إنني هُنا, أنتظر

Description


الكاتبة الأصلية : Nelsiexoxo_16

المترجمة : ولاء عباس.

رابط الرواية الأصلية: هُنا 

*****

لأربعِ سنواتٍ, تساءلَ جونغكوك دائماً عن سببِ رفضِ سانا  المُستمرِ للخروجِ مَعه.
لأربعِ سنواتٍ, كان ينتظرُ دائماً عِندَ خِزانتها, يحملُ لها كُتبها بِدونِ حتى أن يُطلَبَ مِنه ذلك, يطريها دائماً, ويهديها البوكي عندما تساعده في واجباتِ الرياضيات.
بصراحةٍ, لا يعلمُ أينَ تَكمُنُ المُشكلةُ بالضبط, أهو صوتُه؟ شَعرُه؟ مَلابُسه؟ 
يجبُ أن يكونَ هُناكَ شيءٌ خاطئٌ به..
كان هذا, قبل أن توافقَ سانا, أخيراً.

 

Foreword

أخذَ جونغكوك نَفَساً عميقاً, يُجهزُ نفسه عَقلياً بينما يَقفُ في نِهايةِ الرواقِ المُزدحِم. يحتشدُ الطُلابُ أمام خزائنِهم, يتحدثون معَ مَجموعاتِ أصدقائهم متوجهين لمنازلهم, بما أن اليوم المدرسي كانَ قد انتهى.
حيثُ النهايةُ الأخرى البَعيدة, كان بإمكانه رؤيةُ سانا معَ مجموعتها المُعتادة, مومو, نايون, ومينا.
كانت رائعةَ كثيراً للحدِ الذي يضطرُ فيه ليأخذ نَفَساً عميقاً آخر, مُلقياً بيدهِ حيثُ يكونُ قَلبُه, لأنه كانَ ينبضُ بسرعةٍ كبيرةٍ جِداً حتى ظنَ أنه قَد يقفزُ عَن صدره.
" اهدأ.. " تمتمَ.
سارت الفتياتُ نحو خزائنهنّ, ثم تفرقنّ بعدَ بضعِ أحضانٍ وتلويحاتٍ بسيطة. بمجردِ أن فتحت سانا خِزانتها لتضعَ كُتبها بالداخلِ, قررَ جونغكوك ألا يضيعَ ثانيةً أخرى. 
كم من الخطواتِ يأخذُه الأمرُ حتى يصلَ إليها؟ بدا كما لو أنه الأمد, خاصةً في ذلك الرواقِ المُزدحمِ حيثُ يدفعُ نفسه بين الناسِ ويعتذرُ لذاك وذا.
عندما توقفَ فقط بجانبها, تساءلَ إن كان بإمكانها سماعُ كيفَ ينبضُ قلبه بتلك السرعةِ؟ وكيفَ يرتفعُ صدره بتوترٍ, وتتجمعُ كل حبيباتِ العرقِ تلك على جبهته؟
بدا لسانه كما لو أنه مُخدرٌ بداخلِ فمه فجأةً, وعلى ذلك الشعور, تساءلَ أيضاً إن كانت رائحتها دائماً هكذا كالخزامي, أم أنها أولُ مرةٍ؟
" م – مرحباً.. " قالَ بترددٍ.
كانَ مُبتذلاً كثيراً, ولكن العالمَ بأكمله كانَ يطوفُ مِن حوله عندما استدارت سانا لتواجهه, مبتسمةً تلك الابتسامة الصغيرة.
لا يستطيعُ جونغكوك تفسيرَ المشاعرِ التي تفجرت بداخله, وكان يعلمُ جيداً.. بأنه الحُب.
الحُبُ كانَ في الطريقةِ التي تهمسُ بها بتحيتها, في الطريقةِ التي ترتفعُ فيها أطرافُ شفتيها لابتسامةٍ, وكيف عينيها تبدوان كما لو أنهما قادرتان على قراءةِ كلِ ما في عقله ذو الثمانية عشرَ عاماً ذاك.
بشرتها كانت بلا أي شائبةٍ عليها, للحدِ الذي أرادَ فيه أن يمررَ أنامله عليها, ويرى إن كانَ ملمسها حقاً يشبه ملمسَ الفُخار. 
شعرُها كان مُسرحاً في كعكةٍ صغيرةٍ بسيطة مع بعضِ الخصلاتِ التي كانت كالإطار لوجهها, وأرادَ بشكلٍ مستميتٍ لحظتها أن يلتقطَ لها صورةً.
كان سيرغبُ لو يخرجُ الآيفون الخاص به الآن, ولكن الشاشةَ تحملُ العديدَ من الشقوقِ في أكثرِ من منطقةٍ يعجزُ عن حسبتها حتى.
" جونغكوك, ما الخطب؟" تلاقى حاجباها باستغرابٍ.
يا الله.. هذا الصوت.
سَمِعها تُغني من قبل, في عرضِ الربيعِ الذي أقيمَ في السنةِ الدراسيةِ الأولى, ومنذُ لحظتها, شعرَ بأنه للتو بدأ العيش.
في كلِ مرةٍ يتذكرُ فيها أداءها, تتلوى أصابعُ قدمه في حذائه المُخرق حتى ينتهي الأمرُ بتايهيونغ صديقه يرميه بقلمه, لكونه متعاظماً كثيراً.
ليسَ الأمرُ كذلك, إنما هو فقط.. حُب.
تباً, الفتاةُ ارتبكت وأنتَ لا زلتَ لم تحادثها بَعد, فَكرَ.
فوراً, لعقَ جونغكوك شفتيه الجافتين بتوترٍ قبل أن يبتلع ريقه, رابطاً بين يديه.
" كنتُ.. كنتُ كما تعلمين.. كنتُ نوعاً ما أفكر, إن كنتِ.. تعلمين.. إن كنتِ تُريدين.. تعلمين..." 
ضغطَ جونغكوك علي عينيه بقوةٍ, إنه يفسدُ كل شيءٍ حتى قبل أن يبدأ! وهذه التأتأةُ تزيدُ الأمرَ سوءاً!
فلتجمع شتاتَ نفسك, جيون جونغكوك!
" لا بأس. " ضَحِكت ممسكةً بدفترِ العلومِ خاصتها مغلقةً الخزانة.
" خُذ وقتك.."
فتحَ عينيه مُجدداً وأومأ قبل أن ينكسَ برأسه, ثمَ يعيدُ نظره إليها من جديد.
" كنتُ أفكر..." بدأ ببطءٍ.
" حسناً, في الواقعِ كنتُ أتساءل, إن كنتِ تريدين الذهاب معي لمهرجانِ الأضواء الليلة؟ بعدَها, يمكنني أخذكِ لنأكلَ شيئاً, بما أن الطعامَ مهمٌ جداً, وبما أنني لا أريدُ أن تتضوري جوعاً, ثم بعدها لو أمكن, نذهبُ لمشاهدةِ فيلمٍ ما, أو شيءٍ كهذا.."
بدت تلك اللحظةُ أكثرُ لحظةٍ مُدمرةٍ للأعصاب في حياته. 
بمجردِ أن قال مُراده, نَدِمَ على ما قاله فوراً, وبدأ عقلياً يجهزُ نفسه ليُرفض, مُجدداً.
يعلمُ بأن الرفض قادم, يعلم
..

ما الذي سيختلفُ الآن عن الأربعِ السنواتِ السابقة التي سألها فيهنّ؟ ما الذي سيجعلُ مهرجان الأضواءِ مُميزاً كثيراً هكذا؟!

" سأحبُ ذلك! " 
إن كان ما يُعاشُ حالياً, مسلسلٌ كرتوني, لكانت أعينُ جونغكوك خرجت من محاجرها وتدحرجت على الأرضِ مع صوتٍ تأثيرٍ درامي متبوع.
غصَّ جونغكوك بلعابه وترنحَ للخلفِ بصدمةٍ بينما تبتسمُ له سانا ابتسامةً كبيرة.
لا يُمكنُ بأن يكونَ هذا واقعياً..
" مُجدداً؟ "
أدارت عينيها بسخريةٍ قبل أن تكزه بدفترها.
" قلتُ لك حسناً, في الواقعِ أردتُ الذهابَ لهناك. يبدو الأمرُ مُشوقاً."
" انتظري لحظةً.."
 رفعَ جونغكوك إصبعه, ووضع اليدَ الأخرى على صدره متفقداً نبضاته, ثم أخذَ ثلاثة أنفاسٍ متتاليةٍ عميقة, وأخيراً تحسسَ جبهته.
" أنني متفاجئٌ من كوني لا أزالُ على قيدِ الحَياةِ في الواقع.. ظننتُ بأنني سأموتُ عندما سأسمعكِ تتفوهين بهذه الكلمات!"
انفجرت سانا ضاحكةً راميةً رأسها للوراءِ وهي ترفعُ يدها لتغطي فمها, بينما جونغكوك فقط يُشاهدُها.
كانَ صادقاً بشأنِ ما قاله عن الموتِ معَ ذلك.
" إنك غبيٌ جداً, جونغكوك. " 

****

** الرواية من ترجمتي وليست من كتابتي **

 

Comments

You must be logged in to comment
No comments yet