؟ هل استمتعت بالمنظر ياترى  .. ؟  “

هتفت بصوت يكسر الحجر من برودته ثم رسمت نصف ابتسامة ساخرة على شفتيها

” لا يمكنني ان اضمن الا انك تمتعت اقل من كثيرا  .. ” نزعت الابتسامة من على وجهها

واستدارت راحلة تاركة اياه خلفها  .. لكنه اسرع نحوها قاطعا عليها طريق الرحيل 

” الا تريدين سماع ردي  .. ؟  ” حاول ان يقول بابتسامة لطيفة رسمها على شفتيه

ارسلت له نظرة حاقدة قاتلة لكنه ابى ان يتاثر بها

” ليس هنالك ما قد يثير اهتمامي في كلام قد يصدر منك  .. اسدي لنفسك خدمة وابتعد عن طريقي “

صرحت ببرود  .. حرك راسه رافضا كلامها ” دعينا نتكلم لو سمحتي .. ” طلب منها

اعادت رسم نفس الابتسامة الساخرة قبل ان تتحرك مجددا نحوه محاولة تخطيه

” ليس هنالك شيء مشترك بيننا لنتحدث فيه  .. فلا تحاول الاقتراب مني مرة ثانية “

مد يديه امام وجهها مانعا اياها من الرحيل مرة اخرى

” ارجوكي دعيني انظف لك جروحك  .. اظن ان هذا ما اتيتي للقيام به هنا  .. اليس كذلك  .. ؟  “

جفلت هدير ما ان سمعت جملته تلك لكنها كشرت في وجهه رافضة اياه حتى ان يكلمها فما بالك بان يلمسها

” انا لا احتاج لشفقة منك استطيع الاهتمام بنفسي جيدا .. فانت لست سوى رجل خائن حقير كغيرك من الرجال

وانا لا احبذ فكرة ان يقترب مني شخص مثلك  .. فدعني اصوغها بطريقة تفهمها  .. اغرب عن وجهي ايها الاحمق “

تدفعه بكل قوتها للجانب حتى تبعده عن طريقها  .. لكنه امسكها بقوة جعلتها تتراجع للخلف حتى التصق ضهرها بالجدار خلفها

ترفع يدها في محاولة منها لتبعده عنها لكنه يشد على كتفيها بقوة اكثر ولكن في نفس الوقت بلطف حتى لا يؤذيها وهو يحاصرها  ..

رفعت كلا ذراعيها في هذه المرة واخذت تضرب بهما صدره بقوة في محاولة لكسره عن فعله ذاك

وجعله يفلتها  .. لكنه فقط امسك بذراعيها ورفعهما فوق راسها يمسكهما بيد واحدة بينما اليد الاخرى تدفعها نحو الحائط

حتى لا تتحرك من مكانها وتهرب منه  ..

تنظر لعينه مباشرة بقسوة وتصرخ فيه لكي يفلتها لكنه فقط يرفض هذا وهو مايزال يحدق بعينيها ايضا

” يمكنك ان تكرهيني  .. كما يمكنك ان لا تثقي في  .. فكري بي كما تريدين فيما بعد

ولكن الان وفي هذه اللحظات بالذات سوف تسمحين لي بمداواة جروحك  .. ليس لانني اشفق عليك

او ما شابه ذلك  .. انا فقط لا احب ان ارى شخصا يتالم امامي وانا واقف لا احرك ساكنا  ..

انا اكثر شخص يعلم بما تمرين به الان  .. خاصة في تلك اللحظات التي تصعدين فيها الى سطح هذا البناء

وتكونين لوحدك  .. لا احد واقف الى جانبك  .. ولا احد يساعدك حتى  .. لمرة واحدة فقط

دعيني اكون هذا الشخص من اجلك  .. لو سمحت  .. “

حدقت فيه هدير بذهول وهي تسمع تلك الكلمات تخرج منه  .. نظراته  .. صوته  .. وحتى لغة جسده

انها قد استشعرت الصدق فيها  .. كما انها جعلت قلبها يفوت دقة  .. شعور غريب بالاهتمام احاطها

 وارسل رعشة خفيفة في كل انحاء جسدها النحيل  .. كان لا يزال يمسكها بقوة

بينما هي لم تستطع ان تتخلص من قبضته  .. ابى ان يحررها قبل ان يسمع اجابته المنتظرة

لاول مرة في حياتها هي لم تشعر بالخوف وهي قريبة منه ..  والاغرب من ذلك هي في الحقيقة

شعرت بالامان وهي تحدق في عينيه اللتان احتوتاها بينما انعقد لسانها وهربت منها الكلمات

وبحركة لا ارادية منها اومات له بالموافقة على طلبه في ان يساعدها  ..

بعد ان ضاعت في عينيه ذات اللون البني الجميل حررها من اسره وسحبها من معصمها

نحو علبته البيضاء التي تركها على الارض وجعلها تريه اماكن اصابتها بعد ان اجلسها على الارض بقربه

رفعت بنطالها الواسع لتكشف له عن ساقيها المليئتين بالجروح الشديدة  .. كما رفعت اكمام قميصها ذو الاكمام الطويلة

وكشفت عن ذراعيها بالكامل هما لم يكن فيهما جراح اقل من ساقيها بل هما امتلاتا بالكدمات الزرقاء والمؤلمة كذلك

فتح كيوهيون العلبة البيضاء التي معه فاذا بها مملوءة بادوات الاسعافات الاولية

” يبدو انه قد جاء مستعدا  .. ” فكرت هدير مع نفسها بينما عم صمت ثقيل بينهما

وهو قد بدا ينظف جروحها مع ابتسامة حنونة قد ارتسمت على شفتيه

لوهلة ظنت انها ترى والدتها المتوفاة امامها  .. عادت بها ذاكرتها الى طفولتها

 تذكرت كيف كانت تعالج جراحها الناتجة عن السقوط ارضا بينما هي تلعب مع اصدقائها في الحديقة ه

والتي تقطر حنانا   تذكرت كيف كانت تبتسم لها تلك الابتسامة المليئة بالحياة

تذكرت كيف كانت تحيطها بالدفئ وتنسيها جميع اوجاعها  ..

الشعور نفسه راودها وهي ترى ذلك الشاب ذو الشعر الكستنائي المصفف بفوضوية

يفعل نفس الشيء لها  ..  كما لو ان والدتها قد عادت للحياة مرة اخرى

هي قد رات خيالها في هذا الشاب  ..

انهمرت دموعها لا اراديا للذكريات المفاجئة والتي قد اعلنت عن تمردها عنها

وقد اخذت طريقها هاربة نحو الاسفل سالكة طريق وجنتيها الناعمتين

انتبه كيوهيون للتغير المفاجئ في محياها وهو يظن بانها تبكي بسبب الجراح الكثيرة التي تؤلمها

فطلب منها ان تصبر عليه بعض الشيء وهو سيحاول ان ينتهي سريعا من اجلها

لتزداد دموعها غزارة وتهرب شهقات من بين شفتيها حتى وهي تضع يدها مانعة لها

لكنها باغتتها وفرت هاربة منها  ..

تفاجا كيوهيون من موقفها ذلك ولم يدرك ماعليه فعله في مثل هذا الموقف المحرج

ولم يجد امامه خيارا غير معانقتها  .. سحبها الى حضنه اخذ يربت على ضهرها برفق قاصدا التخفيف عنها

كان حقا يشعر بالحزن الشديد على الفتاة .. انها حقا تعاني الكثير جدا كما انها تبقي كل شيء في قلبها

فلا احد قريب منها .. وليس لها احد يسمعها .. كما انه لا يوجد احد يعيرها كتفه لتبكي عليه

ان الشيء الاكثر قسوة في هذه الحياة .. وحتى اقسى من الضرب الشديد والتعرض للاهانة والمعاناة

هو البكاء وحيدا بدون وجود من يخفف عليك .. او يكون لجانبك وحسب بدون ان يفعل شيئا

فقط يمنحك كتفه لتبكي عليه وتفرغ مافي قلبك  .. يخبرك ان كل شيء سيكون على مايرام

حتى لو لم يكن كذلك .. مجرد سماع ذلك الكلام يجلب الراحة الى نفس المتالم

زاد من تمسكه بها بينما واصلت هي البكاء في حضنه ..

بعد فترة لم تكن بالقصيرة احس كيوهيون ان هدير قد سكنت في حضنه

هي لم تعد تبكي .. لا تتحرك .. اذا لا بد انها قد غفت من التعب بعد كل ذلك البكاء

هكذا فكر كيوهيون مع نفسه  .. الان لديه مشكلة اخرى .. ماذا يجب ان يفعل بها .. ؟

لم يرغب بان يوقضها بعد ان راى وجهها وهي بذلك التعب الشديد .. على ما يبدو

ليس البكاء ما اتعبها فقط .. من خلال النظر الى مساحيق التجميل التي انمحت تماما من تحت عينيها

بسبب الدموع الكثيرة التي ذرفتها يمكنك ان تلاحظ تماما تلك الهالات السوداء التي تحيط بعينيها

يبدو انها لم تنم بشكل جيد منذ فترة طويلة .. لا عجب انها تغفو في الصف كثيرا

في هذه اللحظة بالذات كل ما اراده هو ان تشعر بالراحة .. لذلك فهو قد غير وضعيتها من الجلوس

وعدلها لتكون نائمة في حضنه بكل راحة ..

كيوهيون جالس وظهره متكئ على الحائط بينما هدير نائمة في حضنه

حدق هذا الاخير في وجهها ووجد نفسه لا يستطيع ابعاد عينيه عنها ..

رغم ان وجهها يبدو متعبا جدا .. الا انها المرة الاولى التي يظهر فيها جمالها الطبيعي بهذا الشكل الملفت

بدت بريئة جدا وهي نائمة بسلام وانفاسها المنتظمة والتي تتخللها بعض الشهقات الباقية

من بكائها الكثير تحرق عنقه .. بالكاد استطاع ابعاد عينيه من عليها

اما قلبه فقد كان يروي حكاية باكملها .. انه قد ظن بانه سيقفز من صدره في اية لحظة

هو لا ينكر ابدا انه قد شعر بالانجذاب نحوها مرات عديدة.. ولكنها المرة الاولى التي يسيطر

فيها شعور غريب كهذا عليه .. انه بالفعل قد كان اغرب شيء شعر به في حياته

مر بعض الوقت وهو لا يزال يتاملها وهي نائمة في حضنه .. ظل يستمع الى انفاسها

المنتظمة التي تمتع اذنيه كالموسيقى تماما .. راقت له تنهيداتها اللطيفة اثناء نومها

تمنى لو انه يستطيع ان يراها على هذه الهيئة مرات اكثر .. خاصة شفتاها الصغيرتان والناعمتان

ذات اللون الوردي كانت جاذبة لاهتمامه بشكل كبير

حتى انه قد وجد نفسه يقترب منهما مرات عديدة .. وبصعوبة منع نفسه من التهور

..  ..

استيقطت هدير من غفوتها وهي تشعر بالدفئ والراحة الكبيرين .. انها المرة الاولى منذ زمن طويل

التي تنام فيها بدون ان تحس بوخزة الم واحدة .. او حتى لفحة برد .. و اهم شي انها لم تكن خائفة على الاطلاق

شعرت بالامان التام وهي ترى ذلك الحلم حيث تلك الاذرع القوية تحيط بها

 ذكرتها بحضن والدها المتوفي عندما كانت تنام باحضانه وهي صغيرة ..

لم تكن قد فتحت عيناها بعد لانها كانت تستمتع بالشعور الجميل الذي غمرها في تلك اللحظات

وجعلتها تشعر بالسعادة الشديدة لحد الثمالة  ..

ما ان ادركت انها لا تحلم وان هنالك ذراعين تحيطانها بالفعل .. حتى فتحت عينيها في تفاجئ

لتجد نفسها نائمة في احضان الشاب الذي ابى ان يتركها وحيدة هذا اليوم

تاملت وجهه النائم .. يبدو انه قد غفى وهو ينتظر افاقتها

احست بالاحراج الشديد من الوضعية التي هي فيها وكذا الموقف الذي وضعت نفسها فيه

خاصة وان الليل قد نشر ستاره على هذه الدنيا واطفئ جميع مصابيح النهار

حاولت سحب نفسها من حضنه بهدوء شديد .. لكنه يابى ان يفك حصر ذراعيه عنها

هذه المرة الثانية هذا اليوم التي تشعر فيها انها في غاية الضعف وهي محكوم عليها في اسره

بعد ان شعر النائم بالحركة التي صدرت من الشخص الذي كان نائما في احضانه

حتى فتح عينيه بسرعة وافلتها مباشرة ووجهه يشع احراجا للوضعية التي كانا فيها

تنحنح محاولا ان يكسر حاجر الاحراج والصمت الثقيل الذي عم بينهما

عرض عليها ايصالها لمنزلها .. لكنها سرعان ما حركت راسها في رعب بعد ان سمعت لفظ المنزل

هي تدرك تماماانها لو عادت الى البيت في هذا الوقت فتلك ستكون نهايتها ..

فزوج والدتها اما سيضربها طوال الليل او يجعلها تنام في الشارع عقابا لها ..

انتبه كيوهيون للذعر الشديد الذي سيطر على الفتاة  .. وادرك انها خائفة من العودة الى ذلك الجحيم

ولربما شيء سيئ جدا من الممكن ان يحدث لها لو جعلها تعود الى ذلك المكان في هذا الوقت المتاخر

هو لم يكن يعرف قصتها  .. او من يكون ذلك الرجل الضخم الذي يضربها كل يوم بدون رحمة

لكنه اثر الا يسالها عنها حتى تخبره هي عنها عندما تكون مستعدة  .. هو فقط لا يريدها ان تشعر بالضغط

من تواجدها معه  .. فوقف سريعا ومد يده لها طالبا منها ان تقف هي الاخرى

لقد كان موقفه حازما جدا لذلك هي لم تستطع فهم نفسها او السبب الذي يدفعها لتطيع اوامره فجاة

فمدت له يدها في ارتباك شديد حاولت ان لا تضهره في حين انها تشعر بنبضات قلبها تتسارع بشدة

وهنالك احمرار طفيف يحوم على وجنتيها  ..

لم تعرف ماهو هذا الشعور الذي سيطر عليها فجاة  .. لذلك فهي قد رجحت انه قد يكون مجرد شعور بالامتنان له

لكل ما فعله معها وحسب  ..

” دعينا نعود الى البيت  .. ” هتف كيوهيون في حماس

حاولت سحب كفها من بين اصابع يده بسرعة ما ان سمعت عبارته تلك

لكنه ظل يمسكلها ولم يفلتها ابدا ثم اخذ يتامل في وجهها وهو يبتسم لها ابتسامة مطمئنة وهو يدرك تماما ما تفكر به ..

” قلت لنعد الى البيت  .. ولم اقل بيتك  .. ان الوقت قد تاخر لذا دعينا نعود الى منزلي

اقضي الليلة عندي  .. وعودي الى منزلك في الغد  .. “

احمر وجهها بشدة بسبب كلامه ذاك فضربت ساقه بقدمها بغضب مما جعله يقفز في انحاء المكان بالم

وهو يمسك بساقه و يتصرف بطريقة مضحكة  ..

” قد تكون شاهدتني في اتعس لحظاتي واضعفها  .. وقد اكون بالغت في تصرفاتي بان قبلت مساعدتك عدة مرات

ولكن هذا لا يعني انني اشعر بذلك الامتنان الشديد نحوك لكي تستطيع حضرتك استغلالي بدعوتي لقضاء الليلة في منزلك  .. “

فجاة اخذ المعني بالامر في الضحك وهو ما يزال يرفض ترك يدها  .. بينما وقفت هي تحدق فيه مستغربة موقفه

عادت نبضات قلبها للعمل فورا بعد ان راته على هذه الحالة ولكن هذه المرة بشكل اقوى واكثر فعالية

” ما بي لا استطيع ابعاد نظري عن وجهه الغبي ذاك .. ؟ ” فكرت هدير مع نفسها

لم تلاحظ انها ما تزال تحدق في وجهه بينما هو قد توقف عن الضحك  .. فقرب وجهه منها كثيرا

وقال بصوت متلاعب ” ان لديك عقلا فاسدا هناك .. ” اشار على راسها ثم اكمل بنفس النبرة

” لا تقلقي .. فانا لست من ذلك النوع من الفتيان.. وكل ما سنفعله

هو النوم .. واعني النوم وحسب لا غير .. لذلك ليس هنالك داع لكي تخافي مني او من محاولتي لاستغلالك  ”

شعرت هدير بنفسها تحمر خجلا من كلامه الغير مبالي ذاك وقرب وجهه الشديد منها خاصة وانه ما يزال يمسك بيدها

فضربته على ساقه مرة اخرى في حرج

” هه .. ومن قال انني قد اخاف من شخص مثلك .. فحتى لو حاولت الاقتراب مني انت لن تستطيع ذلك .. “

تحدته هدير في استخفاف بينما ابتسم هو بخبث وقرب نفسه منها مرة اخرى وهمس بالقرب من اذنها

هل يمكنك المراهنة على ذلك .. ؟ ”

ادارت راسها للجهة الاخرى عندما ادركت انها لن تحتمل الامر اكثر وان قلبها معرض لان يتوقف

عن النبض في اية لحظة لو هو استمر في الاقتراب منها بذلك الشكل كل مرة واثرت البقاء صامتة بدون ان تعلق على تحديه

ادى موقفها هذا الى رسم ابتسامة لطيفة على وجه كيوهيون وهو يضحك يمرح على شكلها المحرج

اخذ يسحبها وراءه بينما تحرك مغادرا سطح المدرسة متجها الى البيت

بعد فترة من مغادرتهم المدرسة والمشي في الشارع توقفوا امام بناية شقق صغيرة

رفعت هدي حاجبيها استنكارا  .. ” ايعيش هنا مع عائلته  .. ؟ “

فكرت مع نفسها بينما دخلوا البناية واتجهوا نحو المصعد وركبوه حتى توقف في الطابق الخامس

انفتح الباب وظهر رواق صغير بعض الشيء على جانبيه توجد عدة ابواب لشقق مختلفة

مشى كيوهيون اولا وهو مايزال يمسك بيدها ويسحبها معه واتجه الى الشقة الاخيرة على اليسار

اخرج مفتاحا صغيرا من جيبه وفتح الباب  .. كان اول مالاحظته هدير عند دخولها الشقة هو الظلام الذي يعم فيها

الا يوجد اهله في البيت  .. ام انهم تاخروا في العودة وحسب  .. ؟ “

شغل كيوهيون الانارة لتكتشف هدير ان الشقة اصغر من ان يعيش فيها عدة اشخاص معا

فهنالك مطبخ صغير عند زاوية الشقة المقابلة للباب وفي نفس الوقت فهو يعتبر جزءا من غرفة الجلوس

التي تحتوي على جهاز تلفاز صغير عند الزاوية الاخرى للغرفة بينما يتوسطها كنبة صغيرة مواجهه له

بينما على جانب الباب يتواجد باب مغلق وعلى مايبدو فهناك تتواجد غرفة نوم واحدة

بينما يستقر الحمام الصغير مقابلا لباب الغرفة  .. لقد كان المكان صغيرا ومرتبا كذلك

ولكنه بكل تاكيد فهو لا يتسع لعائلة على الاطلاق  ..

دخل كيوهيون اولا بعد ان نزع حذاءه بينما بقيت هدير بالقرب من الباب تنظر نحوه بريبة

” اين هم افراد عائلتك  .. ؟ ” سالته بريبة وقلة ارتياح

تغيرت ملامح كيوهيون كليا بعد ان سمع جملتها تلك وهي لاحظت ذلك التغير ولكنه سرعان ما استبدله

بابتسامة باهتة ” في الحقيقة لا عائلة لي  .. او بالاحرى لم يعد لدي عائلة

لقد فقدتهم جميعا منذ سنتين لذلك فانا اعيش في هذه الشقة الصغيرة لوحدي  ..

 ما حاجتي الى مكان اكبر ان لم يكن لدي احد اشاركه معه  ” اخبرها بنبرة مهزوزة بعض الشيء مليئة بالحزن

هاجم الم مفاجئ قلب هدير بعد معرفتها لحالته وادركت انه وحيد تماما مثلها  .. انه لم يكذب حين اخبرها انه يعرف شعورها

لكن الفرق الوحيد بينهما انه لا يتعرض للضرب مثلها يوميا  ..

” ان لم اكن مخطئة فهذه المرة الاولى التي ادخل فيها الى بيتك  .. مما يجعلني ضيفة

الا تظن ذلك  .. كما ان هنالك شيء يدعى اكرام الضيف في حالة كنت نسيت  .. ” قالت هذا وهي تحاول ان تلطف الجو المتوتر

اطلق كيوهيون ضحكة مرتبكة على نفسه وطلب منها ان تجلس بينما اتجه هو نحو المطبخ الصغير  ..

في تلك الليلة قضت هدير احدى اكثر ليلاتها امانا في منزل كيوهيون  .. فرغم كونها لا تعرفه بشكل جيد

ولا حتى تعرف اخلاقه الا انها ولسبب ما ادركت انه لن يقدم على ايذائها ابدا

هو قد جعلها تستخدم غرفته بينما نام هو على الكنبة خارجا  .. رغم انها شعرت ببعض الذنب انها اخذت سريره

الا انها قد كانت ممتنة له وبشدة على مساعدتها.. ” يبدو ان العالم ليس سيئا الى تلك الدرجة بعد كل شيء  .. ” فكرت

.... ..

بعد فترة من الزمن اصبح يجمع بين كيوهيون وهدير علاقة جيدة واصبحوا كثيرا ما يلتقون على سطح المدرسة

حتى انها قد اخبرته بكل شيء عن نفسها وعن ما يحدث بينها وبين زوج والدتها

ولطالما طالبها كيوهيون بان تخبر الشرطة لكنها دائما ما ترفض فحتى الشرطة لن تستطيع حمايتها من ذلك الوحش

انها تستطيع الاحتمال حتى تبلغ السن القانونية وترث اموالها وتغادر بها بعيدا عنه وعندها هو لن يستطيع ان يفعل شيئا لها

كان الغضب والكره لزوج والدة هدير يكبران يوما بعد يوم في قلبه وهو يرى كل تلك الجروح الجديدة

التي تحصل عليها يوميا بينما هو من يهتم بمداواتها لها  .. ومن ناحية اخرى

كانت مشاعره تكبر بنفس الطريقة لهدير فلقد تحسنت معاملتها له

ولقد تمنى من كل قلبه لو انها تقبل المشاعر التي يحملها لها في قلبه عندما يعترف لها

لكنه في كل مرة كان يتراجع عن افكاره هذه خوفا من ان ترفضه باعتباره صديقا لها لا غير

وفي الاتجاه الاخر فقد كانت هذه الاخيرة تشعر بمشاعرها تكبر ناحيته هو ايضا  .. انه قد كان الشخص الوحيد الذي وقف بجانبها

بعد ان تخلى عنها العالم باجمعه  .. احتملها رغم معاملتها السيئة له  .. انها شعرت بالخوف الشديد من هذه المشاعر الفياضة

ماذا ان عرف كيوهيون بشانها  .. ؟ ماذا ان رفضها  .. ؟ ماذا ان اعتبرها مجرد صديقة لا اكثر ولا اقل  .. ؟

كان هذا الهاجس يسيطر على كل منهما بدون معرفة الطرف الاخر بالموضوع

- كم كانت الحياة لتكون اسهل بالنسبة لهما لو استطاعا قراءة افكار بعضهما –

.. .. ..

وفي احد الايام عادت هدير الى البيت كعادتها لتلاقي زوج ابيها كعادتها في المرصاد

ولكنه في هذه المرة يبدو وكانما هو قد جن  .. عيناه حمراوان والغضب الشديد يقطر منهما

لم يكن منظره يوحي بالخير  .. بدا وكانه قد ضاق ذرعا بعدم استسلامها

لاول مرة تشعر بكل ذلك الرعب يتسلل الى عظامها بمجرد رؤيته فقط  .. انها ارتعبت من انه قد ياخذ حياتها منها هذه المرة

وهي لم تكن مستعدة لان تترك جانب كيوهيون بعد  .. ليس الان وليس ابدا

رمت حقيبتها المدرسية عليه واسرعت راكضة نحو غرفتها  .. بينما طاردها هو وهو يصرخ فيها باعلى صوته

ويطالبها ان تعود اليه بارادتها او انها لن ترى خيرا  .. لكنها لم تستمع واستمرت بالركض والدموع تفر من عينيها

وصلت الى باب الغرفة فتحته ودخلت بسرعة وكادت ان تغلقه لكنه امسك بشعرها في اخر لحظة

عضت ذراعه باسنانها واغلقت الباب بسرعة شديدة عندما سحبها في الم

 اغلقت الباب بالمفتاح  .. بينما اخذ الوحش خارجا يضرب الباب بقوة شديدة

وهي عرفت انه سيكسره في وقت قياسي  .. لذلك فهي مررت يديها على جيوبها

في رهبة شديدة تبحث عن شيء  .. عندما وجدته اخرجته بسرعة  والدموع تهرب من مقلتيها

امسكت هاتفها بيدين مرتعشتين وضغطت على الرقم الذي تحفظه عن ظهر قلب مذ سمعته لاول مرة

رن الخط عدة مرات قبل ان يرفع كيوهيون الهاتف وفي اللحظة التي كانت ستطلب منه ان ياتي لانقاذها

كسر الباب من خلفها ودفعت هي ناحية الارض بقوة كبيرة  ليسقط الهاتف من يدها

التفتت بسرعة ناحية زوج والدتها الذي يتجه نحوها وهو يضحك بشرر ويتوعدها بالعقاب الشديد

اما من الناحية الاخرى من الخط فبعد ان سمع كيوهيون كل ذلك الصراخ من قبل هدير يطالب بالنجدة

اسرع متجها الى بيتها يركض كالمجانين بكل ما اوتي من قوة  .. يبدو ان الحقير قد جن اخيرا وهاهو يقدم على محاولة قتل

الفتاة التي ارتبطت حياته بها  .. ايقن انه ان لم يفعل شيئا لانقاذها فهي ستموت لا محالة

ضغط عدة ارقام على هاتفه الذي يضغط عليه بين اصابعه وهو ما يزال يركض

اتصل بالشرطة واخبرهم بان هنالك رجلا مجنونا يحاولا قتل ابنة زوجته المتوفية في العنوان التالي

بعدها اقفل الخط بسرعة ليجد نفسه واقفا امام بيتها وهو يلهث بقوة

فتح البوابة الخارجية على مصراعيها واسرع ناحية الباب الداخلي المفتوح ودخل المنزل

انطلق مباشرة ناحية الاصوات العالية والتي تاتي من الطابق العلوي

ما ان وصل لباب الغرفة حتى وجد ذلك الوحش يضرب هدير بقوة على بطنها بقدمه

انه كاد يقسم انه يستطيع رؤية عينا هدير تودعه للابد  .. اغمضت عينيها وانتهى الامر بها لا تتحرك

استطاع رؤية اثاردموعها الكثيرة التي ذرفتها وهي تنتظره لكي ينقذها على الارض

بينما وقف ذلك الضخم يدير ظهره له في غير انتباه لوجوده يضحك بشرر وجنون بدا وكانما هو قد فقد عقله

لم يستطع كيوهيون تحمل ايا من ما يجري امامه فصرخ باعلى صوته وركض ناحية ضخم الجثة

وضربه باقسى قوته على ضهره ليسقط على الارض ويضرب راسه على حافة السرير الذي يتوسط الغرفة

ليفقد وعيه وراسه قد بدا بالنزيف  .. هذا لم يكن وقت الاهتمام بحالة من لا يستحق

فقد كان كل تركيزه منصبا على هدير المرمية على الارض باهمال في حالة سيئة جدا بسبب كل الضرب الذي تلقته

وهي الان تبدو كجثة هامدة فقد عقله تقريبا وهو يراها هكذا فسرع يجملها بين يديه

وركض بها خارجا نحو اقرب مستشفى بينما سمع اصوات سيارات الشرطة تصل اخيرا الى منزل هدير

ولكن بعد ماذا بعد انتهاء كل شيء  .. استطاع كيوهيون ان يراهم يقتحمون المنزل

ولكنه لم يعد اليهم بل اسرع بالركض نحو وجهته المحددة وهو يحمل الفتاة التي سيموت من بعدها لو حدث لها شيء ما

لقد كان يصرخ فيها بهستيرية ان لا تتركه وحيدا كما فعلت عائلته  .. صرخ باعلى صوته بينما يركض في الشارع

دخل المشفى ما ان وصل وصرخ في الممرضات بان يساعدنها  .. اسرعوا بوضعها على سرير متحرك

وركضوا بها الى غرفة الطوارئ  .. حالتها كانت سيئة جدا مما سبب الذعر لجميع من راوها

هذه المرة تختلف عن اية مرة اخرى تعرضت فيها للضرب  ..

بكى كيوهيون بكل هستيرية وهو يدعو الله من كل قلبه ان لا ياخذ هدير منه وان يعيدها اليه سالمة

بكى كما لم يبكي من قبل وجثى على ركبتيه في الممر وهو يدعو بقلب ممتلا

حالته قد اثارت شفقة الممرضات والاطباء  .. ورغم انهم حاولوا ان يهدؤوه بكل الوسائل

الا انه ابى ان يهدئ قبل ان يشاهد هدير وهي حية ترزق  .. ان يشاهدها تتنفس

هذا كل ماكان يطلبه  .. ان تعود هدير الى احضانه هذه كانت امنيته

بعد عدة ساعات وكيوهيون لايزال جالسا خارجا خارج غرفة الطوارئ ينتظر ان يسمحوا له بان يراها

حضر عدة افراد من الشرطة لياخذوا افادته بشان علامات الضرب الكثيرة التي تملا جسد الفتاة

ان المستشفى قد اتصل نظرا لسياسته التي الزمه بان يخبر الشرطة عن اية حالات تشبه حالة هدير

اخبرهم كيوهيون انه قد قدم بلاغا عن زوج والدتها الذي كاد ان يقتلها وتم حل كل شيء

بعد ان تم التاكد من كل شيء قاله كيوهيون  .. وقد هناته الشرطة على شجاعته في انقاذ الفتاة من براثن الموت

فيما بعد علم كيوهيون انه ان تاخر دقيقة اكثر لكانت هدير قد ماتت لقد كانت قوية جدا لاحتمالها لكل ذلك الضرب

لحين وصوله  .. تم اخذ افادة هدير من قبل الشرطة بعد ان استيقظت وذلك لاتمام التحقيق

هدير قد افصحت عن كل شيء لانها لم تعد قادرة على احتماله اكثر  .. لم تعد خائفة منه بعد الان

وهي لم تعد تريد العودة الى تلك الحياة مرة اخرى  .. تم ايداع الزوج في مخفر الشرطة حتى يتم تحديد موعد محاكمته

ومع كل الدلائل التي وجدت ضده فانه لن يستطيع مغادرة السجن لمدة طويلة جدا  ..

بعد فترة طويلة من الانتظار سمح لكيوهيون اخيرا بان يراها ويطمئن عليها

ما ان دخل الغرفة حتى وجدها مستيقظة بينما تملا جسدها الضمادات في كل مكان بينما

هي تنظر ناحيته وقد امتلات عيناها بالدموع لرؤيته

” انك قد انقذت حياتي  .. انت هو منقذي  .. مهما فعلت ومهما شكرتك فانني لن اوفيك حقك ابدا

على الذي قمت به من اجلي وماتزال تفعله لحد الان  .. ” همست له بينما هو يقترب منها ودموعه على خديه

هز راسه لها رافضا لشكرها ” لا تشكريني  .. ارجوكي مقارنة بك انا لم افعل شيئا لك  .. انك انتي من اعدتي لحياتي

معناها  .. انتي من اعطاني كل شيء كنت قد فقدته واكثر  .. انت من رسمت الابتسامة على وجهي  .. وانتي  ..

انتي هي كل شيء بالنسبة لي  .. ” اخبرها بكل صدق بينما جثى امامها وهو يمسك بيدها بكل حب وحنان

شرعت هديل بقول شيء لكنه منعها من التحدث بان وضع ابهامه على شفتيها واكمل هو بعد ان اخذ نفسا عميقا

” هديل  .. انا احبك منذ اليوم الاول الذي رايتك فيه  .. احبك منذ اول مرة تجاهلتني فيها في المدرسة

احبك منذ اول مرة دفعتني فيها  .. احبك  .. وساظل دائما احبك  .. لقد استحوذتي على قلبي

منذ زمن بعيد حتى وانتي لا تدركين ذلك  .. اعرف جيدا انك ترينني صديقا لا غير

ولكنني لم اعد احتمل اخفائي لمشاعري الحقيقية تجاهك  .. انا بدونك لا شيء

الشعور الفضيع الذي راودني وانا اظن انني سافقدك للابد  .. لقد كان اسوء شيء شعرت به في كل حياتي

وانا حقا لا ارغب في ان اضيع ثانية واحدة بدون ان تدركي مشاعري الصادقة نحوك  ..

وحتى ان لم تقبليها.. انا ارجوك  .. لا تتركي جانبي مهما حدث  .. حتى لو تعين عليكي ان تكرهيني

وتتجاهليني كل يوم   .. ارجوك  .. فقط لا تبتعدي عن مراى بصري  .. ابقي بجانبي

ان كل ثانية اقضيها بعيدا عنك تشعرني بالجنون  .. هدير  .. ” سكت كيوهيون ولم يعد يستطيع الكلام

فقد قاطعته شفتا هدير اللتان اطبقتا على شفتيه لتتلاما معهما بشكل مثالي وتقوده لقبلة ناعمة

وكانما شفاههما قد خلقت تكون مع بعضها  .. بقي هو متصنما في مكانه لا يستطيع استيعاب ماحدث للتو

بينما ابتعدت عنه هي بخجل وهمست له

” وانا احبك ايضا كيوني  .. “

 

 

 

النهاية

——————————————————-

هوووف طويله صح

اتمنى تكونوا استمتعوا بقراءتها  هع

اتمنى ان لا تبخلوا علي بارائكم وانتقاداتكم واقتراحاتكم

فانا اتقبلها برحابه صدر

انيووووو

اشوفكم بخير

Like this story? Give it an Upvote!
Thank you!

Comments

You must be logged in to comment
SJLover1993
#1
Chapter 1: وااااااااااااو بصراحة خقييييييت او ماي قود
أنا ويني عنك من زمان؟؟؟؟؟
وانا بعد ابي كيونا زي هدييير
سو فانتاستك استمرررررري
فايتنغ
TounaFishy
#2
Chapter 1: **_______________________________________________**
<<أنا حاليا غير متوفره بسبب انفجار مشاعري يرجى محادثتي لاحقا>>
ماهازا القمال ايتها القميله
ازا انا حسدت هدير معناتا غيرانه لأني عنجد غيرانه هيهيهيهي
روعه دونقسينغ ايتها الرائعه
حقدت على زوج امها انك الذي وغد يارجل
ياقلبي عليهاهديرو تحاول تبن صلبه مع انها تعاني <<تعالي احنضلك الحين
اما كيونا ياعيني لبى الناس الحنونه انا *يمه فدوه*
لبى قلبك انتي وون شوتاتك القونان
خقيت على القصه ياناس وعقلاتي طارو
حتى صرت احكي بالخليجي والسوري هيهيهيهيهي
لا تحرمينا من هيك ابداعات
انتي التي تستحقين هوغ +بوبو
بإنتظار اشياء قميله تانيه
لاتطولي ياقلبي
انيوووو